أبرز

الحلويات الرمضانية حاجة ام عادة….

لينا الحصري زيلع.

خاص رأي سياسي…

وسط أزمات متعددة واستثنائية لم تشهدها البلاد من قبل ، وغلاء فاحش لم يسبق له مثيل، استقبل لبنان شهر رمضان هذا العام بحسرة وغصة، فالليرة اللبنانية فقدت قرابة 99% من قيمتها وارتفع مؤشر أسعار المستهلك للتجاوز نسبته 8000% منذ العام 2020، مما دفع العديد من العائلات للاستغناء عن كثير من أصناف الطعام والحلويات والعصائر  التي كانت تعد حكرا على شهر الصيام.

وكما هو معروف فإن لشهر رمضان  طابع خاص ومميز لدى المسلمين وعادات يعتبرها البعض أساسية خصوصا ان جسم الصائم يحتاج الى متممات غذائية للتعويض عن فقدان الطعام والشراب لساعات طويلة، ومن هذه الأمور السكريات وتحديدا الحلويات التي يزيد الاقبال عليها في شهر رمضان خصوصا ان الصائم اعتاد تناولها  بعد وجبة الإفطار.

وحول ما اذا كان تناول الحلويات بعد الإفطار هو امر ضروري او مجرد عادة ،تقول اخصائية التغذية سوسن الوزان جبري عن الموضوع ل”راي سياسي”: “في الحقيقة هناك جزء تقليدي في هذا الموضوع وجزء علمي، واذا اردنا العودة الى الماضي كان هناك شيء اسمه “عصرونية” وهي عبارة عن وجبة خفيفة يتناولها البعض بين فترة العصر والمغرب وتحتوي على كربوهيدرات والقليل من السكر العادي، لانه في هذا التوقيت تحديدا يكون معدل السكر في الدم انخفض بعد نهار من الحركة ويصبح بحاجة لهذه الخطوة لإعادة النشاط الى الجسم.”

اما في رمضان فالصائم من الطبيعي ان يشتهي اكل الحلويات لان الجسم يكون بحاجة الى مواد سكرية، من هنا اذا اردنا تناول الحلويات فيجب ان يكون ذلك باعتدال لان كل ما يمكن اكله يتخطى المعدل يصبح مؤذي للجسم ويجمع الكولسترول والدهون، خصوصا ان الحلويات الرمضانية التقليدية تعتبر دسمة وتحتوي على القطر والزبدة والسمنة، لذلك انصح من يريد تناول هذه الحلويات ان يتناولها بكميات قليلة او تناول أنواع  اخرى من الحلويات خفيفة من حيث السكر والدهون.

وعما اذا كان هناك أنواع أخرى من السكريات تعوض الجسم عن اكل الحلويات  التقليدية، تشير الوزان الى انه يمكن التعويض عن ذلك من خلال تناول 3 او 4 حبات من التمر وهو يحتوي على البوتاسيوم وسكر فركتوز الذي يساعد على افراز الانسولين من البنكرياس، إضافة الى احتوائه على المغنيسيوم، لذلك فان التمر يُعتبر مفيد جدا للجسم ويعوض حاجاته من السكر.

وتلفت اخصائية التغذية الى ان تناول سلطة الفاكهة يعتبر امر جيد، لانها لا تحتوي على كثير من الحراريات، إضافة الى ذلك يمكن تناول “المهلبية والمغلي والرز بحليب” المصنوع في المنزل بحيث يفيد الجسم وفي نفس الوقت نتحكم بكميات السكر وأنواع الحليب الخالية من الدسم او التي تحتوي على دسم قليل.

 وعن اقبال المواطنين على شراء الحلويات الرمضانية هذا العام يقول احد أصحاب محلات الحلويات الشهيرة في طرابلس ل”راي سياسي” هناك اقبال مقبول نوعا ما من المواطنين لشراء الحلويات خصوصا اننا في الأيام الأولى للشهر الفضيل، ولكن نسبة البيع انخفضت كثيرا عما كانت عليه سابقا حتى ان من كان يشتري كيلو اصبح اليوم يشتري نصف الكمية، باعتبار ان الحلويات الرمضانية تعتبر أساسية في هذا الشهر الفضيل، خصوصا ان طرابلس تشتهر بحلويات مميزة من حلاوة الجبن وحلاوة الرز وكل أنواع الحلويات التي تحتوي على القشطة ، إضافة الى ذلك هناك حلويات تُحضر فقط لشهر رمضان  في طرابلس والشمال ومنها “كربوج الجوز والفستق” و”ورد الشام” .

وعن الأسعار يشير صاحب المحل الى ان معظمها باتت بالدولار، وقد قمنا بهذه الخطوة لأننا لم نعد نعرف كيف يمكننا ان نسعر في ظل تفاوت سعر الصرف بشكل متواصل، لافتا الى ان أسعار الحلويات حاليا باتت ارخص عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات ولكن قدرة المواطن الشرائية تراجعت كثيرا.

وفي اتصال اخر مع صاحب محل حلويات في صيدا قال ل”راي سياسي” :” يمكن القول ان نسبة المبيع انخفضت في السنوات الأخيرة كثيرا بسبب الازمة الاقتصادية وباتت أولوية الناس هي تأمين قوتها الضروري، حتى ان النسبة انخفضت منذ اول السنة الى الان 30% وهذه نسبة كبيرة جدا بالنسبة لنا، وأشار الى ان هناك عدد كبير من الزبائن استغنوا كليا عن شراء الحلويات.

ويلفت الى ان صيدا والجنوب تشتهر في رمضان “بالمدلوقة” على أنواعها والمعمول والحلويات العربية، ويشير الى ان اسعار الحلويات بات تسعيرها بالدولار، وقد اتخذنا هذه الخطوة بداية الأسبوع بعد ارتفاع سعر الدولار الى قرابة 145 الف، مشيرا الى ان أسعار الحلويات باتت كما كانت قبل الازمة اذا اردنا مقارنتها بسعر الدولار.

 اما في بيروت فالحال لم تكن افضل من الشمال والجنوب، فالمواطن البيروتي بات يكتفي بشراء القليل من الحلويات اذا استطاع  او استبدالها بحلوى منزلية، ويشير صاحب احد المحلات في طريق الجديدة ل”راي سياسي” بانه بات يحضر كمية حلوياته على الطلب لان المبيع لم يعد كما كان في السابق كما يقول، وهو لا يريد الوقوع في خسائر اذا كانت الكمية الموجودة لديه اكثر من الطلب، ولفت الى ان التسعير بالدولار اصبح افضل له ولزبائنه.

وعن الحلويات الرمضانية الشهيرة في بيروت يقول هناك الكلاج وحذف رمضان والشعبيات وهذه الأنواع تصنع فقط في شهر الصوم إضافة الى القطايف والحلويات العربية الأخرى.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى