انتخابات فرنسا… مرشح اليسار يطالب أنصاره بعدم التصويت لليمين المتطرف

في سابقة من نوعها منذ 40 عاما، وللمرة الثانية في تاريخ الجمهورية الخامسة، سيكون على الفرنسيين مجدداً الاختيار بين المرشحين أنفسهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
فوفقاً للنتائج النهائية الصادرة عن قصر “بوفو” (مقر وزارة الداخلية)، فقد تصدر الرئيس الوسطي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون نتائج الجولة الأولى من الاستحقاق الرئاسي بحصوله على نسبة 27.84 ٪، متقدما على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان التي حلّت ثانية بعد حصولها على 23.15 ٪ من أصوات الناخبين، ليتأهلا إلى الجولة الثانية التي ستقام يوم الــ24 من الشهر الجاري، في تكرار لسيناريو عام 2017، بعد عدة أشهر من حملة غير نمطية حشدت القليل من الفرنسيين.نسبة الامتناع عن التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بلغت حوالى 26 ٪، منخفضة بنحو 4 نقاط مئوية مقارنة بالجولة نفسها من انتخابات عام 2017. وتبقى نسبة المشاركة الرهان الرئيسي بالنسبة للجولة الثانية من هذه الانتخابات بعد أسبوعين، في ظل خيبة أمل العديد من الفرنسيين من السيناريو الذي أفرزته صناديق الاقتراع.
باسم ما يعرف بــ”الجبهة الجمهورية” لسد الطريق أمام اليمين المتطرف، أعطت كل من فاليري بيكرس ـ مرشحة حزب ” الجمهوريون” اليميني التقليدي الديغولي (4.78٪)، وآن هيدالغو ـ مرشحة الحزب الاشتراكي (1.75 ٪) ـ أعطتا تعليماتهما بالتصويت لصالح إيمانويل ماكرون، وذلك بعد أن مني حزباهما، اللذان تعاقبا على حكم البلاد على مدى عقود، بأثقل هزيمة في تاريخهما. وحذا يانيك جادو، مرشح أنصار البيئة (4.63٪) حذوهما بحث أنصار حزبه على التصويت لصالح الرئيسي الوسطي المنتهية ولايته. وكذلك فعل فابيان روسيل، مرشح الحزب الشيوعي (2.28 ٪)، الذي دعا إلى “هزيمة لوبان” و “مشروعها العنصري”. غير أنه يبدو أن هناك انقساماً في صفوف اليميني التقليدي بشأن التصويت للرئيس المنتهية ولايته.
بدرجة يمكن القول إنها أقل وضوحاً، شدد المرشح اليساري الراديكالي جان ليك ميلانشون، الذي حلّ ثالثا َبفارق ضئيل جداً عن مارين لوبان (21.95٪) على أنه يجب ألا يذهب صوت واحد لصالح هذه الأخيرة، من دون أن يعطي في الوقت نفسه أي تعليمات للتصويت لصالح منافسها، تاركاً لأنصار حركته “فرنسا الأبية” الاختيار، والذين أظهر استطلاع أجري تزامنا مع صدور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات أنهم منقسمون ما بين التصويت لماكرون ولوبان والمقاطعة.
في المقابل، كان إريك زمور، المرشح اليميني المتطرف الآخر، الذي حلّ رابعاً (7.08٪) واضحاً في الدعوة إلى التصويت لصالح مارين لوبان. وهي دعوة وجهها أيضاَ نيكولا ديبون إينيون، المرشح اليميني المحافظ (2.06 ٪) إلى أنصاره.
وفي ظل الخشية من ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت، وكثرة الناقِمين على سياسة ماكرون وحكومته في السنوات الخمس الأخيرة، بما في ذلك أصحاب “السترات الصفراء” وغيرهم، فإن الصورة تبدو هذه المرة مغايرة تماماً لما كان عليه الحال في عام 2017، حين انتصر ماكرون بكل أريحية على لوبان، إذ يرى مراقبون أن احتمال فوز لوبان بات واردًا أكثر من أي وقت مضى، وفق مراقبين.
وهذا ما تعكسه نتائج استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة، والتي رجح أحدثها حصول إيمانويل ماكرون على 52.7٪ مقابل 47.5٪ لمارين لوبان، وهي نتيجة بعيدة كل البعد عن تلك التي خرجت بها الجولة الثانية من انتخابات عام 2017 (66.10٪ مقابل 33.9٪).