خاصأبرزرأي

تقرير “تلغراف” حول المطار .. تجارة اسرائيلية خاسرة

حسين زلغوط
خاص: موقع رأي سياسي

ليست المرة الأولى التي يتعرض لها مطار بيروت لحملات مفبركة على شاكلة تقرير صحيفة “التلغراف” البريطانية في شأن تخزين “حزب الله” السلاح في مطار رفيق الحريري الدولي.
فقد سبق أن اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 29 أيلول 2020،” حزب الله” بامتلاك مصنع أسلحة سري بالقرب من مطار بيروت، ففي خطاب ألقاه من القدس وبثّ أمام الجمعية العامة للأمم المتّحدة في نيويورك، عرض نتانياهو ما زعم انه خريطة لمصنع أسلحة سري في حيّ الجناح في الضاحية الجنوبية لبيروت، قرب مطار بيروت ، لافتاً الى أنّ المصنع يقع على بعد خمسين متراً من محطة وقود وشركة للغاز.
هذه المزاعم لرئيس حكومة العدو الاسرائيلي استدعت رداً من الامين العام لحزب الله حسن نصر الله آنذاك حيث اكد اننا لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا بجانب محطة غاز ونعرف جيدا اين نضع صواريخنا.
هذا السيناريو الاسرائيلي عن تخزين “حزب الله” اسلحة وصواريخ له في المطار تكرر هذه المرة انما عبر صحيفة “تلغراف ” البريطانية التي استندت في معلوماتها الى اشخاص قالت انهم يعملون في مطار بيروت، في دلالة واضحة على هزالة الفبركة التي تهدف الى تحقيق هدفين: الاول اعطاء الذريعة لاسرائيل لضرب مطار بيروت الدولي في حال تدحرجت المواجهات العسكرية في الجنوب الى حرب واسعة، والهدف الثاني هو احداث بلبلة من شأنها ضرب الموسم السياحي “الواعد” وفق تقديرات كل من يعمل في القطاع السياحي، اضافة الى زيادة الشرخ بين اللبنانيين حيث للأسف سارعت جهات لبنانية الى التماهي مع خبرية تخزين اسلحة في المطار واخذتها على محمل الجد مستخدمة ذلك منصة للتصويب على “حزب الله” في اطار الاشتباك السياسي القائم.
صحيح ان تقرير الصحيفة البريطانية أحدث بلبلة محدودة في الساعات الاولى لنشره، حيث وصل الأمر الى تفكير العديد من الوافدين اللبنانيين لتمضية عطلة الصيف بالمغادرة خوفا من حصول تطورات عسكرية مع قابل الايام تؤدي الى الحؤول دون مغادرتهم لبنان، وكذلك الحال بالنسبة للذين يودون المجيء الى لبنان في الاسابيع المقبل، حيث بدأت بعض وسائل الاعلام ومن دون الاستناد الى اية معطيات حسية الترويج الى ان الآلاف من اللبنانيين وغير اللبنانيين يودون الغاء حجوزاتهم، ولكن كل هذا تبين انه غير صحيح وانه بعيد كل البعد عن الواقع، لا سيما بعد ان نفى الاتحاد الدولي للنقل الجوّي “أياتا” ان يكون قد زود الصحيفة البريطانية بأية معلومات تتعلق بالتقرير الذي نشر، وتأكيد الاتحاد بأنه غير معني بالشق الأمني في مطار بيروت، ومسارعة الصحيفة المذكورة الى حذف الفقرة المتعلقة بالاتحاد وهو ما اشار الى عدم المصداقية ووجود غايات هدفها فقط الاساءة الى سمعة لبنان.
ومن خلال اجراء الكثير من الاتصالات مع وكالات السياحة والسفر، تبين ان التقرير الذي اوردته “التلغراف” لم ينعكس على أرض الواقع إلغاءً أو تأجيلاً، إذ لا تزال الحجوزات على حالها، إن من قبل اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج أو من الجالية العربية، وان هناك قلة قليلة حاولت تأخير حجز المجيء الى لبنان وليس الإلغاء بالكامل.
لكن خطورة التقرير تكمن في ان الجهات التي فبركته اختارت توقيتاً حساساً جدا في ظل مخاوف من توسعة الحرب، وهو ما ولّد قناعة لدى الكثير من اللبنانيين بأن الموساد الاسرائيلي هو من ورط الصحيفة البريطانية وقد اختار نشره الان لاحداث بلبلة داخلية، والقيام بحملة ترويجية تهدف إلى تحريض العالم ضد مطار بيروت، ومن خلاله ضد “حزب الله” لكن بالتأكيد لن يحقق أي من أهدافه وسيكون بمثابة التجارة الخاسرة التي جاءت في سياق الحرب النفسية التي تحاول اسرائيل من خلالها الضغط على الشعب اللبناني بكل اطيافه.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى