عندما يغادر الأب.. هل النّتيجة حتمًا مأساويّة على الطّفل؟

كتبت جويل زغيب في رأي سياسي:

في أيّامنا هذه وفي ظلّ الظّروف الإستثنائيّة الّتي تمرّ بها البلاد، نجد الكثير من الأباء ،معيلين العائلة، يضطرون للسّفر الى الخارج للعمل وتأمين متطلّبات العيش لعائلتهم. وهنا نجد أنفسنا أمام أسئلة متكرّرة من الأهل، كيف نتصرّف مع أطفالنا في هذه الحالة؟ كيف نخبرهم بسفر والدهم؟ كيف نعوّض غيابه الجسديّ عنهم؟ الخ..
بدايةً، علينا أن نعرف أنّ الوقت عند الأطفال يختلف عن الوقت عند البالغين، أي يومان وثلاثة هم بمثابة عدّة أسابيع عند الطّفل، اذًا يبدأ الطّفل يشعر بأنّ غياب والده طال ابتداءً من أوّل يومٍ. لذلك، من الطّبيعي، عندة عودة الأب من السّفر بعد أشهرٍ طويلة، أن يلاقي فتور من قِبل الطّفل، ربما لن يركض إاليه، لن يعانقه.. وهنا لا يجب على الأب أن يغضب بل عليه أن يخبره أنّه كان يفكّر به دائمًا. بعد وقتٍ قليل سيعود الطّفل ويقترب من والده.
أمّا في فترة السّفر، فهناك عدّة أمور على الأهل أن يتّبعوها لتكون فترة السّفر صحيّة لنفسيّة الطّفل، ومنها:
- على الأب أن يتّصل بطفله ويخبره عن عمله هناك مستخدمًا عبارات بسيطة يفهمها الطّفل، مثلًا: أقود شاحنة، أقوم برسم بنايات وبيوت، أحضّر أطباقًا شهيّة للناس.. مثل هذه العبارات الحيّة البسيطة تبقى في ذهن الطّفل.
- على الأمّ أن تكلّم طفلها دائمًا عن أبيه، فيبقى الأب موجود في حديث الأمّ وعليها أيضًا أن تذكّر طفلها بأنّ والده الّذي يعمل، يفكّر به باستمرار.
- اذا كان الطّفل بسنٍ مناسب، يمكن للأمّ أن تريه الرّزنامة ووضع إشارة على تاريخ عودة الأب، كما عليها أن تسأله ماذا يحبّ أن يحضّر لأبيه العائد من السّفر؟ مثلًا أن يرسم له رسمة.
وهكذا نساعد الطّفل على أن يفهم أنّ والده حتمًا سيعود، وسفره لا يعني أنّه لم يعد موجود، بل على العكس، الجميع في البيت يفكّر به بما أنّ الجميع يتكلّم عنهُ.
وأخيرًا هناك أمر لا يجب أن تقوم به الأمّ، وهو حين يقوم الطّفل بتصرّف سيّء لا تهدّدهُ قائلة: سأخبر والدك حين يعود، لأنّ هذا سيخلق عند الولد قلق حيال عودة أبيه وبالتّالي ستنقص فرحته بعودة هذا الأخير. ولكنّ بالوقت عينه لا يجب أن يغيب الأب المسافر عن تربية طفله. فكيف للأب البعيد أن يحافظ على دوره مع الأمّ في تربية طفله؟