صدى المجتمع

 “حماية الاطفال في البيئة الرقمية” في بيت المحامي 

نظم المركز الدولي للعدالة الانسانية ، مؤتمرا في بيت المحامي عن “حماية الاطفال في البيئة الرقمية”، بالتعاون مع لجنة شؤون الاحداث وحقوق الطفل في نقابة المحامين في بيروت، برعاية نقيب المحامين ناضر كسبار وفاعليات قضائية وقانونية، ممثلين عن القيادات العسكرية والامنية والوزارات المعنية بالطفل.   

تحدثت نادين دكروب وقالت:”صحيح أن العالم أجمع مهتم بحق الفرد بالوصول إلى المعلومة، وصحيح أن المجلس النيابي قد بذل الجهد اللازم لتشريع قانون المعاملات الالكترونية و البيانات ذات الطابع الشخصي الرقم 81/2018، وصحيح أن للطفل أيضا حقه بالمعرفة و العلم إلا أن كل ذلك يجب أن يراعي معايير محددة للوصول إلى الغاية المرجوة. إن تطور وسائل الاتصال و التكنولوجيا هي ضرورة أساسية لتنمية المجتمعات و تحسين مستوى و نوعية حياة الأفراد، و هي ضرورة لتسهيل التواصل و اختصار الوقت و المسافات بين البشر، و هي أيضا” ضرورة معرفية للتزود بالمعلومات و الانفتاح على العالم حيث أن الهدف اليوم من خلال مؤتمر “حماية الأطفال في البيئة الرقمية” هو عدم تقييد الحرية أو وضع قيود و ضوابط تعيق حق أي إنسان و خصوصا” الطفل للوصول إلى المعلومة أو التزود بالمعرفة لأنها حق مقدس و مكرس خصوصا” بإتفاقية حقوق الطفل، إلا أن حق الطفل بالوصول إلى المعلومات لا يحجب النظر عن وضع ضوابط قانونية و تقنية تحمي سلامته النفسية و الجسدية”.

وتابعت:”لقد أصبح الانترنت في الآونة الأخيرة يشكل في الكثير من استعمالاته غير الآمنة، مصدر خطر على سلامة الأطفال، فكان لا بد لنا  الإضاءة على السبل الوقائية لحماية الأطفال من هذه المخاطر التي لاتقتصر على الاستغلال الجنسي و جرائم الاتجار بالبشر، بل تمتد إلى ظاهرة التنمر السيبراني (cyberbullying)الذي يساهم بشكل مباشر و غير مباشر على سلوكيات الطفل و تأثيره على اندماجه الاجتماعي أو عزلته و انطوائه، أو ما يؤدي قي بعض الحالات إلى الانتحار”

من جهتها،  اكدت النائبة عنايا عز الدين ان “حقوق الطفل لا تحتمل اي تأجيل او تسويف، وان هذه الحقوق تتطلب خلال الازمات كالتي يمر بها لبنان اهتماما خاصا”، وشددت على “ضرورة العمل على حماية الاطفال اللبنانيين في البيئة الرقمية من خلال عمل متكامل من قبل الاطراف المعنية”، داعية الى “اعلان حالة طوارىء تربوية لايجاد حل للازمة التربوية في لبنان على قاعدة انصاف الاساتذة وتأمين متطلبات عودتهم الى المدارس لان استمرار اقفال المدارس الرسمية يمس حق الطفل اللبناني بالتعليم من جهة، ويشكل ضربة قوية للرأسمال البشري الذي يتميز به لبنان”.

وطالبت ب”استكمال البنية التشريعية التي تحمي الطفل في البيئة الرقمية كما في الحياة العادية”، وشددت على “اهمية التعاطي مع الموضوع وفق رؤية متكاملة حتى لا نقع في حالة التجزئة التي نعاني منها في الكثير من الملفات، والتي ادت الى فوضى وغياب الجدوى”،  ولفتت الى ان “المقاربة التي يجب ان تعتمد من اجل حماية الاطفال في البيئة الرقمية يجب ان تقوم على مسارين متوازييين: مسار التشريعات التي تحمي  البيانات الشخصية  وخصوصية الاطفال وتؤمن رقابة على المحتوى الرقمي، ومسار تعزيز الوعي لدى الاطفال عبر تعزيز مهارات الوقاية ما يمكنهم من التعرف على مصادر الخطر في البيئة الرقمية”

الوزير الحلبي ، قال من جهته،” نلتزم في وزارة التربية تأمين بيئة مدرسية وصفية آمنة تمد المتعلمين بالمعرفة والعلم والانفتاح، وتحفز خيالهم على الابداع والطموح وتنمي عقلهم على التحليل والتمييز بين ما هو صالح وبين ما هو سيء وفاسد. فالعالم اليوم يعيش ثورة تكنولوجية كبيرة، تلقي بظلالها على انماط التربية والمعرفة، وكان من الطبيعي ان يخصص هذا اللقاء الوطني حيزا واسعا للمعرفة الرقمية ولدمج ادخالنا في عمليتي تعلم والتعليم لجهة ادخال مواد جديدة كعلوم الترميز والحاسوب كما يشدد المنهاج على القيمة المضافة التي يقدمها التعليم التواصلي التي اسهمت في تفعيله التقنيات الحديثة مع مراعاة الاخلاق الرقمية”.

وختم:” ان موضوع حماية الاطفال والشباب مسؤولية وطنية تحتاج الى تضافر كل الجهود على المستويات التشريعية والفنية والتربوية، لاسيما القطاع الخاص المدعو الى تعزيز شركته معنا، ولتكن مخرجات هذه الندوة توصيات نحملها افعالا لجميع  الفرقاء. وفقنا الله لدرء كل سوء عن مجتمعنا وخصوصا عن الاطفال والشباب لانهم وعد التنمية والتحديث وامل لبنان بمستقبل معافى يليق باحلامهم”.

 اما كسبار فقال: “لا أحد ينكر أهمية التحول الرقمي، وخلق البيئة الرقمية في حياة البلدان، إنما يقتضي التنبيه من المحاذير، وخصوصا لدى الأطفال، وحمايتهم من أي إنحرافات أو سوء إستخدام التكنولوجيا التي قد تسرّع في إكتشافهم أشياء من الأفضل إكتشافها عن طريق الخبرة، وفي وقت أطول من كبسة زر. وتقول عالمة في هذا المجال، أنه جرت ملاحقتها عبر الإنترنت عندما كان عمرها 17 سنة، وهي تجربة جعلتها تميل إلى الإنتحار. وهي الآن تقوم بحملة لمكافحة الملاحقة والتسلط عبر الإنترنت. هذا، وتؤثر البيئة الرقمية على نحو جيد وسيء، في كل جانب من جوانب حياة الأطفال، وخصوصا أنه بات جزءا منهم لدرجة قول البعض: لقد ولدنا في عصر الإنترنت. ولا يمكننا تخيل حياة لا يوجد فيها الإنترنت”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى