اقتصاد ومال

إرتفاع في أسعار النفط وتجاوز مخاوف الركود والتشديد النقدي 

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات، أمس، 2 في المائة، بدفعة من توقعات بانخفاض في إمدادات الخام الروسي، ما ساعد على تخطي أثر مخاوف من تلقي الطلب على الوقود في الولايات المتحدة لضربة، بسبب عاصفة شتوية وشيكة، ما أضر بخطط السفر في موسم العطلات. وبحلول الساعة 10:44 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت 1.40 دولار بما يعادل 1.70 في المائة إلى 82.38 دولار للبرميل. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.49 دولار أو ما يقارب 2 في المائة إلى 78.98 دولار للبرميل، وفقا لـ”رويترز”.

وصادرات روسيا من نفط البلطيق مرشحة للتراجع 20 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) مقارنة بالشهر السابق، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع عقوبات وسقفا لأسعار الخام الروسي، وذلك وفقا لمتعاملين وحسابات “رويترز”. وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي للتلفزيون الرسمي، أمس، إن روسيا قد تخفض إنتاج النفط بنسبة تراوح بين 5 و7 في المائة في مطلع 2023 ردا على الحد الأقصى للسعر الذي تفرضه الدول الغربية على نفطها الخام ومنتجات التكرير.

وأوضح إدوارد مويا المحلل في أواندا، “أسعار الخام أعلى، إذ يركز المتعاملون في الطاقة على استجابة موسكو للحد الأقصى لأسعار النفط الروسي دون التركيز كثيرا على إلغاء آلاف الرحلات الجوية التي ستعطل السفر في العطلات”. وتقرر إلغاء أكثر من 4400 رحلة جوية في الولايات المتحدة على مدار يومين، بسبب العاصفة الشتوية، بالتزامن مع موسم السفر لقضاء العطلات الذي يتوقع البعض أن يكون الأكثر ازدحاما على الإطلاق. وقد تؤدي العاصفة الثلجية . لتغيير خطط أصحاب السيارات للسفر بها في عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، مما يحد من استهلاك البنزين.

ومع ذلك، قد يرتفع الطلب على زيت التدفئة، إذ من المتوقع أن يتسبب الطقس القاسي في انقطاع التيار الكهربائي. ولكن زيادة إصابات كوفيد – 19 في البر الرئيسي للصين والمخاوف حيال الرفع الجديد لأسعار الفائدة في العالم والركود الذي يحد من استهلاك الوقود كلها عوامل أدت إلى كبح مكاسب أسعار النفط. وقال مويا “لا يزال التفاؤل قويا بأن إعادة الفتح (في الصين) ستستمر وتؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الطلب”.

وتخلى النفط عن مكاسب سجلها الخميس، بعد نشر بيانات اقتصادية أمريكية، أظهرت أن عدد الأمريكيين الذين قدموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي سجل زيادة بسيطة بأقل من المتوقع، ما يشير إلى أن الفرص في سوق العمل لا تزال كبيرة للغاية، بينما تعافى الاقتصاد أسرع من تقديرات سابقة في الربع الثالث.

وتلك البيانات الإيجابية زادت من مخاوف أن الفيدرالي الأمريكي سيزيد، على الأرجح، من وتيرة رفع أسعار الفائدة، بما قد يبطئ الاقتصاد ويكبح استهلاك الوقود. في ذات الوقت ألغت شركات طيران نحو ألفي رحلة جوية في الولايات المتحدة لأمس وأمس الأول، بما عرقل حركة السفر في العطلة للآلاف وأرسل مؤشرات مقلقة بشأن الطلب على الوقود.

وما أبقى الأسعار تحت ضغط أيضا استمرار المخاوف المتعلقة بالطلب، بسبب زيادة حالات الإصابة بكوفيد – 19 في الصين ومخاوف انزلاق الاقتصاد العالمي للركود. ويعتزم بوتين توقيع مرسوم يتعلق برد روسيا على سقف سعري فرضه الغرب على نفط بلاده الإثنين أو الثلاثاء المقبلين.

ولم يقدم بوتين أي تفاصيل عن المرسوم المرتقب الذي قال عنه الكرملين إنه سيحدد رد روسيا على فرض مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا في الخامس من ديسمبر سقفا على سعر النفط الروسي يبلغ 60 دولارا للبرميل. من جهة أخرى، ستدفع شركة شل 15 مليون يورو تعويضات لمزارعين نيجيريين عن تسرب نفط تسبب في تلوث خطير بثلاث قرى في دلتا النيجر، وفق ما أفادت الجمعة شركة النفط العملاقة ومنظمة “ميليوديفينسي” أمس.

وقضت محكمة هولندية 2021 بأن شل مسؤولة عن الأضرار الناجمة عن تسربات في نيجيريا وأمرت الشركة بدفع تعويض في الدعوى القضائية طويلة الأمد التي رفعها أربعة مزارعين. وقالت شركة النفط العملاقة في بيان “تفاوضت شل وميليوديفينسي على اتفاق لفائدة مجتمعات أوروما وغوي وإيكوت أدا أودو في نيجيريا التي تأثرت بأربعة تسربات نفطية حدثت بين عامي 2004 و2007”. وقالت الشركة إنها “ستدفع مبلغ 15 مليون يورو لمصلحة المجتمعات والمشتكين الأفراد”.

وأكدت “شل” أن هذا الاتفاق الذي لا يمكن اعتباره على أنه إقرار بالمسؤولية، يسوي جميع المطالبات ويضع حدا لجميع النزاعات المعلقة المتصلة بالتسربات. بدعم من “ميليوديفينسي” – الفرع الهولندي لمنظمة أصدقاء الأرض الدولية – اتخذ أربعة مزارعين وصيادين نيجيريين إجراءات قانونية في هولندا 2008، مطالبين شركة شل التي كان مكتبها الرئيس حينها في لاهاي، بدفع تكاليف أشغال إزالة التلوث ودفع تعويضات لهم. ولطالما عزت الشركة التلوث إلى أنشطة تخريب وادعت أنها قامت بتنظيف المواقع المتضررة.

وتوفي المدعون الأربعة الأصليون منذ بدء النزاع القانوني الذي واصلته مجتمعاتهم في جنوب شرق نيجيريا، والأخيرة أحد أكبر منتجي النفط في إفريقيا. وقال إريك دوه المدعي بالحق الشخصي الحالي في بيان صادر عن “ميليوديفينسي” إن “من دواعي ارتياحنا جميعا أنه بعد أعوام من المعركة القانونية مع شركة شل، سنحصل قريبا على هذه الأموال تعويضا عن كل ما خسرناه”.

من جهته، عد مدير منظمة “أصدقاء الأرض” في هولندا دونالد بولس أن الدعوى القضائية والتعويض يعني أنه تم “تكريس عرف جديد”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى