شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 المقاومة تتحدّى: تحليق آمن فوق فلسطين

شرحت المقاومة الإسلامية، بالعمل المباشر، ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل يومين عن قدرات المقاومة في ما يتعلّق بالمسيّرات، وأقدمت على خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، تمثّلت في إرسال طائرة مسيّرة متطورة من نوع «حسان» في رحلة استطلاع داخل فلسطين المحتلة، جالت فيها على طول 70 كلم فوق المنطقة الشمالية وعادت الى قواعدها بسلام.

طوال نهار أمس، كان العدوّ منشغلاً في الحديث عن فشل منظومته العسكرية والتقنية في إسقاط الطائرة أو السيطرة عليها، لكن، بعد وقت قصير من صدور البيان الرسمي عن المقاومة حول العملية، بادر العدو الى إرسال طائرات حربية في طلعة ترهيب فوق بيروت والضاحية الجنوبية، كرد على العملية وفي محاولة التعويض عن الفشل العملاني.

وكشفت ردود فعل العدو، الإعلامية والشعبية، عن إدراك بأنّ ما جرى يتجاوز عملية تحليق تقليدية لطائرة استطلاع، ويجري التعامل مع الحدث على أنه «عمل تأسيسي» يحمل في طيّاته رسائل متنوعة، تعكس القدرة والردع، وأن حزب الله قرر الارتقاء في التعبير عنها من موقف سياسي الى خطوة عملياتية نفذها سلاح الجو التابع للمقاومة الإسلامية.

يشار الى أن المقاومة أطلقت اسم «حسان» على الطائرة، تيمّناً باسم الشهيد حسان اللقيس المسؤول السابق عن السلاح المسيّر في المقاومة الذي اغتالته وحدة كوماندوس إسرائيلية في الضاحية منتصف ليل الرابع من كانون الأول عام 2013. ويبدو أن الطائرة من جيل متطور من الصناعات التي تقوم بها المقاومة في لبنان. وقد عمل الشهيد اللقيس لعقدين على الأقل في تطوير البرامج التقنية واستقدام التكنولوجيا التي تستخدم في هذا النوع من الأسلحة الى جانب أسلحة أخرى.

نجاح مهمة الطائرة في استطلاع أهداف داخل فلسطين المحتلة وعودتها سالمة، أحدث إرباكاً لدى أجهزة الجيش وفي المستويَين السياسي والإعلامي في إسرائيل. وانعكس ذلك على طريقة التعاطي مع الحدث. فتعددت بيانات الجيش الذي بدا لوهلة كما لو أنه لم يكن يعلم بداية ماذا يحصل. إذ أشار في بيانه الأول الى تفعيل منظومة القبة الحديدية واستدعاء طائرات ومروحيات مقاتلة، لكنه لم يشر الى إسقاط طائرة حزب الله. ثم عاد وأكد أنه فقد أثرها، ليعترف في بيان ثالث بفشله في اعتراضها.

ويكشف استدعاء طائرات سلاح الجو والمروحيات بعد تفعيل منظومة القبة الحديدية، أنه جرت محاولات متعددة الأساليب ومتنوعة الأدوات وبوتيرة متتالية لإسقاط الطائرة باءت جميعها بالفشل، الأمر الذي يكشف عن مستوى تطور الطائرة التي يبدو أن حزب الله أراد إفهام مؤسسة القرار في كيان العدو قدرته على اختراق كل التكنولوجيا التي يمتلكها، رغم التطوير الذي أدخله على منظوماته ورغم أنه في ذروة جهوزيته. وتؤكد تقارير إعلامية أنه على وقع أصداء الحدث وتداعياته، سيشكل جيش العدو لجنة تحقيق تهدف الى فهم ما جرى.

الإرباك الذي أظهرته بيانات الجيش انعكس في وسائل الإعلام، فنقلت روايات متضاربة حول عدد الطائرات التي اخترقت الأجواء الفلسطينية، وما إن كان قد تم اعتراضها. ولم يكن واضحاً لدى وسائل إعلام العدو في البداية ما إن كانت المسيّرة مسلحة أو أنها استطلاعية فقط. لكن المعطى الإضافي الذي يفتح مروحة من الأسئلة التي لا إجابة عنها حتى الآن، أنه في حال عدم رصد الطائرات عبر أجهزة الرادار يعني ذلك أن حزب الله قادر على اختراق منظومات الدفاع الجوي بدون أن تكتشفها. وفي حال رصد الطائرة بداية ــــ بحسب جيش العدو ــــ كيف اختفت عن راداراته ولماذا، وما هي الرسائل التكنولوجية لذلك؟ وفي كل الأحوال، الحقيقة الدامغة أن العدو لم ينجح في إسقاط الطائرة التي حلّقت على مسافة عشرات الكيلومترات وعادت الى قواعدها بسلام!

على المستوى الإعلامي، قال معلّق الشؤون العسكرية في القناة 13، أور هيلر، إن ما جرى يشكل فشلاً كبيراً لمنظومة القبة الحديدية في الشمال، ويفرض الكثير من الأسئلة الصعبة. بالتوازي، سلّط موقع «واللا» على البعد الاستراتيجي للحدث، فرأى أن «القصة الكبرى لإسرائيل وحزب الله أنها ليست طائرة مسيّرة أو محلّقة وإنما تتعلق بحرية العمل الجوي في لبنان»، محذراً من أنه إذا «لم يكن الجيش جازماً فسوف تتوسع التصدعات». أما القناة (12) في التلفزيون الإسرائيلي فقدّرت أن الطائرة هدفت الى جمع معلومات استخبارية. فيما لفتت قناة «كان» الى أن الطائرة وصلت على ما يبدو الى نقطة ما في شمال بحيرة طبريا، قبل أن تعود الى لبنان. وتوقف آخرون عند ما اعتبروه «أخطر أبعاد» الحدث، بالإشارة الى أنه كان بإمكان هذه الطائرة أن تكون انتحارية. لكن حزب الله لم يرد ذلك، ولو أراد لفعل. وتوقفت القناة (13) عند إعلان حزب الله المسؤولية عن العملية، رغم أنه كان في إمكانه تجاهلها، في إشارة الى أن هذا الإعلان ينطوي بدوره على رسالة محددة موجهة الى إسرائيل.باءت بالفشل كل المحاولات والأدوات والمنظومات التي استخدمها العدوّ لإسقاط الطائرة

من جانب آخر، عرض إعلاميون في كيان العدو للحدث بوصفه انتصاراً لحزب الله في معركة الوعي القائمة بين الطرفين، وخاصةً أنه جرى أيضاً استدعاء طائرات إف 15، وإطلاق صافرات الإنذار وتفعيل القبة الحديدية التي فشلت في إسقاطها، وهو ما أدى الى إحراج الجيش، وإلى انتشار حالة من الرعب بين سكان المستوطنات الشمالية الذين سارعوا للنزول الى الملاجئ، ما دفع الجيش الى محاولة طمأنة المستوطنين من خلال الإعلان عن العودة الى الحياة الروتينية.

على أن العدو لجأ الى ردّ سريع تمثّل في إرسال طائرات حربية لتحلّق على علوّ منخفض فوق بيروت والضاحية بقصد إثارة الرعب، ولإيصال رسالة بأنّ سلاح الجو الإسرائيلي لا يخشى المعادلات التي يحاول حزب الله رسمها. لكن الأمر بدا في رأي الإسرائيليين أنفسهم تعبيراً عن التخبط في المستوى السياسي حول كيفية الرد. وقال معلقون إنه إذا اقتصر الرد على هذا المستوى يعني «أننا أمام معادلة إشكالية». فيما اعترف آخرون بأن انطلاق الطائرة من لبنان يعقّد المشهد أمام إسرائيل لجهة الرد الذي ينبغي أن تنتهجه، في إشارة الى القيود والمخاوف من أن أيّ تجاوز للحدود سيُقابل بردّ مضادّ من قبل حزب الله.

*************************************

النهار

تمديد “الهدنة” هل يطوي أزمة الملاحقات؟

تمددت “هدنة” الملاحقات والمطاردات التي استهدفت حاكم مصرف لبنان #رياض سلامة والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء #عماد عثمان بفعل التداعيات التي هددت وضع الحكومة أولا، ومن ثم الفسحة لمحاولات مراجعة الإجراءات التي اتخذت وأثارت الكثير من الاضطراب داخل مكونات السلطة. ولعلّ ما ساهم أيضا في تمديد فترة تبريد الأجواء المحمومة في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة وجود كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي خارج البلاد، واستبعاد تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء المقبلة قبل النصف الثاني من الأسبوع المقبل إلى ما بعد الجلسة التشريعية لمجلس النواب التي ستعقد يومي الاثنين والثلثاء المقبلين.

ووسط هذا التأزم بدت لافتة التغريدة التي نشرها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عبرحسابه على “تويتر” امس، في عيد مولد رئيس الجمهورية ميشال عون، مع صورة تجمعه والرئيس عون معلقا : “بالعمر صحيح بتكبر، بس بالكرامة بتبقى أكبر. بالقصر هيدي آخر سنة، بس بالوطن عمرك ما بيخلص. جنرال، بعيدك الـ 87 بتبقى جبل والجبل ما بيشيخ”.

وتحدثت مصادر سياسية مطلعة عن اتصالات وصفتها بانها اتخذت طابعا استثنائيا بين المعنيين حتى بعد سفر رئيس الحكومة إلى ميونيخ من اجل تدارك ما كان يمكن ان يؤدي إلى انفجار داخل الحكومة لن يكون ممكنا التحكم بتداعياته حتى لو لم تستقل الحكومة. وقالت ان الأيام المقبلة ستشهد تكثيفا لهذه المساعي على قاعدة اقناع العهد بالتروي في الاندفاعة لحصار حاكم مصرف لبنان كما في الإصرار على ملاحقة المدير العام لقوى الامن الداخلي لئلا تتسبب أي محاولات جديدة لاستهدافهما بتداعيات اشد سخونة مما حصل قبل أيام. وأشارت إلى انه مع انعقاد الجلسة التشريعية مطلع الأسبوع ستكون هناك فرصة لمحاولات أوسع نحو احتواء التفجير السياسي، واما في حال اخفاق هذه المحاولات، فان الوضع السياسي سيكون امام تصعيد حاد يصعب حصر آفاقه ونتائجه خصوصا مع دخول البلاد في أجواء الاستعدادات الانتخابية التي ستطلق العنان على الغارب للخطاب الشعبوي بما يفاقم التوترات داخل السلطة.

وأفادت معلومات انه من المتوقع ان يصل إلى بيروت مساء اليوم مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الديبلوماسية جينتري سميث في زيارة قصيرة للبنان تستمر يوماً واحداً وتردد انها تندرج في إطار حض السلطات اللبنانية على التزام اجراء #الانتخابات النيابية في موعدها.

مولوي يحرك القضاء

ووسط هذه المناخات سجل تطورلافت امس تمثل في خروج وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي عن قرار كسر قراره السابق بمنع اقامة ندوتي الغبيري للمعارضة البحرينية بتحد مباشر له من “حزب الله “. وقد وجّه مولوي في هذا السياق كتاباً إلى النيابة العامة التمييزية، طالباً إجراء اللازم تبعاً للنصوص القانونية لناحية ملاحقة المنظمين والمتكلمين في الندوتين اللتين عقدتا في قاعة رسالات في محلة الغبيري، وتعرضتا إلى السلطات البحرينية الرسمية بشكل خاص ولدول الخليج العربي بشكل عام، وذلك لعدم استحصالهما على الموافقة الإدارية الرسمية المسبقة وفق الاصول القانونية، ولعرقلتهما المهمة الرسمية اللبنانية من أجل تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، واستناداً إلى نصوص قانون العقوبات المتعلقة بالجرائم الماسة بالقانون الدولي.

وفي سياق متصل بعلاقات لبنان العربية أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري تحفظ لبنان عن تقرير اللجنة السياسية لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة في دورته الثانية والثلاثين، بعنوان “التضامن العربي”، ودعا في مداخلة في أعقاب تلاوة التقرير إلى ضرورة تبني مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي الدعوة إلى بدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دولة الكويت. وإذ انتقد بري ما اعتبره غيابا للتضامن العربي عن التقرير سأل “أين السوق العربية المشتركة؟ هذه السوق أنشأها العرب قبل السوق الاوروبية المشتركة. أين اوروبا اليوم وأين العرب الآن؟ . أين التضامن في موضوع مواجهة الارهاب؟ وفي هذا العنوان أو هذا التحدي المطلوب ان يكون هناك وأقترح أن يكون هناك تنسيق عربي في هذا المجال، تكون القاهرة مقرا لتنسيق هذا التعاون”. وطالب بري الجامعة العربية بـ”ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة من دون تردد”. وكان الإتحاد البرلماني العربي، قد اختتم أعماله في جلسة تخللتها تلاوة تقرير اللجنة السياسية للقرارات وتضمن جملة من التوصيات من بينها توصية قاربت الموضوع اللبناني وجاء فيها: “يعلن الاتحاد البرلماني العربي التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في ظل الازمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها حاليا من أجل إستعادة عافيته واستقراره وإعادة الحياة الطبيعية لمؤسساته بغية صون سيادته ووحدة أراضيه”.

بدوره شارك الرئيس ميقاتي امس في افتتاح اعمال أعمال الدورة الثامنة والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن بمشاركة دولية وعربية واسعة. وقبيل افتتاح المؤتمر عقد ميقاتي سلسلة لقاءات، في حضور سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب فالتقى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وبحث معه في الاوضاع اللبنانية وعمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. كما جرت متابعة الملفات التي بحثت خلال زيارة الامين العام إلى لبنان في شهر كانون الاول الفائت. كما إجتمع مع نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن وجرى البحث في العلاقات بين البلدين والوضع في المنطقة. وإجتمع أيضا مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية توبياس ليندر وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات اللبنانية – الالمانية وامكانات التعاون الالماني في العديد من القطاعات الخدماتية.

النفقات الانتخابية

وعلى الصعيد الانتخابي وقّع امس رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم فتح اعتماد اضافي استثنائي في الموازنة العامة للعام 2022 في موازنة وزارة الداخلية والبلديات وفي موازنة وزارة الخارجية والمغتربين وذلك لتغطية نفقات الانتخابات النيابية. كذلك وقّع الرئيس عون المرسوم الرقم 8814 تاريخ 18 شباط 2022 القاضي بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الداخلية والبلديات بقيمة 35 مليار ليرة لتأمين نفقات اجراء الانتخابات النيابية المقبلة. واعرب عون “عن امله في ان يتم اقرار مشروع قانون فتح الاعتماد الاضافي الاستثنائي بقيمة 320 مليار ليرة لبنانية في اسرع وقت ممكن في مجلس النواب حتى تتمكن وزارة الداخلية والبلديات من استكمال الاجراءات الضرورية لتأمين إجراء الانتخابات النيابية في موعدها”. وجدد التأكيد “ان الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في 15ايار المقبل، داعياً إلى عدم الاخذ بما يشاع عن وجود توجه لتأجيلها”.

****************************************

الشرق الأوسط

«حزب الله» يتبنَّى إطلاق مسيّرة فوق إسرائيل… وتل أبيب ترد بتحليق مقاتلاتها فوق بيروت

انتقاد من «القوات اللبنانية» لصمت عون عن مساءلة الحزب

شهدت الحدود اللبنانية أمس توتراً امتد إلى أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية حيث معقل «حزب الله» بعد إعلان الحزب عن إطلاقه مسيّرة (طائرة من دون طيار) حلّقت لمدة أربعين دقيقة لمسافة 70 كيلومتراً فوق شمال إسرائيل، التي ردت بتحركات لجيشها عند الحدود وبطائرتين مقاتلتين حلّقتا فوق العاصمة اللبنانية على علوٍّ منخفض جداً. وكان الحزب قد تبنى أمس، إطلاق الطائرة المسيّرة، بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي عن إطلاق النار باتجاه مسيّرة عبرت مجال إسرائيل الجوي في الشمال، في ثاني حادث من نوعه خلال يومين.

وتكرر تحليق مسيّرة تابعة لـ«حزب الله» لليوم الثاني على التوالي فوق شمال إسرائيل، غداة إسقاط الجيش الإسرائيلي مسيّرة تابعة للحزب يوم الخميس. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس (الجمعة)، إن «طائرة مسيّرة معادية صغيرة تسللت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية حيث تم تفعيل الإنذارات في منطقة الجليل مما دفع السكان إلى اللجوء إلى الملاجئ في شمال إسرائيل». وأضاف الجيش أنه «تم إطلاق صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية»، مضيفاً أنه «تم استدعاء طائرات ومروحيات حربية، وبعد عدة دقائق اختفت الطائرة»، لافتاً إلى أن «الحادث قيد التحقيق».

وتبنى «حزب الله» إطلاق المسيّرة. وقال في بيان حول العملية: «أطلقنا الطائرة المسيّرة (حسّان) داخل الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة وجالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة ‏استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً شمالاً». وأضاف: «رغم كل المحاولات المتعددة والمتتالية لإسقاطها عادت ‏الطائرة «حسان» سالمة بعد أن نفّذت المهمة ‏المطلوبة بنجاح ودون أن تؤثر على حركتها كل الإجراءات ‏الموجودة والمتّبعة».

ولم يصدر أي موقف عن السلطات اللبنانية تعقيباً على الحادث الذي ردت عليه إسرائيل بتحليق طائرتين حربيتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت والعاصمة اللبنانية على علوٍّ منخفض جداً أتاح للسكان مشاهدتهما بالعين المجردة، ما أثار الذعر بين السكان.

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية قد أفادت صباحاً بأن «الطيران المعادي الإسرائيلي نفّذ عدداً من الغارات الجوية الوهمية فوق المناطق في جنوب لبنان». كما أشارت إلى أن قوة مشاة تابعة للقوات الإسرائيلية «اجتازت السياج التقني عند محلة كروم الشراقي قبالة بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون، بمؤازرة جيب هامر على الطريق العسكري المحاذي للسياج التقني»، وأنها «قامت بعملية تفتيش في المنطقة».

كان الجيش الإسرائيلي قد قال أول من أمس (الخميس)، إنّه «أسقط طائرة مسيّرة تابعة لتنظيم (حزب الله) تسلّلت إلى الأجواء الإسرائيلية من لبنان».

ولا ينظر لبنانيون إلى تكرار الحادث في اليومين الماضيين على أنه يحمل رسائل عسكرية، في ظل الهدوء الذي تشهده الحدود اللبنانية الجنوبية منذ الصيف الماضي. وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب وهبي قاطيشا، إن دلالات الحادث «سياسية»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحادث «متصل بالمفاوضات الإيرانية الأميركية»، كما هو «متصل بالانتخابات النيابية في لبنان».

وقال قاطيشا إن إيران «تستخدم الأراضي اللبنانية صندوق بريد لتوجيه رسائل إلى الأميركيين بسبب تعثر مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا»، موضحاً أن الاتجاه العام لتلك المحادثات «يشير إلى أنها تتجه إلى الفشل، لذلك يجري استخدام الأراضي اللبنانية للضغط على الأميركيين من جنوب لبنان، عبر «حزب الله»، وهو الذراع الإيرانية الذي يستطيعون الضغط من خلاله على إسرائيل لتليين مواقف أميركية في مفاوضات فيينا عبر إرسال المسيّرات أو المقذوفات».

ويشير قاطيشا، وهو جنرال متقاعد من الجيش اللبناني، إلى أن الحادث لا يمكن فصله عن الداخل اللبناني، موضحاً أن التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية «يُنظر إليه على أنه تمهيد للتشويش على الانتخابات النيابية التي يخاف (حزب الله) وحلفاؤه من نتائجها». ورأى أن أي تدهور أمني «يمكن أن يدفع باتجاه تأجيل الانتخابات أو إلغائها»، مضيفاً أن الأبعاد السياسية للحادث المتكرر «تُقرأ وفق هذا التقدير الداخلي والخارجي».

وجاء الحادث الأول بعد يومين على إعلان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله أن الحزب بات يمتلك القدرة على تحويل الآلاف من صواريخه إلى صواريخ دقيقة، وبات ينتج الطائرات المسيّرة. وقال: «نحن منذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيّرات في لبنان»، داعياً من يرغب في شرائها إلى «تقديم طلب».

وقالت إسرائيل في الماضي إنها أسقطت عدة طائرات مسيّرة تابعة لـ«حزب الله» عبرت المجال الجوي الإسرائيلي. ويقول الحزب إن زيادة قدراته المضادة للطائرات المسيّرة أدت إلى انخفاض وتيرة تحليق الطائرات الإسرائيلية من دون طيار. وكانت مصادر أمنية إسرائيلية قد قالت في يناير (كانون الثاني) الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ الطائرات المسيّرة التي أسقطتها إسرائيل أخيراً بعد تحليقها عبر الحدود انطلاقاً من لبنان، «كشفت عن تنامي إمكانات الاستطلاع الجوي التي صار يتمتّع بها (حزب الله) المدعوم من إيران».

وفيما يقول الجيش الإسرائيلي إنه «سيواصل العمل لمنع أي خرق لسيادة» الدولة العبرية، يثبّت قرب الحدود مع لبنان مركزاً للقيادة الجوية يضمّ نحو عشرين ضابطاً مهمّتهم مراقبة الطائرات المسيّرة التابعة لـ«حزب الله».

– انتقاد «القوات»

وانتقد حزب «القوات اللبنانية» الرئيس اللبناني ميشال عون، لعدم مساءلته «حزب الله» عن الصواريخ الدقيقة والمسيّرات، مشيراً على لسان رئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان، إلى أن «تصنيع أي صواريخ أو مسيّرات يندرج في إطار العتاد الحربي، وهذا يجب أن يكون وفق حصرية مطلقة بيد الدولة اللبنانية».

وقال قيومجيان إنه بحكم القانون، يمنع أن يُقْدم أي طرف مدني على تصنيع العتاد الحربي «إلا إذا استحوذت الشركة المصنِّعة على موافقة وزارة الدفاع ولغايات استراتيجية». لكنه شدد، في حديث إذاعي، على أن «(حزب الله) لا يأبه لأحد ولديه استراتيجيته الخاصة به وارتباطاته الإقليمية ويمتلك جيشه وأمنه الخاص وأجهزته الاستخباراتية والتمويل المالي من إيران». وتابع: (حزب الله) فاتح على حسابه ،ويقيم دويلة داخل الدولة ويسعى لتعزيز مقوماتها العسكرية والأمنية والمالية». وقال قيومجيان: «لبنان يلتزم بقرارات الشرعية الدولية، والقرار 1701 يحكم وضعية المنطقة الحدودية الجنوبية وكذلك الخط الأزرق، وهناك الجيش اللبناني وقوات (يونيفيل) المعنية بالسهر على ذلك». وأضاف: «إيران التي سبق وأعلنت أنها موجودة في 4 عواصم عربية تستخدم (حزب الله) لتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة الأميركية وللضغط على المفاوضات القائمة في جنيف». ورأى أن «توجيه مسيّرة إلى إسرائيل اليوم (أمس) والاعتداءات المتكررة في الأيام الماضية على قوات (يونيفيل) تأتي من باب إثبات الوجود». ورأى أن «ممارسات (حزب الله) ومواجهاته الدعائية لن تُفضي إلا إلى نتيجة واحدة هي إضعاف الدولة اللبنانية وصورتها في المحافل الدولية، مما يؤدي إلى مزيد من عزلة لبنان ومن إفقار شعبه».

 ****************************************

 الجمهورية

«تصعيد جوّي» يثير تساؤلات.. الداخل يتحــضّر لسجالات.. بري لحوار لبناني – خليجي

مقلقة هي التطورات التي شهدتها الأجواء اللبنانية امس، عبر إعلان «حزب الله» عن إطلاق مسيّرة فوق الجانب الاسرائيلي من الحدود الجنوبية، وكذلك عبر التطوّر الذي برز بتحليق مكثّف للطيران الحربي الاسرائيلي وغارات وهمية فوق العديد من المناطق اللبنانية، وصولاً عصراً أمس، الى بيروت والضاحية الجنوبية.

أسئلة كثيرة تفرض نفسها في موازاة هذا التطوّر؛ هل انّ ما حصل محصور ضمن نطاق «التحليق المتبادل» بين «حزب الله» واسرائيل، أم انّ الارض اللبنانية تُحضّر لمواجهة او تطوّرات أمنية او عسكرية؟ لماذا هذا التصعيد في هذا التوقيت بالذات؟ ومن يسعى إليه؟ وما هي الغاية منه وأي اهداف له؟ وأي رسالة يُراد إيصالها من خلاله؟ وفي أي اتجاه؟ هل له علاقة بملف ترسيم الحدود البحرية؟ هل له علاقة بملفات إقليمية؟ هل له علاقة بتطورات الملف النووي؟ هل له علاقة بخلق مناخات توتير داخلية تؤثر على استحقاقات لبنانية مثل الاستحقاق الانتخابي؟

فغداة إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن أنّ «المقاومة أصبحت قادرةً على تحويل الصواريخِ التي لديها إلى صواريخ دقيقة، كما بدأت تصنيع الطائرات المسيّرة وزيادة إمكاناتها وقدراتها منذ مدة»، شهدت الأجواء الجنوبية تطوراً على هذا الصعيد، تمثّل في إطلاق «حزب الله» امس، لمسيّرة في الأجواء الإسرائيلية.

وقال الحزب في بيان: «بتاريخ اليوم الجمعة الواقع فيه 18-2-2022 أطلقنا الطائرة المسيّرة «حسّان» داخل الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة، وجالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة، في مهمّة ‏إستطلاعيّة امتدّت على طول 70 كيلومتراً شمالاً، ‏وبالرغم من كل المحاولات المتعدّدة والمتتالية لإسقاطها، عادت ‏الطائرة «حسان» سالمة، بعد أن نفذّت المهمّة ‏المطلوبة بنجاح، ودون أن تؤثر على حركتها كل الإجراءات ‏الموجودة والمتبعة‏».

واعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، «أنّ صواريخ القبة الحديدية اعترضت مسيّرة مفخّخة انطلقت من لبنان». وقال المتحدث بإسم الجيش الاسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر حسابه الخاص على «تويتر»: انّ «مسيّرة صغيرة من لبنان تسلّلت الى الأراضي الإسرائيلية، حيث تمّ تفعيل الإنذارات في منطقة الجليل، وإطلاق صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية، وتمّ استدعاء طائرات ومروحيات حربية».

وقال في وقت لاحق: «إنّ الطائرة المسيّرة التي انطلقت من لبنان وخرقت أجواء المستوطنات الإسرائيلية، اليوم الجمعة ( امس)، عادت إلى الأراضي اللبنانية». مضيفاً: «أنّ المسيّرة «صغيرة الحجم»، كاشفاً أنّه «تمّ اطلاق صاروخ اعتراض من القبة الحديدية من دون أن يتمكن من اعتراض المسيّرة، في حين أنّه تمّ تفعيل صفارات الإنذار».

وكانت المستوطنات الإسرائيلية شمال فلسطين المحتلة، شهدت استنفاراً عسكرياً اسرائيلياً عقب خرق الطائرة المسيّرة المجال الجوي.

وقد اعقب ذلك، تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي في أجواء الجنوب وغارات وهمية فوق بعض المناطق، ووصل بعد الظهر الى فوق العاصمة بيروت على علو منخفض، حيث شاهد المواطنون طائرتين حربيتين اسرائيليتين وهما تخترقان الأجواء وتُحدِثان صوتاً مدوّياً وتقتربان من الأبنية السكنية لاسيما فوق العاصمة بيروت وضواحيها.

وأفادت وكالة «رويترز» عن سماع دوي انفجارات في سماء العاصمة. واشارت المعلومات الى انّ الطيران الاسرائيلي نفّذ غارة وهمية فوق الضاحية الجنوبية، فيما تحدثت معلومات اخرى، انّ الطيران الحربي الاسرائيلي قد خرق جدار الصوت. وقد أرخى هذا المستجد حالاً من التوتر والحذر الشديد، خصوصاً في المناطق الحدودية، المحاذية للشريط الفاصل، وسط حديث عن حال من الاستنفار على الجانبين.

ملهاة الداخل

داخلياً، منذ بداية الأزمة، وأهل السلطة يمارسون سياسة الهروب إلى الأمام، وتغطية إفلاسهم الفاقع، عبر التكرار المملّ لتوصيف الأزمة وتداعياتها الخطيرة، دون ان يبادر أيّ منهم إلى فكرة عقلانية او موضوعية او واقعية او مسؤولة، تضع هذه الأزمة على سكة الحل والعلاج. بل على العكس، يبدو انّ لا شغل لهؤلاء الذين يُفترض انّهم مسؤولون عن شؤون البلاد والعباد، سوى إذكاء هذه الأزمة بافتعال توترات تصبّ الزيت على نارها، وبطروحات وخطوات تزيدها تعقيداً.

باتت الصورة الداخلية اشبه بملهاة، حيث تشي الوقائع التي تتراكم بشكل شبه يومي، بأنّ لبنان مقبل في الايام القليلة المقبلة على الغرق في سجالات مفتوحة حول عناوين وملفات مختلفة، تعمّق الأزمة أكثر، وتزيد في المقابل من سخونة وحدّة الإصطفافات التي بدأت تنبت على طول المشهد الداخلي، استعداداً لمعركة تصفية الحسابات في الاستحقاق الانتخابي في ايار المقبل.

المحطة الاولى

ولعلّ أولى محطات السجال منتظرة، في الجلسة التشريعية التي سيعقدها المجلس النيابي الاثنين والثلاثاء المقبلين في 21 و22 شباط الجاري. وإذا كانت هذه الجلسة قد صنّفتها مصادر مجلسية لـ«الجمهورية» بأنّها من الجلسات المهمّة، لتضمّنها مجموعة من مشاريع القوانين التي تُعتبر من أهم ما طُرح في المنحى الإصلاحي، وفي مقدّمها مشروع قانون المنافسة، وكذلك المشروع المتعلق باستقلالية السلطة القضائية، الّا أنّ هذه الأهمية، كما تقول المصادر «قد تتضاءل او يصيبها تشويش، إن عمدت بعض الكتل النيابية الى محاولة حرف النقاش في الجلسة وأخذه في اتجاهات اخرى، عبر إعادة طرح الموضوع الانتخابي ومحاولة إدخال تعديلات على القانون النافذ حالياً. فهذا الأمر إن حصل، معناه الدخول في نقاشات وسجالات عقيمة، رغم انّ الأكثرية الساحقة من النواب سلّمت بالقانون الحالي، ولا ترى مجالاً لإعادة النقاش فيه، وخصوصاً انّ مجرّد طرح اقتراح تعديلي له، قد يجرّ الى طروحات لا تنتهي. ولا نعتقد في هذا المجال ان يسمح رئيس المجلس النيابي نبيه بري بجعل الجلسة حلبة للنقاش الانتخابي من جديد».

على انّ ما يجعل تلك المصادر تعتقد بوجود محاولة لإثارة الملف الانتخابي من جديد، هو امران، الأول، هي الوقائع التي برزت في الايام الأخيرة، والتي اكّدت وجود توجّه لدى بعض الكتل لطرح اقتراح نيابي معجّل مكرّر لإعادة إحياء الدائرة السادسة عشرة المتعلقة بالمغتربين، والتي تحصر انتخابهم بالنوّاب الستة الممثلين للقارات، ويؤيّد ذلك بقوة «تكتل لبنان القوي»، وهو أمر خلافي حاد من غالبية الكتل النيابية الاخرى. وإعادة طرحه سيخلق سجالات قاسية، مع أطراف لا تعتبره مسهّلاً لإجراء الانتخابات، بل هو عامل لتعطيل هذه الانتخابات. واما الامر الثاني، فهو ما أثاره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ايام قليلة، لناحية دعوته الى العمل بـ»الميغاسنتر». ويُشار هنا، الى انّ عون ألحّ عليها، باعتبارها تمكّن المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي من دون ان يضطروا إلى الانتقال إلى بلداتهم البعيدة عن اماكن سكنهم، في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة، ما يؤثر على نِسب المشاركة في الانتخابات.

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ في الوقت الذي تعاطى فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ادبياً مع طلب رئيس الجمهورية، وطلب بدوره من وزير الداخلية دراسة إمكانية استحداث «الميغاسنتر»، الّا انّ مصادر معنية بهذا الامر اكّدت صعوبة هذا الامر لأسباب تقنية ولوجستية، يستحيل توفيرها خلال فترة الأشهر الثلاثة الفاصلة عن موعد الانتخابات في 15 ايار، وخصوصاً انّ «الميغاسنتر» ينبغي ان تكون مقرونة بالبطاقة الممغنطة. علماً انّ الهيئة العامة للمجلس النيابي في جلستها التي عقدتها في تشرين الماضي، قد علّقت العمل بالبطاقة الممغنطة و»الميغاسنتر» في الدورة الانتخابية المقبلة.

وعلى ما تقول مصادر نيابية لـ«الجمهورية»، «انّ لا خلاف على الإطلاق على اهمية «الميغاسنتر» لناحية تخفيف العبء على الناخبين، وزيادتها نِسب المشاركة في الانتخابات، الّا انّ إعادة طرح العمل بها، في الوقت الحاضر لا في زمانه ولا في مكانه، حيث انّه جاء في الوقت الضيّق، بما يعدم إمكانية السير فيه، حيث كان يمكن لهذا الامر ان يكون ممكناً لو انّه طُرح قبل اشهر، وخصوصاً انّه كان هناك متسع من الوقت (اربع سنوات) بعد دورة الانتخابات الاولى التي جرت على أساس القانون الحالي في العام 2018».

وفي سياق انتخابي متصل، وقّع رئيس الجمهورية مراسيم فتح الاعتمادات لتغطية نفقات إجراء الانتخابات، وجدّد التأكيد على انّ الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في 15 ايار المقبل، داعياً الى عدم الأخذ بما يُشاع عن وجود توجّه لتأجيلها.

سجال الموازنة

وليس بعيداً عن المجلس النيابي، فمع وصول مشروع قانون الموازنة للسنة الحالية الى مجلس النواب، باتت الأنظار مشدودة الى لجنة المال والموازنة التي يفترض ان تنطلق قريباً في رحلة درس طويلة للمشروع، التي قد تشتغرق شهراً على أقل تقدير.

وعلى ما تؤشر الوقائع المحيطة بهذا المشروع والطريقة التي أُحيل فيها الى المجلس النيابي، والتي وصفتها بعض الكتل النيابية، بأنّها كانت فوضوية وخلافاً للاصول، فإنّ هذا الامر، إضافة الى ما تضمنه مشروع الموازنة من رسوم وأعباء، لن يكون عبوره سلساً في المجلس النيابي، وخصوصاً انّ كافة الكتل النيابية أعلنت معارضتها مشروعاً يزيد الأعباء على المواطنين، ما يعني انّ الرسوم المدرجة في متن المشروع ستكون عرضة للتعديل او النسف، وهو ما قد لا يخدم ما تتوخاه الحكومة من هذا المشروع. فضلاً عن انّه بالطريقة التي أُحيل فيها، والكلام بحسب ما تؤكّد مصادر مجلسية لـ«الجمهورية»، قد يكون معرّضاً لشتى الاحتمالات، إذا ما بادر أي من النواب الى طرح دستورية وقانونية الإحالة، وطلب الجواب مباشرة من الحكومة على أسئلة: كيف صُدّق مشروع الموازنة في مجلس الوزراء؟ هل تمّ ذلك وفق الأصول؟ وهل تمّ التصويت عليه أساساً؟ وهل تمّ ذلك بالثلثين كما يوجب الدستور؟ وهذه الأسئلة مشروعة في رأي المصادر، وخصوصاً انّ عدداً من الوزراء اعلنوا صراحة انّهم فوجئوا بإعلان رئيس الحكومة بأنّ الموازنة قد أُقرّت في مجلس الوزراء، ونفوا علمهم بأنّ الموازنة قد صُوّت عليها وفق الاصول، فضلاً عن انّها لم تُوزّع على الوزراء لمناقشتها بنداً بنداً.

الاتحاد البرلماني يدعم

من جهة ثانية، حضر لبنان في البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في القاهرة خلال اليومين الماضيين، حيث تضمّن تقرير اللجنة السياسية جملة من التوصيات، من بينها توصية قاربت الموضوع اللبناني وجاء فيها: «يعلن الاتحاد البرلماني العربي التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في ظلّ الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها حالياً من أجل إستعادة عافيته وإستقراره، وإعادة الحياة الطبيعية لمؤسساته بغية صون سيادته ووحدة اراضيه».

بري يتحفظ

واللافت في ما خصّ سائر التوصيات التي تضمنها التقرير، انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد اعلن «تحفّظ لبنان على ما تضمنه التقرير»، وقال: «اعتقد أننا نلتقي في هذا المؤتمر تحت عنوان «التضامن العربي»، أين التضامن في هذا التقرير؟ أين السوق العربية المشتركة؟ هذه السوق أنشأها العرب قبل السوق الاوروبية المشتركة، وأين اوروبا اليوم وأين العرب الآن؟ وأين التضامن في موضوع مواجهة الارهاب، وفي هذا العنوان أو هذا التحدّي المطلوب ان يكون هناك تضامن عربي لمواجهة الإرهاب؟». واقترح بري أن يكون هناك تنسيق عربي في هذا المجال، تكون القاهرة مقراً لتنسيق هذا التعاون.

وطالب الرئيس بري «بضرورة تبنّي مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دولة الكويت».

كما طالب الجامعة العربية «بضرورة عودة سوريا الى الجامعة من دون تردّد، وناشد الفلسطينيين وجوب أن يبادروا الى إنجاز المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية برعاية مصرية. وأخيراً لا آخراً، وقف التقاتل في اليمن وانطلاق الحوار بين كل مكوناته».

ميقاتي في ميونيخ

على صعيد آخر، شارك الرئيس ميقاتي في افتتاح أعمال الدورة الثامنة والخمسين لمؤتمر «ميونيخ للأمن»، بعد ظهر امس، في فندق «بايريشرهوف» في مدينة ميونيخ – جنوب ألمانيا، بمشاركة دولية وعربية واسعة.

وعلى هامش المؤتمر، اجتمع ميقاتي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبحث معه في الأوضاع اللبنانية وعمل قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان. كما اجتمع مع نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ومع وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية توبياس ليندر، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيسة جمهورية كوسوفو فيوزا عثماني. ووفق بيان مشترك، «تمّ الاتفاق خلال اللقاء على تطوير العلاقات بين البلدين، بما يخدم تطلعات الشعبين للتعاون معاً».

****************************************

 اللواء

سيادة الفضاء بعد الحدود تحت رحمة الرسائل الجوية

ذعر يصيب سكان العاصمة والضواحي.. والميغاسنتر والملاحقات تُهدّد الانتخابات

 تتداخل معطيات المواجهة الإقليمية، وحتى الدولية، مع ملفات المواجهة المحلية على غير صعيد قضائي، ومصرفي وأمني، فضلا عن الترددات الناجمة عن تزايد الخلافات حول ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي يريد فريق العهد القضائي والسياسي رأسه «حيّا أو ميتاً»، أو إصرار القاضية غادة عون، وهي المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان على مثول مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان امام قاضي التحقيق الأوّل في جبل لبنان القاضي نقولا منصور الخميس المقبل، وسط حالة من الرفض والاحتقان لدى الأوساط القانونية والقضائية والوطنية، فضلا عن الشخصيات الإسلامية.

ولم تحدث اي مستجدات بقضية الملاحقة  القضائية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، فيما ترددت معلومات ان محاولة دفع هذين الملفين، قدما، باتجاه البت فيهما، دونها عقبات وعوائق قانونية وشكلية، ما يؤدي حتما الى ترك الآلية القانونية لتأخذ مجراها الطبيعي، والافساح بالمجال امام محامي الدفاع لتقديم الدفوع الشخصية امام القضاة المحالة اليهم هذه الملفات.

تضاف إلى الصعوبات القانونية التي تحوط بملفي ملاحقة سلامة وعثمان الطابع السياسي الذي يغلفهما، والدوافع السياسية التي تحركهما، من قبل فريق العهد، بهدف تصفية الحسابات السياسية، كما هو معلوم، ما يؤدي بالنهاية الى تجميدهما او ابقائهما، بمثابة سيف وصلت للابتزاز السياسي.

وكشفت مصادر متابعة لملفي ملاحقة سلامة وعثمان، أن التداعيات السياسية، لهذين الملفين، بلغت مداها امس الاول وادت الى فرملة استكمال البت فيهما، خارج الاطر القانونية والقضائية المعمول بها، وهذا يعني تفريغهما من الموجبات والاسباب الواهية التي تضمناها، وبالتالي اضعاف آلية استكمال الاجراءات المطلوبة للبت فيهما حتى النهاية.

ومع حركة المسيرات، والرسالة الجوية الإسرائيلية على علو منخفض فوق سماء العاصمة والضاحية امتدادا إلى الداخل الفلسطيني، بدت سيادة الفضاء اللبناني بعد حدوده البرية ومعابره غير الشرعية، والحدود البحرية، تحت رحمة الرسائل الجوية والنارية، التي تُهدّد الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة.

حرب الطائرات

أمس، استعرت حرب الطائرات بين المقاومة والعدو الاسرائيلي التي اشارت لها «اللواء» في عدد امس الجمعة، وهي شهدت تصعيداً ولو محدوداً امس، عبر «خرق» جوي من المقاومة لأجواء فلسطين المحتلة اقرّ به العدو ورد عليه عصراً بخرق الطيران الحربي للاجواء اللبنانية على ارتفاع منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية وبعض المناطق ونفذ غارات وهمية، واستمرت الخروقات حتى ساعات المساء. وقد شوهدت الطائرات بالعين المجردة فوق بيروت لشدة انخفاضها، وسط ذعر أصاب سكان العاصمة، وأعاد إلى ذاكرتهم أصوات انفجار بيروت في آب 2020، فضلا عن الغارات واصوات الضربات المعادية التي أدّت إلى تدمير الضاحية الجنوبية عام 2006.

زعاق ومسيرتان

فقد أعلن الجيش الإسرائيلي امس أن دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة مسيّرة قادمة من لبنان دخلت مجال إسرائيل الجوي، في ثاني حادث من نوعه خلال يومين.

وأفاد حزب الله  في بيان  بأنه أطلق الطائرة المسيرة في مهمة «استطلاعية» فوق إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن «طائرة مسيّرة معادية صغيرة تسللت من لبنان الى الأراضي الإسرائيلية حيث تم تفعيل الإنذارات في منطقة الجليل ما دفع السكان للجوء إلى الملاجئ في شمال إسرائيل».

وأضاف الجيش أنه «تم اطلاق صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية» في اتجاه الطائرة، و«تمّ استدعاء طائرات ومروحيات حربية، وبعد دقائق عدة، اختفت الطائرة والحادث قيد التحقيق».

وأعلن حزب الله من جهته أنه أطلق مسيّرة «داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة جالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً».

وأضاف في بيان أن «الطائرة حسان» عادت «سالمة بعد أن نفذت المهمة المطلوبة بنجاح»، على الرغم من محاولات الجيش الإسرائيلي «إسقاطها».

ومساء امس، حلّقت مقاتلات إسرائيلية على ارتفاع منخفض جدا فوق بيروت، وكان في إمكان سكان العاصمة رؤيتها بوضوح، فيما سمع صوت هديرها في كل أنحاء المدينة.

وقال مصدر أمني إن دوي انفجار سُمع في بيروت ناجم على الأرجح عن طائرات إسرائيلية كانت تحلق في سماء العاصمة اللبنانية.

وقال المصدر الأمني إن طائرات إسرائيلية حلقت على ارتفاع منخفض فوق بيروت في ذلك الوقت. وقال شاهد من رويترز إنه شاهد طائرتين تحلقان في السماء فوق العاصمة.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس أنه «أسقط طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله تسلّلت إلى الأجواء الإسرائيلية من لبنان».

وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية في كانون الثاني أنّ الطائرات المسيّرة التي أسقطتها الدولة العبرية أخيراً بعد تحليقها عبر الحدود انطلاقاً من لبنان، كشفت عن تنامي إمكانات الاستطلاع الجوي لدى حزب الله المدعوم من إيران.

وحسب قناة «المنار» وبعد رصد ردود الفعل الإسرائيلية، ترك اختراق طائرة المقاومة للكيان الإسرائيلي حالة من الإرباك والبلبلة والتساؤلات لدى اركانه واعلامه، لا سيما حول كيفية حصول الاختراق من دون التنبه للطائرة والتقاط الرادارات لها واسقاطها.

ووصفت تحليق الطائرات فوق بيروت وضاحيتها بأنه استعراض صوتي لا  قيمة ودليل  ضعف العدو.

ميقاتي في المانيا

سياسياً، شارك الرئيس ميقاتي  في افتتاح اعمال  الدورة الثامنة والخمسين لـ مؤتمر  ميونيخ للأمن» بعد ظهر امس، في فندق «بايريشرهوف» في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية  وعربية واسعة.

وقبيل افتتاح المؤتمر عقد الرئيس ميقاتي سلسلة لقاءات، في حضور سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب، فاجتمع مع  الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وبحث معه في الاوضاع اللبنانية وعمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. كما جرت متابعة الملفات التي بحثت خلال زيارة الامين العام الى لبنان في شهر كانون الاول الفائت.

كما إجتمع الرئيس ميقاتي مع نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن وجرى البحث في العلاقات بين البلدين والوضع في المنطقة.

والتقى ايضاً  وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية توبياس ليندر، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات اللبنانية- الالمانية وامكانات التعاون الالماني في العديد من القطاعات الخدماتية.

كما التقى الرئيس ميقاتي رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيسة جمهورية كوسوفو فيوزا عثماني. ووفق بيان مشترك فقد جرى الاتفاق خلال اللقاء على تطوير العلاقات بين البلدين بما يخدم تطلعات الشعبين للتعاون معاً.

ووضع الرئيس ميقاتي الرؤساء والمسؤولين الذين التقاههم في صورة الاوضاع في لبنان طالبا مؤازرة لبنان في عملية النهوض والتعافي وشارحا موقف الحكومة من مجمل الملفات المطروحة في اطار دفع جهود الحكومة الانقاذية، خصوصا في مرحلة التفاوض مع صندوق النقد الدولي والتعاون مع سائر الهيئات الدولية.

وشارك في المؤتمر ايضاً المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم كما درجت العادة في كل عام.

وهو أكبر منتدى أمني على مستوى الخبراء في السياسات والاستراتيجيات الامنية.  وينعقد المؤتمر هذه السنة حضوريا، بعدما كانت المشاركة تتم عن بعد بسبب انتشار فيروس كورونا. يحضر الاجتماع رؤساء دول وحكومات ووزراء والأمين العام للامم المتحدة وقادة أمنيون من اكثر من 130 دولة.

بري لحوار لبناني – خليجي

وفي القاهرة،  أعلن الرئيس نبيه بري «تحفظ لبنان على تقرير اللجنة السياسية لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في دورته الثانية والثلاثين، بعنوان «التضامن العربي»، ودعا في مداخلة في أعقاب تلاوة التقرير الى «ضرورة تبني مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دوله الكويت».

وقال بري: اعتقد إننا نلتقي في هذا المؤتمر تحت عنوان «التضامن العربي». اين التضامن في هذا التقرير؟ أين السوق العربية المشتركة؟ هذه السوق أنشأها العرب قبل السوق الاوروبية المشتركة. أين اوروبا اليوم وأين العرب الآن؟».

وسأل الرئيس بري: «أين التضامن في موضوع مواجهة الارهاب؟ وفي هذا العنوان أو هذا التحدي المطلوب ان يكون هناك تضامن عربي لمواجهة الارهاب.

وأقترح أن يكون هناك تنسيق عربي في هذا المجال، تكون القاهرة مقرا لتنسيق  هذا التعاون». وطالب بري الجامعة العربية بـ«ضرورة عودة سوريا الى الجامعة من دون تردد»، مناشدا «الفلسطينيين وجوب أن يبادروا الى إنجاز المصالحة الفلسطينية الفلسطينية برعاية مصرية».

وختم بري «وأخيرا لا آخرا، وقف التقاتل في اليمن وانطلاق الحوار بين كل مكوناته»…

وكان الإتحاد البرلماني العربي، قد اختمم أعماله في جلسة تخللتها تلاوة تقرير اللجنة السياسية للقرارات وتضمن جملة من التوصيات من بينها توصية قاربت الموضوع اللبناني وجاء فيها: «يعلن الاتحاد البرلماني العربي التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في ظل الازمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها حاليا من أجل إستعادة عافيته واستقراره وإعادة الحياة الطبيعية لمؤسساته بغية صون سيادته ووحدة اراضيه».

بوغدانوف: الحريري قائد للسنّة

ومن موسكو، أشار نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الى وجود أواصر تربط بلاده بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونجله الرئيس سعد الحريري، والذي كان قائدًا «معترفًا به» للبيئة السنية في لبنان.

وأسف بوغدانوف في حديث لـ«روسيا اليوم» لقرار الحريري بالابتعاد عن الحياة السياسية، معتبرًا في الوقت عينه أن هذا الأمر مؤقت لأنه من الشخصيات المطلوبة، كونه يدرك مسؤوليته لا تجاه طائفته وحسب بل تجاه الشعب اللبناني عامةً.

كذلك اشار بوغدانوف الى التركيبة الفريدة التي يتمتع بها لبنان، وأنه البلد الوحيد في المنطقة الذي ينتخب رئيسًا من الديانة المسيحية، معتبرًا أن جميع المكونات يجب أن تكون مشاركة في حل القضايا الوطنية.

مرسوم اعتمادات الانتخابات

في مجال آخر، وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الرقم 8813 تاريخ 18 شباط 2022، القاضي بإحالة مشروع قانون الى مجلس النواب يرمي الى فتح اعتماد اضافي استثنائي في الموازنة العامة للعام 2022 في موازنة وزارة الداخلية والبلديات وفي موازنة وزارة الخارجية والمغتربين وذلك لتغطية نفقات الانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار المقبل. وتبلغ قيمته الاعتماد 320 مليار ليرة، 260 مليار ليرة منها لوزارة الداخلية والبلديات، و60 مليار ليرة لوزارة الخارجية والمغتربين.

كذلك وقّع الرئيس عون المرسوم الرقم 8814 تاريخ 18 شباط 2022 القاضي بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة الداخلية والبلديات بقيمة 35 مليار ليرة لتأمين نفقات اجراء الانتخابات النيابية المقبلة.

واعرب الرئيس عون عن امله «في ان يتم اقرار مشروع قانون فتح الاعتماد الاضافي الاستثنائي بقيمة 320 مليار ليرة لبنانية في اسرع وقت ممكن في مجلس النواب، حتى تتمكن وزارة الداخلية والبلديات من استكمال الاجراءات الضرورية لتأمين اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، علماً ان مجلس النواب مدعو الى عقد جلسة تشريعية في بداية الاسبوع المقبل.

وجدد الرئيس عون التأكيد على ان الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في 15ايار المقبل، داعياً الى عدم الاخذ بما يشاع عن وجود توجه لتأجيلها.

وفي السياق، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما يصدر من تشديد رسمي بشأن إجراء الانتخابات النيابية يوحي بأن هناك  إصرارا  على تمرير هذا الاستحقاق لا سيما بعد إنجاز التحضيرات المتصلة بها ورصد الاعتمادات.

وقالت أنه إلى حين  حصول الانتخابات فإن الساحة السياسة  مفتوحة على معارك محتدمة تستخدم فيها جميع الأدوات.

إلى ذلك،  افادت هذه المصادر أن هناك وجهتي نظر  في موضوع خطة التعافي الاقتصادي، احداها تقول أنها غير منجزة بعد والثانية تفيد أنها انتهت وينتظر إقرارها في الحكومة. واعتبرت أن جلسات الحكومة داعسة حتى الآن ورئيسها راغب في تمرير أبرز الاستحقاقات من دون تأخير ولكن من غير المعلوم ماهيتها بأنتظار التوافق عليها.

بالمقابل، ابدت مصادر سياسية مخاوف جدية على الانتخابات النيابية المقبلة، بعد الاندفاعة المهووسة للعهد، باتجاه تعطيلها، بأي ثمن كان. وقالت المصادر ان مسلسل الادعاءات المسيسة، الذي قد يطال شخصيات بالسلطة حاليا، بعد انصياع مدعي عام التمييز لفريق العهد، يؤشر بوضوح الى تداعيات سياسية او شعبية محتملة  من شأنها تجييش الرأي العام وعرقلة الانتخابات بينما يبين اصرار الرئيس ميشال عون على تعديل قانون الانتخابات النيابية تارة والالحاح على المطالبة بانشاء مركز الميغاسنتر، وهو مطلب مستحيل تنفيذه، معناه الدفع نحو تعطيل الانتخابات ايضا.

في الشأن الانتخابي، يطلق حزب الكتائب اللبنانية (الأحد) في لقاء مُوسّع في الـ”Forum de Beyrouth” ماكينته الإنتخابية رسمياً .

وأعلن الحزب الشيوعي اللبناني في عكار  «عزمه خوض الانتخابات النيابية المقبلة عبر ترشيح رفاق وأصدقاء متحالفين مع قوى وشخصيات تغييرية في مواجهة قوى السلطة بكل ألوانها وأشكالها».

مولوي يلاحق المخالفين

وعلى صعيد آخر، وبعدما سبق واعلن منع اقامة احتفال المعارضة البحرينية في الضاحية الجنوبية، وجّه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي كتاباً الى النيابة العامة التمييزية، طالباً «إجراء اللازم تبعاً للنصوص القانونية لناحية ملاحقة المنظمين والمتكلمين في الندوتين اللتين عقدتا في قاعة «رسالات» في محلة الغبيري وتعرضتا الى السلطات البحرينية الرسمية بشكل خاص ولدول الخليج العربي بشكل عام، وذلك لعدم استحصالهما على الموافقة الإدارية الرسمية المسبقة وفق الاصول القانونية، ولعرقلتهما المهمة الرسمية اللبنانية من أجل تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، واستناداً الى نصوص قانون العقوبات المتعلقة بالجرائم الماسة بالقانون الدولي».

وأرفق مولوي كتابه بتقريري معلومات واردين من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومن المديرية العامة للأمن العام حول النشاطين.

… وبالمرصاد لتجار الموت

امنياً، اعلن الوزير مولوي عبر «تويتر» عن إنجازٌ جديد ونوعي لشعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، التي تمكنت من إحباط عملية تهريب ٧٠٠ الف حبة كبتاغون كانت معدّة للنقل براً بواسطة شاحنة الى المملكة العربية السعودية.

وقال: بعد عملية رصد دقيقة أوقف اللبناني ر.م. في البقاع، وبنتيجة التحقيق معه تبيّن ارتباطه بالمطلوب غ.د شقيق أحد الموقوفين والمتورط في أكبر عملية تهريب حبوب الكبتاغون الى الدول العربية.

وأضاف مولوي: بعزم وإرادة تمكنت القوى الامنية خلال أسبوع من إحباط ثلاث عمليات تهريب للمخدرات. مستمرون بذلك منعاً لتصدير الأذى والشر الى أشقائنا وحمايةً لمجتمعنا ومجتمعات الدول العربية .

وارفق مولوي تغريدته بهاشتاغ: #لكم بالمرصاد# تجار الموت

تصليح وتخريب

على صعيد امني آخر، تمّ إحداث ثقب في خطّ الغاز الموصول بالاراضي السورية في منطقة المنية الشمالية، الأمر الذي يشكّل خطراً كبيراً، علماً أنّ هذه الاعتداءات حصلت في وقتٍ يتواجد فيه الخبراء المصريّون داخل المنشآت لتأهيل خطّ الغاز الممتدّ من مصر الى لبنان.

وتجدر الإشارة الى أنّ وزارة الطاقة والمياه ارسلت كتاباً الى مجلس الوزراء لإطلاعه على الاعتداءات المتكررة، وتكليف القوى الأمنيّة لحماية المنشآت وخطوط النقل.

كما أُفيد أنّ أحد الخزانات في منشآت النفط في طرابلس تعرّض اليوم لمحاولة سرقة الحديد منه ما أدّى الى تسرّب مادة الزيت.

المودعون في الشارع مجدداً

على الأرض، نفّذ «تحالف متحدون» و«صرخة المودعين» أمس، وقفة احتجاجية أمام جامع محمد الأمين في ساحة الشهداء بوسط بيروت، ألقى خلالها رئيس «صرخة المودعين» علاء خورشيد كلمة طالب فيها «السلطة باسترجاع أموال المودعين التي نهبت»، مؤكداً «الاستمرار في الدفاع عن حقوقنا لان القضاء لن ينظر إلى مطالبنا المحقة».

وفي بيان لهما أفادت الجمعيتان بأنّ «التحرك السلمي الذي انطلق من ساحة الشهداء، باتجاه عدد من البنوك، وكما كان مقرراً بدء التحرك بمسيرة من أمام جامع الأمين إلى مبنى جمعية المصارف ومن ثم بلوم بنك وبعدها إلى بنك عوده، حيث شهد تطورا لافتاً عند تعرّض القوى الأمنية للمودعين بطريقة أقل ما يقال عنها أنها وحشية وضرب عن سابق تصميم وتبين حجم الاستخفاف بحياة وحقوق الناس ومطالبهم المشروعة».

وتابع: «لقد أصيب على أثر ذلك، المودع محمد الشريف، من التابعية الأردنية، إصابة حرجة نتيجة تلقيه عدد من الضربات على الرأس والرقبة والضهر وأجزاء مختلفة من جسمه من عناصر القوى الأمنية، وهذا يبين نيّة الأذى القصدي، ما استدعى حضور الصليب الأحمر ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم وما يزال تحت المراقبة، وإلى جانبه ذووه والمحامين من تحالف متحدون ورئيس وعدد من أعضاء جمعية صرخة المودعين. واللافت أيضاً أن المصارف في محيط التحرك أقفلت أبوابها وحضرت أمامها أعداد غفيرة من القوى الأمنية سيما مكافحة الشغب، لحماية الجدران وأبواب الحديد والذود عن الممتلكات المسطو عليها».

وأضاف: «على أثرِ الاعتداء عليهم، توجّه المودعون إلى منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث اعتصموا رمزياً وتوجهوا للحكومة ووزرائها بعبارات الشجب على الأوامر التي تعطى للقوى الأمنية بالتعدي على المودعين الذين يطالبون بأموالهم المحتجزة في البنوك وهم بأمس الحاجة إليها وسط هذا الانهيار في لبنان».

1039299 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 4090 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و20 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1039299 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

****************************************

الديار

انجاز مميز: المقاومة تخرق أجواء العدو بمسيرة «حسان» بعمق 70 كلم ومدة 40 دقيقة وتعود سالمة الى قواعدها

 ارباك في «إسرائيل» وقائد سلاح الجو قد يستقيل والطائرات الإسرائيلية تقوم بـ «فولكلور» فوق بيروت

 تداعيات ملاحقة سلامة خطيرة ولا إجراءات حكومية للتحوّط من المخاطر

لم تمض 48 ساعة على كلام السيد حسن نصرالله قائد المقاومة وأمين عام حزب الله حتى نفّذ وعده بأن لدى المقاومة سلاح جو قادر على اختراق سماء فلسطين المحتلة وتصوير مواقع مدنية وعسكرية في الكيان الإسرائيلي ولديه فعالية عالية، فقد أرسلت المقاومة مسيرة حسان تيمناً باسم الشهيد حسان لقيس المهندس التقني في صفوف المقاومة والذي استشهد بعملية اغتيال في الحدث شرق الضاحية.

قامت مسيرة حسان التابعة للمقاومة بالتحليق فوق أجواء فلسطين المحتلة ومرت فوق الجليل ثم اتجهت نحو بحيرة طبرية وكانت ترسل الصور تلفزيونيا الى مركز مختص لدى المقاومة. وقد طارت 70 كلم في عمق أجواء فلسطين المحتلة ثم اتجهت نحو البحر واستمر طيرانها 40 دقيقة في عملية نوعية لم يستطع العدو الإسرائيلي فعل أي شيء رغم أن القبة الحديدية مفعلة دون أن تستطيع اسقاط مسيرة حسان،وانطلقت طائرات إسرائيلية في الجو لاعتراضها لكنها لم تستطع كشفها.

وقامت مسيرة حسان التابعة للمقاومة بأخذ صور مستمرة بواسطة آلات التصوير طوال الوقت وترسلها الى منصة الكترونية في لبنان تابعة للمقاومة. وأكملت طيرانها 40 دقيقة ودخلت أجواء لبنان دون استطاعة طائرات العدو من اكتشافها لاسقاطها وعادت الى نقطة في الأراضي اللبنانية لم يستطع العدو تحديد مكان انطلاقها وهبوطها.

اهتزت «إسرائيل» كلها وعلى أصوات اطلاق صواريخ «القبّة الحديدة» لجأ المستوطنون الى الملاجئ في كامل الجليل وصولا الى حيفا بعد اطلاق صفارات الإنذار في المستعمرات حيث سمع الصوت في حيفا وكل قرى الجليل.

العملية من الناحية التقنية تمتاز بأن «إسرائيل» التي تعتبر نفسها من أقوى القوات الجوية في العالم لم تستطع راداراتها ملاحقة «حسان» والتي هي من دون سلاح لكنها مسيرة تجسسية تقوم بتصوير كل المواقع التي تطير فوقها بشعاع 20 كلم على الأقل. كما أن الطائرات الإسرائيلية خاصة ف 35 وهي من الجيل الخامس والتي تسلمت إسرائيل 60 طائرة منها من الولايات المتحدة وهي أحدث طائرة في العالم لم تستطع تحديد مسار المسيرةلإسقاطها وفشلت في مهمتها.

وهكذا تفوقت المقاومة في هذه العملية، وحطمت الأسطورة على أن أجواء «إسرائيل» لا يمكن اختراقها.

كل وسائل الاعلام الإسرائيلية ركزت أخبارها على «حسان» وكيف خرقت أجواء فلسطين المحتلة وعادت الى قواعدها سالمة ويمكن اعتبار مدة الأربعين دقيقة هي الإختراق النوعي المميز الذي نفذته المقاومة وحطمت اسطورة القبة الحديدة وجهوزية الطائرات الاسرائيلية ومنظومة الرادارات الإسرائيلية المتطورة جداً.

قائد سلاح الجو الاسرائيلي تلقى لوماً كبيراً من وسائل الإعلام عبر المحللين الإسرائيليين وذكرت إحدى الشبكات الاسرائيلية التلفزيونية أنه وضع استقالته على طاولة وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس ليقرر بشأنها.

ما اعلنه سيد المقاومة السيد حسن نصرالله نفذه وإذا كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد قامت بالتعتيم على خطاب السيد نصرالله فإنها انفتحت كلياً شاشاتها وإذاعاتها وخطوط التواصل الاجتماعي على خبر اختراق مسيرة حسان أجواء فلسطين المحتلة.

أسئلة كثيرة لا أجوبة عليها لدى العدو، وأهمها: لماذا لم تكشف الرادارات الإسرائيلية خط طيران مسيرة حسان لحظة بلحظة ولماذا لم تصبها صواريخ القبة الحديدة ولماذا لم تستطع الطائرات الإسرائيلية طوال طيرانها لمدة 40 دقيقة من تعقب مسيرة حسان واسقاطها وهل أن معدن تصنيع الطائرة هو معدن غير قابل للظهور على شاشات الرادار ويشبه جسم طائرات الشبح التي تمتص إشارات الرادار ويصبح الرادار مصابا بالعمى ولا يلتقط الهدف؟

لقد دخلت المقاومة عصرا جديدا وأصبح على «إسرائيل» بدل ارسال طائرات تحلق على علو منخفض فوق بيروت والضاحية بصورة فولكلورية نتيجة فشلها تجاه مسيرة حسان أن تفكر جيدا أن لدى المقاومة طائرات مسيرة غير معروف عددها وربما بالمئات ولا يمكن اكتشاف قواعدها ومن يدري ماذا ستكون انعكاسات مسيرة حسان في المستقبل.

فهل تظهر مسيرة حسان ٢ وتصل الى تل أبيب أو قواعد عسكرية حربية وجوية؟أو تقوم بتصوير مفاعل ديمونا النووي ومراكز الصواريخ النووية الإسرائيلية المنصوبة باتجاه أهداف في العالم على مدى أوروبا والعالم العربي وآسيا وتقوم بعض المسيرات المسلحة بضرب هذه القواعد حتى لو أسقطت فيما بعد من قبل العدو الإسرائيلي؟ اذ تكون قد نفّذت مهمات استثنائية لا تستطيع القيام بها الا دول كبرى.

المهم أيضا في الامر أنه مثلما يخرق طيران العدو الإسرائيلي أجواء لبنان كل يوم قامت المقاومة باختراق أجواء العدو وليس باستطاعة «إسرائيل» شن حرب لأن التوازن قد حصل بعدم احترام القرار الدولي 1701 الذي يمنع خرق الأجواء اللبنانية وهذا ما قامت المقاومة به عبر وضع توازن الردع والرعب لدى «إسرائيل»وخرق أجوائها.

تداعيات ملاحقة سلامة

هذا ويتعرض حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لضغوطات مؤخراً حيث قامت عناصر أمنية بمحاولة إعتقاله بناءً على طلب القضاء الذي يتهمّه البعض بأن مُسيّر سياسيًا. وبغضّ النظر عن مسؤولية الحاكم الحالي في ما يحصل والتي تبقى من صلاحيات القضاء، إلا أن الإهانة التي يتعرّض لها شخص الحاكم، ليست من ممارسات القضاء اللبناني الذي كان مرجعًا في ستينات القرن الماضي. وهنا يُطرح السؤال: هل كل ما يحدث هو لتحميل سلامة وحده أعباء الكارثة المالية أو أن الهدف ترويض سلامة ؟

المنطق يقول أن على السلطة التنفيذية أي الحكومة، في حال شكّت بإرتكاب الحاكم مخالفات قانونية، أن تعمد إلى إقالته من منصبه ومن ثم مُحاسبته أمام القضاء. أمّا أن تتمّ الأمور كما يحصل حاليًا، فهو تدمير للمؤسسات الدستورية سيكون لها تداعيات سيئة جدًا حتى لو فرح البعض بإهانة وإعتقال الحاكم المركزي.

من الواضح أن القوى السياسية لا تعي خطورة ما يحدث في ملف الحاكم على الوضع الإقتصادي والمالي والنقدي. فما يتعرّض له الحاكم وهو في منصبه (بغض النظر عما إذا كان بريئًا أو لا) سينعكس على المستوى العالمي على الدولة اللبنانية من بوابة المصارف المراسلة التي تتلقّى مستندات (فتح إعتمادات أو غيرها) عليها توقيع حاكم ملاحق قضائيًا. وهو ما قد يدفعها إلى إغلاق حسابات مصرف لبنان وبالتالي تعريض لبنان إلى أزمة إستيراد حادة! أيضًا لا يعي المسؤولين مدى الضرر على المفاوضات التي تقودها الحكومة مع صندوق النقد الدولي. الجدير ذكره أن لبنان ممثّلًا في صندوق النقد الدولي بشخص حاكم مصرف لبنان، فأي صورة يُعطي المعنيون للصندوق وأي مصداقية سيكتسبون؟

مُشكلة لبنان الأولى والأخيرة هي بماليته العامّة التي قامت على عجز في الموازنة وإستدانة مفرطة غذّت إلى حدٍ بعيد الفساد المُستشري في دوائر الدولة. الحاكم سلامة حافظ على ثبات نقدي أمّن الرفاهية والطمأنينة للمواطن اللبناني. لكن الإستدانة التي قامت بها الحكومات المُتعاقبة على مدى عقود أوصلت البلد إلى مستوى لم يعد يستطيع حمل ثقل خدمة الدين العام. الدولة اللبنانية كانت تقترض بعملة أجنبية من دون أن يكون لها أي ملاءة بهذه العملة. الدولارات ذهبت بنسبة كبيرة إلى مؤسسة كهرباء لبنان، والبعثات الديبلوماسية، والمشاريع العامة التي لا جدوى منها! وفي كل مرّة كان المسؤول عن إصدار سندات اليوروبوندز هي وزارة المال من دون أن يكون للمصرف المركزي أي علاقة بهذه الإصدارات.

أما إقتصاديا، فقد ذهبت الدولارات إلى الإستيراد الذي منعت الحكومات المُتعاقبة رفع الرسم الجمركي أنذاك لتخفيف خروج الدولارات وكل ذلك خدمة للتجار!

مطالبة المجتمع الدولي للحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحات، بدأت في العام 2002، ومنذ ذلك الوقت لا يوجد أي إصلاح إقتصادي أو مالي يُمكن تسجيله على رصيد أي حكومة من الحكومات التي حكمت في هذه الفترة. أكثر منذ ذلك، 27 مليار دولار أميركي من المال العام مجهول المصير في حسابات الدولة اللبنانية بإعتراف وزارة المال من دون أن يتحرّك القضاء على هذه المعلومات، وهو ما يُبرّر إلى حدٍ بعيد غياب قطوعات الحسوبات منذ العام 2003.

مسؤولية الحكومات هي على الموازنات التي سجّلت عجز سنوي في كل السنين وموّلته من خلال الإستدانة، فأي مسؤولية للمصرف المركزي الذي لا يُعطيه الدستور أي سلطة على الموازنة؟ التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان مُحقّ وهو مطلب كل لبناني، لكن لماذا لا يوجد أي تدقيق جنائي في حسابات الدولة اللبنانية التي تفتقر إلى 27 مليار دولار من الأموال المجهولة المصير بإعتراف وزارة المال؟ لماذا لا يتمّ التدقيق في حسابات مؤسسة كهرباء لبنان التي إستهلكت 50 مليار دولار أميركي مع خدمة توازي الصفر؟

كل هذا يدفعنا إلى القول أنه على الرغم من أن المساءلة لأي شخص في منصب رسمي هي حق، إلا أن توقيت ملاحقة حاكم المصرف المركزي في هذا الوقت والطريقة المُهينة تخفي خلفها أهداف سياسية واضحة المعالم على أبواب الإنتخابات النيابية.

المخاطر التي قد تنتج عن ملاحقة سلامة تطال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وموازنة الحكومة التي تعتمد على سعر دولار منصة صيرفة، ودولار السوق السوداء. وبحسب التحاليل التي قمّنا بها، لم تأخذ الحكومة أي إجراءات للتحوّط من هذه المخاطر. وبالتالي فإن السيناريوهات المطروحة للمرحلة المقبلة تتراوح بين الإستمرار في الوضع الحالي مع تآكل مُستمر في الواقع الإقتصادي والمالي، وبين تردّي سريع للوضع الإقتصادي ناتج عن صعوبات في الإستيراد. وفي كلا الحالتين ستزداد مُعاناة المواطن مع فارق أنه في ظل السيناريو المُتشائم المعاناة ستكون أكبر وحصولها أسرع.

****************************************

الشرق

تصعيد حدودي خطير: «الحزب » يبدأ حرب المسيّرات

 بقدر السخط والغضب والانتقاد الذي وُجه الى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لعدم الايعاز للاجهزة الامنية بمنع اقامة حزب الله الندوتين اللتين عقدهما في الغبيري للمعارضة البحرينية نهاية الاسبوع  رغم قرار منعهما وزاريا وحكوميا، تُسجل له امس جرأته واقدامه على توجيه كتاب الى النيابة العامة التمييزية، طالباً إجراء اللازم تبعاً للنصوص القانونية لناحية ملاحقة المنظمين والمتكلمين في الندوتين. لكن ّ اللازم من منظار الدولة لا يُترجم عمليا مع دويلة الحزب التي لا تعير القضاء ولا ملاحقاته اهمية ، وهي التي هددته بالامس القريب مباشرة، وتجعل منه كل يوم «اضحوكة» ليس في لبنان فحسب ، بل في العالم وقد صنّفت المدانين من المحكمة الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري بالقديسين، واكد «مرشدها» عدم تسليم اي متهم.

الدويلة اياها خرقت مجددا امس قرار لبنان ومجلس الامن الدولي في حد ذاته. فاطلقت مسيّرة مفخخة  في اتجاه اسرائيل، جاءت مباشرة غداة كشف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أن «المقاومة أصبحت قادرةً على تحويل الصواريخِ التي لديها إلى صواريخ دقيقة، كما بدأت تصنيع الطائرات المسيّرة وزيادة إمكاناتها وقدراتها منذ مدة».

تصعيد خطير

وبعدما  اسقط الجيش الاسرائيلي احدى المسيرات اول امس، احتدمت الاجواء جنوبا. ففي خرق أمني خطير، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ صواريخ القبة الحديدية اعترضت مسيّرة مفخّخة انطلقت من لبنان. وأضاف «مسيّرة صغيرة من لبنان تسلّلت إلى الأراضي الإسرائيلية حيث تمّ تفعيل الانذارات في منطقة الجليل»، لافتاً إلى «إطلاق صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية واستدعاء طائرات ومروحيات حربيّة». بدوره، أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي للاعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر حسابه الخاص على تويتر ان «مسيرة صغيرة من لبنان تسللت الى الأراضي الإسرائيلية حيث تم تفعيل الانذارات في منطقة الجليل، واطلاق صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية، وتم استدعاء طائرات ومروحيات حربية». بالتوازي نفذ الطيران الاسرائيلي غارات جوية وهمية فوق المناطق في جنوب لبنان.

سليم والقائد

ووسط صمت رسمي عن خرق الحزب القرار 1701 وعن المستجدات جنوبا، كان وزير الدفاع الوطني موريس سليم ينوّه بالجهود التي تقوم بها الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الحدود وفي الداخل، خصوصا مسألة ضبط الحدود والحد من عمليات التهريب، مشيراً إلى أن التحديات ضاغطة على العسكريين ولكن حقوقهم خط أحمر، وهو لم يأل جهداً عند مناقشة الموضوع على طاولة مجلس الوزراء في الدفاع عن هذه الحقوق وتثبيتها في مشروع الموازنة الذي سيرفع إلى المجلس النيابي. وشدّد على أن الجيش هو ضمانة الأمن والاستقرار في لبنان وعلى الجميع دعمه والوقوف إلى جانبه.

كلام سليم جاء خلال تفقده مديرية العمليات في الجيش اللبناني بحضور قائد الجيش العماد جوزف عون حيث استمع إلى شرح من مدير العمليات العميد الركن جان نهرا عن مهمات الجيش والتحديات التي تواجهه حالياً في ظلّ الأزمة الاقتصادية. من جهته، شكر العماد عون الوزير سليم على كل مواقفه الداعمة للجيش، وجهوده لتحصيل حقوق العسكريين والمتقاعدين لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية، مشيراً إلى أن الجيش ماض في القيام بمهماته وواجباته تجاه وطنه وشعبه بغض النظر عن أي ظروف أو تحديات.

مولوي يتجرأ

غير ان الصمت عن الخرق الامني لم ينسحب على خرق الحزب هيبة الدولة  وقرار وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي منع اقامة ندوتي الغبيري، اذ وفي خطوة جريئة تسجل له، وجّه مولوي كتاباً الى النيابة العامة التمييزية، طالباً إجراء اللازم تبعاً للنصوص القانونية لناحية ملاحقة المنظمين والمتكلمين في الندوتين اللتين عقدتا في قاعة رسالات في محلة الغبيري وتعرضتا الى السلطات البحرينية الرسمية بشكل خاص ولدول الخليج العربي بشكل عام، وذلك لعدم استحصالهما على الموافقة الإدارية الرسمية المسبقة وفق الاصول القانونية، ولعرقلتهما المهمة الرسمية اللبنانية من أجل تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، واستناداً الى نصوص قانون العقوبات المتعلقة بالجرائم الماسة بالقانون الدولي.  وأرفق مولوي كتابه بتقريري معلومات واردين من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومن المديرية العامة للأمن العام حول النشاطين.

بري يتحفّظ

وفي انتظار ترددات مواقف نصرالله الاخيرة «العسكرية» والمناوئة للسلطات البحرينية ايضا، على واقع العلاقات المتردي اصلا بين بيروت وجيرانها العرب والخليجيين،  أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري «تحفظ لبنان على تقرير اللجنة السياسية لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة في دورته الثانية والثلاثين، بعنوان «التضامن العربي»، ودعا في مداخلة في أعقاب تلاوة التقرير الى «ضرورة تبني مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دوله الكويت».

توقيع المرسوم

في الداخل، وفي وقت يستكمل رئيس الحكومة  نجيب ميقاتي زيارته لميونيخ حيث يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن ، في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ايضا، ويلتقي على هامشه عددا من المسؤولين اهمهم وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الرقم 8813 تاريخ 18 شباط 2022، القاضي بإحالة مشروع قانون الى مجلس النواب يرمي الى فتح اعتماد اضافي استثنائي في الموازنة العامة للعام 2022 في موازنة وزارة الداخلية والبلديات وفي موازنة وزارة الخارجية والمغتربين وذلك لتغطية نفقات الانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار المقبل. كذلك وقّع الرئيس عون المرسوم الرقم 8814 تاريخ 18 شباط 2022 القاضي بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة الداخلية والبلديات بقيمة 35 مليار ليرة لتأمين نفقات اجراء الانتخابات النيابية المقبلة.

مسؤول اميركي

الى ذلك، افيد ان من المتوقع ان يصل الى بيروت مساء اليوم مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الديبلوماسية Gentry Smith في زيارة قصيرة للبنان تستمر يوماً واحداً.

الخليل: انه عهد الديكتاتورية

غرّد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أنور الخليل عبر حسابه على «توتير»: «هل يتحوّل لبنان خلال هذا العهد من جمهورية ديموقراطية برلمانية إلى وطن ديكتاتوري بوليسي من خلال ممارسات على مستوى الخيار والقرار ينشر الرعب والتمزق، فضلاً عن الانهيارات المتتالية للأوضاع النقدية والمالية والمعيشية والإقتصادية؟ نحذر من تحطيم المؤسسات الدستورية التي يقوم على أساسها لبنان».

********************************************

نداء الوطن

قائد الجيش للعسكريين: إستسلامنا يعني ترك الوطن للميليشيات

“حزب الله” يفرد جناحيه: حيث يجب أن أطير سأطير”!

 على المستوى الاستراتيجي، لا شك في أنّ “حزب الله” حقّق أمس إنجازاً عسكرياً هزّ أركان الدولة العبرية وزعزع قيادتها بجناحيها السياسي والعسكري، بعدما نجح في اقتحام الأجواء الإسرائيلية مستعرضاً تطوّر قدراته الاستطلاعية، مقابل إخفاق “القبة الحديدية” وفشل كل المنظومات الدفاعية الجوية المتطورة في اعتراضها وإسقاطها، فكان لـ”الحزب” ما أراد بأن فجّر صواعق الهواجس الداخلية في إسرائيل ربطاً بما تبيّن من انكشاف العمق الإسرائيلي أمام خطر شنّ هجمات مستقبلية بمسيّرات مفخخة.

وبهذا المعنى، وضع إعلام “حزب الله” عملية تنفيذ المسيّرة “حسّان” مهمة استطلاعية داخل الأجواء الإسرائيلية “لمدة 40 دقيقة على طول 70 كيلومتراً”، قبل أن تعود إلى الأراضي اللبنانية “سالمة”، في إطار تدشين “بداية معادلة جديدة”، لا سيّما وأنّ الردّ الإسرائيلي على العملية ارتدى طابعاً كلاسيكياً تمثّل بإرسال مقاتلتين حربيتين للإغارة على علو منخفض فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية. أما على المستوى اللبناني الداخلي، فكانت الدولة على دارج عادتها، الغائب الأكبر عن مسرح الأحداث بعدما جرّدها “حزب الله” من قرار الحرب والسلم ونزع منها كل الصلاحيات الاستراتيجية في تقرير مسار البلد ومصير أبنائه، منذ أن بسط سلطته على أراضيها وحدودها تحت شعار “حيث يجب أن أكون سأكون”، وصولاً إلى أن “فرد جناجيه” بالأمس فارضاً سطوته فوق أجوائها على قاعدة “حيث يجب أن أطير سأطير”!

ولعلّ من حسن حظ اللبنانيين المعدمين الذين نكبتهم السلطة الحاكمة ونهبت جنى أعمارهم وتركتهم على رصيف الجوع والعوز يستعطون لقمة عيش أو حبة دواء تقيهم الجوع والمرض، أنّ الرد الإسرائيلي اقتصر على خرق “جدار الصوت” فوق رؤوسهم ولم يزد من نكباتهم الاقتصادية والاجتماعية والمالية والمعيشية، قصفاً وقتلاً وتدميراً ونزوحاً وتشريداً، علماً أنّ خبراء عسكريين رأوا في عملية توغّل “حسّان” في العمق الإسرائيلي “لعباً بالنار” لن تكون القيادة الإسرائيلية قادرة على “هضم” تداعياته الداخلية الجسيمة عليها، ما قد يدفعها إلى اتخاذ “قرارات وخيارات تصعيدية لاستعادة ثقة الداخل الإٍسرائيلي”، معتبرين في ضوء ذلك أنه “من المبكر القول إنّ التوتر الذي حصل في الأجواء أمس بلغ مداه، لأنّ الجانب الإسرائيلي تحت وطأة عنصر المباغتة، أولى اهتمامه بالتحقيق في أسباب فشل منظومة القبة الحديدية في اعتراض مسيّرة “حزب الله”، لكنّ ذلك لا يحول دون إبقاء باب الاحتمالات مفتوحاً على كافة السيناريوات، خصوصاً وأنّ “حرب المسيّرات” سلكت أمس منعطفات مفصلية قد تدفع بنتيجتها الأوضاع على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية نحو منزلقات ومغامرات عسكرية غير محسوبة العواقب والنتائج في القادم من الأيام”.

أما على الجانب الرسمي من المشهد، وبينما كان “حزب الله” يشنّ طلعته الاستطلاعية في الأجواء الإسرائيلية وكانت إسرائيل تغير على الأجواء اللبنانية، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يؤكد أمام الأمين العام للأمن المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية عمل قوات “اليونيفل” في إطار مهمة حفظ الأمن والسلام في جنوب لبنان، وتباحث معه على هامش افتتاح أعمال الدورة الثامنة والخمسين لمؤتمر “ميونيخ للأمن”، في الأوضاع اللبنانية وتطبيقات القرار 1701، فضلاً عن متابعة الملفات التي سبق أن بحثها غوتيريش مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته بيروت في كانون الأول الفائت.

ميدانياً، برزت الزيارة التفقدية التي قام بها قائد الجيش العماد جوزيف عون لمقر قيادة لواء المشاة الحادي عشر، حيث أعاد التأكيد أمام الضباط والعسكريين على محورية الدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي في البلد، منوهاً بضرورة “التضحية والصبر” في مقابل التحديات والأعباء الاقتصادية والمالية والصحية التي يواجهها العسكريون “لأنّ استسلامنا يعني ترك الوطن يقع ضحية الإرهاب والعصابات والميليشيات والمخدرات”.

وفي الغضون، حرص رئيس الجمهورية ميشال عون أمس على التأكيد جازماً بأنّ الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في 15 أيار المقبل، نافياً “ما يشاع عن وجود توجه لتأجيلها”، وذلك إثر توقيعه مرسوم إحالة مشروع قانون فتح اعتماد إضافي استثنائي في الموازنة العامة لصالح موازنة كل من وزارتي الداخلية والخارجية لتغطية نفقات العملية الانتخابية، معرباً عن أمله بإقرار المشروع في مجلس النواب “في أسرع وقت”، علماً أنّ المجلس مدعو إلى عقد جلسة تشريعية بداية الأسبوع المقبل.

وتزامناً، لفتت الانتباه التغريدة التي نشرها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عبر حسابه على “تويتر” أمس لمعايدة عون في مناسبة بلوغ عامه الـ87، سيّما وأنها حملت في مضمونها رسالة وداعية للعهد العوني قائلاً: “بالقصر هيدي آخر سنة، بس بالوطن عمرك ما بيخلص (…) والجبل ما بيشيخ”.

****************************************

البناء

 تصعيد في أوكرانيا واجتماع لجنة الاتصال اليوم … وعبد اللهيان: اقتربنا كثيراً من الاتفاق

وسط حبس للأنفاس فرضه التصعيد في شرق أوكرانيا، مع تعرّض المناطق الشرقية المدعومة من روسيا للقصف وقيام حكومتها المحليّة بإجلاء السكان المدنيين الى روسيا، أعلن رئيس لجنة الاتصال في مجلس الأمن والتعاون الأوروبي عن انعقاد اللجنة اليوم لتثبيت وقف النار ووقف التصعيد، لكن التوتر السياسي المحيط بملف علاقات روسيا بالغرب وبالأميركيين خصوصاً كان يسجل خطوات جديدة تمثلت بانتقال الاستفزاز الأميركي لروسيا الى بولندا مع زيارة وزير الدفاع الأميركي وإعلانه العزم على تعزيز حضور الناتو في الجوار الروسي، بعكس الطلبات الروسيّة بتخفيض هذا الحضور مراعاة لقواعد المعاملة بالمثل. واستقبل الرئيس الروسي حليفه رئيس بيلاروسيا ليعلن مواقف متشددة من الطلبات الروسية الأمنية من جهة، ويؤكد المناورات الاستراتيجية التي سيشرف عليها شخصياً اليوم ويشترك فيها اسطولا البحر الأسود وبحر الشمال في الجيش الروسي.

في مسار فيينا تتابعت المواقف والتسريبات التي تؤكد التقدم الكبير في مسار التفاوض وصولاً لتوقيع العودة الى الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وتحدث وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان بعد لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، مؤكداً هذا الاقتراب، بينما اهتمت المصادر الإيرانية بالتحذير من وجود محاولات لمواكبة العودة للاتفاق بأمر عمليات إعلامي أميركي للترويج لسردية للتفاوض والاتفاق تنتقص من حجم الانتصار الإيراني وتحاول تشويهه.

في المنطقة، وعبر لبنان، كان الحدث المدوي الذي فرضه اختراق طائرة مسيرة للمقاومة أجواء فلسطين المحتلة، محور الاهتمام اللبناني والإسرائيلي، ليتحول الى حدث إقليميّ، بعدما أعلنت المقاومة واعترفت “إسرائيل” أن القبة الحديدة والطائرات الحربية والطائرات المروحيّة فشلت جميعها في تعطيل مسار الطائرة أو إسقاطها، وعادت الى قواعدها محققة الهدف من مهمتها، وهو استطلاع منشآت وتحركات تهتم المقاومة في متابعتها، وكان لافتاً ما تضمنه بيان حزب الله عن العملية بتسمية الطائرة على اسم الشهيد حسان اللقيس مؤسس سلاح الطائرات المسيرة في المقاومة الذي اغتالته المخابرات الإسرائيلية، والإشارة الى العمق الذي توغلت اليه الطائرة في اجواء فلسطين المحتلة وهو 70 كلم، يبدو أنه يحمل رسائل مشفرة لجيش الاحتلال، كما الإشارة الى ان الطائرة انطلقت من قاعدتها وعادت اليها بعد 40 دقيقة منجزة مهمتها، في تفصيل تقني يبدو انه ترك لمهندس جيش الاحتلال احتساب المسافة الفعلية التي قطعتها الطائرة خلال الأربعين دقيقة والمقدر بـ 300 كلم وفقاً للخبراء العسكريين الذي يستبعدون أن تكون الطائرة قد انطلقت من نقطة حدودية، كما يعتبرون أن مهمتها ليست التوغل الخطي الى عمق 70 كلم والعودة، فهي بالتأكيد سارت عرضاً وطولاً ودائرياً كما ناورت للتملص من الرادارات والقبة الحديدية والطائرات التي طاردتها، وهذا يعني أن سرعة الطائرة تجاوز الـ500 كلم في الساعة وهو أمر تقني يحسب له الحساب في عالم الطائرات المسيرة التي تنتج في المنطقة، حيث سرعة طائرة بيرقدار التي يتباهى بها الأتراك ويروّجون لبيعها للجيوش هو 200 كلم في الساعة، وكان لافتاً أن الرد الإسرائيلي بتحليق منخفض وخرق جدار الصوت فوق بيروت ومناطق لبنانية أخرى كشف الغيظ الإسرائيلي، دون أن يكون له أي معنى عسكري.

بالتوازي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يضع الموقف العربي في قفص الاتهام في ختام أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، مسجلاً تحفظ لبنان على البيان الختامي تحت عنوان التضامن العربي، طارحاً أربعة عناوين للتضامن لم ترد للبيان ولا معنى له بدونها، العودة الفورية لسورية الى الجامعة العربية، وتفعيل جدي لمشروع السوق العربية المشتركة التي ولدت نظرياً قبل السوق الأوروبية المشتركة، وتشكيل لجنة برعاية الكويت لحوار لبناني خليجي، ودعوة الفلسطينيين لحوار ينهي الانقسام برعاية مصرية.

لبنانياً، تتابعت المواقف الحكومية التي تمهد لاعتبار الخط 23 هو سقف ما يسعى لبنان لتحقيقه، وإسقاط الخط 29 كخط تفاوضي عبر المشاركة بالطعن بصدقيته، ما فتح شهية كيان الاحتلال والوسيط الأميركي للتراجع عن فرضية كان تمّ التداول بها تقوم على التسليم بنيل لبنان الخط 23 وحقل قانا، وبدأت تتسرب معلومات عن أن عرض هوكشتاين لن يتجاوز صيغة معدلة لخط هوف بأن ينال لبنان بدلاً من 490 كلم مربع 630 كلم مربع من أصل الـ 860 كلم مربع. وقالت مصادر على صلة بملف النفط والغاز ان اللعب السياسي خرّب الطبخة والاستعجال الذي يجري الحديث عنه هو استعجال سياسي لا تقني، كما يجري الترويج تحت شعار اكل العنب وعدم قتل الناطور، او زوال قريب لزمن الغاز مع ظهور الطاقات المتجددة والبديلة، لأن هذا الأمر إن صح فهو يصح على الطرفين وليس على طرف واحد. ودعت المصادر الى انقاذ الثروات اللبنانية من خطر التبدد والضياع، بإعادة وضع خطوط حمراء لآلية إدارة الملف.

أتى حدث تحليق الطائرة المسيّرة حسان داخل الأراضي المحتلة بعد ساعات من إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي كشف أن الحزب بدأ منذ مدة طويلة تصنيع الطائرات المسيرة في لبنان، موضحاً أنه أصبحت لديه قدرة على تحويل صواريخه الموجودة بالآلاف إلى صواريخ دقيقة. هذه الخطوة تؤسس وفق مصادر مطلعة لـ «البناء» لأبعاد تتصل برسائل عميقة سوف تؤسس لوقائع حاكمة لا أحد يمكنه أن يتجاوزها في أية مفاوضات أو تطورات خارجية في إشارة إلى ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي. وتقول المصادر: هناك تناقض في هذه اللحظة بين الذي يحصل مع العدو في الميدان وما يجري بالتفاوض، وبالتالي فإن ما يحصل في الميدان يمثل أوراق قوة يمكن للمفاوض اللبناني أن يستفيد منها، مع تشديد المصادر على أن حزب الله لن يُستدرج الى سجال داخلي مع المرجعيات الرسمية في ما خصّ ترسيم الحدود، إلا أن بيان كتلة الوفاء للمقاومة كان واضحاً عندما نبّه من «فخاخ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين والتّنبه إلى محاذير ومخاطر نوافذ التطبيع مع العدو الصهيونيّ، والمرفوضة تحت أيّة ذريعة من الذرائع».

 وإذ اعتبرت المصادر أن استعادة لحزب للطائرة أمر بالغ الأهمية ويؤكد امتلاكه التقنيات العالية، فهو ترك قلقاً عند الإسرائيلي الذي لم يتوقع أن يتعرّض لما يسمّيه الخطر، مع تشديد المصادر على أن ما حصل يمثل إنجازاً استراتيجياً وعسكرياً لحزب الله، لا سيما بعد فشل منظومة القبة الحديدية في إسقاط الطائرة حسان.

وأشارت مصادر متابعة لمفاوضات الترسيم لـ «البناء» ان الخط 23 يحقق مصلحة لبنان خاصة أن الخط 29 هو خط تفاوض ومن غير المؤكد أن توافقاً سوف يحصل حوله، مشيرة إلى أن لبنان الرسمي يرفض اي حديث عن حقول مشتركة والتي تحمل في طياتها أبعاداً تطبيعية مع العدو، مشددة على أن لبنان سوف يفاوض من منطلق مصلحته وسيادته ولن يقبل بأقل من الخط 23.

وكانت الطائرة المسيرة «حسّان» والتي أطلقها حزب الله حلقت داخل الأراضي المحتلة  في مهمة ‏استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً في الشمال الفلسطيني المحتل، وعادت سالمة واصدر حزب الله بيانًا حول العملية التي نفّذها، جاء فيه: «بتاريخ اليوم الجمعة الواقع فيه 18-2-2022 أطلقنا الطائرة المسيرة «حسّان» داخل الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة وجالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة ‏استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً شمالاً، ‏وبالرغم من كل المحاولات المتعددة والمتتالية لإسقاطها عادت ‏الطائرة «حسان» سالمة بعد أن نفّذت المهمة ‏المطلوبة بنجاح ودون أن تؤثر على حركتها كل الإجراءات ‏الموجودة والمتبعة». وبُعيد إطلاق حزب الله المسيرة وإعلانه عن ذلك في بيان، حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً الى العاصمة.

وكانت دوّت صفارات الإنذار صباح أمس، وسمعت أصوات انفجار في منطقة الجليل الأعلى المحتلة، وزعم الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي أنه «جرى رصد طائرة مفخّخة دخلت من الأجواء اللبنانية، حيث اُطلقت الصواريخ الاعتراضيّة للتصدّي لها لكنها لم تنجح بإسقاطها، كما أطلقت الطائرات للتصدي لها لكن الطائرة فُقدت وجاري البحث عنها». وكان أدرعي قد قال إن «صافرات الإنذار أطلقت بسبب اختراق طائرة بدون طيار من لبنان»، مضيفاً أنه عقب تفعيل صافرات الإنذار، أدت إلى إطلاق صواريخ معترضة من القبة الحديدية واستدعاء طائرات ومروحيات حربية».

وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري «تحفظ لبنان على تقرير اللجنة السياسية لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة في دورته الثانية والثلاثين، بعنوان «التضامن العربي»، ودعا في مداخلة في أعقاب تلاوة التقرير الى «ضرورة تبني مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دوله الكويت».

وتقول مصادر مقربة من عين التينة، ان الرئيس بري يعمل على تفعيل المساعدة العربية تجاه لبنان مراهناً على دور الكويت في لعب دور اساسي مع دول الخليج، قائلة من المؤكد أن رئيس المجلس يحمل معه من مصر معطيات قد يبنى عليها في الأيام والاسابيع المقبلة من شأنها أن تعالج الخلافات القائمة.

 ووجّه وزير الداخلية القاضي بسام مولوي كتاباً الى النيابة العامة التمييزية، طالباً إجراء اللازم تبعاً للنصوص القانونية لناحية ملاحقة المنظمين والمتكلمين في الندوتين اللتين عقدتا في قاعة رسالات في محلة الغبيري وتعرّضتا الى السلطات البحرينية الرسمية بشكل خاص ولدول الخليج العربي بشكل عام، وذلك لعدم استحصالهما على الموافقة الإدارية الرسمية المسبقة وفق الأصول القانونية، ولعرقلتهما المهمة الرسمية اللبنانية من أجل تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، واستناداً الى نصوص قانون العقوبات المتعلقة بالجرائم الماسّة بالقانون الدولي. وأرفق مولوي كتابه بتقريري معلومات واردين من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومن المديرية العامة للأمن العام حول النشاطين.

 هذا وتمكنت شعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي من إحباط عملية تهريب 700 الف حبة كبتاغون كانت معدّة للنقل براً بواسطة شاحنة الى المملكة العربية السعودية.

وبعد عملية رصد دقيقة أوقفت الشعبة اللبناني ر.م. في البقاع، وبنتيجة التحقيق معه تبيّن ارتباطه بالمطلوب غ.د. شقيق أحد الموقوفين والمتورط في أكبر عملية تهريب حبوب الكبتاغون الى الدول العربية.

ونوّه زير الدفاع الوطني موريس سليم بالجهود التي تقوم بها الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الحدود وفي الداخل، وبخاصة مسألة ضبط الحدود والحد من عمليات التهريب، مشيراً خلال تفقده مديرية العمليات في الجيش اللبناني بحضور قائد الجيش العماد جوزف عون الى أن التحديات ضاغطة على العسكريين، ولكن حقوقهم خط أحمر، وهو لم يألُ جهداً عند مناقشة الموضوع على طاولة مجلس الوزراء في الدفاع عن هذه الحقوق وتثبيتها في مشروع الموازنة الذي سيرفع إلى المجلس النيابي. وشدّد على أن الجيش هو ضمانة الأمن والاستقرار في لبنان وعلى الجميع دعمه والوقوف إلى جانبه. خلال تفقده مديريّة العمليات في الجيش اللبناني بحضور قائد الجيش العماد جوزف عون.

 وفيما من المتوقع أن يوقع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مشروع الموازنة تمهيداً لإحالته إلى المجلس النيابي لدرسه في لجنة المال والموازنة ثم في اللجان المشتركة قبل وصوله الى الهيئة العامة من المقرّر أن يعرض وزير الطاقة وليد فياض خطته لحل أزمة الكهرباء في لبنان خلال جلسة مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوع المقبل. وتتضمن الخطة التي طرحها فياض إنشاء هيئة منظمة لقطاع الكهرباء في لبنان، وضرورة أن يكون هناك تعهّد من مجلس النواب للنظر في الثغرات الموجودة في القانون الرقم 462 ليتماشى مع مستقبل القطاع، ومن ضمنه مشاركة القطاع الخاص، والمدة الانتقالية التي يحتاج إليها لتكون الهيئة المنظمة للقطاع فاعلة وتأخذ دورها كاملًا مع حفظ استقلاليته.

وتتوخى الخطة تمديد المدة الحالية من الكهرباء من 3 إلى 4 ساعات يوميًا إلى 8-10 ساعات لاحقًا هذا العام عن طريق واردات الكهرباء من الأردن والغاز من مصر.

وكانت أفادت المعلومات انه تم وضع مسودة لإصلاح قطاع الكهرباء في لبنان تتضمّن زيادة «فورية» في تعرفة الكهرباء ودوام التيار الكهربائي طوال 24 ساعة بحلول عام 2026، بحيث تصل شركة كهرباء لبنان إلى نقطة التعادل بحلول عام 2023 وتحقق أرباحًا بحلول عام 2024 من خلال زيادة تحصيل الفواتير وتقليص الخسائر الفنيّة ورفع السعر غير المعقول خاصة أن آخر تعديل لأسعار الكهرباء في لبنان كان في عام 1994.

ويستكمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زيارته لميونيخ، حيث يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن، في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أيضاً، ويلتقي على هامشه عدداً من المسؤولين اهمهم وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن. وأمس، اجتمع ميقاتي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبحث معه في الأوضاع اللبنانية وعمل قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان. كما جرت متابعة الملفات التي بحثت خلال زيارة الأمين العام للبنان في كانون الأول الفائت. كما بحث ميقاتي مع نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، في العلاقات بين البلدين والوضع في المنطقة. وبحث ميقاتي مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية توبياس ليندر في العلاقات اللبنانية – الألمانية وإمكانات التعاون الألماني في العديد من القطاعات الخدمية.

ووقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الرقم 8813 تاريخ 18 شباط 2022، القاضي بإحالة مشروع قانون الى مجلس النواب يرمي الى فتح اعتماد اضافي استثنائي في الموازنة العامة للعام 2022 في موازنة وزارة الداخلية والبلديات وفي موازنة وزارة الخارجية والمغتربين وذلك لتغطية نفقات الانتخابات النيابية المقرّرة في 15 ايار المقبل. كذلك وقّع الرئيس عون المرسوم الرقم 8814 تاريخ 18 شباط 2022 القاضي بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة الداخلية والبلديات بقيمة 35 مليار ليرة لتأمين نفقات إجراء الانتخابات النيابية المقبلة. وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن يتم إقرار مشروع قانون فتح الاعتماد الإضافي الاستثنائي بقيمة 320 مليار ليرة لبنانية في أسرع وقت ممكن في مجلس النواب حتى تتمكن وزارة الداخلية والبلديات من استكمال الإجراءات الضرورية لتأمين إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وجدّد الرئيس عون التأكيد على ان الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في 15 أيار المقبل، داعياً الى عدم الأخذ بما يُشاع عن وجود توجه لتأجيلها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى