جعجع: المحور.. “لا جماعة حوار ولا آمنوا به يوما”
أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “المعطيات تظهر بأن “الحزب” غير قادر على محاربة اسرائيل، اما الجيش اللبناني فيتمتع بوحدات كفؤة ومدربة ومجهزة، وشدد جعجع على ان اي حرب شديدة على لبنان هي “حرب على البلد برمته”، وتصب تبعاتها والنتائج كلها في الداخل اللبناني”.
وفي ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة، قال جعجع: “يتحدث “جماعة الممانعة” عن جرائم ومجازر كثيرة، ولكن في حينه، عمدت الدولة، اي النظام الامني اللبناني السوري، بشكل رسمي ومقصود الى تفجير كنيسة كي تنال من حزب معارض من دون سواه، سعيا الى حله، وقد قضى ضحيته أحد عشر مصلّيا، فضلا عن الجرحى والصدمة النفسية التي طالت المجتمع بأكمله، وهذا أمر يفوق التصوّر. ان هذا المحور ملعون، وهذا الوصف لا ينطلق من الخصومة السياسية، ولا اقصد محور الممانعة الحالي، بل مختلف تفرعاته واسلافه واجداده، اذ إن لديهم الممارسة والاخلاقية ذاتهما”.
تابع: “على الرغم من آلام هذه الجريمة وأوجاعها وتفاصيلها، الا ان الأهم هو رفضُ اهالي الشهداء الرضوخَ لضغوط مديرية المخابرات بهدف الإدعاء على القوات ورئيسها، لاقتناعهم ببراءتنا، حتى وصلنا الى جلسات المحاكمة من دون اي ادعاء شخصي. وهذه الشهادة الاكبر لنا كخط سيادي حر”.
انطلاقا من هذه الحادثة، رأى جعجع “ان تعاطي المحور الحالي القائم هو ذاته، لأنه قادر دائما على اللجوء الى الاجرام والاغتيالات وتبديل الوقائع”، وقال “على سبيل المثال، يدّعون وجود كلمة “مقاومة” في وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف، وهذا امر غير صحيح باعتبار ان “الوثيقة” و”الاتفاق” يلحظان اتفاقية الهدنة عام 1948 وانتشار الجيش وحده في الجنوب. والدليل الآخر، تعاطيهم مع الاستحقاق الرئاسي، فهذا المحور يطالب منذ سنة بالحوار حتى “صمٌخوا دينينا ودينين اللبنانيين”، الى درجة ان البعض صدّقهم، ولكننا نعرفهم جيدا فهم “لا جماعة حوار ولا آمنوا به يوما” بل يريدون حرف الانظار عن الانتخابات الرئاسية وتحميل الجميع مسؤولية التعطيل”.
اما عمّن يتحمل مسؤولية ما يجري في الجنوب ان كانت اسرائيل ام الحزب، أجاب: “أكيد اسرائيل بتتحمل المسؤولية، بس “حقك مش على عدوك، حقك على يلي عم يسهل لعدوك الحاق الاذى فيك”. فنحن كلبنانيين وحكومة وسلطة ودولة يجب ان يكون هدفنا الحفاظ على الاراضي اللبنانية وامن اللبنانيين، قبل التفكير بالآخرين ومساعدتهم وفق قدراتنا وليس العكس. فماذا كان سيحدث لو انتشر الجيش اللبناني بدلا من “الحزب” في اماكن تواجده اليوم وتعاون مع “القوات الدولية” في الجنوب عند الحاجة، وهو ما تؤيده دول العالم كلها”.
وسُئل: “على ماذا يعوّل “رئيس القوات” فيما وزير الدفاع موريس سليم صرّح بأن الجيش غير قادر على القتال، بعد الحادثة الاخيرة بين اليونيفيل وافراد محليين”، علّق جعجع قائلا: “رأي وزير الدفاع سياسي بامتياز، فلو اردنا ارسال الجيش لمقاتلة “الحزب” يجوز عندها السؤال، ولكن نحن نرسله ليمثل الدولة والشرعية اللبنانية ما يسقط ذريعة اسرائيل في الحرب.”
واستطرد: “القضية الفلسطينية عزيزة على جميع العرب الا ان معظمهم اتبع سياسة الحياد باستثناء بعض التصريحات على خلفية ان من يتصدر هذه القضية ومن يحارب باسمها هي حركة حماس المرفوضة من العالم العربي، لسبب او لآخر يعالج في بحث آخر. وهذا ما ينطبق على معظم دول العالم، على الرغم من احقية هذه القضية والتماهي مع الشعب الفلسطيني.
انطلاقا من هنا، ومع استمرار “الحزب” في الجنوب، فما من احد سينظر الينا، بل سيحددون موقفهم انطلاقا من هذه المعادلة وهذا “مش طبيعي أبدا”، من هنا ضرورة ارسال الجيش للحصول على الاعتراف بالشرعية، الامر الذي يغير المشهدية كلها”.
ولجهة “موازين القوى”، لفت جعجع الى ان “المعطيات الموضوعية امامنا تثبت ان “الحزب” غير قادر على محاربة اسرائيل، والخسائر البشرية والمادية المذكورة في التقارير الدولية خير دليل على هذا الكلام. بالتالي ما من توازن قوى عسكري بينهما، فيما انا متأكد ان الجيش اللبناني، الذي يتمتع بوحدات كفؤة ومدربة في دول عدة ومجهزة جيدا، قادر على مواجهة اسرائيل، ولو ان البعض سخّف دوره بمساعدة بعض السياسيين ومنهم وزراء دفاع سابقون”.
اما ان كان لديه خشية من اتفاق “اميركي – ايراني يشارك فيه الحزب،” يبدأ من الحدود ويمتد الى الداخل، أجاب: “من الممكن ان تخطو الاطراف كلها هذه الخطوة، ولكن حتى اللحظة لم تفعل. طهران و”الحزب” يستطيعان القيام بذلك من خلال تنازلات خارجية، مقابل ما يمكن ان تقدمه اميركا بدورها في الداخل، الا ان هذه الاخيرة لن تفلح بذلك. باختصار في الداخل اللبناني هناك “الحزب” وحلفاؤه من جهة والمعارضة من جهة أخرى، علما ان قرار المعارضة حر وواضح ولن تبدّله، ولا يمكن للولايات المتحدة “المونة” عليها. اذا هذا الاتفاق قد يحصل نظريا ولكن عمليا لن يسري”.