موجات هاتفكم… هل تؤثّر في الذاكرة؟
توصّلت مراجعة منهجية، بتكليف من منظّمة الصحة العالمية، إلى أنّ «التعرُّض لموجات الراديو الصادرة من الهواتف الجوالة لا يؤثر في التعلُّم والذاكرة ومدى الانتباه، أو أي من الوظائف المعرفية الأخرى، مثل اللغة والتواصل الاجتماعي».
ونظرت المراجعة المنشورة في دورية «إنتفيرومينتال إنترناشيونال» في 3945 ورقة بحثية، وحدّدت 5 منها لامتلاكها طرقاً وإجابات علمية واضحة تتناسب مع الغرض من المراجعة.
وتنظر المراجعات المنهجية في البحوث العلمية والأدلة التجريبية المنشورة مسبقاً للإجابة عن سؤال بحثي محدّد، بغرض توفير إجابات أكثر موثوقية يمكن من خلالها استخلاص الاستنتاجات المطلوبة، واتخاذ القرارات الصحيحة.
وحظيت المراجعة الحالية التي جرت بالتعاون مع «الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية»، وجامعة موناش الأسترالية، «باهتمام مجتمعي كبير».
قال البروفيسور كين كاريبيديس، المدير المُساعد لتقييم الأثر الصحي التابع لـ«الوكالة»، وأحد باحثي المراجعة، في بيان: «من دوافع هذا البحث تقييم تلك التأثيرات على الدماغ؛ لأنّ الهواتف المحمولة عادة ما تكون قريبة من الرأس في أثناء المكالمات».
وأَوضح: «أحد التحدّيات التي تواجه دراسة تأثيرات الهواتف المحمولة في الصحة، هو أنه من الصعب فصل تأثيرات التعرُّض للإشعاع في سلوكياتنا وقدراتنا الإدراكية عن تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. عموماً، وجدت هذه المراجعة أنّ التعرض لموجات الراديو الصادرة عن الهواتف الجوالة لا يؤثر في الوظائف المعرفية والإدراكية».
ووفق منظّمة الصحة العالمية، أصبحت الهواتف الجوالة تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من وسائل الاتصال الحديثة. ومن الأهمية بمكان، إجراء التحرّيات اللازمة بشأن تلك الهواتف، والسعي إلى فهم آثارها المحتملة في صحتنا ورصدها.
وتقيم الهواتف الجوالة اتصالات مع بعضها البعض بإرسال موجات راديوية عبر شبكة من الهوائيات. وتُعد موجات التردّد الراديوي مجالات كهرومغناطيسية، ولكن لا يمكنها على عكس الإشعاع المؤيّن من قبيل الأشعة السينية أو أشعة غاما، كسر الروابط الكيميائية، أو إحداث تأيّن في خلايا جسم الإنسان.
وكانت منظّمة الصحة العالمية قد كلّفت في عام 2019 بضرورة القيام بسلسلة من المراجعات المنهجية لمساعدتها على إجراء تقييم محدَّث للمخاطر الصحية الناجمة عن التعرُّض لموجات الراديو. ومن المقرّر استخدام هذه المراجعة وغيرها للمساعدة في إعداد دراسة شاملة لمعايير الصحة البيئية حول المجالات الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية (RF-EMF).
ويقرّ باحثو المراجعة بأنّ هناك حاجة إلى مزيد من البحوث عالية الجودة لمعالجة تشمل جميع الأشخاص، والبحث الدقيق المدعوم بالأدلة العلمية في مسألة التعرُّض لموجات الراديو، وتأثير ذلك في القدرات المعرفية للمستخدمين، خصوصاً تلك الدراسات التي تبحث في الجوانب البيئية والمهنية.