أرمينيا تتهم أذربيجان أمام «العدل الدولية» بالتطهير في كاراباخ
اتهمت أرمينيا، أمس الثلاثاء، أذربيجان أمام محكمة العدل الدولية بأنها مارست تطهيراً عرقياً في منطقة ناغوني كاراباخ، معلنة في الوقت نفسها أنها مصممة على تحقيق سلام مع جارتها في القوقاز. وبدأ البلدان الجاران والعدوان في منطقة القوقاز، أسبوعين من المداولات أمام المحكمة التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقراً لها، على خلفية اتهامات متبادلة بارتكاب أعمال تطهير عرقي في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود، في وقت تتزايد التوترات العسكرية بينهما بشكل يضعف الآمال بتحقيق سلام مستدامٍ.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين، في تسعينات القرن الماضي وفي 2020، للسيطرة على جيب ناغورني كاراباخ الذي استعادته قوات باكو في سبتمبر 2023 واضعة بذلك حداً لحكم انفصالي أرميني استمر ثلاثة عقود. وخلال العملية العسكرية التي امتدت يوماً واحداً، سيطرت أذربيجان على الإقليم، ما دفع الغالبية العظمى من سكانه الأرمن، أي نحو 100 ألف من أصل السكان البالغ عددهم 120 ألفاً، إلى النزوح نحو أرمينيا.
وقال ممثل الحكومة الأرمنية ييغيش كيراكوسيان متوجهاً إلى القضاة: «بعد سنوات من التهديد بذلك، استكملت أذربيجان التطهير العرقي في المنطقة». وأضاف أن باكو تعمل الآن على ترسيخ ذلك بمحو كل آثار وجود العرق الأرمني بشكل منهجي، بما في ذلك التراث الثقافي والديني الأرمني. وأشار كيراكوسيان إلى أن قرابة مئتي أرمني ما زالوا في عداد المفقودين، بعد النزوح الجماعي الذي تسبب في فوضى على الطريق المؤدي إلى ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بالجيب الانفصالي.
ونفت باكو بشدة الاتهامات بتطهير عرقي، قائلة إن لدى الأرمن الحرية في العودة إذا وافقوا على العيش تحت الحكم الأذربيجاني.