منوعات ومتفرقات

في مصر.. دلال المسحراتية تضيء ليالي المعادي

“مسحراتي منقراتي بنده وأنادي على ولاد بلادي”، كلمات مضيئة في ليل حي المعادي جنوبي القاهرة، ترددها السيدة الأربعينية دلال عبد القادر، وهي تنقر بعصا صغيرة على طبلة ملفوفة بزينة رمضان لإيقاظ السكان لتناول طعام السحور.

“12 عاما في شوارع حي المعادي أنادى للسحور” تتحدث عبد القادر بشغف عن تلك المهنة الموسمية التي رسختها قبل عقود في وجدان المصريين والعرب كلمات الشاعر فؤاد حداد (1927 – 1985) وأداء المطرب والملحن الكبير سيد مكاوي (1928 – 1997)، المسحراتي الأشهر بتاريخ شاشات وإذاعات مصر.

كلمات خالدة

“سحورك يا حلا يا أميرة يا أحلى ندا، سحورك يا عاطف وجودي”، هكذا تتوالى الأسماء التي لقنها بعض سكان الحي من نوافذهم للمسحراتية الشهيرة بمصر، فتتكرر على لسانها من وقت لآخر.

“الرّجل (القدم) تدب (تذهب) مطرح (مكان) ما تحب وأنا صناعتي مسحراتي”، هكذا تردد دلال كلمات مكاوي، وهى تبدأ عملها من منتصف الليل وحتى قبل وقت قصير من صلاة الفجر لتناول سحورها بمنزلها القريب من المعادي.

وصوت طبلة دلال، يواصل إيقاظ أهل حي المعادي وتتواصل على لسانها العبارات الفلكورية الشهيرة: “إصحى يا نايم.. إصحى وحد الدايم، وقول نويت بكره إن حييت الصيام، إصحى يا نايم وحد الرزاق، رمضان كريم”

ولا تمل المسحراتية دلال، من المناداة بالقول: “سحوركم يا حبايبي وحبايب رمضان”، و”رمضان كريم ويحب كل كريم”، وكثيرا ما أحاط خطواتها بعض الأطفال.

عمل متوارث

تقول دلال عن مهنتها: “أتمنى أن أكمل مسيرة أهلي (عائلتي) المسحراتية، وأحيي ذكراهم”.

وتضيف: “أجتهد لتعريف الأطفال ما معنى المسحراتي وألا ينسون عادة جميلة، لا أريد أن تختفي وتنقرض، كما أنني أحفزهم على الصيام من خلال مناداة أسمائهم لتناول السحور”.

ووفق تقارير صحفية محلية، يعتبر أول من نادى بالسحور، هو عنبسة ابن اسحاق الذي كان يمشى من الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص في القاهرة لينادي الناس للسحور، في بداية القرن الثالث من الهجرة وتحديدا في عام 228 هـ.

وتستمر مهنة المسحراتي وعباراته الشهيرة في كثير من الدول العربية والإسلامية شهرا واحدا في العام، بشهر رمضان، وينتظرها الأطفال من العام إلى العام.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى