كتبت كسينيا لوغينوفا، في “إزفيستيا”، حول ما إذا كان أردوغان سيدفع الناس لإعادة انتخابه قبل الموعد المحدد. فماذا عن مصير العلاقات مع روسيا؟
وجاء في المقال: لا يستبعد الاتحاد الأوروبي أن يجري الزعيم التركي رجب طيب أردوغان انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في الخريف. حتى الآن، وفقا لدبلوماسيين أوروبيين، لا تسير الأمور على ما يرام بالنسبة له: فقد ارتفع التضخم في البلاد، وتتجه الليرة التركية إلى الهاوية، وارتفعت الأسعار بشكل كبير، ومعها معدلات البطالة، خاصة بين الشباب. لكن الوضع قد يتحسن قليلا بفضل عائدات السياحة الضخمة التي حصلت عليها البلاد هذا الصيف.
من ناحية أخرى، فمن شأن حملة انتخابية قصيرة المدة أن تصب في مصلحة الحكومة الحالية، لأن كتلة المعارضة قد لا يكون لديها ببساطة الوقت الكافي للتحضير للانتخابات. لم تتفق المعارضة بعد على مرشح واحد يواجه أردوغان.
ومع ذلك، فإجراء الانتخابات الآن، من ناحية أخرى، في مصلحة معارضي أردوغان. بل، من المفيد للرئيس نفسه أن ينتظر موعد التصويت المقرر، حسبما قال مصدر في الأوساط الدبلوماسية التركية لـ “إزفيستيا”. وأوضح أن “السلطات تتخذ إجراءات اقتصادية جديدة ستؤتى ثمارها في غضون خمسة إلى ستة أشهر، لذلك من المربح أكثر لأردوغان أن لا يندفع إلى الانتخابات”.
أما إذا وصلت المعارضة إلى السلطة في تركيا، فإن علاقات أنقرة مع موسكو ستتغير، كما قال المستشرق أندريه أونتيكوف، وأضاف:
“طورت روسيا وتركيا في عهد أردوغان علاقات بنّاءة للغاية، على الرغم من وجود تناقضات كثيرة بين موسكو وأنقرة في مختلف القضايا: سوريا وليبيا وقره باغ وأوكرانيا. لكن في الوقت نفسه، كل هذه التناقضات لا تتحول إلى شيء أكبر. عندما ينشأ تصعيد أو توتر، تجلس الأطراف على طاولة المفاوضات وتناقش هذه القضايا وتجد أرضية مشتركة. هذه ميزة عظيمة لبوتين وأردوغان. رئيسا الدولتين لا يُقْدمان على كسر الموقف، إنما يحاولان مراعاة مصالح بعضهما البعض والبحث عن حلول من شأنها أن تأخذ في الاعتبار مصالح الطرفين. ومما يدفعهما إلى ذلك حجم التعاون الاقتصادي الذي يربط موسكو وأنقرة”.