حوار المنامة… وأحداث المنطقة والعالم
كتب د. سالم بن أحمد باتميرا في صحيفة السياسة.
تزداد التوترات على مستوى الكرة الارضية، والحروب والصراعات والأزمات المتلاحقة، مالية واقتصادية وصحية، ولم تبق دولة الا ولها تحركات لوقف جماح هذه الإشكاليات، بأي طريقة كانت من خلال منتديات او مؤتمرات.
وبالأمس عقد “حوار المنامة 2023” الستراتيجي في دورته التاسعة عشرة، والذي يعد من المؤتمرات والفعاليات المهمة في المنطقة والعالم، ومنبرا للسلام والتسامح والتعايش السلمي، حيث ناقش مواضيع سياسية واقتصادية، وكذلك المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، تحت رعاية الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني.
منتدى عالمي سنوي تستضيفه لؤلؤة الخليج، ويحضره العشرات من كبار المسؤولين وأصحاب السمو، والمعالي والسعادة، ووفود رفيعة المستوى، وقادة عسكريون وأكاديميون من مختلف دول العالم، لما له من اهمية للتباحث في العديد من المواضيع الستراتيجية، ومنها حرب اسرائيل على قطاع غزة.
وقد اكد ولي العهد البحريني في كلمة الافتتاح حول حرب غزة انه “وضع لا يحتمل ويجب أن نفعل كل ما نستطيع من أجل إيقافه”، مشيرا إلى “ان القرآن الكريم والتوراة وجميع الكتب السماوية حرمت قتل المدنيين والأبرياء”، وانه لا بد من فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة وفقا للقانون الدولي، ودعم كافة الجهود القائمة لتحقيق ذلك.
وسيطر العدوان الاسرائيلي على غزة على فعاليات وجلسات الحوار لهذا العام لتزامنه مع ظروف وتطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، خصوصا ان “حوار المنامة” يعتبر فرصة سانحة لطرح الحلول البناءة، والرؤى للعديد من مشكلات المنطقة والعالم بعامة سنويا.
فهو منصة ستراتيجية تجمع اصحاب الاختصاص والخبراء والمفكرين والعلماء، من مدنيين وعسكريين واقتصاديين، على طول دوراته السابقة، ويحظى باهتمام عالمي من كبرى مؤسسات اتخاذ القرار.
وبالامس شهدت المنامة مناقشات ولقاءات مهمة وحيوية من كبار المسؤولين الدوليين للتباحث في مستقبل المنطقة والعالم، وتخفيف حدة التوترات الإقليمية والدولية، وخلق مبادرات جديدة للسلام الإقليمي وغيرها.
لذا كانت المنامة، محطة أنظار العالم وكبار الساسة لما يمثله المنتدى من اهمية من خلال مناقشة محاور في غاية الاهمية في هذه الدورة التي حظيت بمشاركة نحو 450 شخصية مسؤولة، يمثلون 40 دولة، وهم من صناع السياسة في العالم، والمفكرين الستراتيجيين والاقتصاديين والعسكريين.
فحوار المنامة، يعد قمة شاملة متخصصة في المنطقة والعالم، لذا فمملكة البحرين استطاعت الوصول إلى رؤية مشتركة وموحدة للأمن في المنطقة من خلال ما تمخض عنه منتداها السنوي من مخرجات للتحديات، السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط ودول العالم كافة، وكذلك في مجال الطاقة.
لذا اختتم “حوار المنامة” بعد نقاشات متعمقة واطروحات عديدة، تتعلق بمستقبل الشرق الاوسط، وكل الاجتماعات والمؤتمرات والمنتديات التي تعقد هنا وهناك، هدفها ايجاد حلول لازمات المنطقة والعالم في المقام الاول، مع ضرورة تعزيز التعاون الدولي بين الدول، وفق مبدأ لاضرر ولاضرار، من خلال مقاربتها للأحداث الرئيسيّة في المنطقة والعالم بعامة.
وكما قال ولي العهد البحريني: “يجب ان تنتصر الديبلوماسية والقانون الدولي في حل الازمات والحروب في غزة، وفي اي صراع في اي منطقة جغرافية اخرى في العالم”… والله من وراء القصد.