حزب الله” يمضي إلى الانتخابات مستبعداً تأجيلها لإثبات قدرات
كتب ابراهيم بيرم في صحيفة “النهار”: “ينطلق “#حزب الله”، بحسب متصلين به، في حركته السياسية في الآونة الاخيرة من نقطة ان #الانتخابات النيابية المقبلة حاصلة في موعدها، وان نسبة احتمال تأجيل اجرائها لا تتعدى الـ 5 بالمئة في اسوأ الاحتمالات، وهي النسبة التي قدَّرها احد قياديي الحزب في مجلس خاص. وعليه فان الجهات والدوائر المولجة بهذا الاستحقاق في الحزب تتعامل مع هذا الاستحقاق بجدية مطلقة، بل على انه حاجة لكل القوى وللبلاد ومستقبل الاوضاع فيها عموما، ولا تريد اصلا ان تُلقى عليها شبهة تعطيل هذه المحطة او تأجيلها. والحزب عازم على عدم السير بمثل هذا الاحتمال حتى وإن قُدّم اليه يوما ما عرضٌ بهذا الشأن.
لذا فان الحزب، وفقا للمصادر عينها، يمضي الى هذه الانتخابات “بقدم ثابتة وثقة بالنفس” وذلك انطلاقا من اعتبارات وحسابات عدة، في مقدمها انه يريد ضمناً ان يثبت للذين يناصبونه العداء في اطلاق حملاتهم في حقه انه خلافاً لكل رهاناتهم او تمنياتهم وحساباتهم، ما برح قادرا كما في الانتخابات الماضية على انجاح كل مرشحيه وغالبية مرشحي القوى الحليفة والصديقة.
وفي هذا الاطار تذكر المصادر عينها ان الدوائر المعنية بالانتخابات وضعت نصب عينيها ان يحوز مرشحو الحزب ومرشحو القوى الحليفة النسبة الاعلى من الاصوات في كل الدوائر الانتخابية على غرار نتائج الانتخابات الاخيرة.
ذاك رهان قررت تلك الجهات الجهر به في الايام القليلة الماضية كخلاصة لاستطلاعات رأي واحصاءات دقيقة كلّف الحزب متخصصين اجراءها.
ولاريب في ان الحزب يستشعر تماما حملة التشكيك التي دأبت جبهة الخصوم الداخليين والخارجيين على اطلاقها عن مدى تراجع حضوره السياسي وتآكل حجم تأثيره في الساحة منذ الحدث المفصلي المتمثل بانطلاق حراك 17 تشرين الاول 2019. وهو في هذا الاطار ما انفك يقيم على اعتقاد بان الذين نجحوا سريعا في القبض على زمام القرار العميق في هذا التحرك قد كرسوا كل جهدهم الاستثنائي لترسيخ قناعة فحواها ان الامر حاضرا ومستقبلا قد آل اليهم، وان ثمة مرحلة بكاملها تحتضر، وان ثمة مرحلة تتحضّر لتولد على انقاض كل ما سلف. والحزب في كل هذا كان يعلم علم اليقين انه هو المقصود لانه كان بالنسبة الى رافعي لواء هذه المقولة “عمود الخيمة” و”قطب الرحى” في معسكره، وانه إن مُني بنكسة فان الآخرين سينهارون سريعا وتلقائيا مثل حجار “الدومينو”.
وعليه فان المتصلين بالحزب يخرجون باستنتاج فحواه انه اذا كان “معسكر الخصوم” ما انفك يعلن يوميا انه ذاهب بكل مكوناته الى موعد الانتخابات وهو مزوّد باعتقاد انه واثق من الفوز المبين ويحصد المقاعد التي ستمهد له قلب المعادلة النيابية رأسا على عقب ويفرض تاليا معادلة بمواصفات مختلفة، فان الحزب لا يخفي بالمقابل انه يلج بدوره هذا الاستحقاق الديموقراطي بنية اثبات العكس. لذا لا يخشى الحزب الكشف عن ان في حوزته العديد من المعطيات والوقائع الصلبة التي تجعله يجاهر بثقة زائدة بهذه الحصيلة سلفا، ومن ابرزها:
– ان احدا او قوة لا يمكنها ان تخرق لوائح مرشحي الثنائي الشيعي التي اوشكت على الجهوز تمهيدا لإعلانها.
– لقد ثبت بالبرهان العملي ان وضع حلفاء الحزب الموجودين كحالات اصيلة وتاريخية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال بما فيها الشارع المسيحي، ليس اطلاقا بالسوء والوهن الذي دأب على تصويره الخصوم منذ فترة ليست بالقصيرة. وفي التقديرات الاولية على طاولة الحزب ان قدرا معقولا من الجهد لتنظيم العلاقة بين هذه القوى والمكونات الحليفة بهدف ارساء اسس تفاهمات انتخابية من شأنه ان يضمن نتائج بالغة الايجابية لكل المنخرطين في هذه التفاهمات.
ويكشف الحزب انه خطا الخطوات الاولى في رحلة تأمين هذا الهدف من خلال العمل لتبديد اجواء التوتر والاحتقان بين بعضهم البعض تمهيدا لهدنة من شأنها فتح ابواب التفاهمات المنشودة. وقد بدأت ثمار هذا الجهد تلوح في الافق اخيرا.
والجليّ في الامر ان الحزب اتّبع خريطة طريق لبلوغ هذه الغاية اذ ترك هؤلاء يعلون اصواتهم بين بعضهم البعض، وكانت الخطوة التالية اقتناعهم بالدليل والبرهان بان مضيّهم في تناقضاتهم وصراعاتهم يعزز احتمال الحاق الخسارة بهم جميعا في الانتخابات، ما عزز قناعتهم بضرورة الجنوح نحو البحث عن “تفاهمات انتخابية”.
واذا كان الآخرون يسهبون في الحديث عن نقاط ضعف تعتري وضع كل المحورالسياسي الذي يشكل الحزب عموده الفقري، وانه آيل لامحالة الى خسارة انتخابية، فان نظرة موضوعية الى الجهة الاخرى تظهر ان “الثغرات ونقاط الضعف” في صفوف هذه القوى تكاد تماثل ما لدى الطرف الخصم، اذ يكفي التبصر في حال “عدم اليقين” التي تسيطر على “تيار المستقبل” للتيقن من هذا الاستنتاج. وقد عبّر احد صقور هذا التيار مرارا عن حجم “فوضى الخيارات” في “المستقبل”، لاسيما انهم لا يملكون فصلاً في موضوع عودة الرئيس سعد الحريري واحتمال خوضه الانتخابات او الانسحاب منها. وفي الموازاة لا تبدو “جبهة” رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حال افضل. ودليل ذلك تلك المراسلات والموفدين الى الخارج واطلاق المناشدات المتكررة للرئيس الحريري للعودة وخوض الانتخابات، لان دون ذلك احتمالات غير مريحة وحسابات متشائمة.
وتخلص المصادر عينها الى الاستنتاج ان هذا “التشريح والوصف” ليس من باب التشفّي والشماتة، بل هو من باب دعوة جميع اللاعبين على الحلبة للكف عن مناوراتهم وتهويلاتهم اليومية وعرض العضلات واطلاق التهديدات وابتداع شعارات بغية شد العصب، والاقتناع بضرورة التوجه بشكل هادىء وحضاري الى صناديق الاقتراع لإنجاح هذا الاستحقاق الديموقراطي والافراج عن الحلول لمشاكل الوطن، لان تجارب الاستيلاء على الاكثرية بالتهويل واعلاء الصوت ومعارك “طواحين الهواء” كما في السابق، لم تضمن لهم النجاح المرتجى.”