مؤتمر “وثيقة الأخوة الإنسانية: الدين في الفضاء العمومي” في مركز “لقاء”
نظم “مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية”، بالتعاون مع مؤسسة “أرض المبدعين”، مؤتمرا إقليميا بعنوان “وثيقة الأخوة الإنسانية: الدين في الفضاء العمومي”، في مركز “لقاء” – الربوة، في محاولة بحثية جادة للاسهام في ترجمة عملية ل “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، التي تم توقيعها بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب في 4 شباط 2019.
شارك في أعمال المؤتمر باحثون وأكاديميون من فرنسا وتونس والعراق ولبنان، مختصون في مجالات الفلسفة وعلوم الأديان والاجتماع والتربية والإعلام، ومثل النائب د. إدغار طرابلسي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حاملا إلى المؤتمرين تشكيل “لجنة رسمية”، سميت “لجنة التنسيق” لإنشاء “أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار”، كان عون طرح فكرة إنشائها على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم إقرارها في الدورة السابعة (2018)، على أن تقام هذه الاكاديمية في الدامور. ونقل “دعمه وتمنياته بنجاح أعمال المؤتمر”.
وتحدث في جلسة الافتتاح التي قدم لها وأدارها مصطفى الحلوة، منسق المؤتمر حنا الحاج الذي ألقى كلمة باسم “مركز تموز”، فوصف المؤتمر بأنه “صرخة رافضة لكل المسار الانحداري غير المسبوق لشعوب الشرق الأوسط وللانسانية جمعاء”. وأشار الى أن المؤتمر “يسعى إلى مقاربة إشكاليات بنيوية، تحاكي متطلبات شعوبنا للخروج من عنق الزجاجة إلى فضاء التنوير والسلام والازدهار”.
ولفت إلى أن “وثيقة الأخوة تتكامل في مضامينها مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948).
بكاسيني
بدوره قال رئيس مؤسسة “أرض المبدعين” كمال بكاسيني: “بكلامنا عن الأخوة الإنسانية، نتكلم عن لبنان، هذا البلد الذي يرفض الزوال، ويؤكد يوميا على أنه بلد الانفتاح والعيش الواحد ومصنع الإنسانية”. ووصف مركز “لقاء” ب “الصرح الذي وفر منذ تأسيسه، مساحة لحوار الأديان والحضارات، فكان مكانا لتلاقيها، وصولا إلى تكريس العيش الواحد”
شار
من جهته، نوه القيم البطريركي العام لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك أنطوان شار بالمحاضرين، لجهة “تخصصهم العلمي ومواقعهم المؤثرة في الحياة العامة”، مشددا على أن “هذه الوثيقة أكثر أهمية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إذ وضع الموقعان عليها الإصبع على كل المشكلات التي تواجه عالمنا اليوم مع رسم طرق للخلاص”.
ولفت إلى أن “ثمة ما يجمع بين “وثيقة الأخوة” والسينودس لأجل لبنان (1997)، لما يتسمان به من أبعاد عالمية”، مقترحا “إدراج الوثيقة في المناهج التربوية في لبنان، مع إيجاد الآليات الملائمة لحسن تنفيذ هذا الاقتراح”.
وتضمن المؤتمر إلى الجلسة الافتتاحية، ست جلسات تناولت العناوين الآتية: وثيقة الأخوة الإنسانية: الدين في الفضاء العمومي، بإدارة بيارو الخويري، التسامح وحدوده بإدارة سوزان منعم، وثيقة الأخوة الإنسانية: نحو تفسير جديد للنص الديني بإدارة الأخت باسمة خوري، وثيقة الأخوة الإنسانية في رسالتيها: تحرير المؤمن وتحرر المواطن بإدارة كلود مرجي، نحو تعليم ديني متجدد يعزز فرص السلام بين المجتمعات وداخلها بإدارة بلانش ابي عساف، وقراءة سياسية في مراد المتكلم (الله) بإدارة كمال بكاسيني.
وكانت هناك عشر أوراق عمل، قدمها على التوالي: أدونيس العكره، الأب جورج حبيقه، الطاهر بن قيزة (تونس)، الشيخ محمد النقرى (فرنسا)، الأب نعمة صليبا، خالد عليوي العرداوي (العراق)، سمير خوري، نمر فريحة، روني ألفا، النائب إدغار طرابلسي.
وتميزت جلسات المؤتمر بحوار تفاعلي وتعقيبات وازنة، أفضت إلى إِثراء البيان الختامي، برؤاه ومقترحاته والتوصيات، وشاركت فيها مرجعيات دينية وفاعليات مدنية مع حضور طالبي من الجامعة اللبنانية (الدراسات العليا) ومهتمون.
ولدى اختتام أعمال المؤتمر وزع العكره شهادات مشاركة وحضور على الطلبة الجامعيين، بمشاركة طرابلسي وبكاسيني وشار.
وشدد البيان الختامي بما تضمنه من توصيات واقتراحات على أن “الوثيقة، على عظم ما تضمنت من رؤى وتوجهات وتوجيهات، لن تأخذ مداها، وتحقق استهدافاتها، ما لم يتم تطبيقها واقعا معيشا، بين أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية”.