أفلام أنقذت المسيرة المهنية لأبطالها.
ما النجومية في هوليوود سوى يوم لك ويوم عليك.
فحتى ألمع الممثلين يمرون بسنين عجاف – وغالباً، يطل الغد برأسه وقد انطفأ نجم اليوم وما عاد له مكان على الساحة.
لكن أحياناً، قد يأتيه مشروع جديد، إن حالفه الحظ، ويقلب الموازين لصالحه.
يعد روبرت داوني جونيور من أشهر الممثلين الذين وصلت مسيرتهم في التمثيل إلى غياهب النسيان، قبل أن يعود ليشق طريقه إلى القمة، لكن هذا حصل مع كثر غيره كذلك، مثل كيانو ريفز وجايمي لي كيرتيس وبراندن فرايزر.
وفي بعض الأحيان، يختفي الممثلون عن الشاشة كلياً خلال فترة الركود، ومنهم مثلاً نجم أفلام إنديانا جونز، كي هوي كوان، الذي تخلى عنه قطاع السينما لعقود.
وأحيان أخرى، يستمر الممثلون بالعمل خلال هذه الفترة، ويسخرون طاقتهم في مشاريع أقل ومستوى لا تظهر فيه مواهبهم الكبيرة كما يجب.
نعرض من ثم قائمة بـ19 ممثلاً وممثلة عاشوا انحداراً في مسيرتهم المهنية – والأفلام التي أنقذتهم.
لورين باكال – جريمة في قطار الشرق Murder on the Orient Express
بعد سطوع نجمها كأسطورة خلال العصر الذهبي لهوليوود، تعرقلت مسيرة باكال المهنية خلال فترة منتصف العمر بسبب عوامل عدة – من بينها سمعتها بأنها صعبة المراس في العمل – واختفت عن الشاشة الكبيرة كلياً لمدة ثمانية أعوام بين 1966 و1974. وجاءت انطلاقتها الثانية على يد سيدني لوميت وفيلم المحقق بواريه المقتبس عن رواية “جريمة في قطار الشرق”، واستمرت في تحقيق النجاح فمثلت في أفلام شهيرة مثل “بؤس” Misery و”ولادة” Birth في وقت لاحق من حياتها.
جايمي لي كيرتيس – هالوين Halloween
اعتبرت كيرتيس من أبرز وجوه أفلام “ملكات الصراخ” scream queens [نوع من الأفلام يجمع الرعب والكوميديا] في المجال خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بفضل الأدوار التي أدتها في أفلام مثل هالوين و”الضباب” The Fog، لكن هذه الأدوار اختفت تدريجاً مع مرور السنوات وتقاعدت كورتيس لفترة وجيزة من التمثيل في بداية الألفية الثانية، لكن الجزء الثاني من فيلم هالوين أعادها إلى الأضواء ووضعها على مسار أفلام بارزة انتهت بفوزها بالأوسكار عن دورها في فيلم “كل شيء في كل مكان في آن واحد” Everything Everywhere All at Once.
روبرت دي نيرو- المعالجة بالسعادة Silver Linings Playbook
شهد العقد الأول من الألفية الثانية تراجعاً في أعمال دي نيرو الذي يعتبر من أهم الممثلين على الإطلاق، لدرجة أن اسمه أصبح مرادفاً للأفلام الأقل مستوى وجهداً، لكن أداءه في الدور الثانوي المسند إليه في فيلم ديفيد أو. راسل، المعالجة بالسعادة، مع جنيفر لورانس وبرادلي كوبر حصل على أفضل التقييمات من النقاد، واستحق بفضله أول ترشيح للأوسكار منذ فيلم “خليج الخوف” Cape Fear عام 1992. وعلى رغم إخفاق أعمال له بين الفينة والأخرى، استمر دي نيرو وأحرز إنجازات كبيرة من خلال عمله في فيلمي مارتني سكورسيزي، “الإيرلندي” The Irishman، و”قتلة زهرة القمر” Killers of the Flower Moon، اللذين يعدان من أهم أعماله.
روبرت داوني جونيور “قبلة قبلة فرقعة فرقعة” Kiss Kiss Bang Bang
ذاع صيت داوني جونيور السيئ بسبب إدمانه وتصرفه المتقلب في مواقع التصوير لدرجة أنه لم يعد يؤتمن إسناد دور له مع بداية الألفية الثانية، لكن دوره في كوميديا شاين بلايك عام 2005 له الفضل الأكبر في تمكن النجم الذي تغلب على إدمان الكحول من جديد أن يعيد بناء سمعته – وبعد الدور المسند إليه في سلسلة أفلام الرجل الحديدي Iron Man، أصبح من أكبر وأنجح نجوم هوليوود مالياً.
كولين فاريل – في بروج In Bruges
حقق كولين فاريل النجاح في بداية مسيرته الفنية، إنما عانى من أجل إقناع الجمهور بأنه ممثل من العيار الثقيل، فتشكلت حوله سمعة بأنه نجم هوليوودي محبوب ومحاط بالفضائح، لكن ذلك تغير بعد فيلم الكوميديا السوداء والجريمة، “في بروج”، للمخرج مارتين مكدوناه، وقد قدم فاريل فيه أداء على مستوى عال من الإبداع، اعتاد بعدها على تقديمه في السنوات اللاحقة. وقال فاريل لاحقاً عن الفيلم “كان “في بروج” – على الصعيد الشخصي والإبداعي وكل ذلك – نقطة تحول كبرى بالنسبة إليَّ”.
براندن فرايزر – الحوت The Whale
بعد أدائه أدوار البطولة، تحطمت مسيرة فرايزر الفنية بسبب قوى خارجة عن إرادته، واختفى بشكل تام تقريباً عن الشاشة طوال العقد الماضي، لكن خلال السنتين الماضيتين، عاد بقوة وسط احتفاء كبير- فدوره في فيلم “الحوت” لدارين أرونوفسكي، الذي غير فيه شكله وحاز بسببه على الأوسكار، رسخ وجوده من جديد كقوة عظيمة على الساحة.
هيو غرانت – بادينغتون 2 (Paddington 2)
خلال تسعينيات القرن الماضي، تمكنت مسيرة غرانت اللامعة من تخطي فضيحة جنسية كبيرة وعار فيلم “ميكي ذو العينين الزرقاوين” Mickey Blue Eyes، لكن مع مرور السنوات، سار على طريق مسدود من الرداءة ولم يبذل الجهد المطلوب في أدواره في أفلام مثل “إعادة الكتابة” The Rewrite، قبل أن يعود لبناء سمعته كنجم مخضرم وأكبر سناً. كانت البداية عام 2016 مع الأوبرا الدرامية “فلورانس فوستر جنكينز” Florence Foster Jenkins، لكن دور الشرير في فيلم الأطفال الساحر والمحبوب “بادينغتون 2” هو ما أعاد إطلاق مسيرته الفنية وعاد عليه بترشيح مفاجئ لجائزة البافتا في 2018.
مايكل كيتون – الرجل الطائر Birdman
يلعب كيتون في هذا الفيلم الجريء الذي يبدو كأنه “لقطة واحدة” دور ممثل تنهار مهنته وفيه نقاط تشابه غريبة به – يقبل بالتمثيل في اقتباس مسرحي طموح لقصة ريموند كارفر. أعاد هذا الفيلم الحائز على جائزة أوسكار لأفضل فيلم إطلاق مسيرة كيتون، فعاد نجم “عصير الخنفساء” Beetlejuice، للتمثيل في كل المشاريع، بدءاً من الأفلام ذات الإيرادات المذهلة مثل “الرجل العنكبوت: العودة للوطن” Spider-Man: Homecoming، إلى مسلسلات حائزة جائزة إيمي، مثل “دوبسيك” Dopesick.
ماثيو ماكونهي – محامي اللينكولن The Lincoln Lawyer
قلة من الممثلين عرفوا تغيراً جذرياً، كالذي حققه ماثيو ماكونهي، نجم أفلام الكوميديا العاطفية الذي استخف به كثيراً بعد أن اتجه نحو التمثيل “المحترم” خلال فترة سميت “ماك نهضة” McConnaissance، لكن قبل أن ينفذ مشاريع مثل “نادي دالاس للمشترين” Dallas Buyers Club، و”بين النجوم” Interstellar، مثل ماكوناهي في فيلم الإثارة القانوني، “محامي اللينكولن”، الذي أكد مهاراته في بطولة الأعمال الدرامية.
ليزلي نيلسن – طائرة Airplane
إن فيلم الكوميديا الفوضوي للأخوين زاكر، “طائرة!” الذي طرح عام 1980، لم ينقذ مهنة نيلسن بقدر ما غيرها كلياً: حتى ذلك الوقت، لعب الممثل أدواراً درامية، حتى إنه مثل في فيلم الكارثة “مغامرة بوسيدون” The Poseidon Adventure، لكن ما فعله “طائرة!” هو اكتشاف قدرته الفطرية على التمثيل الكوميدي بوجه جامد، ومن هنا انطلقت مهنته في احتراف الكوميديا.
كي هوي كوان- كل شيء في كل مكان وفي آن واحد Everything Everywhere All at Once
تلاشت مسيرة كوان، أحد “الرجال المنسيين” الحقيقيين في هوليوود، بعد اشتهاره كممثل خلال طفولته في “إنديانا جونز ومعبد الهلاك” Indiana Jones and the Temple of Doom، فانتقل إلى تصميم ألعاب المجازفة بعد معاناة من أجل الحفاظ على وجوده أمام الكاميرا، لكن فيلم دانيل كوان ودانيل شاينرت الذي يجمع أنواعاً سينمائية عدة أعاده إلى الأضواء عام 2022، فحاز أوسكار عن أفضل دور ثانوي. وخلال هذه الفترة القصيرة التي تفصلنا عن صدور الفيلم، حصل على مشاريع كبيرة عدة منها دور رئيس في مسلسلة “أميركي مولود صيني” American Born Chinese ودور ثانوي في فيلم “لوكي” Loki لمارفل.
كيانو ريفز – جون ويك John Wick
على رغم تمثيله في أفلام ذات تأثير متماد في تسعينيات القرن الماضي – “ماتريكس” و”سرعة” Speed و”نقطة فاصلة” Point Break – تراجع الطلب عليه في بداية الألفية الثانية بسبب سلسلة من الإخفاقات التجارية، لكن الممثل، الذي ظلم بسبب السخرية من أدائه بعض الجمل، عاد للقمة عام 2014 بدوره في فيلم التشويق جون ويك. بعد ثلاثة أجزاء من ذلك الفيلم أصبح أحد أهم المواهب على الشاشة وأكثرها مدعاة للاحترام.
راين رينولدز- ديدبول Deadpool
على مدى سنوات طوال، بدا كأن هوليوود عازمة على إنجاح راين رينولدز وإشهاره، من دون أن يتحقق مرادها، إذ لم يقدم الممثل الكندي أداء فوق العادة في أفلام كبيرة مثل “الفانوس الأخضر” Green Lantern، ولا في “آر آي بي دي” RIPD، لكن الحظ ابتسم له حين وقع عليه الاختيار لكي يؤدي دور “ديدبول” الصبياني سليط اللسان في الفيلم الذي أصدرته مارفل عام 2016 والمصنف للكبار. كان هذا هو الدور الذي حول الممثل إلى أحد ممثلي البطولة الرئيسين في الأفلام المحبوبة الساخرة.
إدوارد جي روبنسون – ثقب في الرأس A Hole in the Head
نسف تصنيف مكارثي [السيناتور الأميركي جو مكارثي كان يلاحق ويضطهد وكثيراً من دون أسس واقعية الأشخاص الذين يزعم أنهم ذوو ميول شيوعية] في خمسينيات القرن الماضي الذي وضع بعض الأسماء على القائمة السوداء مهن ممثلين عظماء كثر، ومنهم أسطورة هوليوود القديمة إدوارد جي روبنسون. بعد فترة من العزلة واختيار أدوار صغيرة في مشاريع مختلفة، عاد روبنسون إلى الواجهة عام 1959 مع الفيلم الكوميدي “ثقب في الرأس” الذي فتح عليه أبواب حقبة جديدة.
ميكي رورك – مدينة الخطيئة Sin City
بعد أن عرف عنه بأنه بطل خشن، خفت نجم رورك في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الثانية، قبل أن ينعشه دور في التصوير الكوميدي لمدينة الخطيئة. في غضون سنتين، عاد التألق إلى مسيرته المهنية بفوزه بالأوسكار عن فيلم “المصارع” The Wrestler. مع أنه ما عاد ظاهراً كثيراً من ذلك الوقت، إلا أن إحياء مسيرته المهنية عندها كان أمراً لافتاً.
واينونا رايدر- البجعة السوداء Black Swan
بعدما حفرت حضورها الساحر على الشاشة، تلاشى نجم واينونا رايدر الذي سطع في تسعينيات القرن الماضي من خلال بعض الأفلام – مثل “إدوارد ذو أيادي المقصات” Edward Scissorhands، و”لدغات الواقع” Reality Bites، و”عصر البراءة” The Age of Innocence وغيرها – في أوائل القرن الـ21، وأحد الأسباب هو التغطية الإعلامية السيئة عنها في الصحف الصفراء، لكن أداءها القوي في الدور الثانوي في دراما الباليه السوداء “البجعة السوداء”، أسهم في تغيير الوضع، وعادت رايدر على الساحة بقوة بعد دورها التالي في مسلسل “أشياء أكثر غرابة” Stranger Things الذي أنتجته “نتفليكس”.
جون ترافولتا – خيال رخيص Pulp Fiction
اضمحلت المسيرة المهنية لممثل “غريس” Grease خلال ثمانينيات القرن الماضي- إلى أن قال له كوينتن تارانتينو “أنت من أريده” [في إشارة إلى كلمات الأغنية الشهيرة في فيلم “غريس”] وأعطاه دوراً في فيلمه الثاني “خيال رخيص”. أعاد أداء ترافولتا بدور رجل العصابات فنسنت فيغا، تنشيط مسيرته المهنية وأكسبه ترشيحاً مفاجئاً للأوسكار.
ريس ويذرسبون – البرية Wild
كان من المتوقع أن ينحسر نجم ويذرسبون حدى المراحل: فقد بلغت ممثلة “شقراء قانونياً” Legally Blonde النجومية في شبابها، وفازت بأوسكار في العشرينيات من عمرها (عن فيلم السير على الخط Walk the Line) لكن بعد فوزها بالأوسكار، تعرقلت مسيرتها ومرت الممثلة بسلسلة من الإخفاقات، لكن عام 2014 مثلت في فيلم “البرية” الذي رشح لجائزة الأوسكار، وهو فيلم درامي مؤثر عن العودة إلى أحضان الطبيعة، حصلت ويذرسبون على أثره على بعض أفضل التقييمات لأدائها في مسيرتها المهنية. تغير الوضع منذ ذلك الوقت وويذرسبون تتربع اليوم على عرش إمبراطورية إعلامية تقدر قيمتها بأكثر من 400 مليون دولار.
رينيه زيلويغر – “طفل بريدجت جونز” Bridget Jones’ Baby
في مطلع الألفية الحالية، كانت زيلويغر في القمة: أسهم فيلما “مفكرة بريدجت جونز” Bridget Jones’s Diary، و”شيكاغو” Chicago، في تحويلها إلى اسم تعرفه كل الأسر، فيما حصلت على جائزة الأوسكار الأولى لها عن فيلم “جبل بارد” Cold Mountain، لكن التراجع في فرص العمل أدى إلى فترة انقطاع تامة بدءاً من عام 2010. وما أعاد إحياء مسيرتها المهنية هو ثالث أفلام بريدجيت جونز، فعودتها إلى الدور الذي اشتهرت به فتح الباب أمام المشاركة في مشاريع قوية أخرى منها “جودي” Judy عام 2019 التي أحرزت عنه أوسكار عن أفضل دور ثانوي.