نشرت صحيفة التايمز مقالاً لميلاني فيليبس عن عرب منطقة الـ48 في ضوء التوترات الأخيرة بعنوان: “الإسرائيليون العرب يمكن أن يمثلوا الأمل أو الرعب”.
ورأت الكاتبة أنه على الرغم من المواجهات العنيفة في القدس “هناك قصة أخرى أكثر إيجابية يمكن إخبارها عن المواطنين العرب في البلاد الذين يبلغ عددهم حوالي 1.9 مليون شخص، أو حوالي 20 في المئة من السكان”.
واعتبرت أن “هؤلاء يختلفون عن العرب الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المتنازع عليها في الضفة الغربية أو القدس الشرقية، ويختلفون أيضا عن أولئك في غزة التي يحكمها أمراء الحرب في حركة حماس”.
وقالت فيليبس إنه “بين المواطنين العرب في منطقة الـ48، كانت هناك مؤشرات على ازدهار وتكامل متزايد في السنوات الأخيرة، بمساعدة الخطة الخمسية للحكومة الإسرائيلية للتنمية الاجتماعية والتوظيفية”.
وأضافت أنه “على مدى السنوات الـ12 الماضية، تضاعفت تقريباً نسبة الطلاب العرب المسجلين في الكليات والجامعات الإسرائيلية، مع زيادة مماثلة في أعداد العاملين في مجال التكنولوجيا الفائقة”.
وقالت “كان هناك ارتفاع سريع في عدد العرب الإسرائيليين المؤهلين كأطباء وأطباء أسنان وصيادلة، إذ وصل عددهم الآن إلى أكثر من نصف الأطباء المؤهلين حديثاً في البلاد. هناك مذيعون إخباريون من عرب منطقة الـ48، ومغنون، ومصرفيون، وقضاة”.
وأضافت أنه “في عام 2020، تطوع أكثر من ألف للخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي، أي أكثر من ضعف عدد السنوات السابقة”.
وأعطت فيليبس مثالا بيوسف حداد الذي خدم كقائد في لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي (غولاني) والذي قال أمام البرلمان الأيرلندي مؤخراً: “عندما ننضم كعرب إلى الجيش الإسرائيلي، فإننا نفعل ذلك للدفاع عن بلدنا أيضا”.
وقالت الكاتبة إن هذه الاتجاهات جرى الترحيب بها بين اليهود الإسرائيليين “باعتبارها علامات تقدم مرحب بها”.
لكنها تذكر أنه في شهر مايو/ أيار الماضي “قام عرب إسرائيل بأعمال شغب في مدن مثل يافا واللد وعكا والرملة وحيفا، حيث عاشوا بسلام إلى جانب جيرانهم اليهود لعقود. لصدمة إسرائيل العميقة، أحرق هؤلاء المعابد والمدارس، ورجموا اليهود بالحجارة في أكثر من خمسة آلاف هجوم، وأضرموا النار في المنازل والسيارات”.
وأشارت أيضاً إلى التصعيد الأخير في إسرائيل والذي شهد مقتل 14 إسرائيلياً، ورأت أن “السبب في كل هذا العنف هو التحريض والتطرف المتزايد لكل من العرب الإسرائيليين والفلسطينيين من قبل الحركة الإسلامية في إسرائيل والجماعات الإيرانية والسلطة الفلسطينية”.
وقالت فيليبس: “تعمل السلطة الفلسطينية على إثارة الهستيريا بزعمها أن اليهود الأشرار يدنسون الأقصى ويعتزمون تدميره – وهو ادعاء لا أساس له من الصحة استخدمه العالم العربي والإسلامي للتحريض على اعتداءات قاتلة على اليهود في الأرض المقدسة لأكثر من قرن”.
ورأت الكاتبة أنه “وسط عرب إسرائيل يتسارع كل من الاستيعاب والتطرف في آن واحد”.
وقالت إن العنف “يُعتبر جزئياً محاولة من جانب العرب والمسلمين الرافضين لعكس مسار التطبيع المتزايد للعلاقات العربية مع إسرائيل، كما يتضح من اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن الازدهار المتزايد لعرب منطقة الـ48”.