رأي

ديلي تلغراف: مستقبل النظام الملكي آمن ومن المثير للضيق مطالبة أصوات يسارية بنقاش حوله

تحت عنوان “مستقبل النظام الملكي آمن”، قالت صحيفة ديلي تلغراف في افتتاحيتها إن الحشود الضخمة التي جاءت لإلقاء نظرة الوداع على الملكة إليزابيث تأتي بمثابة تطمين للكثيرين على مستقبل النظام الملكي في بريطانيا.

وأكدت الصحيفة ذات التوجه اليميني والمدافعة عن الملكية، والمعروفة بأنها الأقرب إلى نظام الحكم في بريطانيا، أن صفوف المودِعين الضخمة تشير إلى تصميم البريطانيين على الإعراب عن ولائهم للملكة وللنظام الملكي.

وأشارت إلى أن الحشود ستتوافد إلى لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع، على أمل أن يتمكنوا من العثور على مكان في قائمة الانتظار ليلقوا نظرة الوداع على الملكة.

وشددت الصحيفة على أنه “من المثير للضيق وجود أصوات يسارية تطالب بنقاش حول مستقبل النظام الملكي في هذا الوقت”، واعتبرت أن هذه الأعداد الغفيرة من المودعين تأتي ردا على مثل هذه المطالبات.

الحشود الضخمة التي جاءت لإلقاء نظرة الوداع على الملكة إليزابيث تأتي بمثابة تطمين للكثيرين على مستقبل النظام الملكي في بريطانيا

وتشير التلغراف إلى ما ينشر حول هذا الموضوع في مواقع وصحف محسوبة على اليسار و”الجمهوريين” مثل صحيفة “الغارديان”، وفي هذا السياق كان المعلق تيموثي غارتون آش، قال في مقال بعنوان “بعد الملكة إليزابيث.. وحدة بريطانيا عرضة للخطر وتراجع لأهميتها الدولية.. لكن الأمور ليست بهذا السوء”، نشرته صحيفة “الغارديان”، إن بريطانيا في مرحلة ما بعد الملكة إليزابيث الثانية ستواجه مستقبلا متلاشيا وصعبا لكن لا يعني ذلك أنها لن تكون مهمة.

لكن الكاتب اعتبر أنه مهما كان موقفك من مؤسسة الملكية في دولة ديمقراطية، فيجب أن يكون هناك احترام لحكمها الذي امتد على سبعين عاما، مشيرا إلى أن الخدمة للحياة العامة والحيادية كرأس دولة وكرمز موحد في بريطانيا وكل ما مثلته بات اليوم محل شك. وأكد أن الملكية كانت ممثلة لوحدة متناقضة ظاهريا جمعت 4 شعوب في أمة واحدة هي المملكة المتحدة. وأشار إلى أنه “من المتوقع خروج الإسكتلنديين من الاتحاد من أجل الانضمام مرة ثانية للاتحاد الأوروبي. وترى إيرلندا الشمالية مستقبلها وبشكل متزايد مع جمهورية إيرلندا وكعضو غير رسمي في الاتحاد الأوروبي. وحتى لو لم تتحول بريطانيا لمجرد إنكلترا وويلز فهي بحاجة لإعادة تنظيم نفسها دستوريا”.

وشدد على أن الملكة مثلت الاستمرارية والأمن واليقين، لكن بريطانيا اليوم تواجه زيادة في كلفة المعيشة وارتفاعا في الدين العام وركودا محتملا ومشكلة إنتاج مزمنة. وتواجه كل هذه المشاكل في ظل رئيسة الوزراء غير المجربة، ليز تراس، وبحكومة غير مجربة.

وبحسبه لا يوجد الكثير من اليقين، فرغم تفاؤل تراس إلا أن نسبة 69% من الذين شاركوا في استطلاع قالوا إن بريطانيا في حالة “تدهور”.

ويرى الكاتب أنه لو كانت التغطية الشاملة في بريطانيا لوفاة الملكة إليزابيث هي تعبير عن الهروب النفسي من المشاكل الحالية، فإن بعض التغطية الأجنبية بالغت في الحديث عن ضعف بريطانيا وتراجع دورها العالمي. ويؤكد أن البلد لا يزال لديه مكامن قوة، فقد اقترح الكثير من المعلقين بعد البريكسيت انقسامه إلى معسكرين معاديين: الداعمون للبقاء والخروج من أوروبا. لكن وباء كوفيد- 19 والتضامن مع الصحة الوطنية والحداد الوطني العام على وفاة الملكة يكشف عن وحدة. وبالنظر لحشود المعزين علاوة على الحكومة التي لم يعين فيها وزير أبيض في الوزارات الأربع المهمة يظهر أن بريطانيا نجحت في استيعاب التنوع النابع من الهجرة أفضل من أي ديمقراطية أوروبية أخرى. وأشار إلى أن الوضع أفضل ديمقراطيا من الولايات المتحدة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى