رأي

التحالف بين معراب والمختارة “عائد وبقوّة”… و لقاءات ستحصل على مستوى القيادات

كتب الصحافي وجدي العريضي في صحيفة “النهار” ان “برودة خيمت على العلاقة التحالفيّة بين “الحزب التقدّمي الاشتراكيّ” و”القوّات اللبنانيّة”، منذ أن تموضع رئيس “الحزب التقدّمي الاشتراكيّ” وليد جنبلاط في الوسط، وبالتالي غابت اللقاءات بين الطرفين وتباينت المواقف السياسية، ما عدا التوافق المشترك بينهما على مصالحة الجبل وأمنه واستقراره، وهذا يُعتبر خطاً أحمرَ بالنسبة إلى الجنبلاطيين والقوّاتيين.

في السياق، ينقل بأنّ الخلاف، وهذا أمرٌ كان واضحاً، تمحور حول قانون الانتخاب والذي لم يهضمه الزعيم الجنبلاطيّ، في حين تمسّك به رئيس حزب “القوّات” سمير جعجع، وعليه كانت ذروة التباينات حول هذه المسألة، إلى أن التقى جنبلاط وجعجع في أكثر من مناسبة اجتماعية، وآخرها منذ أشهر، وكان قانون الانتخاب حاضراً بينهما على هامش العشاء الذي أقامه حينذاك عضو اللقاء الديمقراطي النائب نعمه طعمه، لكن لم يتبدّل أيّ شيء بين الطرفين، فبقي جنبلاط شاجباً ورافضاً لهذا القانون، في حين كان جعجع أكثر تمسّكاً به، باعتباره من أمّن له كتلة نيابية كبيرة، ويراه الأمثلَ في هذه المرحلة. وفي غضون ذلك، لم يتغيّر أو يتنازل أحد للآخر، فبقيت الأمور على ما هي عليه، إلّا أنّ ما يميّز العلاقة بين #القواتيين والاشتراكيين أنّها متماسكة على الرغم من بعض التباينات في وجهات النظر، وتحديداً حول قانون الانتخاب، ولهذه الغاية استمرّ التواصل والتنسيق بينهما إلى حركة الموفدين من قبل الزعيم الاشتراكي إلى معراب، كذلك لم يسبق أن حصل أيّ سجال أو “غمز ولمز” بين الطرفين في ظلّ تشدّد قيادتيهما على التحالف وعدم العودة إلى الماضي القديم مهما بلغت الخلافات.

الآن التحالف بين معراب والمختارة “عائد وبقوّة”، وقد يكونا الطرفين البارزين ممن حسما خياراتهما الانتخابية، فكان التحالف بينهما مبكراً لجملة ظروف واعتبارات: أولاً أنّ جمهور “الحزب التقدمي الاشتراكي” يميل بوضوح تام إلى القواتيين، ولم يحصل أيّ تناغم أو تقارب مع “التيار الوطني الحر”، على الرغم من المهادنة التي أرساها جنبلاط مع العهد وتيّاره البرتقالي، وبمعنى أوضح لم يتمكّن سيد المختارة على الرغم من كلّ الظروف والأجواء التي مرّت بالبلد من جذب قواعده إلى ميرنا الشالوحي أو بعبدا، فكان الهدوء سيّد الموقف حفاظاً على أمن واستقرار الجبل، وهذا ما قصده وأراده جنبلاط بفعل مهادنته لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، وحتّى الآن ليس هناك أيّ حملات كما كانت في السابق، بغية إبقاء الأجواء في الجبل مستقرّة وهادئة، إنّما ثمّة “تنقيرات” تحصل بين الفينة والأخرى من قبل رئيس “الحزب التقدمي” تجاه بعبدا، وهذا ما ظهر جليّاً بعد قرار المجلس الدستوري.

وتضيف المصادر المتابعة لهذا المسار، ما يربط “القوات” بـ”الحزب التقدمي” مصالحة الجبل واستقراره، إضافة إلى فهم بعضهما بعضاً منذ تحالفهما في العام 2005، وباتت هناك روابط مشتركة بين القيادات الوسطية ووكلاء داخلية “الحزب التقدمي الاشتراكي” ومدراء الفروع مع القيادات القواتية على امتداد الجبل من إقليم الخروب إلى الشوف وعاليه والمتن، وفي سائر المناطق اللبنانية حيث يتواجد “الاشتراكي” و”القوات”، كذلك أنّ موقفهما ثابت تجاه القرارات السيادية والعلاقة مع المحيط العربي، وبمعنى أوضح قد يكون التواصل السعودي قائماً مع طرفين وحيدين في هذه المرحلة هما “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، والدلالة زيارة موفد جنبلاط النائب وائل أبو فاعور إلى الرياض، وكذلك مبعوث رئيس حزب “القوات” الوزير الأسبق ملحم رياشي، وكان ولا زال كلّ من “الاشتراكي” و”القوات” في مواجهة منتقدي الحملات على السعودية ودول الخليج، وذلك ما برز إثر العاصفة التي ضربت العلاقة اللبنانية السعودية ومع الخليج بشكل عام.

ويبقى أخيراً، ووفق المعلومات المتأتّية من مصادر الطرفين، أنّ لقاءات ستحصل بينهما على مستوى القيادات وربما يتوّج ذلك بلقاء سيجمع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” ورئيس حزب “القوات” من أجل إعلان هذا التحالف، في حين أنّ الترشحيات بدأت واضحة نسبيّاً، ومنها ما هو المحسوم في بعض الدوائر في حين يبقى ثمّة ترّقب اشتراكي قواتي لما سيقدم عليه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لناحية القرار الذي سيتّخذه إمّا خوض #الانتخابات أو العزوف عنها، باعتبار الطرف الثالث المرتقب أن يتحالف معه “الحزب الاشتراكي” و”القوات” إنّما هو “تيار المستقبل”، وليس هناك أيّ خيار سنّي آخر، إنّما يجب قراءة تطوّر العلاقة بين “القوات” والطائفة السنّية من خلال ترشيحات مرتقبة لقواتيين في مناطق ذات الطابع السنّي بينما أقدم رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” على ترشيح سيدة سنّية عن دائرة طرابلس، وربما يعود ذلك إلى تيقّن كلّ من جنبلاط وجعجع أنّ الحريري لن يعود في هذه الفترة إلى لبنان، وبالتالي لن يخوض الاستحقاق الانتخابيّ المقبل.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى