أبرزرأي

زيارة ماكرون بيروت غداً مفتاح عبور المجتمع الدولي لمساعدة لبنان

حسين زلغوط
خاص – موقع “رأي سياسي”

في دلالة واضحة على أن لبنان بدأ بالعودة ليأخذ موقعه في دائرة الاهتمام الدولي من الباب الواسع ، هو امتلاء اجندة المسؤولين بالمواعيد التي تحدد لأكثر من مسؤول عربي ودولي قبل وبعد تأليف الحكومة العتيدة للوقوف على متطلبات لبنان بعد الأزمة الاقتصادية التي تعصف به منذ سنوات، وبعد ما حل به من خراب ودمار نتيجة الحرب الاسرائيلية عليه والتي امتدت لـ66 يوماً.
فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيصل بيروت غدا، وبعده يوم السبت الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، وكان زارها وزير خارجية إسبانيا خوسية مانويل الفاريس امس على رأس وفد. واذا كانت هذه الزيارات تأتي تحت عنوان تأييد تطبيق القرار 1701 والاستمرار في وقف إطلاق النار الذي يجب أن يتحول إلى اتفاق دائم، فان الرئيس ماكرون سيؤكد خلال وجوده في بيروت على مدى التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدة أراضيه وسيكون لزيارته التي سيرافقه فيها وزيرا الدفاع سيبستيان لو كورنو والخارجية جان نويل بارو والمبعوث الرئاسي جان ايف لودريان، اهدافاً اضافية منها ما يتعلق بالحث على تأليف الحكومة بسرعة واستكمال انتظام عمل المؤسسات التي بدأت بانتخاب رئيس للجمهورية ، والبحث بامكانية عقد مؤتمر دولي تستضيفه فرنسا او يعقد في بيروت اذا سنحت الظروف ، لتقديم ما يمكن من مساعدات لكي يقف لبنان على رجليه من جديد ، خصوصا وأن المعلومات تؤكد بأن الولايات المتحدة الاميركية اعطت الضوء الأخضر للانفتاح الدولي على لبنان وضرورة انجاح العهد الجديد ، الذي يؤمل ان يكون قادرا على تنفيذ ما تضمنه خطاب القسم الذي لاقى ترحيبا كبيرا من المجتمع الدولي وتحديدا من واشنطن.
ويؤكد مصدر نيابي لموقع “رأي سياسي” أن هناك فرصة حقيقية للبنان ليظهر للعالم أن الدولة باتت قادرة على ضمان سيادتها على مجمل أراضيها، وهذا ما أشار إليه الرئيس جوزف عون في خطابه أمام امجلس النواب بعيد انتخابه، كما أكده رئيس الحكومة نواف سلام في تصريحاته بعد تكليفه تأليف حكومة العهد الاولى، ثم إن فرنسا، تريد من خلال زيارة رأس الدولة فيها ووزراء في حكومته أن تؤكد مواكبتها للدولة اللبنانية ومساعدتها في تنفيذ خطة إصلاح الاقتصاد التي تمر أولاً باتفاق مع صندوق النقد الدولي مع دعم دولي مشروط بإعادة إحياء الاقتصاد اللبناني واستعادة الثقة الدولية بلبنان.
وسيركز الرئيس الفرنسي في مباحثاته مع المسؤولين وفق المصدر النيابي على كيفية مساعدة المجتمع الدولي والاشقاء العرب لبنان على اعادة اعماره ، علما ان المملكة العربية السعودية ومعها دول عربية اخرى لن يبخلوا في ان يتحملوا الحصة الأكبر في هذا المجال وهم لطالما وقفوا الى جانب لبنان الممتدة منذ عدة عقود، سيما وان العهد الجديد يطمئن الدول التي ستساعد لبنان من ان هذه المساعدات ستذهب الى مكانها المناسب ولا مجال بعد للهدر والسرقات كما كان يحصل في مراحل سابقة.
وفي رأي المصدر ان عجقة وفود عربية ودولية ينتظرها لبنان، في اطار عرض المساعدة على شتى الصعد ، وهو ما يعني ان الفرصة الموجودة الآن لن تتكرر وعلى لبنان الاستفادة منها للخروج من أزماته المتعددة ، وان لا يخل المسؤولين فيه مجددا في زواريب المصالح الضيقة، فالمنطقة برمتها قادمة على متغيرات جذرية وعلى لبنان ان يعرف كيف يتعامل منها والا سيكون ثمن ذلك باهظا ولا قدرة لديه على تحملها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى