هل تدفعُ الرياضة مجدداً ثمن الأوضاع المتأزمة السائدة؟
كتب جورج الهاني في صحيفة نداء الوطن.
لم تعد الرياضة طبقاً رئيساً على سفرة المائدة اللبنانية اليوم، حيث تربّعت الأحداث العسكرية في قطاع غزّة وعلى الحدود مع إسرائيل، وما يرافقها من مواقف تصعيدية دراماتيكية، وحيدة على رأس الطاولة، تاركة الإستحقاقات الرياضية المحلية على الهامش، وذلك في ظلّ مخاوف من أن يتمّ تجميد كافة الأنشطة والبطولات الرسمية والودّية في حال تطوّرت الأمور الميدانية نحو الأسوأ في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة.
قد يكون من حسن الحظّ أن موسمَي كرة السلة والكرة الطائرة لم ينطلقا بعد، حيث تُرفع الستارة عن البطولة الأولى يوم الخميس المقبل من ملعب أنطوان الشويري ستاديوم في نادي غزير بين فريقي الحكمة والأنطوني بعبدا، في حين من المرتقب أن تبدأ بطولة الكرة الطائرة في الخامس من كانون الأول المقبل بين فريقي الأنوار بطل لبنان والمشعل كوسبا الصاعد حديثاً الى الدرجة الأولى، بينما يُستأنف الدوري اللبناني لكرة القدم في نهاية الأسبوع الجاري بعد توقف دام نحو شهر كامل بسبب تحضيرات منتخب لبنان للرجال للتصفيات المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، علماً أنّ إتحاد كرة القدم أرجأ جميع بطولات الفئات العمرية في الأسبوعَين الأخيرَين بسبب الظروف السائدة.
وعلى عتبة الأيام والأشهر القليلة التي تفصلنا عن منافسات كرة السلة وكرة القدم والكرة الطائرة، وهي الألعاب الثلاث التي تُعتبر بمثابة «السيبة» التي ترتكز عليها الرياضة اللبنانية، يبقى السؤال المُقلق الذي يدور في أروقة وكواليس الإتحادات، ولا سيما إتحاد كرة السلة، ماذا سيكون مصير اللاعبين الأجانب في صفوف الأندية التي رصدت وتكبّدت مبالغ طائلة من أجل ضمّ أبرز هؤلاء الى فرقها سعياً لإحراز اللقب، وجميعهم تقريباً من الولايات المتحدة الأميركية الذين يلتزمون بشكل كبير بقرارات ومواقف حكومتهم المتتالية بوجوب مغادرة لبنان على وجه السرعة أو إعادة النظر في السفر إلى بيروت في حال تمادي القصف المدفعي والغارات الجوية وإنتشار رقعة الإضطرابات الأمنية، مع الإشارة الى أنّ اللاعبين الأميركيين يشترطون عند توقيع عقودهم بالإحتفاظ بجوازات سفرهم وعدم تسليمها الى إدارات أنديتهم، أما معظم لاعبي كرة القدم الأجانب في صفوف الأندية فيحملون الجنسية الأفريقية التي لا تصدر في الإجمال بيانات متشدّدة مماثلة، في حين لا يزال غالبية أجانب الكرة الطائرة مجهولي الهوية حتى الآن بسبب وجود متّسع من الوقت، ويُرجّح أن تكون أكثريتهم من القارتَين الأوروبية والأميركية الجنوبية.