البصمة.. وتطوير التعليم

كتب فواز أحمد الحمد في صحيفة القبس.
موظفو القطاع الخاص والبنوك والشركات يستخدمون نظام البصمة منذ سنوات طويلة، ولا توجد لديهم مشكلة في عملية التزام الموظف بأوقات العمل الرسمي، والقطاع الحكومي معظمه قائم بنظام البصمة، فلماذا احتج المدرسون على نظام البصمة الجديد؟
هل نظام البصمة يؤثر سلبا على العملية التعليمية لأبنائنا الطلبة؟
هل يوجد عدد من المدرسين غير ملتزمين بأوقات الدوام الرسمي؟
أنا قرأت بعض التعليقات في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من المدرسين بهذا الخصوص، منهم من يقترح بأن يتم تطبيق العمل بنظام العمل المرن للمعلم لتفادي الازدحام، وحتى يتسنى لهم الذهاب لاحضار أطفالهم من المدارس، ومنهم من يقترح بأن المدرس الذي لا توجد لديه حصة بإمكانه مغادرة المدرسة.
ومنهم يقترح بأن المدرس الذي لديه الحصة الرابعة بإمكانه التأخر قليلا في الفترة الصباحية.
موضوع البصمة والمعلمين يتعلق بالمنهج التعليمي وبتطوير أداء التعليم للطلبة وبأداء المعلم أولا وقبل كل شيء، على وزارة التربية وضع حلول مناسبة لتطوير العملية التعليمية، فما زال نظام التعليم الحالي يقام بآلية التلقين والحفظ وهذه الاستراتيجيات لا تتناسب مع فكر التعليم المتطور ولا تنمي قدرات وإمكانات الطلبة.
هل التعليم في الكويت مستواه منخفض؟ الإجابة نعم.. والدليل بأن مخرجات المرحلة الثانوية يواجهون صعوبات كبيرة في اختيارات القبول للجامعات الخارجية، والكثير منهم رسب ولم يجتز اختبارات القبول المعتمدة في معظم الجامعات لمختلف دول العالم، إذا نحن نواجه مشكلة كبيرة في التعليم.
تطوير التعليم لا يقتصر على تطبيق نظام البصمة وإنما يتعلق بتطوير وبناء منظومة التعليم بالكامل، والذي يشمل تطوير أداء المعلمين من خلال توفير دورات تدريبية بصورة مستمرة لهم، وبمنح رخصة خاصة للمعلم، وتوفير مناهج تعليمية متطورة تساعد الطلبة على التفكير والتعبير والإبداع، وإلغاء نظام الحفظ والتلقين.
قبل محاسبة المعلم يجب أن يعطى المعلم كل الاستحقاقات والنظم التي تساعده على تعليم الطلبة على أكمل وجه، ولا يتم ذلك بالعمل الفردي وإنما بالعمل المؤسسي بتطبيق آليات ونظم إدارية وتعليمية متطورة تساهم بتطوير أداء المعلم والذي بالتالي سوف ينعكس ذلك إيجابا على الطلبة.
الانضباط وتحقيق العدالة للجميع مطلب أساسي للمعلمين، حتى لا يتساوى المعلم الذي اعتاد التغيب عن المدرسة والمعلم الآخر المجتهد والملتزم بأوقات العمل الرسمي.
ولكن تطوير التعليم يعنى أولا بتطوير أداء المعلم، وبتطوير وتغيير المناهج الدراسية، ووضع نظام رقابي مرن يساعد المعلم على التركيز على عمله وأداء واجبه التعليمي والتوجيهي للطلبة على أكمل وجه، وبمكافأة المعلمين المتميزين.