شح الدواجن يقفز بأسعارها في أسواق تونس
يشكو صاحب محل لبيع الدواجن في تونس، عيسى مديني، من عدم قدرته على تلبية حاجيات زبائنه بعد أن شهد القطاع خلال الأسابيع الماضية هبوطاً حاداً في الإنتاج نتج عنها تراجع عرض لحوم الدواجن تراجعاً لافتاً.
يقول مديني في حديث لـ”العربي الجديد” إنه كان يتزود يومياً بما لا يقل عن 100 كلغ من أصناف مختلفة من لحوم الدواجن، غير أنّ المزودين لم تعد لهم الإمكانية لتلبية حاجيات تجار التفصيل بسبب نقص الكميات.
وأضاف: “نأمل أن يعود الإنتاج إلى مستوياته العادية في أقرب وقت حتى نتمكن من تلبية حاجيات الزبائن من دون اللجوء إلى تقسيط السلع”. وأدى نقص المعروض إلى زيادة ملحوظة في الأسعار رغم محاولات وزارة التجارة تسقيف الأسعار منذ بداية شهر آب أغسطس الماضي. ووفق بيانات رسمية معهد الإحصاء الحكومي زاد سعر الدواجن على أساس سنوي بـ11.7% خلال شهر أغسطس/ آب الماضي.
وفرضت وزارة التجارة تطبيق أسعار جديدة لمنتجات الدواجن، ومنها لحم الدجاج الجاهز للطبخ وشرائح الديك الرومي والدجاج التي شهدت أسعارها ارتفاعا كبيراً.
وبينما تم تسقيف السعر على مستوى المذابح بين 7.5 و8.5 دنانير (2.44 و2.77 دولاراً) تم تحديد سعر شرائح الديك الرومي بنحو 14.5 ديناراً (4.7 دولارات) على مستوى المذابح و16 ديناراً (5.2 دولارات) للبيع للمستهلكين، وهي الأسعار نفسها لشرائح الدجاج.
وتلقي مشكلات التكاليف الباهظة وتداعيات تغير المناخ بظلالها على سلسلة إنتاج الدواجن في تونس، رغم وعود باستعادة الإنتاج في أجل قريب.
أكّد المستشار الاقتصادي لرئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، فتحي بن خليفة، أنّ “أزمة الدجاج في السوق ستنتهي قريباً سينتج عنها تراجع في الأسعار.
وقال بن خليفة في تصريح لـ”العربي الجديد” إن تزويد تجار التجزئة سيعود إلى مستوياته العادية وستشهد السوق استقراراً بعد أن أصبحت نحو 300 ألف دجاجة جاهزة للاستهلاك.
إنتاج الدواجن
وقال بن خليفة إنّ “الإنتاج اليوم من لحم الدجاج يبلغ 12 ألفاً و500 طن، ورغم ذلك ليس هناك مخزون” لافتاً إلى أنّ “عدد البيض المستهلك شهرياً يبلغ 155 مليون بيضة”.
لكنّ الغرفة الوطنية لتجار لحوم الدواجن ترى إجحافاً في سياسة الوزارة، واعتبرت في بيان سابق لها أن تسقيف الأسعار للمزودين وتجار التجزئة، وعدم تسقيفها للمربين أمر غير معقول. وأكدت أن ذلك ساهم في تدني هامش الربح لدى البائعين.
ويشكل مجال الدجاج اللاحم في تونس حلقة وصل أساسية في الصناعة الغذائية كما يعد آخر ملاذات تونسيين للحصول على البروتينات الحيوانية بعد أن حرمهم الغلاء من استهلاك اللحوم الحمراء.
ومنذ تطوّر استهلاك الدواجن في ثمانينيات القرن الماضي احتلت اللحوم البيضاء المتأتية من الدجاج والديك الرومي مراتب متقدمة في مصادر البروتين الحيواني في غذاء الأسر التونسية حتى غدت المصدر الرئيسي للدهن في العقد الأول من هذا القرن مع تراجع استهلاك اللحوم الحمراء والسمك لأسباب اقتصادية في الأساس.
يساهم قطاع الدواجن بنسبة 12% في الإنتاج الفلاحي و32% في الإنتاج الحيواني، فضلاً عن مساهمته في تغطية الحاجيات الاستهلاكية من اللحوم بنسبة تتراوح بين 50 و53%وتوفيره لما لا يقل عن 15 ألف موطن عمل بحسب بيانات رسمية للمجمع المهني المشترك لمنتجات الدواجن والأرانب.