نشرت صحيفة التلغراف مقال رأي لآن اليزابيث موتيه، بعنوان: “إذلال إيمانويل ماكرون سيزداد سوءاً”.
وبدأت الكاتبة مقالها بسؤال: “ماذا تفعل عندما تصطدم بالحائط بعد 44 عاما من الحصول على كل ما تريده؟”. وأضافت: “إذا كنت موظفا حكوميا فرنسيا كبيرا تحولت لفترة وجيزة إلى مصرفي تجاري، ثم تم انتخابك مرتين كرئيسا للجمهورية، مثل إيمانويل ماكرون، فتختبئ في البداية لمدة 24 ساعة”.
وأشارت إلى أنه يوم الأحد، وبعد أن أمضى ليلة انتخابات مؤلمة حيث خسر غالبيته البرلمانية بفارق 44 مقعدا، “اختفى ماكرون ولم يدل بأي بيان رسمي. ثم ألغى جميع اجتماعاته يوم الإثنين”.
وقالت إنه “بدلا من ذلك يتشاور الرئيس الآن مع قادة الأحزاب من جميع الأطياف”. وهم “الأشخاص أنفسهم الذين تجنبهم خلال فترة رئاسته الأولى”.
وتتوقع الكاتبة أنه “لن يكون قادراً على تشكيل ائتلاف حتى مع أكثرهم توافقا معه، وهو حزب الجمهورية، الحزب السابق لجاك شيراك والذي واجه قبل شهرين فقط “الانقراض”، عندما حصلت مرشحة الحزب الرئاسية، فاليري بيكريس ،على 4.8 في المائة فقط من الأصوات.
وأشارت إلى أنه الآن ومع وجود 64 نائبا حاسما “يبدو أن حزب الجمهورية، قرر البقاء في المعارضة وجعل حياة ماكرون صعبة، بدلا من منحه متعة العودة إلى العمل كالمعتاد بأغلبية تمرر كل ما يريد تمريره”.
واعتبرت الكاتبة إن “خطأ ماكرون القاتل” كان الاعتقاد بأن “الناخبين الذين اختاروه قبل شهرين ضد لوبان، شعروا أنه الخيار الأفضل لفرنسا أو لهم”. وقالت إنه أعيد انتخابه “لمجرد أنه كان الخيار الأقل سوءا”.
وأضافت أنه “لمضاعفة المذاق المر في أفواه العديد من ناخبيه، لم يلق خطابا مفعما بالحيوية والأمل، سواء في مساء يوم انتصاره أو بعد ذلك”. كما اختار، بحسب الكاتبة، رئيسة وزراء “مملة أكثر من سابقها”.
واعتبرت أنه “لا عجب في أن الشعب الفرنسي استاء من كونه عالقا مع ماكرون، الرجل الذي يتوقع الطاعة من حكومته وخضوع نوابه”.
وقالت إنه تم قبول “أسلوبه المتسلط” في الوقت التي كانت تسير فيه الأمور على ما يرام إلى حد معقول وانخفضت مستويات البطالة. إلا أنه و”عندما أصبحت الأمور تخرج عن السيطرة من ثورة السترات الصفراء إلى الوباء إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، تراجعت شعبيته”.
واعتبرت الكاتبة أن فرنسا “بلد عالق في مأزق شعبوي، وأنه قبل خمس سنوات، كان من المفترض أن يكون ماكرون هو الحل، بعيدا عن الأحزاب التقليدية المنقسمة بين يسار ويمين”.
أما “الفوضى المقبلة في البرلمان وربما في الشوارع”، فهي بحسب الكاتبة “نتيجة لفشله الشخصي”.
وأنهت موتيه مقالها بالقول: “وستزداد الأمور سوءا بالنسبة له، فهو على وشك أن يواجه وهو يسقط، العديد والعديد من الأشخاص الذين احتقرهم أثناء صعوده”.