أبرزرأي

قطر… نجاح تنظيمي وخيبة فنية

كتبت صحيفة” الأخبار”: إنطلق المونديال واجتمع العالم في قطر في أضخم حدث كروي. انطلق المونديال ولعبت قطر مباراته الأولى فخيّبت الآمال بخسارتها أمام الإكوادور 0-2، بعد حفل افتتاحي استمرّ لنصف ساعة، فكان شاملاً ومميزاً، لكن لم يكن استثنائياً

لم ينجح المنتخب القطري في تحقيق المطلوب بتسجيل نتيجة إيجابية في أولى مباريات كأس العالم، فخسر أمام الإكوادور 0-2 على ملعب البيت ضمن المجموعة الأولى. المشكلة ليست في النتيجة، بل بالعرض والأداء والصورة الباهتة التي ظهر عليها القطريون. انهار لاعبو العنّابي تحت ضغط ورهبة الاستضافة وأولى مباريات المونديال، فانتهت المباراة في نصف الساعة الأولى حين وجد القطريون أنفسهم متأخرين بهدفين لإينر فالنسيا في الدقيقتين 16 و31. كان من الممكن أن تكون النتيجة 3-0 للإكوادوريين وتسجيل أسرع هدف في مباراة افتتاحية في المونديال حين سجل فالنسيا هدفاً بعد ثلاث دقائق. لكن «VAR» تدخّل وألغى الهدف بعدما تبيّن أن فالنسيا كان متسلّلاً بنصف ساقه.

هذا الهدف الملغى وطريقة تسجيله والخطأ الذي ارتكبه الحارس سعد الشيب في التعامل مع الكرة أوحى بأن القطريين ليسوا في يومهم وأن الضغوط النفسية الكبيرة عليهم حوّلتهم إلى متفرجين على أرض الملعب. ألغى الحكم الإيطالي الهدف، لكنه لم يتأخر طويلاً حتى احتسب الهدف الأول بعدما منح الإكوادوريين ركلة جزاء صحيحة إثر عرقلة من الحارس الشيب في الدقيقة 16. توغّل إكوادوري وركلة جزاء بعد خطأ دفاعي أكّد ما كان قد ظهر في بداية المباراة. لم يتأخّر الهدف الثاني أكثر من ربع ساعة حين ارتقى فالنسيا وسجّل هدفاً رأسياً من دون أي مراقبة لأخطر لاعب في المنتخب الإكوادوري، ليتقدم الأميركيون الجنوبيون بهدفين نظيفين.

حاول القطريون استيعاب الصدمة، لكن الإكوادوريين قطعوا الطريق على أي تفكير قطري، فانتهى الشوط الأول بفرصة وحيدة لقطر لم ينجح المعز علي في تسجيلها.


الشوط الثاني لم يشهد أهدافاً لأسباب عدة. خروج الإكوادوري فالنسيا في الشوط الأول مصاباً. تهدئة الإكوادوريين لإيقاعهم بعدما اطمأنوا إلى النتيجة وضعف حيلة الخصم. أمرٌ سمح للقطريين بالتحرك بطريقة أفضل وتقاربت الخطوط بعدما كانت متباعدة بشكل كبير في الشوط الأول. لكن هذا التحسّن الطفيف لم يُترجم إلى أهداف ولا إلى فرص ولا حتى إلى نجاح بالخروج من الملعب القطري، ليخسر صاحب الضيافة أولى مباريات المونديال في سابقة تحصل للمرة الأولى في تاريخ المونديال، حيث لم يسبق لصاحب الأرض أن خسر أولى مبارياته في كأس العالم. خسر القطريون وخيّبوا آمال الجمهور «المتعدد الجنسيات» في ملعب البيت والجمهور العربي الذي تابع المباراة، وكان يتمنى أن يحقق القطريون نتيجة إيجابية.

لم ينتهِ المشوار القطري بعد، فهناك مباراتان متبقيتان مع السنغال في 25 الجاري ومع هولندا في 29 منه، لكن المهمة صارت أصعب في التأهل إلى الدور 16 رغم أن في عالم كرة القدم لا شيء مستحيل، حتى لو كان أمام القيّمين على المنتخب فنياً وإدارياً الكثير من العمل قبل اللقاءين المتبقيين.


على مدى 30 دقيقة احتضن ملعب البيت في مدينة الخور حفل افتتاح بطولة العالم الـ 22، والتي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وفي بلد عربي. حفل لم يكن استثنائياً كما توقع كثيرون، إلا أنه كان شاملاً ومميزاً وأضاء على مختلف الجوانب المرتبطة بالتراث العربي. وكان الحفل عبارة عن سبع فقرات غنائية وثقافيّة وتاريخيّة، وتناول بعضها النسخ السابقة من كأس العالم. وشهد الحفل حضوراً لافتاً للممثل الأميركي الشهير مورغان فريمان، كما تناول في بعض فقراته المنتخبات الـ 32 المشاركة في المونديال عبر أعلامها ومشاركين يحملون قمصانها. وسُجلت فقرة فنية حملت عنوان «نوستاليجا المونديال» مع مجسّم ضخم جداً لتميمة البطولة المعروفة باسم «لعيب» والتي أضفت جوّاً من البهجة داخل الملعب. وحضرت آيات من القرآن الكريم في حفل الافتتاح تعبّر عن أهمية التعايش بين الشعوب والحضارات.
وفي تحيّة الى أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان حاضراً في المدرجات، بثّ فيلم مصوّر لمجموعة شباب يمارسون لعبة كرة القدم، بينهم الأمير السابق خلال فترة شبابه. وحمد بن خليفة هو من قاد ملف قطر الذي فاز بحق الاستضافة عام 2010، والذي تعرّض لانتقادات كثيرة؛ بينها اتهامات بشراء الأصوات…

الحفل شاهده 60 ألف متفرج ملأوا ملعب البيت عن آخره، إضافة الى أكثر من مليارَي شخص عبر شاشات التلفزة. وشارك فيه أيضاً عدد من رؤساء الدول والحكومات؛ بينهم وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، ورؤساء: مصر عبد الفتاح السيسي والسلطة الفلسطينية محمود عباس. وحضر أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، كما حضر رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وفي كلمة إعلان انطلاق المونديال، قال أمير قطر الحالي تميم بن حمد آل ثاني: «بدءاً من هذا المساء (أمس الأحد) وطوال 28 يوماً، سوف نتابع، ومعنا العالم بأسره بإذن الله المهرجان الكروي الكبير، في هذا الفضاء المفتوح للتواصل الإنساني والحضاري». وأضاف «لقد عملنا ومعنا كثيرون كي تكون من أنجح البطولات، بذلنا جهداً واستثمرنا في الخير للإنسانية جمعاء، وأخيراً وصلنا إلى يوم الافتتاح الذي انتظرتموه بفارغ الصبر». وتابع قائلاً: «سوف يجتمع الناس على مختلف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم هنا في قطر وفي جميع القارات للمشاركة في اللحظة ذاتها»، لافتاً إلى أنه «ما أجمل أن يضع الناس ما يفرّقهم جانباً لكي يحتفوا بتنوّعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى