افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الأخبار
سيطرة كاملة للأحزاب على المجلس النيابي
عمليا، أنهى المجلس النيابي ترتيب بيته الإداري الداخلي. صورة التمثيل السياسي للمواقع الأساسية من رئاسة المجلس إلى نائب الرئيس إلى هيئة المكتب إلى اللجان النيابية، أظهرت أن التغيير لم يحصل على الإطلاق. ومرة جديدة، كشفت الانتخابات الإضافية الفجوة الكبيرة بين خطاب النواب الذين يقدمون أنفسهم باسم التغيير، وبين قدرتهم على تثبيت حضورهم التشريعي والعملاني في اللجان. علماً أن الفرصة المتاحة أمامهم لا تزال كبيرة من خلال إبراز القدرات التشريعية عندهم خلال عمل المجلس اللاحق.
أمس، أعادت الكتل السياسية إحكام قبضتها على اللجان النيابية. إذ توزعت الأحزاب على رئاسة اللجان الـ16، بينما لم تستطع كتلة «التغييريين» الفوز بأي موقع رئيس أو مقرر. وحاول النائب ميشال معوض ترشيح نفسه لرئاسة لجنة المال والموازنة، لم ينل سوى صوت واحد من أصل 16 صوتاً (غاب النائب فؤاد مخزومي) مقابل 14 صوتاً للنائب إبراهيم كنعان وورقة بيضاء، ما يعني أن كنعان نال صوتيّ نائبيّ القوات؛ وفاز بمنصب مقرر اللجنة النائب عن حزب الله علي فياض. في المقابل، فاز نائب «القوات اللبنانية» جورج عدوان برئاسة لجنة الإدارة والعدل بالتزكية (وافقت جميع القوى عليه بطلب من الرئيس نبيه بري). وحصل النائب جورج عطالله على منصب المقرر في تلك اللجنة. كذلك فازت القوات برئاسة لجنة أخرى هي لجنة البيئة التي ترأسها غياث يزبك، أما منصب المقرر ففاز به النائب قاسم هاشم بالتزكية. إشارة هنا إلى أن النائبة في كتلة «التغيير» نجاة عون كانت قد أعربت سابقاً عن «استعدادها لترؤس لجنة البيئة» متوجهة إلى النواب بالقول: «إذا وجدوا نائباً أكثر كفاءة منّي فليتفضّل وأنا أنتخبه». إنما لم تنجح بالفوز بالرئاسة وحلّ مكانها النائب القواتي. من جهته فاز التيار الوطني الحر برئاسة لجنة ثانية أسوة بالقوات، فترأس النائب سيمون أبي رميا لجنة الشباب والرياضة (مقرر اللجنة النائب رائد برو)، ورأس النائب في تكتل لبنان القوي هاغوب بقرادونيان لجنة المهجرين (المقرر النائب حسن جشّي). وحصلت حركة أمل على رئاسة 4 لجان: النائبة عناية عز الدين رئيسة للجنة المرأة والطفل (النائب عدنان طرابلسي مقرّراً بالتزكية)، النائب أيوب حميّد رئيساً للجنة الزراعة والسياحة (النائب أديب عبد المسيح مقرراً بالتزكية)، النائب ميشال موسى رئيساً للجنة حقوق الإنسان (النائب نزيه متى مقرراً بالتزكية)، النائب فادي علامة رئيساً للجنة الخارجية والمغتربين (النائب هاغوب بقرادونيان مقرراً بالتزكية). بينما تمثل حزب الله برئاسة لجنة واحدة هي لجنة الإعلام والاتصال التي فاز بها النائب إبراهيم الموسوي (النائب محمد سليمان مقرراً بالتزكية)، والحزب الاشتراكي بلجنة واحدة أيضاً هي لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية وقد فاز برئاستها النائب بلال عبدالله (النائب سامر التوم مقرراً بالتزكية). أما رئاسة لجنة التكنولوجيا فحاز عليها نائب تيار المردة طوني فرنجية (النائب الياس حنكش مقرراً لها) في حين حصل المستقلون على رئاسة 4 لجان: النائب حسن مراد رئيساً للجنة التربية (النائب إدكار طرابلسي مقرراً بالتزكية)، النائب ميشال ضاهر رئيساً للجنة الاقتصاد والصناعة والتخطيط (النائب ناصر جابر مقرراً بالتزكية)، النائب جهاد الصمد رئيساً للجنة الدفاع والداخلية والشؤون البلدية (النائب أسعد درغام مقرراً بالتزكية)، النائب سجيع عطية رئيساً للجنة الأشغال العامة والنقل (النائب محمد خواجة مقرّراً بالتزكية). وقد ترشح ضده النائب إبراهيم منيمنة إلا أنه نال صوتاً واحداً هو صوته الشخصي.
**********************************
النهار
ضياع سلطوي بين استحقاقي الترسيم والتكليف
اقرب ما يكون الى التهيب والتزام الحذر والترقب، بدت حالة اهل السلطة عموما امس عشية الأسبوع المقبل الذي يكتسب أهمية مزدوجة منتظرة. اذ من جهة ينتظر الرسميون والسياسيون وصول الوسيط الأميركي في ملف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين في بداية الأسبوع، ومن جهة أخرى يفترض ان يشهد الأسبوع الطالع نهاية المماطلة في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة الجديدة. وما بين هذين الاستحقاقين رسم المشهد الداخلي معالم الغموض المتسع والبلبلة المكشوفة في مواقف اهل السلطة. فلا وضوح بعد يبلور معالم الموقف الذي سيبلغ الى الوسيط الأميركي، علما ان المواقف التهديدية التي اطلقها الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمته مساء الخميس طغت بالكامل على مجمل التطورات المتصلة بهذا التطور، ويخشى ان تكون وضعت اركان السلطة تحت وطأة الهيمنة التي شاء نصرالله متعمدا ان يكشفها قبيل وصول هوكشتاين سواء كانت تهديداته بعمل حربي جدية او تحذيرية. وايا تكن طبيعة الحسابات التي توجه مواقف “حزب الله” فان من انتظروا مواقف او توضيحات او تعليقات من اركان العهد والسلطة اقله من مسألة إعادة الاعتبار الى الدولة والجيش في مسألة القرار بالحرب والسلم، خاب ظنهم تكرارا امام صمت الرئاسات والمسؤولين قاطبة وتجنبهم اتخاذ أي موقف يشتم منه الرد على نصرالله اقله في هذه النقطة الجوهرية .
اما استحقاق الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة الجديدة فلم تظهر في افقه بعد أي معطيات واضحة حيال الشخصية او الشخصيات المتداولة للتكليف الامر الذي يؤكد ان لا شيء محسوما بعد قبل تحديد موعد الاستشارات، علما ان ثمة اوساطا بدأت تفصح علنا عن عدم استبعادها ان تنشأ “ازمة تكليف” ان بقي ربط اجراء الاستشارات بالتوصل أولا الى توافقات ضمنية على رئيس الحكومة المكلف وطبيعة تركيبة الحكومة كما يشتم من رائحة المماطلة التي اعتمدها الحكم في التعامل مع هذا الاستحقاق.
وفي هذا السياق شدد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على أنه “بحسب الدستور يجب اجراء الإستشارات النيابية”، مشيراً الى أن “الإستشارات متأخرة كما العادة، وهذا مخالف للدستور، حيث يجب أن تقام الإستشارات كي تسمّي كل كتلة نيابية من تريد”. وقال جنبلاط خلال زيارة الى بلدة مرستي: “يبدو انهم يطبخون الطبخة معاً، وهناك نيّات (مش منيحة) وهذا كلّه يعطل ولادة الحكومة”.
تداعيات التهديد
في هذه الاثناء، وغداة الكلمة المتلفزة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتي خصصها للحديث عن ملف الترسيم، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد من قبل “حزب الله” على نشاط منصة “كاريش”. وفي حين حذرت مصادر عسكرية من هجوم بطائرة من دون طيار أو إطلاق صواريخ باتجاه المنصة، اشارت وسائل الاعلام الى ان الجيش الإسرائيلي لا يضع قوات كافية حول المنصة والأمر يتطلّب تفكيراً عسكرياً وديبلوماسياً.
وكشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ليلا ان الخارجية اليونانية استدعت امس القائمة بالاعمال اللبنانية في أثينا وابلغتها ان سفينة استخراج النفط في المتوسط ليست ملكا للحكومة اليونانية.
وافادت معلومات بأن اليونان احتجت امس على كلام نصرالله عن السفينة اليونانية وان أثينا استدعت القائمة بالاعمال اللبنانية في اليونان لابلاغها هذا الاحتجاج واعلامها ان السفينة انرجين باور ليست يونانية وغير مملوكة من الدولة وهي تمثل مجموعة شركات دولية ومن ضمنهم يتواجد بعض حملة الاسهم من رجال الاعمال اليونانيين لكنهم يشكلون الأقلية.
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في ندوة شارك فيها في الأردن “الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين”، لافتا الى “تشديد جميع المعنيين على اولوية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان”. وعن الملف الحكومي وامكان تكليفه مجددا قال: “في المبدأ يتهيب كل مطلع على الوضع اللبناني، وانا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها، ولذلك فإنني اقول انني لست ساعيا الى هذا الامر، واتمنى ان يسرع المجلس النيابي في اختيار مَن يراه مناسبا، وان يكون التشكيل الحكومي سريعا من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلّف”. وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية اكد الرئيس ميقاتي انه “من خلال تركيبة المجلس النيابي الجديد بات من الصعب على اي فريق ان يعطل الانتخابات، وبالتالي فان امكانية اجراء الانتخابات باتت اكثر احتمالا مما كانت عليه قبل اشهر”. وقال: “قد تتأخر انتخابات الرئاسة ولكنها ستحصل”.
ولعل ابرز المواقف من كلمة نصرالله كانت للنائب أسامة سعد الذي تساءل : “ما هي الاستعدادات التي يملكُها لبنان من نواحٍ مادية وقانونية واقتصادية ليدخل الحرب؟”. واعتبر في حديث الى برنامج “فكرة حرة”عبر “فايسبوك النهار” ان كلام السيد نصرالله بالأمس “ليس واضحاً إن كان قصده ردعياً أو تمهيداً لخطوة ميدانية”.
وأضاف: “في حال كنا نتجه الى حرب، فما هي الاستعدادات السياسية في هذه الحالة؟ وما هو الموقف الذي سيتم إبلاغه الى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين؟ هل نعرض مقايضة كاريش بقانا؟ أم ماذا؟ وهل مقومات الصمود جاهزة لتأمين خطوة مماثلة؟ وهل نحن جاهزون مادياً واقتصادياً وقانونياً؟”. وخلص الى أنه يجب “أولاً توضيح الحدود والاتفاق الداخلي على خط التفاوض بإجماع، وتجهيز أنفسنا لكل الاحتمالات والدفاع عن حقوقنا”.
وسط هذا المشهد استرعت اهتمام المراقبين حركة كثيفة ونشطة لعدد من سفراء الدول الكبرى في اتجاهات رسمية وسياسية متعددة . هذه الحركة عكست كما أوضحت مصادر مطلعة لـ”النهار” تصاعد القلق لدى عواصم كبرى حيال التوتر الناشئ على محور ملف ترسيم الحدود البحرية كما حيال الأوضاع الداخلية في لبنان في ظل التقارير التي تتخوف من تسارع الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي في البلد. وقالت ان معظم الحركة الديبلوماسية يهدف الى ممارسة الضغوط على الساسة اللبنانيين من اجل التعجيل في تشكيل حكومة جديدة بالسرعة الممكنة لكي تتمكن من الإمساك بزمام الأمور والا فان وتيرة التدهور ستصبح تباعا اشد خطورة .
وفي اطار هذه الحركة التقى امس رئيس #مجلس النواب نبيه بري قبل جلسة مجلس النواب بعد الظهر المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا حيث جرى عرض للتطورات الجارية على جبهة الحدود البحرية وفي الداخل. كما التقى السفير الروسي ألكسندر روداكوف . وبدورها زارت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بحضور رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وعرضت معهما التطورات السياسية الراهنة.
كما زارت غريو رئيس “المردة” سليمان فرنجية في بنشعي . من جانبه، التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في لبنان دوروثي شيا.
اللجان والاختلال
وسط هذه الاجواء، استكمل مجلس النواب بعد الظهر عملية انتخاب #اللجان النيابية ورؤسائها في ساحة النجمة. وجاءت نتائج انتخابات رؤساء اللجان متماهية تماما مع السيطرة الواسعة لقوى 8 اذار على اللجان اذ بلغ عدد النواب من رؤساء اللجان المحسوبين على هذه القوى 11 رئيس لجنة بعدما حل ثلاثة من نواب حلفاء لـ8 اذار مكان ثلاث لجان كانت رئاساتها سابقا لتيار “المستقبل” . ولم تحظ قوى 14 اذار سوى بثلاث رئاسات لجان اثنتان منها لـ”القوات اللبنانية ” وواحدة للحزب التقدمي الاشتراكي فيما ذهبت رئاستا لجنتين لمستقلين ولم يتمكن أي نائب “تغييري” من الفوز برئاسة اي لجنة .
وفي انتظار الحكومة العتيدة، الازمات المعيشية الى تفاقم. وامس صدر جدول أسعار المحروقات صباحاً مسجلاً ارتفاعاً كبيراً لا سيما بالنسبة للمازوت. وباتت الأسعار على الشكل الآتي: رفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 24 ألف ليرة لبنانية لتصبح بـ666000 ل.ل. – رفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 24 ألف ل.ل. لتصبح بـ677000 ل.ل. – رفع سعر المازوت 40 ألف ل.ل. ليصبح بـ683000 ل.ل. – خفض سعر قارورة الغاز 4 آلاف ل.ل. لتصبح بـ358000 ل.ل.
*******************************************
نداء الوطن
قائد الجيش في بعلبك: “حربنا” مستمرة ولا ننتظر أي غطاء
برّي خارج “سرب بعبدا”: أنا “بيّ” اتفاق الإطار!
بزخم “التكليف الشرعي” الذي منحه إياه الأمين العام لـ”حزب الله” للتخلي عن الخط 29 والمضي قدماً في التفاوض مع الوسيط الأميركي تحت وهج التهديد بقصف السفينة اليونانية لمنع إسرائيل من استخراج الغاز من حقل كاريش، ما استدعى استدعاء الخارجية اليونانية القائمة بالأعمال اللبنانية في أثينا أمس للتنديد بهذا التهديد… يستعدّ رئيس الجمهورية ميشال عون لاستقبال السفير آموس هوكشتاين الثلاثاء المقبل بعد أن يكون نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قد أولم على شرفه مساء الاثنين لترطيب الأجواء التفاوضية مع الإدارة الأميركية.
وإذ سعى عون لتظهير إحكام قبضته على دفة التفاوض عبر دعوته الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي إلى اجتماع رئاسي ثلاثي اليوم في قصر بعبدا، أكدت مصادر مواكبة للاتصالات التي جرت بهذا الخصوص لـ”نداء الوطن” أنّ بري آثر إبقاء نفسه خارج “سرب بعبدا”، فرفض المشاركة في هذا الاجتماع “طالما أنّ الملف أصبح في عهدة عون”، وبالتالي لا حاجة إلى عقد هكذا اجتماع ولا إلى إصدار موقف مشترك باسم الرئاسات الثلاث، خصوصاً وأنّ بري يعتبر نفسه “بيّ” اتفاق الإطار الذي “رعى توقيعه وانطلقت المفاوضات غير المباشرة على أساسه”، ولذلك فإنّ “موقف رئيس المجلس واضح بهذا الشأن وقد يعيد التأكيد عليه في بيان صادر عن عين التينة يجدد من خلاله التمسك بكل فاصلة ونقطة واردة في هذا الاتفاق من دون زيادة ولا نقصان”.
وعليه، تقرر أن يقتصر لقاء بعبدا اليوم على حضور الرئيسين عون وميقاتي إلى جانب “مجموعة من المستشارين” لإضفاء طابع “اجتماع العمل الرئاسي المخصص لتهيئة الأرضية التفاوضية قبل وصول الوسيط الأميركي”، كما نقلت المصادر، كاشفةً أنّ “رئيس حكومة تصريف الأعمال كان قد رفض الطرح القائل بضرورة توجيهه دعوة لانعقاد مجلس الوزراء لبحث الموقف من مفاوضات الترسيم البحري، وفضّل إبقاء الموضوع ضمن إطار التنسيق الثنائي بينه وبين رئيس الجمهورية”.
وكان ميقاتي قد شدد من العاصمة الأردنية أمس على أنّ الأولوية في ملف ترسيم الحدود هي “للحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان”، مبدياً خلال لقاء حواري في “معهد السياسة والمجتمع” حرص لبنان على “حل الخلاف” الحدودي مع إسرائيل “عبر الوسيط الأميركي”. أما على مستوى الملفات الداخلية، فلم يُخفِ تخوّفه من دخول لبنان في مرحلة تعقيدات حكومية ورئاسية، سواءً عبر العودة إلى وضع “الشروط والعراقيل في وجه الرئيس المكلف”، أو من خلال تكرار سيناريو الشغور الرئاسي، معرباً عن قناعته بأنّ “الإنتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل” في نهاية المطاف، مع إشارته إلى أنّ الوضع اللبناني المتأزم بات يحتم ضرورة “عقد طاولة حوار وطني للبحث في أي لبنان نريد”.
أمنياً، استقطبت الزيارة الميدانية التي قام بها قائد الجيش العماد جوزيف عون أمس إلى محافظة بعلبك الأنظار في ضوء ما حمل في “جعبته” من رسائل حازمة وحاسمة في مواجهة محاولات تطويق المؤسسة العسكرية ومنعها من مكافحة عصابات المخدرات في المنطقة، لا سيما بعد الهجمة الترهيبية التي شنها رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك على الجيش محاولاً تأليب عشائر المنطقة على أبناء المؤسسة العسكرية غداة عملية مداهمة منزل تاجر المخدرات “أبو سلة”، فهدد بتدخل “حزب الله” في حال لم يسارع الجيش إلى وقف عملياته والانسحاب من بعلبك، قبل أن يعود يزبك بالأمس إلى التراجع عن موقفه تحت وطأة ما خلفه تصريحه السابق من استفزاز لعشيرة آل شمص التي استشهد إبنها الرقيب زين العابدين بنيران عصابة “أبو سلة”.
وخلال جولته التي شملت تفقد فرع مخابرات البقاع في أبلح وقيادة اللواء السادس في بعلبك، وتقديم واجب العزاء لعائلة شمص في بلدة بوداي، نوّه العماد عون بإنجازات الضباط والعسكريين في ملاحقة تجار المخدرات مشدداً على أنّ هذه الآفة هي “أخطر من الإرهاب بل إنها تغذي الإرهاب”، فتعهد بأنّ دماء العسكريين وتضحياتهم “لن تذهب هدراً”، وقال: “اتهامنا بالتعدّي على النساء والأطفال هو دليل إفلاس وضعف”، مطالباً “جميع القادة السياسيين والدينيين بتحمّل المسؤولية والقيام بواجباتهم تجاه أهل المنطقة وتحصينها من انتشار آفة المخدرات”، وختم: “حربنا ضد المخدرات مستمرة ولن تتوقف، سنلاحق تجار المخدرات والمروّجين ولن نتركهم، والجيش لا ينتظر أي غطاء لتنفيذ مهماته”.
*******************************************
الشرق الأوسط
مواقف رافضة لتصعيد نصر الله في قضية الحدود البحرية: لبنان سيدفع الثمن
لاقت مواقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله وتهديده بالحرب على خلفية بدء إسرائيل التنقيب عن النفط في المنطقة البحرية المتنازع عليها، ردود فعل رافضة في لبنان لا سيما أنها أتت قبيل وصول الوسيط الأميركي إلى بيروت بدعوة من لبنان سعياً منه لاستئناف المفاوضات.
واعتبر النائب مروان حمادة «أن نصر الله وضع مسدساً على الطاولة، محذراً من أن أي حرب ستدمر لبنان»، وقال في حديث إذاعي: «المطلوب في مسألة الحدود هو وحدة الموقف بين الفرقاء والهدوء، لأن أي حرب في المنطقة ستدمر لبنان الذي سيدفع ثمناً أغلى بكثير من ثروات مياهه». ورأى أن كلام نصر الله بالأمس وضع مسدساً على الطاولة باتجاه الرؤساء الثلاثة والجيش اللبناني قبل وصول الوسيط الأميركي إلى لبنان، وكأنه يذكر أن قرار السلم أو الحرب عنده».
بدوره كتب النائب في حزب «القوات اللبنانية» فادي كرم عبر «تويتر» قائلاً: «دخول (حزب الله) إلى ملف الترسيم الحدودي البحري لا يجب أن يكون إلا من خلال مؤسسات الدولة مثل كل القوى اللبنانية وليس كمفاوض يُحدد الشروط والسقوف ويصادر قرار الدولة. عند كل أزمة حدودية يؤدي تدخل «حزب الله» إلى عرقلة مصالح لبنان الاستراتيجية وإلى تعميق معاناة اللبنانيين».
كذلك علق رئيس «حركة التغيير» إيلي محفوض على تهديد نصر الله وقال في تغريدة له على تويتر: «نصر الله بمثابة مرشد أعلى للجمهورية يستمر بتوزيع التعليمات والإرشادات إلى طاقم الحكم الصوَري… وحتى إشعار آخر تستمر ميليشيا حزب الله بالقبض على القرارات الاستراتيجية فمن يعلن الحرب ويخرب علاقات لبنان الخارجية لن يتوانى عن تقديم نفسه حفاراً للنفط وحاميه»… وأضاف: «ميليشيا حزب الله ما أقحمت نفسها بملف لبناني إلا وحل به الخراب واليوم مع تغلغلها بتفاصيل الثروة النفطية فلنستعد للأسوأ…»، مشيراً إلى أنه «لم يحصل في أي بلد بالعالم أن استولت منظمة مسلحة على مقدرات الدولة وقراراتها باستثناء الحالة الشاذة في لبنان والمتمثلة بتنظيم إيراني يتلطى وراء هويته اللبنانية».
وفي كلمة له مساء أول من أمس، تحدث نصر الله بشكل أساسي ولأول مرة عن سفينة الإنتاج والتخزين التي وصلت قبل أيام إلى إسرائيل تمهيداً لبدء عملها في موقع كاريش المتنازع عليه بين تل أبيب وبيروت.
وقال: «المقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان»، داعياً إسرائيل إلى وقف العمل وانتظار نتيجة المفاوضات، والشركة اليونانية المالكة إلى أن «تسحب السفينة فوراً وألا تتورط في هذا العدوان وفي هذا الاستفزاز للبنان». وجدد التأكيد على أن حزبه يملك «القدرة المادية والعسكرية والأمنية والمعلوماتية واللوجيستية والبشرية لمنع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش». وأكد أن «كل إجراءات العدو لن تستطيع أن تحمي هذه المنصة العائمة ولا أن تحمي عمليات الاستخراج من حقل كاريش».
وغداة وصول السفينة، دعا المسؤولون في لبنان الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للمجيء إلى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية ليعلن بعدها رئيس البرلمان نبيه بري أنه سيصل الأحد أو الاثنين المقبل.
*******************************************
الجمهورية
لبنان على مفترق التصعيد أو التبريد .. ميقاتي: الرئاسة متأخرة.. واللجان بلا تغييريّين
باتَ لبنان على مفترق بحري صعب، لا يُعرَف في أيّ اتجاه ستبحر به سفينة الحفر اليونانية التي لا يُعرَف حتى الآن ما اذا كانت راسية في المنطقة البحرية المتنازَع عليها بين لبنان واسرائيل، او على بُعد قريب منها، او على حدود ما بات يُعرف بالخط 29؟
وعلى ما تَشي الوقائع البحرية التي تلاحقت في الايام الاخيرة، فإنّ مصير المنطقة مُحددة وجهته بحسب الوجهة التي ستسلكها تلك السفينة، إمّا في اتجاه التوتير وتصعيد وفتح المنطقة على تداعيات دراماتيكية، واما في اتجاه التبريد وعودة الاطراف الى طاولة المفاوضات لحسم الخطوط النهائية للحدود البحرية للبنان، وكذلك المنطقة التي تقول اسرائيل انها خاضعة لها. والفصل في هذا المجال ينتظر ما قد يحمله معه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي يفترض أن يصل الى بيروت يوم غد الاحد، وربما قبل ذلك، على حد ما يتوقع معنيون بملف الترسيم.
غليان بحري
الاجواء السابقة لوصول هوكشتاين الى بيروت مُلبّدة باحتمالات شديدة الخطورة، وضعت الحدود البحرية على نار الغليان، مع خشية حقيقية لأن يبلغ هذا الغليان حَد «فوران» تتأتّى منه حرائق تمتدّ من البحر الى البر، في ظلّ اللغة الحربيّة التي تصاعدت من الجانبين في الايام الأخيرة، عبر التهديدات المباشرة التي اطلقها العدو الاسرائيلي، وما قابَلها من تهديدات مماثلة من الجانب اللبناني وآخرها ما صدر عن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله.
إحتواء التصعيد
وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» فإنّ القنوات الديبلوماسية شهدت في الساعات الاخيرة زخماً ملحوظاً، وتحرّكت في الإتجاهين اللبناني والاسرائيلي، ولم يكن الاميركيون او الاوروبيون بعيدين عن هذا التحرّك، والهدف الاساس منها احتواء اي تصعيد، على اعتبار انه لن يكون في مصلحة اي طرف، والتأكيد على اولوية العودة الى طاولة مفاوضات الترسيم، مع التأكيد على انّ مصلحة كل الاطراف هي في الوصول الى اتفاق سريع.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية» انه على رغم من التصعيد السياسي والاعلامي، فإنه لا توجد اي مؤشرات تعزّز احتمالات التصعيد، ولا نعتقد انّ الاميركيين يرغبون في تطور الامور البحرية الى حد الصدام العسكري، وهذا ما تمّ نقله عبر رسائل مباشرة وغير مباشرة الى المسؤولين في لبنان.
مفاوضات أو تعقيدات
وبحسب مطّلعين على أجواء هذا التحرّك فإنّ «التقييم الديبلوماسي للوضع البحري المُستجد يشدّد على حاجة الطرفين اللبناني والاسرائيلي الى دفع مفاوضات الترسيم بينهما الى الامام، ويحذّر من انّ بديل ذلك هو الانزلاق وبوتيرة سريعة، نحو تعقيدات اكبر، وربما الى تصعيد مفتوح لا مصلحة لأي طرف في بلوغه».
الأشد حساسية وخطورة
على أنّ مرجعاً مسؤولاً يُبدي حذراً شديداً حيال التطورات البحرية الأخيرة، ويؤكد لـ»الجمهورية» انّ «ملف الترسيم بين لبنان واسرائيل وصلَ الى مرحلة هي الاشد حساسية وخطورة، اي مرحلة اللاعودة الى الوراء، وليس أمام لبنان سوى الاصرار على حقه بثرواته النفطية والغازية والتمسّك بسيادته الكاملة على برّه كما على كامل حدوده البحرية الخالصة، وعدم الرضوخ الى أي ضغوط تمارس عليه استغلالاً لوضعه ومعاناته من أزمته لحَمله على التنازل والقبول بأي حلول على حساب لبنان، عبر عروض او طروحات تمسّ بسيادته وحقوقه».
ولفت المرجع الى «انّ موقف لبنان ثابت حيال حقوقه وحدوده، وهو ما جرى إبلاغه لكل الوسطاء الاميركيين، وآخرهم هوكشتاين، وهو سيؤكد عليه لبنان امام الوسيط إن حضر، وخلاصته لا نريد سنتيمتراً زيادة على حدودنا البحرية الخالصة، كما لا يمكن ان يقبل بأن ينتقص ولو سنتيمتر واحد من حدودنا».
وعمّا يتردد عن انّ الوسيط الاميركي آت ليستمع الى ما لدى الاطراف، لا ليقدّم مخارج حلول، قال المرجع: لا نريد ان نستبِق ما قد يحمله هوكشتاين في جعبته، ولكن اعتقد ان الجميع باتوا يدركون مع الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها اسرائيل، انّ أمن المنطقة بأسرها بات مربوطاً على ظهر سفينة، ولبنان لا يطلب من الوسيط الأميركي سوى ان يكون وسيطا نزيها، ولا يتبنّى الطروحات الإسرائيلية، وإن توفّرت هذه النزاهة والاندفاع في اتجاه ضمان حقوق الاطراف كما هي، عندها فقط تتوفر الضمانة بأن لا خوف على امن المنطقة. ولكن إن عدنا الى المسارات التي سَلكها ملف الترسيم منذ بداياته نرى لدينا مجموعة من التجارب التي اثبتت انّ كل الوسطاء الاميركيين لا يرون الّا بالعين الاسرائيلية فقط.
وعمّا قيل انّ الموقف التصعيدي الأخير للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله يشكّل عامل إرباك ولا يخدم الوصول الى حل لملف الترسيم، قال المرجع: لبنان في موقع الدفاع عن النفس وعن الحقوق، وقبل ان ننظر الى ما يصدر من مواقف من لبنان ينبغي النظر الى الجانب الإسرائيلي، إنْ تجاه التحركات الاستفزازية التي يقوم بها على هذا الصعيد عبر استقدام سفينة حفر وتلويحه العلمي والصريح بالحفر في المنطقة المتنازع عليها، او تجاه التهديدات المتتالية عن المستويات الاسرائيلية السياسية والعسكرية بتدمير لبنان وتسويته بالارض. انّ لبنان لا يريد اكثر من حقوقه، هناك شرارة أشعلتها اسرائيل في البحر، وفي استطاعة هوكشتاين وإدارته إطفاءها، عبر دفع الامور الى التبريد وليس الى التصعيد والانتقال سريعاً بمفاوضات الترسيم الى الاتجاه الذي يحفظ حق لبنان بثرواته من النفط والغاز، ولا يمس بسيادته على حدوده البحرية الخالصة.
الموقف الاسرائيلي
الى ذلك، تبدو الصورة في الجانب الاسرائيلي مشوبة بإرباك، عكسته وسائل الاعلام الاسرائيلية، التي اظهرت ان اسرائيل تأخذ تهديدات امين عام «حزب الله» على محمل الجد.
وكشفت قناة «كان» الاسرائيلية امس «أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية متخوفة من الوصول لمواجهة عسكرية مع لبنان على خلفية أزمة ترسيم الحدود». ووفقاً للقناة الاسرائيلية «فإن تهديدات نصرالله تؤدي إلى تفاقم الأوضاع».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت امس ان الجيش الإسرائيلي رفعَ من درجات التأهب في محيط المنطقة المتنازع عليها قرب حقل كاريش، ويستعد لرد من قبل «حزب الله» على نشاط منصة الحقل المذكور.
ونقل موقع «والا» الاسرائيلي عن مسؤولين امنيين: «نحن نستعد للاستفزازات من قبل «حزب الله» حول منصة حقل التنقيب كاريش، وتحقيقاً لهذه الغاية، خصّص الجيش قوة لجمع المعلومات الاستخبارية المركزة، وزيادة عدد الطائرات بدون طيار في المنطقة. وجولات أمنية حول منطقة الحقل من أجل التحذير مما قد يحدث وإحباط أي حدث أو الرد بسرعة.
وبحسب الموقع فإن «المسؤولين الامنيين الاسرائيليين حثّوا الجيش الاسرائيلي على الاستعداد لسيناريوهات متطرفة بدءاً من محاولة مهاجمتها بطائرة مسيرة أو محاولة استهدافها مباشرة من خلال خلية أو حتى ضربها بصاروخ».
يتزامن ذلك مع ما اشار اليه الموقع الاسرائيلي نفسه من انه «على الرغم من التحذير الواسع النطاق من وقوع هجوم ضد الحفارة اليونانية، بدأت انتقادات داخل الجيش «الإسرائيلي» حول مدى استعداد البحرية للسيناريوهات الأمنية المحتملة».
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية اسرائيلية وصفَها بـ»المُطّلعة على خطة الحماية» التابعة لجيش الإحتلال في منطقة المنصة «خوفها من أنّ «حزب الله» ينوي الاحتجاج على القرار الإسرائيلي بالبدء في استخراج الغاز في المكان».
وعدّدت المصادر السيناريوهات المختلفة التي يستعد جيش الإحتلال للتعامل معها، فأشارت في البداية الى «إطلاق النار من سلاح خفيف للتخويف»، أو اقتراب قطع بحرية بطريقة تشكل تهديدًا، وصولًا الى محاولة تخريب الأعمال».
ووفقًا للموقع، فإنه «على الرغم من حالة التأهب الواسعة، بدأ سماع انتقادات داخل جيش الاحتلال حول مدى استعداد البحرية للسيناريوهات الأمنية المحتملة.
وحول تفاصيل خطة الحماية، ذكر مصدر عسكري اسرائيلي «أنّ الجيش لم يضع ما يكفي من القوات حول المنصة التي تحوّلت في لحظة الى «ذُخر» استراتيجي إسرائيلي على مسافة 80 كيلومترًا عن سواحل حيفا»، معتبرًا أن هذا حدث مُركّب ومعقّد للغاية، يستوجب تفكيرًا عسكريًا ودبلوماسيًا.
وأكد المصدر أن هذا يحثّ جيش الاحتلال على الاستعداد لسيناريوهات «متطرفة» من طائرة مُسيّرة هجومية، في محاولة هجوم مباشرة، وصولًا الى هجوم بصاروخ، موضحًا أن «مسافة المنصة عن سواحل الأراضي المحتلة تُصعّب جدًا المهمة، وهذا الحدث يستوجب حماية خروج السفن والمروحيات التي تهبط على المنصة.
وقال: «في هذه المرحلة سفينة صواريخ وسفن من نوع «دبورا» تعمل في منطقة الحماية البحرية، إلى جانب سفينة الحماية (ساعر 6) التي تهدف الى الدفاع عن المساحة البحرية الاقتصادية لإسرائيل، مشيرًا إلى أنها لم تعمل بعد بشكل كامل كما هو مخطط ويلزم أيضًا تركيب منظومات منوعة عليها.
قنبلة ميقاتي
داخلياً، لم يطرأ جديد في ملف الاستشارات النيابية الملزمة في انتظار ما سيقرره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في هذا المجال، علماً انه اشار الى انها ستحصل خلال الايام المقبلة، ولكن من دون ان يحدد موعداً لها.
وفي الوقت الذي يغرق فيه لبنان في التكهنات حول الشخصية التي سيرسو عليها الخيار في الاستشارات الملزمة لتشكيل الحكومة، فجّر رئيس حكومة تصريف الاعمال من الاردن، قنبلة سياسية مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي.
قال ميقاتي في لقاء حواري بدعوة من «معهد السياسة والمجتمع» في العاصمة الاردنية، ردا على سؤال عن امكان اعادة تكليفه تشكيل الحكومة: «في المبدأ يتهيّب كل مطلع على الوضع اللبناني، وأنا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها، ولذلك فإنني اقول انني لست ساعيا الى هذا الامر، واتمنى ان يسرع المجلس النيابي في اختيار مَن يراه مناسبا، وان يكون التشكيل الحكومي سريعا من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلّف».
واشار الى انّ «لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائدا، من هنا يجب الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه».
وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية اكد الرئيس ميقاتي «من خلال تركيبة المجلس النيابي الجديد باتَ من الصعب على اي فريق ان يعطّل الانتخابات، وبالتالي فإنّ امكانية إجراء الانتخابات باتت اكثر احتمالا مما كانت عليه قبل اشهر». وتابع رداً على سؤال: «قد تتأخر انتخابات الرئاسة ولكنها ستحصل».
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية اكد ميقاتي «الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين»، لافتاً الى «تشديد جميع المعنيين على اولوية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان».
إكتمال اللجان
مجلسياً، اكمل المجلس النيابي امس تأسيس مطبخه التشريعي، وكان لافتاً للانتباه انّ الكتل النيابية الكبرى تقاسمت اللجان برؤسائها ومقرريها، والغائب الاكبر عنها كان «نواب التغيير».
استكمالاً لجلسة انتخاب اعضاء اللجان النيابية الدائمة التي انعقدت الثلاثاء الماضي، استؤنفت الجلسة امس، حيث تم انتخاب اعضاء لجنتي التربية والصحة، حيث فاز بعضوية لجنة التربية النواب: إيهاب حمادة، إدغار طرابلسي، أسعد درغام، سليم الصايغ، أنطوان حبشي، حسن مراد، أشرف بيضون، علي خريس، علي فياض، غسان سكاف، أسامة سعد وبلال حشيمي. اما لجنة الصحة ففاز في عضويتها النواب: بلال عبدالله، سامر التوم، الياس جرادي، أمين شري، عبد الرحمن البزري، غسان سكاف، عناية عز الدين، رامي فنج، فادي علامة، أحمد رستم، غسان حاصباني وميشال موسى.
الرؤساء المقررون
وبعد انتهاء عمليات التصويت في الهيئة العامة، جرت انتخابات رؤساء ومقرري اللجان في مكتب رئيس المجلس نبيه بري، حيث جاءت النتائج كما يلي:
– ابراهيم كنعان رئيساً للجنة المال والموازنة، وعلي فياض مقرراً للجنة.
– جورج عدوان رئيسا للجنة الادارة والعدل وجورج عطالله مقررا للجنة.
– فادي علامة رئيسا للجنة الشؤون الخارجية والمغتربين وآغوب بقرادونيان مقررا للجنة.
– سجيع عطية رئيسا للجنة الاشغال العامة والنقل ومحمد خواجة مقررا للجنة.
– حسن مراد رئيسا للجنة التربية وادغار طرابلسي مقررا للجنة.
– جهاد الصمد رئيسا للجنة الدفاع والداخلية والشؤون البلدية واسعد درغام مقررا للجنة.
– آغوب بقرادونيان رئيسا للجنة المهجرين وحسين جشي مقررا للجنة.
– بلال عبدالله رئيسا للجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية وسامر التوم مقررا للجنة.
– ايوب حميد رئيسا للجنة الزراعة والسياحة واديب عبد المسيح مقررا للجنة.
– غياث يزبك رئيسا للجنة البيئة وقاسم هاشم مقررا للجنة.
– ميشال ضاهر رئيسا للجنة الاقتصاد والصناعة والتخطيط وناصر جابر مقررا للجنة.
– ابراهيم الموسوي رئيسا للجنة الاعلام والاتصالات ومحمد سليمان مقررا للجنة.
– سيمون ابي رميا رئيسا للجنة الشباب والرياضة ورائد برّو مقررا للجنة.
– ميشال موسى رئيسا للجنة حقوق الانسان ونزيه متى مقررا للجنة.
– عناية عز الدين رئيسة للجنة المرأة والطفل وعدنان طرابلسي مقررا للجنة.
– طوني فرنجية رئيسا للجنة تكنولوجيا المعلومات والياس حنكش مقررا للجنة.
قائد الجيش
أمنياً، حطّ قائد الجيش العماد جوزف عون صباحا في ثكنة الشيخ عبدالله التي وصلها على متن طوافة عسكرية والتقى كبار ضباط الجيش والعسكريين. وانطلق بعدها الى بلدة بوداي حيث زار منزل عجاج شمص بحضور كبار عشيرة آل شمص معزّياً بالشهيد الرقيب زين العابدين شمص الذي سقط شهيد الواجب الوطني يوم الجمعة الماضي في حي الشراونة.
وفي زيارته الى فرع مخابرات البقاع قال قائد الجيش: حربنا على المخدرات لم تنتهِ ولا تزال مستمرة، ولا نعمل وفقاً لأي أجندة، إنما من منطلق مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا. وإلى كل الخارجين على القانون سلّموا تَسلموا، وإلا تحملوا تبعات قراركم. وفي كلمة أمام اللواء السادس-بعلبك أكد قائد الجيش انّ «الأمن خط أحمر، وليس مسموحاً المَس به، ونحن على أبواب موسم سياحي. ليس للجيش أي عداوة مع أي منطقة أو عشيرة. كل العشائر أهلنا، لكن واجبنا توقيف الخارجين على القانون. أهل بعلبك سئموا ويطالبون بالأمن، وهذا واجبنا تجاههم ووعدنا لهم مهما كانت التضحيات».
*******************************************
اللواء
تحالف السلطة يضعف خيار التغيير.. وجنبلاط يتخوّف من تأخير الاستشارات!
الخبز يدفع المواطن إلى منصّة الجوع.. وجولة استطلاعية فضفاضة للوسيط الأميركي
أُسْدِل الستار على مشهد أوّل في مسيرة المجلس النيابي الجديد، بعد إنجاز المرحلة الأخيرة من انتخاب أعضاء ثم رؤساء ومقرري اللجان النيابية، إمَّا بالاقتراع أو التزكية أو التفاهمات «الموضعية»، وليست الكلية أو العامة، بخلاصة ان اللعبة البرلمانية اقوى من «السلوك البهلواني»، الذي يقفز فوق الوقائع البرلمانية، عبر الاقتراع أو التحالفات، قبل ان يحسم المجلس الدستوري الطعون التي تتراكم امامه، بعد فتح شهية مرشحين خاسرين من خوض اختبارات الطعن، ايا كانت الرهانات والنجاحات أو الاخفاقات.
وعليه، تتجه الأنظار، وبعد لقاء القصر الرئاسي اليوم، حول ملف المفاوضات البحرية إلى جداول تحديد مواعيد الاستشارية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الأستشارات النيابية الملزمة قد يجريها رئيس الجمهورية الأسبوع المقبل مؤكدة أن لا رابط بين ملف ترسيم الحدود والملف الحكومي. ولفتت إلى أن لا أسماء مطروحة بعد بشكل جدي لترؤس الحكومة وان حظوظ الرئيس ميقاتي لا تزال مرتفعة. ودعت إلى التوقف عند كلام المفتي دريان من مصر بما ينطويه من رفض أي شخصية لا تختارها الطائفة السنية.
وأوضحت المصادر نفسها أنه عند الانتهاء من المطبخ التشريعي، تنشغل الكتل النيابية بالملف الحكومي تكليفا في البداية ثم تأليفا.
وعلمت «اللواء» ان النائب جبران باسيل لا يُبدي حماسا لاعاد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، ويسعى مع الرئيس عون لاقناعه بهذا التوجه.
وقالت المعلومات ان باسيل يتطلع إلى تولي حقيبة الخارجية شخصياً نظرا لحاجته إلى القيام بجولات دبلوماسية خارجية، ولقاء مسؤولين دبلوماسيين وغيرهم، لفك العزلة عنه، وخرق العقوبات الأميركية المفروضة عليه.
وأشارت إلى ان باسيل يسعى ايضا إلى الاحتفاظ بوزارة الطاقة عبر تسمية شخصية محسوبة عليه، تماما كانت عليه الحال منذ سنوات، عندما كان يسمى وزراء من بين المستشارين أو المقربين من التيار الوطني الحر.
إلى ذلك ومع انتهاء انتخاب اللجان النيابية، تتوجه الأنظار إلى مشاورات الكتل في ما خص استحقاق التكليف، على أن تشكل نهاية الأسبوع فرصة للاتصالات وقد تبرز معها معطيات معينة، على أنه في المقابل هناك اتصالات ناشطة بشأن التأليف قبل التكليف في سياق ضمان حصص وحقائب معينة في الحكومة.
وفي السياق، أشارت مصادر سياسية متابعة الى انه لم يعد باستطاعة رئيس الجمهورية ميشال عون المماطلة بتحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، بعدما استنفذ وقتا يعتبر طويلا، من عمر الحكومة الجديدة إذا قيض لها أن تتشكل، والاشهر الاخيرة من عمر ماتبقى من ولاية العهد العوني المشؤوم، واصبحت جميع الحجج والذرائع الوهمية التي يتلطى وراءها باطلة وغير مقنعة ، والأوضاع تزداد تدهورا، وقالت: ان الوريث السياسي لرئيس الجمهورية النائب جبران باسيل، بعدما فشل في فرض اسلوب الابتزاز والمقايضة مقابل تسريع الخطى، لانطلاق آلية تسمية رئيس للحكومة دستوريا، أبلغ من يعنيهم الامر، ولاسيما حليفه حزب الله، بأن كتلة التيار الوطني الحر، لن تسمي الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة الجديدة، ولن تشارك بالحكومة العتيدة ،في حال تم الاصرار على تسميته، ما يؤدي الى حرمانه تأييد أغلبية المسيحيين، لاسيما بعد اعلان بعض نواب كتلة القوات اللبنانية، رفضهم تسميته ايضا،الامر الذي يتسبب بهشاشة التأييد المسيحي عموما للحكومة الجديدة ويضمها بموقف حرج.
واعتبرت المصادر ان أساليب باسيل، ستؤدي الى تباطؤ آلية تشكيل الحكومة العتيدة، ولكنها لن تعطلها اوتلغيها نهائيا، بسبب اصرار حلفاء التيار الوطني الحر ومختلف القوى السياسية على تشكيل الحكومة والدول الصديقة على تشكيل الحكومة العتيدة، لانها باتت ضرورة وحاجة ملحة،لكي تباشر مهماتها باستكمال الخطوات والإجراءات اللازمة، لاكمال تنفيذ خطة التعافي وحل الازمة الضاغطة.
4ميقاتي: انتخابات
الرئاسة ستتأخر
ومن الأردن، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أهمية أن يختار المجلس النيابي مَنْ يراه مناسبا لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يكون التشكيل الحكومي من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلّف». وشدد على «ان الانتخابات الرئاسية قد تتأخر ولكنها ستحصل».
وكان الرئيس ميقاتي لبّى دعوة «معهد السياسة والمجتمع» في العاصمة الاردنية – عمان لعقد لقاء حواري، بحضور الرئيس الفخري للمعهد الشريف شاكر بن زيد، رئيس مجلس الأمناء عزمي محافظة، قال: «لقد بات لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائدا، من هنا يجب الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه».
وشدد «على أهمية اللامركزية الواردة ضمن اتفاق الطائف باعتبارها خياراً مناسباً في المرحلة المقبلة للتعامل مع الأوضاع السياسية والإدارية، بما يحفظ وحدة الدولة اللبنانية ضمن تنظيم للمقيمين فيها».
وعلى الصعيد الاقتصادي لفت الرئيس ميقاتي الى»حجم الأزمة الاقتصادية وخطورتها»، لكنه أكد «أن لبنان سيعبر هذه المرحلة الصعبة إذا سار على الخط المرسوم من خلال تطبيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واجراء الاصلاحات الاساسية التي تضع لبنان على سكة التعافي».
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية اكد ميقاتي «الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين»، لافتا الى»تشديد جميع المعنيين على اولوية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان».
وعن الملف الحكومي وامكان تكليفه مجددا قال: «في المبدأ يتهيب كل مطلع على الوضع اللبناني، وانا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها، ولذلك فانني اقول انني لست ساعيا الى هذا الامر، واتمنى ان يسرع المجلس النيابي في اختيار مَن يراه مناسبا.
جنبلاط يتخوف
وتخوف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من ان يكونوا «يطبخون الطبخة معا، وهناك نيات (مش منيحة)، وهذا كلّه يعطل ولادة الحكومة».
وشدّد جنبلاط خلال زيارته لبلدة مرشتي انه بحسب الدستور يجب اجراء الاستشارات النيابية، ملاحظا ان الاستشارات متأخرة كالعادة وهذا مخالف للدستور، وكل كتلة تسمي من تريد» على حدّ تعبيره.
اللجان تفضح هشاشة التغيير
وسط هذه الاجواء، استكمل مجلس النواب بعد الظهر عملية انتخاب اللجان النيابية ورؤسائها في ساحة النجمة.
وعكست نتائج انتخابات رؤساء ومقرري اللجان هشاشة التغيير الذي كثر الحديث والترويج له في المجلس، إذ تمكنت قوى السلطة (الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر)، فضلا عن «القوات اللبنانية» وكتلة اللقاء الديمقراطي من الاحتفاظ بمعظم اللجان ذات التأثير من المال والموازنة إلى الإدارة والعدل، والخارجية والاتصالات والتربية.
إذاً، بعد مخاض عسير، ومشاورات واتصالات ولقاءات حصلت على اكثر من اسبوعين، تحت قبة البرلمان وخارجه، استكمل مجلس نواب 2022 مطبخه التشريعي، وبعد انتخاب الرئيس ونائب الرئيس وهيئة المكتب، انهت الهيئة العامة عملية انتخاب اللجان الدائمة وهي 16 لجنة، في جلستين على مدى يومين، هي الأطول في تاريخ المجلس النيابي وفي ولاياته السابقة، في عملية انتخاب اللجان، التي كانت لا تستغرق ما بين ساعة او ساعتين في الحد الاقصى، وذلك نتيجة للتوافقات المسبقة على التوزيعات والتوازنات السياسية والطائفية، واصبحت بمثابة اعراف جرى تكريسها خلال السنوات السابقة، على قاعدة ما كرره الرئيس نبيه بري لاكثر من مرة ان «اللجان تتسع للجميع والاهم ليس من يدخل اليوم بل من يستمر في حضور جلسات اللجان، والتي بعد فترة تؤجل اجتماعاتها لعدم اكتمال النصاب، وعليه فالتوافق يسهل العمل البرلماني». ولكن ما حصل في المجلس الجديد، هو اصرار من «قوى التغيير»، على عدم الدخول في توافقات تكرس الاعراف، وهو ما كان وراء اجراء العملية الانتخابية، التي طالت بدون طائل، طالما ان الكتل الكبرى سبق واتفقت بالحد الادنى على التركيبة المجلسية، اما من رفضها فلم يكتب له المرور بالامتحان، الا من خلال التزكية، وهي تشكل عنوانا واضحا للتوافق الذي رفضه البعض.
وفي المحصلة انتخب المجلس لجان: الإدارة والعدل، والمال والموازنة، والصحة النيابية، والتربية والتعليم العالي، الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، والاقتصاد، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، وتم التوافق على لجان فازت بالتزكية وهي الخارجية والمغتربين، والإعلام والاتصالات، والشباب والرياضة، والمرأة والطفل، وحقوق الإنسان، البيئة، والزراعة والسياحة، المهجرين، وتكنولوجيا المعلومات.
وانتخب النائب ابراهيم كنعان رئيساً للجنة المال والموازنة وعلي فيّاض مقرراً.
كما انتخب النائب جورج عدوان رئيسا للجنة الإدارة والعدل وجورج عطاالله مقرراً.
وانتخب النائب فادي علامة رئيساً للجنة الخارجية والمغتربين النيابية وآغوب بقرادونيان مقرراً.
كذلك انتخب النائب سجيع عطية رئيسا للجنة الاشغال العامة والنقل وفاز النائب محمد خواجة مقررا للجنة بالتزكية.
كما انتخب النائب حسن مراد رئيسا للجنة التربية النيابية وفاز النائب ادكار طرابلسي مقررا للجنة التربية بالتزكية.
كذلك انتخب النائب بلال عبد الله رئيسا للجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية النيابية وفاز النائب سامر التوم مقررا للجنة بالتزكية.
كما انتخب النائب جهاد الصمد رئيسا للجنة الدفاع والداخلية والشؤون البلدية والنائب اسعد ضرغام مقررا للجنة بالتزكية.
وانتخب النائب هاغوب بقرادونيان رئيسا للجنة المهجرين والنائب حسين جشي مقررا بالتزكية ايضا.
وانتخب النائب أيوب حميّد رئيساً للجنة الزراعة والسياحة والنائب أديب عبد المسيح مقرراً.
كما تم انتخاب النائب غياث يزبك رئيساً للجنة البيئة النيابية والنائب قاسم هاشم مقرراً.
وانتخب النائب ميشال ضاهر رئيساً للجنة الاقتصاد والصناعة والتخطيط النيابية والنائب ناصر جابر مقرراً.
كما تم إنتخاب النائب ابراهيم الموسوي رئيساً للجنة الاعلام والاتصالات النيابية والنائب محمد سليمان مقرراً.
وانتخب النائب سيمون أبي رميا رئيساً للجنة الشباب والرياضة والنائب رائد برو مقرراً.
كما سجل فوز النائب ميشال موسى رئيساً للجنة حقوق الانسان والنائب نزيه متى مقرراً.
وانتخبت النائب عناية عز الدين رئيسة للجنة المرأة والطفل النيابية، وفاز النائب عدنان طرابلسي مقررا بالتزكية.
وفاز النائب طوني فرنيجية رئيسا للجنة تكنولوجيا المعلومات بالتزكية والنائب الياس حنكش مقررا للجنة.
مهمة استطلاعية
ويبدأ الوسيط الأميركي آموس موكشتاين بدءاً من الثلاثاء زياراته للرؤساء الثلاثة، ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، فضلا عن لقاءات تشمل شخصيات جاءت صلة بملف استخراج الغاز والنفط من الابار اللبنانية البحرية.
ووصف مصدر واسع الاطلاع لـ «اللواء» جولة آموس بأنها استطلاعية، فضفاضة، ربما لن ينتج عنها شيء ملموس، في ضوء التباين في وجهات النظر بين كبار المسؤولين.
وكشف النقاب عن ان الباخرة اليونانية التي استقدمتها إسرائيل للحفر في المياه الاقليمية المتنازع عليها، صاحبها إسرائيلي- يوناني، يدعى ماتيوس ريفاس.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» إلى أنه لا يمكن التكهن منذ الآن في نتائج زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين قبل أن يخوض الطرفان في الطروحات التي تم تبادلها سابقا. ولفتت المصادر إلى أن الوسيط الأميركي سيستمع إلى الموقف اللبناني وسيقدم بدوره ملاحظاته، وبالتالي يمكن بعد ذلك تكوين رأي واضح بشأن ما ستؤول اليه عملية التفاوض.
عون بقاعاً
الملاحقة مستمرة
ومن البقاع، حدّد قائد الجيش العماد جوزاف عون طبيعة المواجهة التي حصلت في حيّ الشراونة، بأنها ليست ضد عائلة أو عشيرة، «انما ضد الخارجين على القانون والمخلين بالأمن والاستقرار»، داعيا بعد تقديم التعازي بالجندي الذي سقط في المواجهة زين العابدين شمص في بوداي، إلى اعتبار مكافحة المخدرات أولوية.ومن بوداي الى قيادة اللواء السادس في بعلبك، حيث التقى قائد الجيش الضباط والعسكريين وأكّد أمامهم أن الأمن خط أحمر، والجيش لن يسمح بالمس به. وإذ شدّد العماد عون على أن الجيش ليس على عداوة مع أي عشيرة أو عائلة أو بلدة، إنما واجبه توقيف الخارجين عن القانون، لفت إلى أن أهالي البقاع سئموا التفلّت الأمني، ويعتمدون على الجيش لوضع حد له، لذا فإن هذه المنطقة تستحق التضحية لأجلها، بخاصة وأننا على أبواب موسم سياحي واعد.
منصة الخبز
أو منصة الجوع!
وقفز الملف المعيشي إلى الواجهة مجددا مع ارتفاع متكرر لأسعار المحروقات تركت تأثيراتها المباشرة، على أسعار إنتاج رغيف الخبز، الذي اشتد الاشتباك حول انتاجه وسعره بين وزارة الاقتصاد واجهزة الوزارة ونقابة المخابز التي لوحت على لسان رئيسها علي إبراهيم بمنصة لسعر ربطة الخبز، الذي إذا رفع الدعم عنه سيكون سعر الربطة بحدود 35000 ليرة لبنانية، وفقا للنقيب إبراهيم.
إزاء ذلك، بدا السؤال المشروع، منْ يدفع اللبنانيين إلى منصة الجوع، على مرأى من مزايدات كلامية، سواء في ما خص حكومة تصريف الأعمال، أو المجلس الجديد أو الشعارات البراقة.
واعرب نائب نقيب «اتحاد نقابات الأفران والمخابز» عن سياسة معتمدة ستؤدي إلى إلغاء الدعم عن الخبز، مما سيرفع سعر الرابطة إلى سعر يتعذر على الفقراء شراءه.
وفي الانتظار تفاقمت الأزمات المعيشية بعدما صدر أمس جدول أسعار المحروقات صباحاً مسجلاً ارتفاعاً كبيراً لا سيما بالنسبة للمازوت. وباتت الأسعار على الشكل الآتي: رفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 24 ألف ليرة لبنانية لتصبح بـ666000 ل.ل. – رفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 24 ألف ل.ل. لتصبح بـ677000 ل.ل. – رفع سعر المازوت 40 ألف ل.ل. لتصبح بـ683000 ل.ل. – خفض سعر قارورة الغاز 4 آلاف ل.ل. لتصبح بـ358000 ل.ل.
243 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة 243 إصابة جديدة بفارويس كورونا، مع حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1100648 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
*******************************************
الديار
هل يحق للبنان أن يستفيد من ثروته النفطيّة وأن يتعافى من أزمته الإقتصاديّة؟
الدولة لهوكشتاين: نعم لخط 23 مع تعديلات.. وحزب الله يسعى لإجماع وطني حول الترسيم – نور نعمة
النفط والغاز هما ثروة لبنان، وملف وطني لا يجب ان تلوثه السياسة والمواقف الشعبوية، بل يجب ان يحافظ عليه على انه ثروة يستحقها الشعب اللبناني باكمله، فلا يجب السكوت عن التعديات الاسرائيلية التي لا تقيم اي اعتبار لموارد وحصة لبنان من الغاز والنفط. وهنا يبرز مجددا اهمية المقاومة وسلاحها الرادع للغطرسة الاسرائيلية، والوحيد الذي بامكانه كبح طمع الدولة العبرية بالسيطرة الكاملة على موارد المنطقة ومن ضمنها لبنان. فما اهمية الخطوط البحرية اذا استخرج الكيان الصهيوني الغاز كله وباعه لدول اوروبية؟ وهل يبقى مجال للتفاوض او للتشبث بخط 29 او خط 23 اذا فقد لبنان حصته من الغاز؟
وحده حزب الله اعطى الاجوبة الشافية لهذه الاسئلة من خلال كلمة الامين العام السيد حسن نصرالله اول من امس، الذي أوضح أن سياسة الردع والدفاع عن مصالح لبنان وعن سيادة الدولة اللبنانية بحرا وارضا وجوا هي الاستراتيجية الوحيدة التي تحمي الوطن وشعبه. ولكن للاسف دخل ملف النفط والغاز في بازار المواقف الشعبوية التي تضر بثروة لبنان وتحرم البلاد من الاستفادة من هذه الثروة للنهوض من الازمة الاقتصادية التي تفشت في كل مؤسسات الدولة والتي اغرقت الشعب اللبناني في الجوع والفقر.
اما المواقف التي تتهجم على حزب الله هي مواقف تضعف هيبة الدولة وتطرح علامات استفهام كثيرة: هل يحق للبنان ان يستفيد من نفطه وغازه؟ هل ستتمكن الشركات العالمية من التنقيب في المياه اللبنانية واستخراج النفط والغاز؟ هل مسموح للبنان ان يتعافى من ازمته الاقتصادية التي تفشت في كل مؤسسات الدولة وانهكت الوطن واغرقت شعبه في الفقر والجوع؟
في واقع الحال تنتهي في 15 حزيران مهلة تقديم الطلبات للشركات العالمية للتنقيب عن النفط، وحتى الآن لا عرض من اي شركة مختصة بالتنقيب عن النفط والغاز، وهذا دليل فاضح على ان هناك ضغطا اميركيا لقطع الطريق على لبنان من الاستفادة من ثروته النفطية.
وفي هذا السياق، قالت مصادر 8 آذار لـ «الديار» ان ما يحصل اليوم في ملف ترسيم الحدود البحرية ودخول الباخرة اليونانية الى المنطقة المتنازع عليها كشفت الكثير من المواقف الدولية والاقليمية والمحلية من بينها موقف رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي اسقط ورقة التوت عنه، علما ان موقفه الاخير من الثروة النفطية اللبنانية من المواقف «الغريبة العجيبة»، ذلك ان موقفه متناقض بالفكر حيث ينادي بالسيادة وحقوق لبنان، ومن ثم يحاول اضعاف موقف الدولة امام قضية مصيرية وطنية مثل ترسيم الحدود البحرية، ويعرّض القوة الداخلية الى الاهتزاز من جديد، ويشوش على الموقف اللبناني، اضافة ان ما قاله هو كلام استباقي يكشف انه سيعترض على أي موقف سيتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيال هذه القضية.
وتابعت المصادر في 8 آذار ان هناك قصورا في الفهم وخلط بالمفاهيم بين مزارع شبعا وبين ما يحصل حاليا، لان هناك فرقا كبيرا، علما ان بني معروف في شبعا المحتلة يعتبرون انفسهم لبنانيين وليس سوريين، ولكن هذه ذريعة بان وضع شبعا غير محسوم، لان سوريا لم تقدم اوراق ثبوتية بلبنانية هذه الارض، وبالتالي يريد جنبلاط القول انه لا يمكن ان نرهن لبنان لحزب الله ليقوم باي ردة فعل في المياه المتنازع عليها، وعليه يسعى لنزع حق المقاومة من ردع «اسرائيل» من سرقة ثرواتنا البحرية، وهو امر غير مقبول على الاطلاق.
هل يتمكن لبنان من توقيع الاتفاق مع صندوق النقد قبل عطلته في آب؟
على صعيد الازمة الاقتصادية، بدأ الخطر يداهم لبنان بشكل خطير، ومن انزلاقه الى الفوضى التي لن تستطيع اي جهة امنية ضبطها. ذلك ان الوقت يعاكس لبنان المنهار اقتصاديا وماليا واجتماعيا، وبالتالي عليه ان يوقع على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي حول خطة التعافي الاقتصادي قبل ان يأخذ الصندوق عطلته في آب، اذ تبين ان لا مخرج لازمة لبنان سوى من خلال صندوق النقد الدولي.
انطلاقا من هذه المعطيات، شددت مصادر حكومية على ضرورة الاسراع في التواصل مع صندوق النقد وتفعيل القوانين المعتمدة على غرار «الكابيتال كونترول» واقرار مشروع موازنة 2022 الذي احالته الحكومة الى البرلمان في شباط الماضي، الى جانب اقرار قانون اعادة هيكلة المصارف ومعالجة الخسائر التي مني بها القطاع المصرفي والمالي. اضف على ذلك، اقرار قانون تعديل السرية المصرفية الذي قدمته الحكومة نهاية نيسان الماضي.
وهنا رأت المصادر الحكومية ان لجنة المال والموازنة عليها ان تباشر فورا بتطبيق الخطوات المطلوبة من صندوق النقد الدولي للنهوض من هذا القعر الذي وصل اليه لبنان.
وفي السياق ذاته، دعت المصادر الحكومية «القوى التغييرية» الى تقديم اقتراحات على القوانين التي تعترض عليها، وعدم الاكتفاء بالمعارضة فقط دون تقديم حلول بديلة تكون مقنعة لصندوق النقد وللواقع اللبناني.
حزب الله: لا نريد سجالا داخليا يضعف موقف الدولة اللبنانية
من جهة اخرى، اكدت اوساط مقربة من حزب الله ان المقاومة لن ترد على النائب السابق وليد جنبلاط الذي حذر من «شبعا بحرية»، ولا على اي فريق لبناني يصدر عنه موقف سلبي بحق المقاومة، باعتبار ان اي سجال داخلي قد يجر الى ردود فعل تظهر هشاشة موقف الدولة في مواجهة العدو الاسرائيلي، في حين ان حزب الله يطمح بحصول اجماع لبناني على المصلحة الوطنية الكامنة في ثروة لبنان النفطية.
واضافت الاوساط ان اي موقف لبناني يشكك بالخط 29 او موقف لا يرقى للمصلحة العليا، من شأنه ان يضعف موقف لبنان الرسمي الذي يجب ان يثبت حق الدولة في النفط والغاز. واكدت الاوساط المقربة من حزب الله لـ «الديار» ان الكيان الصهيوني هو من انشأ هذا الصراع وليس حزب الله او الجيش اللبناني او اي فريق لبناني آخر، لذلك يجب ان يقف الجميع مع المؤسسة العسكرية والمقاومة للحفاظ على الثروة النفطية اللبنانية.
هل سيجتمع الرؤساء الثلاثة للوصول الى نتيجة في ملف الترسيم ؟
من جانبها، كشفت اوساط سياسية ان موقف جنبلاط لا يختلف عن موقف الرؤساء الثلاثة وتحديدا الرئيس نبيه بري ونجيب ميقاتي الذين يريدون خط 23 ، حيث قال بري انه يجب الاستناد الى اتفاق الاطار لمرتكز على خط 23 ، وبالتالي سيبلغ الرؤساء عون وبري وميقاتي هوكشتاين بهذا الطرح ضمن تعديلات تزيل التعرجات التي ترفضها الدولة اللبنانية.
انما في الوقت ذاته، قالت هذه الاوساط ان بري لن يحضر اللقاء الذي سيجري اليوم بين الرئيسين عون وميقاتي لتجنب اي احراج في اعادة استئناف المفاوضات والانطلاق من خط 23.
اما الوسيط الاميركي فيصل الاثنين المقبل، وسيلبي دعوة العشاء عند نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي كلفه الرئيس عون مهمة التفاوض معه. ويوم الثلثاء يبدأ هوكشتاين لقاءاته مع لبنان الرسمي ليأحذ ردا رسميا على طرحه الذي قدمه منذ اشهر.
تكليف ولا تأليف للحكومة
الى ذلك، لم يعد خافيا على احد ان مسألة تكليف شخصية سنية لرئاسة الحكومة ليس بامر صعب، انما تشكيل حكومة في بلد معقد مثل لبنان امر بغاية الصعوبة. وعليه، تتجه الانظار الى ان يعاد تكليف نجيب ميقاتي مجددا، في حين ان التيار الوطني الحر و»قوى التغيير» لا يحبذون تسمية ميقاتي بل يريدون اسما جديدا.
وتعقيبا على ذلك، رأت اوساط وزارية مطلعة، ان هناك تكليفاً وليس تأليفاً، علما ان الاستشارات النيابية الملزمة ستحصل على الارجح نهاية الاسبوع المقبل. وتابعت ان الخلاف العميق بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس نبيه بري هو من الاسباب الرئيسية التي تمنع ولادة حكومة بسرعة وبسهولة. بيد ان التباين على ملفات عدة اكثر من التوافق على ملفات بين الجانبين، حيث ان الخلاف يتفاقم بينهما لناحية توزيع الوزارات وبرنامج الحكومة المقبلة واسم رئيس الحكومة ومعركة رئاسة الجمهورية. وتابعت الاوساط الوزارية ان الكيمياء معدومة بين الطرفين، ولن تحصل، بما ان توجهات بري وباسيل متباعدة بشكل كبير.
بعبدا: الرد اللبناني الرسمي لهوكشتاين سيكون حتما لمصلحة لبنان العليا
من جهتها، اشارت مصادر مقربة من قصر بعبدا لـ «الديار» ان اللقاء الذي سيجمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي برئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا هو اجتماع تنسيقي للمواقف حول ملف ترسيم الحدود البحرية والثروة النفطية وملف الحكومة وقضايا اساسية اخرى.
اما عن دعوة الرئيس عون للاستشارات النيابية، فقد اوضحت المصادر انه بعد زيارة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيدعو الرئيس للاستشارات النيابية. وعليه، ستكون الاستشارات النيابية الاسبوع المقبل على الارجح يوم الخميس.
وردا على سؤال عن المباحثات التي ستجري بين هوكشتاين وبين الرئيس عون، اكدت المصادر المقربة من قصر بعبدا، ان رئيس الجمهورية لا يريد الا مصلحة لبنان وعلى هذا الاساس سيتخذ عون موقفه، مشيرة ان الرئيس سيطلب استئناف المفاوضات غير المباشرة مع العدو الاسرائيلي حول الترسيم البحري منطلقين من خط 23 ضمن تعديلات يريدها لبنان الرسمي وتصب في مصلحة الوطن. وتابعت ان خط 23 هو طرح اميركي قدمه هوكشتاين، وبالتالي خلال اللقاء معه سيرد لبنان على هذا الطرح، مع المطالبة بتعديلات لازالة التعرجات التي يراها لبنان تنتقص من حقوقه. وبمعنى آخر، يريد لبنان الحصول على حقل قانا بالكامل وليس جزءاً منه.
اما عن لغة التخوين الذي اعتمدها البعض بان التنازل عن خط 29 هو خيانة وطنية، اختارت المصادر المقربة من قصر بعبدا عدم الرد على هذا الاسلوب المشين، مذكرة ان الدولة ليست جمعية او حزب، فلبنان الرسمي وجه عام 2011 رسالة الى الامم المتحدة يعتمد فيها خط 23 الخط الرسمي، في حين ان خط 29 لم يسجل، وهو خط تفاوضي لا اكثر .
واضافت المصادر: «لقد رفضنا خط هوف وتمسكنا بحقوقنا، ومن ثم تعاونا حول الطرح الاميركي باعتماد خط 23 ،علما اننا ابدينا ملاحظاتنا على بعض الشوائب في خط 23 لاننا نريد ان يكون لنا حصة اكثر وكلها تصب في مصلحة بلدنا».
وعن اقتراب انتهاء مهلة تقديم الشركات عرض للتنقيب، اشارت هذه المصادر انه ربما سينسق وزير الطاقة مع هيئة قطاع البترول لتمديد المهلة، خاصة ان لا شركة تقدمت بعرض في هذا المجال. وهنا اعربت المصادر المقربة من قصر بعبدا عن ريبتها حيال هذا الموضوع، معتبرة ان هناك شكوكا بحصول ضغوطات دولية تمنع شركات التنقيب من القدوم الى المياه اللبنانية والقيام بعملها، لان التعامل مع لبنان هو دون الحد الادنى وقد لمسنا ذلك على عدة اصعدة.
المعركة الرئاسية
على صعيد آخر، يبرز اصرار مثلث لانتاج الاستحقاق الرئاسي في وقته، وفقا لاوساط ديبلوماسية، بدءا من الارادة الدولية لان المجتمع الدولي يصب اهتمامه على رئاسة الجمهورية وليس على الحكومة، لانه يعتبر ان المهلة الدستورية للحكومة قليلة في ظل الانتخابات الرئاسية. ثانيا، ترى بكركي اهمية حصول الانتخابات الرئاسية في مهلتها الدستورية اي في ايلول، حيث يتم من بعدها تركيب جميع السلطات. ثالثا، يعتبر حزب الله ان عدم حصول الانتخابات الرئاسية ستكون لها تداعيات سلبية وخطيرة، حيث سيذهب لبنان الى المزيد من الانهيار والانزلاق، وحزب الله يرى ان الوضع الاقتصادي بات يشكل خطرا على دور المقاومة. ولذلك حزب الله يريد حصول الانتخابات الرئاسية كي يستعيد لبنان استقراره.
علاوة على ذلك، هناك الموقف المسيحي من خلال العامل العوني الذي لن يتخلى عن رئاسة الجمهورية بهذه السهولة، ولن يترك قصر بعبدا دون ضمانات فعالة. الى جانب ذلك، هناك تكتل «القوات اللبنانية» انطلاقا من وزنها المسيحي والتي اصبحت الفريق الاكثر تمثيلا للمسيحيين، وبالتالي لدى «القوات» قراءة خاصة بها للاستحقاق الرئاسي سيتبلور قريبا.
«القوات»: مكونات المعارضة مدعوة للاتفاق
بدورها، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ «الديار» ان حزبها عبّر عدة مرات في مجال ترسيم الحدود البحرية ، سواء من رئيسها او نوابها واعلامها، بأن لبنان قدم ورقة رسمية تتحدث ان انطلاقة المفاوضات تبدأ من خط 23 ، وان أي تعديل في هذا المجال يستدعي توقيع مرسوم جديد وارساله الى الامم المتحدة. واعتبرت ان ملف ترسيم الحدود البحرية اعتراه الكثير من المزايدات والتطبيل واشكاليات في غير مكانها ، حيث لا يمكن للبنان ان يغطي موقفه سوى بالشرعية الدولية.
اما عن شخصية رئيس الحكومة المقبلة، كررت مصادر «القوات» المواصفات المطلوبة لرئيس مجلس الوزراء في هذه المرحلة تحديدا، والاساس ان تقبل قوى المعارضة على مختلف تنوعها على مواصفات محددة التي من خلالها سنعلم البرنامج الذي سيحمله رئيس الحكومة المقبل، وبالتالي سنكون على دراية ان هذا الرئيس سيكون قادرا على اخراج لبنان من ازمته. ولا شك ان مكونات المعارضة مدعوة بشكل واضح ان تتفق على مرشح واحد وبرنامج واحد لتتمكن من تسمية رئيس الحكومة في الاستشارات النيابية الملزمة.
وحول تشكيل اللجان النيابية، اكدت مصادر «القوات» انها منذ اللحظة الاولى قالت ان ليس لديها مشكلة مع التصويت والانتخاب او في التعيين، مشيرة الى انه من بعد التجربة الاخيرة على الجميع ان يعيد درس ما حصل، قائلة : «هل قدمت جديدا؟» واوضحت انه في نهاية المطاف ما يعني «القوات» هو تفعيل عمل اللجان النيابية، كاشفة ان رئيس الحزب سمير جعجع يعطي تعليماته باستمرار لكل نواب «القوات» من اجل حضور اجتماعات اللجان كونها المطبخ التشريعي للبرلمان من اجل تحديث القوانين وتطويرها.
الجيش وملاحقته لتجار المخدرات
في غضون ذلك، يشن الجيش اللبناني اشرس معاركه بوجه تجار المخدرات ضاربا بيد من حديد كل المخالفين والفارين من القانون بهدف اتمام العدالة وبسط سيطرة الدولة التي هي مطلب كل اللبنانيين الوطنيين. وقد استغربت اوساط وزارية الانتقاد اللاذع الذي وجهه النائب غازي زعيتر لقائد الجيش ومتهما اياه بتدمير بيوت، في حين ان قائد الجيش جوزاف عون شدد ان الجيش لا يحتاج الى غطاء طائفي او ديني.
*******************************************
الشرق
قائد الجيش: حربنا على المخدرات مستمرة ولا ننتظر غطاء أحد
صباح امس، حط قائد الجيش العماد جوزف عون في ثكنة الشيخ عبدالله التي وصلهاعلى متن طوافة عسكرية والتقى كبار ضباط الجيش والعسكريين. وانطلق بعدها الى بلدة بوداي حيث زار منزل عجاج شمص بحضور كبار عشيرة آل شمص معزياً بالشهيد الرقيب زين العابدين شمص الذي سقط شهيد الواجب الوطني يوم الجمعة الماضي في حي الشراونة.
وفي زيارته الى فرع مخابرات البقاع قال قائد الجيش: حربنا على المخدرات لم تنتهِ ولا تزال مستمرة، ولا نعمل وفقاً لأي أجندة، إنما من منطلق مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا. وإلى كل الخارجين على القانون سلموا تسلموا، وإلا تحملوا تبعات قراركم.
وفي كلمة أمام اللواء السادس – بعلبك أكد قائد الجيش ان «الأمن خط أحمر، وليس مسموحا المس به، ونحن على أبواب موسم سياحي. ليس للجيش أي عداوة مع أي منطقة أو عشيرة. كل العشائر أهلنا، لكن واجبنا توقيف الخارجين على القانون. أهل بعلبك سئموا ويطالبون بالأمن، وهذا واجبنا تجاههم ووعدنا لهم مهما كانت التضحيات».