عزوف «نادي الأربعة» عن الترشح أتى بعد نصيحة من ديبلوماسي عربي بارز
كتبت صونيا رزق في “الديار”:
بدأت سلسلة العزوف عن الترشح الى الانتخابات النيابية، من «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، عبر النائب تمام سلام الذي علم مسبقاً بخطوة الرئيس سعد الحريري وإتبع الصمت، فتبعه الاخير ليعلنها من بيت الوسط بعد اشهر من السفر، والاسئلة ترافق الواقع السياسي منذ ذلك الحين من قبل جميع الافرقاء، فزادت التحليلات حول مشاركة الحريري في الانتخابات النيابية، فأطلقت سيناريوهات عن عزوفه بهدف شدّ العصب السنيّ في هذه المرحلة الحساسة، ليتبيّن لاحقاً انّ القرار متخذ والنصائح توالت للانسحاب.
الى ذلك بدا الحريري الخاسر الاول، اذ بات وحيداً من دون حلفاء سابقين وجدد، بإستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، لان» الفيتو» طوّقه من كل الاتجاهات، بدءاً من المملكة العربية السعودية، مروراً بخصومة لمعظم فريق 14 آذار، وصولاً الى النائب وليد جنبلاط الذي حمّله يوم تقديمه الاعتذار عن التكليف كل تداعيات الـ 9 اشهر التي حوت كل انواع التناحرات والخلافات.
إنطلاقاً من هنا، اتت هذه الخصومة في توقيت خاطئ جداً، لان المرحلة تتطلب وجود حلفاء يحيطون بالحريري، خصوصاً مع إقتراب الانتخابات النيابية، الى ان حسمها من بيت الوسط معلناً تلك المفاجأة، التي سقطت كقنبلة سياسية على رؤوس نواب كتلة «المستقبل» إثر دعوته الى عدم ترشح نوابه او خوض المعركة بمفردهم، من دون الاستعانة بـ «التيار الازرق» وشعاراته لكسب مناصريه، الامر الذي شكّل صدمة عند الرئيس فؤاد السنيورة، بسبب وضع الطائفة السنيّة التي باتت خارج السباق الانتخابي، وهذا يعني إفتقاد الشارع السنيّ لزعيم واحد وقيادة واحدة، الامر الذي دفع بالسنيورة الى رفض هذا القرار والاستعانة بمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان الذي سارع الى ضبط الوضع والدعوة الى المشاركة بالاقتراع وعدم المقاطعة، فبدا السنيورة حينها متحمساً للترشح، لكن بعيداً عن صيدا احتراماً لموقع النائبة بهية الحريري، فتوجّه نحو دائرة بيروت الثانية، فلم يلق تشجيعاً لأن أبناء بيروت متضامنون مع الحريري، وفُهم ترشيحه لديهم وكأنه يريد كسب زعامة الحريري، في حين انه تلقى كما الحريري وباقي رؤساء الحكومات السابقين نصيحة بعدم خوض هذا الاستحقاق في هذه الظروف بالذات، لانها لن تكون في مصلحتهم، وفق ما ذكرت مصادر معنية بالانتخابات، واشارت الى انّ النصيحة اتت من ديبلوماسي عربي بارز.
والختام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان آخر المعلنين عن عزوفه وعدم خوضه الاستحقاق الانتخابي، لانّ له حسابات مغايرة، فهو طامح بالبقاء رئيساً للحكومة الى ما بعد 15 ايار المقبل، والافضل له عدم ترؤس كتلة نيابية او إتخاذ أي موقف سياسي، بل الالتزام بالوسطية السياسية لكي تساعده على التكليف مجدّداً بحكومة ما بعد الانتخابات.