الذكاء الاصطناعي يدخل على خط النوم… كيف يحسّن جودته؟
أصبح الذكاء الاصطناعي يستخدم في تطوير الأدوية والجراحة والمشورة الطبية، وحديثاً أصبح يساعد الناس على تحسين نوعية نومهم، حسب تقرير لشبكة «فوكس نيوز».
نشرت لجنة الذكاء الاصطناعي في طب النوم، وهي جزء من الأكاديمية الأميركية لطب النوم، مؤخراً، ورقة بحثية تسلط الضوء على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في مجال طب النوم.
ونظرت اللجنة في كيفية مساعدة الذكاء الاصطناعي في ثلاثة مجالات: التطبيقات السريرية، وإدارة نمط الحياة، وصحة السكان.
كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين النوم؟
تتضمن التطبيقات السريرية استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص وعلاج اضطرابات النوم، بينما تركز إدارة نمط الحياة على استخدام تكنولوجيا المستهلك لتتبع بيانات النوم.
أيضاً فيما يخص صحة السكان، تكشف تقنية الذكاء الاصطناعي عن نهج جديد للصحة العامة فيما يتعلق بالنوم، وفقاً للدكتورة أنوجا بانديوبادياي، رئيسة لجنة الذكاء الاصطناعي في طب النوم في مستشفى «رايلي» للأطفال.
وقالت بانديوبادياي في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، إن «نوعية النوم وكميته ضروريتان لصحة جيدة. بوصفنا أطباء طب النوم، أوصينا بذلك لسنوات، ولكن النوم غالباً ما يكون أول شيء يجب التضحية به لتوفير الوقت لمصالح أخرى».
وأشارت بانديوبادياي إلى أن المرضى لم يتمكنوا لسنوات من الوصول إلى أدوات لتتبع نومهم أو عادات نومهم، مما جعل من الصعب على الأطباء الحصول على البيانات التي يحتاجونها لتقييم نوعية وكمية النوم.
وأشارت إلى أنه «مع ظهور الذكاء الاصطناعي، لدينا الآن القدرة على تتبع النوم وتحديد الأنماط والتعرف على التغيرات في المعايير الفسيولوجية الأخرى التي يمكن أن تبلغ الطبيب إذا كان هناك شيء غير صحيح».
وأضافت: «في الوقت نفسه، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تساعد المرضى على تتبع نومهم وفهم عادات نومهم بطريقة أفضل، وتمكينهم من إجراء تغييرات إيجابية لمصلحتهم الخاصة».
6 أمثلة لعمل الذكاء الاصطناعي على نوم أفضل
شاركت بانديوبادياي بعض الأمثلة المحددة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحسين وقت ونوعية النوم.
1 – مراقبة شخصية للنوم
وقالت بانديوبادياي للشبكة: «يمكن للأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مراقبة أنماط النوم بشكل أكثر دقة من خلال التكنولوجيا القابلة للارتداء والأجهزة الذكية. يمكنهم تحليل البيانات مثل الحركة ومعدل ضربات القلب والتنفس لتقديم رؤى تفصيلية حول جودة النوم».
2 – تشخيص اضطراب النوم
وأشارت الخبيرة إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في تشخيص اضطرابات النوم مثل الأرق، وانقطاع التنفس في أثناء النوم والخدار من خلال تحليل مجموعات كبيرة من البيانات من دراسات النوم بشكل أكثر كفاءة من الطرق التقليدية.
3 – توصيات النوم
وقالت بانديوبادياي: «يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم توصيات نوم مخصصة بناءً على أنماط النوم الفردية وأنماط الحياة والبيانات الصحية. ويمكن أن يشمل ذلك نصائح حول أوقات النوم المثالية وأساليب الاسترخاء».
4 – التحليلات التنبؤية
يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بمشاكل النوم المحتملة من خلال تحليل الأنماط واتجاهات البيانات، مما يسمح للناس باتخاذ تدابير وقائية قبل أن تصبح المشاكل حادة.
5 – بيئات النوم الذكية
وأشارت بانديوبادياي إلى إمكانية دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة المنزل الذكي لخلق بيئات مواتية لنوم أفضل. وقد يتضمن ذلك توصيات لضبط الإضاءة ودرجة الحرارة والصوت بناءً على دورات النوم الفردية.
6 – تكامل الصحة النفسية
وبالنظر إلى الارتباط القوي بين النوم والصحة العقلية، أوضحت بانديوبادياي أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد من خلال توفير رؤى صحية شاملة ودمج بيانات النوم مع تقييمات الصحة العقلية، لتقديم حلول صحية شاملة.
المخاطر والقيود المفروضة على استخدام الذكاء الاصطناعي للنوم
وفي حين ثبت أن التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يساعد البشر على تحسين المهام والوظائف اليومية، فإن الخبراء يحضون على توخي الحذر.
وقالت بانديوبادياي: «إنها لا تزال خوارزمية معقدة تتطلب تدريباً وإشرافاً كافيين. سيكون من السذاجة افتراض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مستقلاً ويحل محل الخبرة السريرية».
وأشارت الخبيرة إلى أن جميع اضطرابات النوم مختلفة، مع وجود اختلافات في الأعراض والاستجابات للعلاجات المختلفة، مؤكدة أنه ليس حلاً واحداً يناسب الجميع. وبالتالي، فإن الاعتماد فقط على خوارزمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشخيص الاضطرابات المعقدة قد لا يكون فكرة جيدة.