تراجع مستوى التضخم يدفع الأسهم الأميركية للصعود
أنهت الأسهم الأميركية تعاملات يوم الجمعة مرتفعة بعد استقبال المستثمرين أرقاماً كشفت عن استمرار تراجع مستوى التضخم وعن أن زيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تحقق أهدافها.
غير أن كلاً من مؤشري “ستاندرد أند بورز 500” و”ناسداك 100″، الذي تستحوذ فيه أسهم التكنولوجيا على الوزن النسبي الأعلى، سجل خسارة للأسبوع الثالث على التوالي في أطول سلسلة خسائر بالنسبة لهما منذ نهاية سبتمبر، إذ واجه المستثمرون هذا الشهر تشدد الاحتياطي الفيدرالي وبيانات تشير إلى قوة أداء الاقتصاد إلى درجة تكفي لأن يستوعب مزيداً من آلام رفع الفائدة.
سندات الخزانة أنهت جلسة التداول القصيرة بسبب العطلة منخفضة. وقفز عائد السندات المعيارية أجل 10 سنوات هذا الأسبوع بأعلى نسبة منذ أوائل أبريل، لينهي يوم الجمعة عند مستوى 3.75%. وسجل الدولار انخفاضاً أسبوعياً، بينما دفعت مكاسب الأسبوع الحالي الين إلى أعلى مستوى له منذ شهر يونيو إذ من المتوقع أن تؤدي خطوة بنك اليابان المفاجئة بزيادة نطاق تداول العائد إلى تشجيع المستثمرين اليابانيين إلى نقل أموالهم إلى الوطن.
كشفت البيانات الصادرة الجمعة أن مؤشر التضخم الذي يراقبه الاحتياطي الفيدرالي مراقبة لصيقة يتراجع مع تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي. توقعات المستهلكين لمعدل التضخم لمدة سنة تراجعت أيضاً في الشهر الجاري إلى أدنى مستوى منذ يونيو 2021، بحسب مسح أجرته جامعة ميتشيغان. وقد ساهمت هذه البيانات في تهدئة مشاعر المستثمرين يوم الجمعة.
رغم تكرار مسؤولي البنك المركزي هذا العام قولهم بأنهم مستمرون في رفع أسعار الفائدة، ففي أغلب الأوقات تجاهلت السوق تلك التحذيرات. غير أن بيانات الأداء الاقتصادي واصلت دفع المستثمرين إلى حالة من الترقب، وقد أصبحوا ينتظرون على وجه الخصوص تلك المعلومات المتعلقة بالوظائف، لأن تباطؤ سوق العمل أمر يراقبه الاحتياطي الفيدرالي مراقبة حثيثة.
ابتهج المستثمرون بتراجع معدلات التضخم في الأشهر الأخيرة، غير أن الأرقام التي تؤكد على قوة أداء الاقتصاد كانت غالباً تؤدي إلى تقلب شديد في التداول بالنسبة للأسواق، مع بعض المتعاملين الذي يشعرون بالطمأنينة بأن ركود الاقتصاد الأميركي مازال احتمالاً بعيداً، في حين ينتاب غيرهم الخوف من أن معنى ذلك أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يستمر في سياسته المتشددة.
في أسواق السلع، ارتفعت كل العقود من النفط إلى الذهب إلى النحاس في يوم الجمعة. وحقق النفط زيادة أسبوعية كبيرة في الأسعار بعد إعلان روسيا أنها سوف تقلص إنتاج الخام رداً على فرض سقف سعري على صادراتها النفطية من جانب مجموعة الدول السبع، مسلطة الأضواء على مخاطر المعروض العالمي في السنة الجديدة.