«الذهب الأسود» قد يرتدي قُبعة الاحتفال في نهاية السنة.
تتوافق آراء الخبراء في عالم النفط مع توقعات وكالة الطاقة العالمية وكذلك منظمة (أوبك +) بأن أسعار الذهب الأسود ستصل إلى حد مرتفع مع نهاية العام.
وبدأت تلك التوقعات تُؤتي ثمارها الأولية بعد أن أخذ سعر البرميل بالارتفاع، ومن المحتمل أن يتجاوز معدل 85 دولاراً مع نهايه العام، وذلك استناداً على تجاوزه معدل 80 دولاراً في هذه الآونة، وأن الدول النفطية ستحافظ على هذا المعدل وإن دعت الحاجة إلى تخفيضات أعلى من إنتاجها، إلا أن «أوبك» قد وصلت عند حدها في هذا المسار. وان الزيادات المتوقعة ستأتي من دول خارج المنظمة مثل أميركا، كندا والبرازيل. حيث إن المتوقع من زيادة الطلب والنمو سيكون عند نحو 2.500 مليون في اليوم خلال هذا العام.
وسيبلغ معدل الطلب العالمي اليومي على النفط عند 100 مليون برميل، وقد يرتفع مع نهاية العام بأكثر من مليونين، مع تحسن الأداء الصيني الاقتصادي وتحسن في طلبها على النفط، حيث تبلغ حالياً 16 مليون برميل وتأتي في الترتيب الثاني بعد الولايات المتحدة. ولهذا السبب يكمن التهافت والتسابق على الصين والاستثمار في مصافيها وفي قطاع البتروكيماويات كما تفعل وفعلت «أرامكو» السعودية. في حين يبلغ إجمالي الطاقة التكريرية في العالم عند 85 مليون برميل مع زيادة متوقعة من الكويت وعمان مع مصفاتي الزور والدقم.
لكن الحقيقة المرة أن الاستثمار في الوقود الأحفوري يقدر بنحو تريليون دولار، في حين إجمالي الاستثمار في الطاقة بحدود 3 تريليونات من الدولارات، كلها تصب في البدائل عن النفط والغاز والفحم. حيث تستثمر في الطاقة النظيفة من البدائل عن الأحفوري في الطاقة النووية وكذلك الرياح والشمس. في حين أن الشركات النفطية العالمية لا تزال مترددة في الاستثمار في الأحفوري وتركها للدول المنتجة للنفط، ولتتحمل كامل المسؤولية مع حدوث أي شح أو نقص في الإمدادات النفطية.
ولهذا يجب على الدول المستهلكة للنفط تفهم حقيقة ما يحدث، وأن هناك أيضاً مسؤولية على الشركات النفطية والولايات المتحدة بتكثيف وزيادة استثماراتها في النفط حتى التأكد من وجود البدائل وبكميات تقابل الطلب العالمي على الطاقة.
ولهذا، من المتوقع أن تكون الأسواق النفطية شحيحة بالإمدادات في حال زيادة الطلب ومع تجميد ومقاطعة النفط الروسي، حيث إن الدول الكبرى المستهلكة للنفط قد تكون مشبعة بما فيه الكفاية من الإمدادات من النفط الروسي الرخيص. إلا أن هذا لن يستمر مع الخفض الروسي المتوقع وبمقدار 500 ألف برميل من الشهر المقبل.
لكن حتماً أسعار النفط مرشحة للزيادة مع منتصف العام الجاري، وها هي الآن تتجاوز 80 دولاراً. لكن هذا لن يساعد دول منظمة (أوبك+) في أنها ستحقق مالية متوقعة مع نهاية العام الجاري وبالمليارات من الدولارات.