المرتضى يفتتح اسبوع المطالعة في المبرّات
أمل وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، خلال اطلاق اسبوع المطالعة في مدارس المبرات بعنوان “نقرأ ونتحدى في رحاب المبرات في قاعة الزهراء في مسجد الامامين الحسنين في حارة حريك، “أن يلهم الله جميع اللبنانيين القراءة في الكتاب السامي الذي أفنى سماحة السيد محمد حسين فضل الله عمره وهو يدعونا الى القراءة فيه والاخذ بمضامينه وهو كتاب الوعي الذي يملي علينا بناء وحدة وطنية لبنانيةٍ متينة كما يملي التحسّب الدائم لخطر كيان الشرّ الذي جرى زرعه في ارضنا المقدسة والذي يستهدفنا كوطن وصيغة ونموذج لأنه يعلم علم اليقين ان لبنان الواحد المتنوّع يمثّل النقيض له الفاضح لبشاعة عنصريته .”
وأضاف: ” وعظيم ما أوحى به فعل الأمر [ إقرأ ] مِمّا أجراه الله تعالى وأساله على يدي علاّمة اللغة والعلم وفقيه الشعر والأدب المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، الذي لم يغب من رحاب الحياة، ولم يزَلْ يدعونا إلى ظلال كتبه ومكتبته وتراثه ومنبره… منبر جمعته وثلاثائه وخميسه وحواراته وعلومه وقراءاته التي نقيسُ عليها مواقيت المعرفة والفكر… حتّى إذا سُئلنا عن ميقات أسبوع المطالعة في رحاب المبرّات قلنا للسائلين: هو ميقاتُ السيد الذي أرساه بجوابه لأحد المحاورين حين سأله: كم كتابا تقرأ يا سيدي؟ فكان جوابه: “أنا أقرأ في اليوم مئتي كتاب؛ وذلك من خلال تجارب من كنت ألتقيهم خلال اليوم أو الصلاة أو الدروس والمحاضرات..”
وتابع المرتضى: “فلكل إنسان تجربته في الحياة، والتجربة كتاب نتعلم منه جميعًا.” وليس ذلك غريبًا؛ فالسيد هو حفيدُ عليٍّ (ع ) بابِ مدينة العلم الرسالي القائل في دررِ حكمه:”العاقل من وعظته التجارب”… وهل من عاقلٍ كالسيد يعلّم ويتعلم ويقرأ من خلال تجارب الآخرين.”
واردف المرتضى: ” هذه الفعاليّة الثقافية المعرفية التي تنعقد في كلّ عامٍ تربويٍّ ودراسيّ وتعليميّ؛ تدخلنا من بوابة القراءة إلى ميادين التحدي الكبير في جميع أنواع المعارف المتاحة لنا في زمن تحوّلت فيه المسكونةُ المتراميةُ الجهاتِ إلى قريةٍ صغيرة بفعل التقنيات الرقمية المتطورة… ولقد كان السيد قد أدرك ذلك بعميق بصيرته، وأوصانا بسلوك سبيل العلوم الحديثة الذي يقودُ إلى المستقبل المضيء، مشددًا على أن المتخلف عن ركبه لن يكون له وجود في عالم تملأه الصراعات، ولا غلبةَ فيه إلا للأقوى في العلم والاقتصاد والسياسة والاجتماع والمقدرات… وهذا ما ينبغي لنا أن نربي عليه أبناءَنا لكي يتمكنوا من حجزِ أماكنهم ومراتبهم في الطليعة.”
وشدد على اهمية التشجيع على المطالعة، وقال:” هذا الكلام وفي البال صورة عن الماضي أحاول أن أوازنَ بينها وبين صورة الحاضر. فمنذ أواخر القرن التاسع عشر انتشرت في وطننا المطابع ودور النشر التي أثْرت الفكر العربي في ميادين المعرفة القديمة والحديثة. وكذلك احتضن لبنان في مدنه وقراه الكثير من معارض الكتب السنوية التي كانت ولا تزال تشهد إقبالًا كثيفًا بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي نمر بها مؤخرًا. ولكن على الرغم من ذلك بقيت المطالعة قليلة الانتشار بين الشباب، ولم تساعد المناهج التربوية على إقامة عهد دائم من الألفة بين الطلاب والكتاب، وهذا ينسحب على كبار السن أيضًا بخلاف ما نشاهد في أوروبا أو اليابان مثلًا”.
اضاف: “ولا شك في أن التطور التكنولوجي أسهم بشكل مباشر في مزيد من الافتراق عن الكتاب، وهنا تكمن مفارقة كبيرة هي أن إصدار الكتب ما زال وفيرًا في جميع المجالات والاختصاص بينما يزداد الابتعاد عن الكتاب الورقي، حتى إن بعض المناهج التربوية تسعى إلى إلغاء الكتاب كليًّا من الصفوف المدرسية الأولى، وإلى الاستعاضة عنه بالشاشات الرقمية. إنه الصراع الدائم بين التقليد والتطوير، بين الأمس والغد، ولربما ستكون الغلبة في النهاية للكتاب الرقمي، ولكن المهم هو أن يتزايد الشغف بالقراءة والمطالعة وبخاصة لدى التلامذة في الصفوف المدرسية. وهذا ما تقوم به هذه المؤسسة الرائدة، التي نرجو أن تستمر السبّاقة في بناء الأجيال المثقفة الجديرة بقيادة عوالم العمل والعطاء والريادة والتحدي… كي تبقى… ونبقى”.
وانهى وزير الثقافة كلامه قائلًا: “وفي الختام يبقى دعاءٌ نتضرّع به الى الله سبحانه وتعالى ان يُلهمنا جميعاً كلبنانيين ان نقرأ في ذلك الكتاب السامي الذي افنى سماحة السيد فضل الله عمره وهو يدعونا الى القراءة فيه والاخذ بمضامينه وهو كتاب الوعي الذي يملي علينا بناء وحدة وطنية لبنانيةٍ متينة كما يملي التحسّب الدائم لخطر كيان الشرّ الذي جرى زرعه في ارضنا المقدسة والذي يستهدفنا كوطن وصيغة ونموذج لأنه يعلم علم اليقين ان لبنان الواحد المتنوّع يمثّل النقيض له الفاضح لبشاعة عنصريته .عشتم عاشت المبرات بكلِّ مناسباتها وأسابيعها وأزمانها عاش لبنان.