زيارة الرئيس الصيني شي جينغ بينغ لواشنطن يبدو أنها تسببت بقلق عند الاميركيين فقد شهدت الرياض ثلاث قمم ولم يقتصر الأمر على احتفال السعودية بالحدث الاستثنائي وهو استضافة رئيس أهم الدول الصناعية في العالم وأحد الاقطاب المقررة الى جانب الولايات المتحدة وروسيا / بل تعداه الى إعلانات سياسية وتفاهمات اقتصادية وشراكات سعودية متعددة حسبما أشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/ وأشارت توجهات قمم الرياض لتعاون نووي وتسليحي واستثمارات مشتركة بين المملكة والصين؛ لتقول السعودية وبشكل مباشر بأنها منفتحة اقليمياً على جميع الصعد ولم تعد ترضخ لتحفظات وشروط واشنطن اتجاهها ؛ بل تريد أن تكون علاقتها بالولايات المتحدة مشابهة لعلاقتها مع عدد من أقطاب العالم وهي حريصة على اقامة أفضل العلاقات لكن ضمن اطار ما يضمن مصالح المملكة خصوصاً خلال أزمة الطاقة العالمية بعد الحرب الروسية الاوكرانية.
ارتياح سعودي
المصادر الخليجية المتابعة لتفاصيل قمم الرياض أشارت الى ارتياح لدى القيادة السعودية بأنها ليست مضطرة لتشكيل رأس حربة خلال الصراع الاميركي الايراني في المنطقة/ ما يجعلها غير محتاجة للرضوخ لشروط واشنطن تحت ذريعة حمايتها أمام الخطر الاقليمي الذي تمثله ايران في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي.
لبنان حاضر
لبنان لم يغب عن البيان الختامي للقمتين المنعقدتين في السعودية بعد تأكيد البلدين المواكبة الخارجية للازمة اللبنانية والحرص على اقامة الاجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في لبنان والتشديد على ضرورة قيام الدولة بالاجراءات اللازمة والحوار والتشاور لتجاوز الازمة الحالية وكي يتفادى لبنان أي أعمال ارهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة .
اسرائيل تهدد
الحدث الأكثر بروزاً تمثل أيضاً بتهديد اسرائيلي جديد قوامه قصف مطار بيروت الدولي إذا جرى استخدامه لعمليات تهريب أسلحة إيرانية، مثلما فعلت مع سوريا؛ متذرعةً بانها على علم بان ايران تُجري عمليات جس نبض ومحاولات استخدام ممر تهريب جديد عبر بيروت بعد فشل ممر دمشق؛ وتقول المصادر أن كيان الاحتلال لن يتعامل بأي سهولة مع محاولة ايصال اسلحة ايرانية الى النظام السوري وحزب الله عبر مطار بيروت؛ لكن الوضع في لبنان مختلف بشكل كبير عن دمشق التي خاضت حرباً دولية واقليمية أنهكتها منذ العام 2011؛ ففي لبنان يبدو أن حزب الله على أتم الجهوزية للرد على أي ضربة اسرائيلية بالمثل والقوة التي يمتلكها تجبر الاسرائيلي دوماً على التفكير بشكل طويل قبل الاقدام على أي محاولة للاعتداء على لبنان؛ وهو ما تمثل بفرض الدولة اللبنانية لشروطها خلال اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة والذي ما كان ليتم لو التهديد الذي تمثّل بمسيرات الحزب فوق حقل كاريش.
جعجع يعلق
التهديد الاسرائيلي استدعي تعليق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي دعا حكومة تصريف الاعمال للاجتماع والبحث فيما اذا كان حزب الله يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت واصفاً اياه بموضوع دقيق وخطير وطارئ ؛ فهل تحمل الأيام القادمة للبنان صراعاً متجدداً مع كيان الاحتلال؛ أم بعض الانفراجات نتيجة القمم الاقليمية؛ أم المزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي نتيجة تعنت القوى السياسية واصرارها على خياراتها واغلاقها باب الحوار والتوافق؟