ميقاتي في الفاتيكان…3 رسائل بابوية بانتظاره
كتب شارل عازار في موقع ” القوات اللبنانية”:
مع انسداد الأفق الداخلي والغموض الذي يلف مصير عودة الحكومة إلى الانعقاد وإقفال أبواب المبادرات التي تنتشل لبنان من ازمته الحكومية والدبلوماسية مع دول الخليج، يتطلع اللبنانيون إلى ما سينتج عن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الفاتيكان للقاء قداسة البابا فرنسيس وما اذا كانت هذه الرحلة الفاتيكانية ستأتي بالنتائج المطلوبة على الصعيد الداخلي اللبناني.
للزيارة أهمية كبرى، باعتبار أن لبنان غارق اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً، وسط تعنت الافرقاء السياسيين بمواقفهم المتصلبة ما يصعّب إخراجه من عنق الزجاجة لتعود مياه الحكومة إلى مجاريها بعد عودة ميقاتي من روما ومعه مفاتيح دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد. وما قبل زيارة روما ليس كما قبلها، وأي خطوة مباشرة على المستوى الحكومي، بعد عودته، لها أهمية لما يمثّله هذا اللقاء من رسالة ايجابية من صرح روحاني دولي.
وللاطلاع على كواليس هذه الزيارة، تشير مصادر دبلوماسية في روما مطلعة على تحضيرات زيارة ميقاتي إلى الفاتيكان، عبر موقع القوات اللبنانية الالكتروني”، إلى أن اللقاء بين ميقاتي وقداسة البابا مهم جداً خصوصاً أنها تأتي في ظروف صعبة كالتي يمر فيها لبنان على صعيد الازمتين الحكومية والدبلوماسية بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج.
وتضيف المصادر، “في الشكل، هي زيارة لرئيس حكومة لبنان إلى الفاتيكان، لكن في المضمون، تحمل في طياتها رسائل عدة سبق أن أعلن عنها البابا فرنسيس، وسيؤكد عليها في لقائه مع ميقاتي، كون الحبر الأعظم مطلع على كافة المجريات الحاصلة في لبنان، وهناك رسائل تصله بشكل مستمر عن التطورات”.
وتكشف المصادر ذاتها لموقعنا، عن ثلاثة رسائل سيتم التشديد عليها من قبل قداسة البابا، كونه يولي اهتماماً كبيراً للبنان ولشعبه الذي بات في نظر الفاتيكان محاصراً داخلياً وخارجياً، في حياته المعيشية إضافة إلى أمنه المهدّد في كل لحظة نتيجة سياسة الافرقاء في لبنان وخصوصاً السلطة الحاكمة، وهو يترقب حصول الانتخابات النيابية المقبلة كمدخل خلاص للشعب اللبناني.
الرسالة الأولى، تقول المصادر، “سيشدد البابا على حصول الانتخابات النيابية في موعدها وعدم تأجيلها تحت أي ذريعة داخلية كانت أم خارجية، إذ لا يجوز تأجيل استحقاق دستوري في الظروف التي يعيشها لبنان، وهو سبق وأرسل إشارات بهذا الخصوص إلى المعنيين في لبنان وحثهم على التغيير من خلال الانتخابات التي لا بد من اجرائها”.
الرسالة الثانية، “سيوصي الحبر الأعظم رئيس الحكومة بعدم تدخل السياسة في تحقيقات انفجار المرفأ، وترك العدالة تأخذ مجراها، من اجل تبيان حقيقة الانفجار الذي هز العالم بأسره”، كما ان البابا ليس بعيداً عما يحصل في لبنان، وهو مطلع على مجريات التعطيل الأخير الذي طاول الحكومة، جراء تدخل السياسيين في عمل القضاء وتعطيله لأهداف سياسية، وفق المصادر.
اما الرسالة الثالثة والهامة، “زيارة ميقاتي تأتي بعيد أزمة دبلوماسية حادة مع دول الخليج، وما نتج عنها من خسائر اقتصادية على لبنان. وانطلاقاً من هذا الواقع، يكمن التناغم بين الكرسي الرسولي والبطريركية المارونية في لبنان، إذ إن البابا كما بكركي سيدعو ميقاتي إلى الالتزام بالحياد الذي أعلن عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعدم جر لبنان إلى صراعات محورية وإقليمية، والوقوف على مسافة واحدة من القضايا التي تضر بمصلحة البلد. فالحياد هو لب اللقاء بين الرجلين، باعتبار أن تطبيق الحياد هو المدخل الوحيد إلى إعادة الحياة الدبلوماسية بين لبنان والدول المحيطة به وخصوصاً الخليج”.
من جهته، يشير عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب علي درويش، في حديث إلى موقع “القوات”، إلى أن الزيارة أتت من ضمن صيغة كلمة الفاتيكان المسموعة دولياً، إضافة إلى الصيغة الروحية المُحبة للبنان، وهو من المحطات الأساسية دائماً نظراً لقرب قداسته من لبنان من اجل إطلاق رسالة حول الاستقرار في بلدنا وهذا ما نحتاجه جميعاً في هذه المرحلة الصعبة.
ومن الاسباب التي جعلت ميقاتي التوجه نحو الفاتيكان، يقول درويش، “هو الدور الذي يمكن ان يقوم به البابا فرنسيس ايجاباً في ما يتعلق بالأزمة المستجدة مع دول الخليج، ولما تمثله على المستوى العالمي وانطلاقاً أيضاً من توقيع صيغة التلاقي بين قداسة البابا وشيخ الازهر أحمد الطيب، وبالتالي الفاتيكان صرح عالمي يلقى تجاوباً عالمياً، وأي رسالة يطلقها البابا فرنسيس تصل إلى كل دول العالم”.
(القوات اللينانية)