هيام عيد – الديار
كل التوقعات تجزم بأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، ستكون نسخةً أصليةً عن سابقاتها، وبالتالي كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، يسعى لدفع كل الأطراف السياسية إلى الحوار، كي يُخرج ما تبقّى من جلسات في العام الحالي عن رتابتها، باعتبار أنه لم يعد مقبولاً السير على هذا النمط، في حين أن رفض “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” لدعوة بري إلى الحوار، ليس تناغماً أو توافقاً من الطرفين، وفق ما تكشف أوساط نيابية في كتلةٍ بارزة، بل يأتي حفاظاً على موقعهما ضمن بيئتهما “الحاضنة”، وبمعنى آخر، لم تحصل وفق الأوساط نفسها، أية اتصالات أو مشاورات للتنسيق حول دعوة بري.
من هنا، وبعدما اعتبرت جلسة اليوم الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية خلال العام الحالي، فإن الأوساط أشارت إلى معلومات ومعطيات، تؤكد بأن المسألة ستتخطّى جلسات المجلس في العام المقبل، وبأن الزيارات التي سيقوم بها أكثر من مسؤول غربي وعربي إلى بيروت في الايام المقبلة وفي مطلع العام الجديد، ستكون باتجاه حسم الإستحقاق.
وعلى هذه الخلفية، تقول الأوساط، أن معظم النواب تبلّغوا من رؤساء كتلهم، بأن لا انتخابات رئاسية وشيكة، حتى أن أحد رؤساء الكتل قد غادر منذ مطلع الأسبوع بيروت، ونواب آخرون يستعدون للسفر خلال ساعات إلى الخارج لملاقاة عائلاتهم، ومنهم من سيواكب ويستكشف مع أصدقاء لهم من باريس الأجواء الفرنسية، بعدما بات واضحاً أن انتخاب الرئيس سيُطبخ في الخارج، وجلسات المجلس ما هي إلاّ من الباب الدستوري، وواجب النواب الحضور.
ليس ثمة ما يشي بأن توافقاً داخلياً سيحصل بين الكتل النيابية على إسم معينٍ، في وقت أن الأوساط تشير إلى أن ما يسمّى بالمرشّحين الأساسيين، سيخرج من حلبة الصراع الرئاسي لجملة أسباب واعتبارات، أملتها معطيات داخلية لصعوبة السير بهم، فيما الأجواء الخارجية على وشك حسم خياراتها من خلال اختيار أحد أبرز الأسماء المتداولة، وهذا لا يخفى على أحد ويُعتبر الأكثر تداولاً في الخارج، وبناءً عليه، فأن عدداً من المرجعيات قد تبلّغت عبر أصدقاء مشتركين، ومن خلال أقنية سياسية وديبلوماسية هذا الخيار.
وفي سياقٍ متصل، تشير الأوساط النيابية إلى أن ما يُبقي كل الإحتمالات واردة سياسياً وأمنياً، ما يتمثّل بالبعد الأمني من خلال ما جرى أخيراً في طرابلس ومناطق أخرى من توترات وإشكالات وأمن ذاتي، ما يشي بمخاوف من أن يكون هناك مخطط واستهدافات لزعزعة الإستقرار الداخلي، وتعكير الأجواء الأمنية من خلال سيناريوهات مدروسة، قد يكون لها صلة بتطيير الإستحقاق الرئاسي وخلق حالة اضطراب في البلد، إمّا لقطع الطريق على بعض المرشّحين أو في إطار الصراع الإقليمي، حيث أن الساحة اللبنانية قابلة لأن تتلقف هذه الصراعات عبر حالة فوضى تحمل رسائل من قبل بعض الإفرقاء الاقليميين، وبالتالي، تحويل لبنان لمنصة للرسائل الخارجية، ويكون الإستحقاق الرئاسي مدخلاً في حال حصلت هذه الفوضى أو اهتز الأمن، لذلك من المبكر الخوض في أي ترشيحات في مثل هذه الظروف الدولية والاقليمية، حيث ثمة تجارب سابقة كان لها الأثر السلبي في تعطيل الإستحقاقات الدستورية، وأخذ لبنان إلى مواقع تجعله منطلقاً لتصفية الحسابات بين هذا المحور وذلك.