وزيرة الخارجية الفرنسية: “أوروبا ليست الهدف الوحيد للإمبريالية الروسية”
في مقابلة خصت بها صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية – وهي الأولى لها مع صحيفة فرنسية يومية – اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن روسيا تشن حربًا “شاملة ومختلطة” لا تستهدف أوكرانيا فحسب، بل تسعى “لتقويض الاستقرار في العالم والنظام الدولي”، قائلة: “ما ندافع عنه من خلال مساعدة أوكرانيا هو أمننا”.
وأضافت رئيسة الدبلوماسية الفرنسية القول إن أوروبا ليست الهدف الوحيد “للإمبريالية الروسية”، إذ إن العالم بأسره يتأثر بالسياسة الروسية: زيادة أسعار الطاقة، ارتفاع أسعار المواد الغذائية.. فموسكو وحدها هي المسؤولة عن ذلك، من خلال تقليص هذه الصادرات بشكل كبير وإجبار أوكرانيا على خفض صادراتها، تقول كاترينا كولونا، مضيفة أن روسيا هي التي فرضت حصارًا على الحبوب وهي اليوم تفتخر بالبحث عن حلول، في “موقف رجل إطفاء لحرائق هو من أضرمها”. ويؤثر ذلك على أفريقيا والشرق الأوسط أولاً.
وتحدثت وزيرة الخارجية الفرنسية عن ضرورة الاستمرار في الحديث مع روسيا ورئيسها ولكن بحزم، لأنه سيتعين التحضير لما هو مقبل. لكنها أوضحت أن هناك شروطاً لذلك، وأنه في الوقت الحالي، لم تتحقق الشروط لوجود مرحلة سياسية تلي هذه المرحلة العسكرية.
ورداً على سؤال “ليبراسيون” عن صراع النفوذ الفرنسي – الروسي المتزايد في القارة الأفريقية، قالت كاترين كولونا إن “العدوانية” الروسية في العديد من البلدان- علاوة على مالي- تتطلب إضافة بعد جديد لسياسة الشراكة الجديدة وتجديد العلاقة بين إفريقيا وفرنسا، مشيرة إلى أن ذلك ما تحدث عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال جولته الأفريقية الأخيرة.
وبخصوص الزيارة المثيرة للجدل لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الأسبوع، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية أن موقف باريس تجاه بكين لم يتغير منذ اعترافها بجمهورية الصين الشعبية في عام 1964، وبالتالي تتمسك فرنسا بسياستها الداعمة لصين واحدة، وزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي ليست غير مسبوقة، تضيف كاترين كولونا، قائلة إنه على أي حال، لا ينبغي أن تستخدم زيارة السيدة بيلوسي ذريعة من جانب الصين لتصعيد التدابير التي من شأنها زيادة التوتر.
“ليبراسيون” أنهت مقابلتها مع وزيرة الخارجية الفرنسية بسؤال عن مؤتمر السفراء السنوي الذي سيعقد في بداية شهر سبتمبر المقبل، والذي يأتي بعد إضراب نادر للدبلوماسيين الذين يعارضون الإصلاح القاضي بإلغاء السلك الدبلوماسي. كما أن ميزانية الوزارة تراجعت بنسبة حوالي 18 في المئة في غضون 12 عاماً. رداً على الصحيفة، أوضحت كاترين كولونا أنه “فيما يتعلق بمؤتمر السفراء، إننا أمام لحظة مهمة لتحديد وتيرة السياسة الخارجية لفرنسا، من خلال خارطة الطريق التي قدمها الرئيس إيمانويل ماكرون. كما أنه أول مؤتمر منذ عام 2019، منذ أن منع الوباء انعقاده على مدار العامين الماضيين. ستكون أيضًا فرصة للحديث عن تنظيم الوزارة، ودور الدبلوماسيين الفرنسيين في عالم متغير، حتى لا نقول في حالة من الفوضى والاضطراب الكامل”، تقول رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، مضيفة أن مؤتمر السفراء سيسمح بالحديث عن المهمات ذات الأولوية والأهداف المحددة، وبالطبع الوسائل المخصصة لهذه المهمات.