كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، حول أسباب سفر أنتوني بلينكن العاجل إلى القارة السمراء في أعقاب سيرغي لافروف.
وجاء في المقال: أنهى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة في الدول الإفريقية، وضعتها وسائل الإعلام الغربية في سياق الصراع مع روسيا على النفوذ في هذه القارة. في غضون أربعة أيام زار بلينكن جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. لم يكرر المسار الذي سلكه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في نهاية شهر يوليو، فقد زار دولا أخرى.
وفي الصدد، قال الباحث في الشؤون الإفريقية أليكسي تسيلونوف، لـ”كوميرسانت”: “من دون شك، هناك عنصر تنافسي في رحلة بلينكن، بلغ مستوى جديدا بعد اعتماد القانون المناهض لروسيا في مجلس النواب الأمريكي. إن جنوب إفريقيا والولايات المتحدة متقاربتان أيديولوجيا وسياسيا ولا سيما اقتصاديا، ولكن هناك حاجة إلى “إصلاح” سمعة الولايات المتحدة في إفريقيا بعد الضرر الذي لحق بها بسبب التقاعس عن الفعل وتصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب”.
وأضاف مدير مركز دراسة إفريقيا بالمدرسة العليا للاقتصاد، أندريه ماسلوف، لـ “كوميرسانت”: “يتمثل التحدي الذي يواجه بلينكن في إبقاء إفريقيا تحت النفوذ السياسي الأمريكي، على الرغم من التناقص المستمر في عدد وحجم الأدوات الاقتصادية والحوافز الحقيقية التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة للقارة. ووفقا لمعلوماتنا، تمارس الولايات المتحدة ضغطا قويا لا يقتصر على البلدان، بل يشمل القادة المسؤولين وصناع القرار، لإجبارهم على رفض العمل مع روسيا”.
ووفقا لماسلوف، خلاف الولايات المتحدة، تعرض روسيا على إفريقيا “شراكة ندية”. “نبيع السلع والخدمات مقابل المال ونكتفي بذلك، بينما تفرض الولايات المتحدة والغرب بشكل عام شروطا إضافية على إفريقيا. في السياسة الخارجية، يطلبون منها أن لا تصادق روسيا والصين؛ وفي السياسة الداخلية، أن تطور “مؤسسات ديمقراطية” وكل ما يتعلق بذلك في المجال الاقتصادي، مثل القيام بخصخصة وإلغاء الضوابط التنظيمية، الأمر الذي يعني بالنسبة للاقتصادات الإفريقية الاندماج في سلاسل الإنتاج العالمية بشروط أبعد ما تكون عن مصلحتهم”.