رأي

صحيفة بريطانية: تقسيمات مدينة القدس

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا للكاتب أدم ليبور عرضا لكتاب عن مدينة القدس وما يجري فيها من عمليات هدم وبناء لمستوطنات وأحياء جديدة، بعنوان ” تسعة أحياء من القدس: سيرة ذاتية جديدة للمدينة القديمة” للكاتب البريطاني ماثيو تيلر.

ويقول ليبور في مقاله بعنوان ” تسعة أحياء في القدس – دورة دمار وإعادة إعمار” إن كتاب ماثيو تيلر، يخالف التقسيم المبسط للمدينة القديمة إلى أربعة مجالات، ويأسف للتوترات الحالية في المدينة المقدسة.

ويضيف ليبور أنه زار القدس لأول مرة في عام 1977، وعمره 16 عاما.

ويقول “شعرت بانفعال وأنا أسير في الساحة أمام الحائط الغربي، المعروف بحائط البراق عند المسلمين وحائط المبكى عند اليهود، ويوجد بالقرب من كنيسة القيامة، يعتقد الكثيرون أنها موقع صلب المسيح. واليوم، يحرس أتباع الديانات الإبراهيمية الرئيسية الثلاث بضراوة أجزاء من أراضيهم داخل هذه المنطقة التاريخية”.

وتساءل كاتب المقال عما كان يوجد في هذه المنطقة قبل التقسيمات الحالية، ويقول “لقد عدت عدة مرات إلى القدس. تلاشت العاطفة. لكن الساحة أزعجتني. لماذا توجد هذه المساحة المفتوحة في وسط مدينة قديمة مزدحمة، محاطة بمتاهة من الأزقة والأفنية؟ وماذا كان هناك من قبل؟”

ويقول ليبور إن تيلر “يجيب عن الأسئلة في سيرته الذاتية الجذابة عن البلدة القديمة في القدس”.

ويضيف “تقسم الخرائط الآن المدينة القديمة إلى أربعة أحياء تاريخية: مسلمة ومسيحية وأرمينية ويهودية. ويرى تيلر أن مثل هذه الحدود تعسفية وغير منطقية، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك مدينة تخضع للحكم العثماني يوجد بها (حي مسلم)، وكانت القدس خاضعة لحكم العثمانيين حتى 1917، (في إشارة إلى أن كل المدينة تحت حكم إسلامي وتتبع المسلمين)”.

وحسب ليبور ، يلقي تيلر باللوم إلى حد كبير على القس روبرت ويليس، وهو أكاديمي من كامبردج لم يزر القدس أبدا ولكنه ساعد في رسم خريطة سيئة التحديد نُشرت في عام 1849، واستخدمها المبشرون البروتستانت في القرن التاسع عشر، والتي أصبحت بطريقة ما عملا مرجعيا ومعيارا لتقسيم المدينة.

أما الساحة الواقعة بجانب الحائط الغربي، “فقد كانت ذات يوم موطنا لمنطقة مزدهرة عمرها 700 عام تُعرف باسم حارة المغاربة أو الحي المغاربي، والتي تضم منازل ومتاجر ومساجد”.

وفي يونيو/حزيران 1967 استولت إسرائيل على النصف الشرقي من القدس والمدينة القديمة من الأردن، بما في ذلك حارة المغاربة، “وأصبحت المدينة كلها الآن تحت السيطرة الإسرائيلية. في غضون أيام وصلت الجرافات وفرق الهدم. ببساطة اختفت حارة المغاربة”.

يقول الكاتب”تعد الساحة اليوم مركز الصهيونية الحديثة: يمكن أن يتجمع هنا ما يصل إلى 60 ألف شخص لحضور مراسم أداء اليمين الجماعي لقوات الجيش أو شرطة حرس الحدود الإسرائيلية، وكذلك حشود ضخمة للاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية. لن يكون لدى الغالبية أدنى فكرة عن مصير حارة المغاربة. ومع ذلك، وخلال هدم الحي القديم في المدينة، كان الإسرائيليون الحديثون مجرد آخر حلقة في سلسلة من الغزاة في دائرة لا نهاية لها من عمليات الهدم والبناء”.

ويوضح كاتب المقال أن كتاب تسعة أحياء من القد “يسلط الضوء على العديد من الكنوز الغامضة في البلدة القديمة، من الكنيس الخفي لليهود القرائين، وهو فرع يهودي عمره قرون، إلى الأضرحة الصوفية والمتاحف الصغيرة وورش عمل الحرفيين الأرمن”. 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى