رأي

ترامب يقع في فخ إنذاره لبوتين

حول عجز دونالد ترامب عن الوفاء بتعهداته بخصوص أوكرانيا، نشرت “أوراسيا ديلي” المقال التالي:

خاض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملته الانتخابية متعهدًا بإنهاء الصراع في أوكرانيا خلال 24 ساعة من تنصيبه. وبعد عودته إلى البيت الأبيض، وجد نفسه في قبضة الواقعية السياسية، كما كتب الخبير الجيواستراتيجي، براهما تشيلاني، في صحيفة “ذا هيل”:

تمثلت أحدث مبادرات ترامب في منح موسكو 50 يومًا لوقف الأعمال القتالية. ولا شك في أن إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في المصلحة الاستراتيجية الأمريكية. فقد استهلك الصراع موارد أمريكية هائلة، وشتت الجهود الدبلوماسية، وقوض التماسك الأطلسي. والأهم من ذلك، منع واشنطن من التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ الرئيسية، التي تمثّل المركز الاقتصادي والجيوسياسي الناشئ في العالم.

لكن نهج ترامب – تصعيد الإمدادات العسكرية إلى جانب التهديدات باتخاذ إجراءات عقابية ضد شركاء روسيا التجاريين – من المستبعد أن يؤدي إلى السلام. بل إنه في الواقع، يحمل خطر إطالة أمد القتال من خلال إقناع كييف بأن واشنطن لا تزال ملتزمة بالحل العسكري. وقد يأتي نهج ترامب المتطرف تجاه روسيا بنتائج عكسية على جبهات عدة. فقد تُنفّر العقوبات المفروضة على شركاء روسيا التجاريين الدولَ المتأرجحة في المواجهة العالمية مع الصين. فهذه الدول تتحفظ تجاه أي تحرك أمريكي أحادي الجانب، وقد ينضم بعضها إلى بكين. زد على ذلك، فنادرًا ما تُغيّر العقوبات الاقتصادية استراتيجية أي دولة، خاصةً عندما تكون مصالح الأمن القومي على المحك، كما تفعل روسيا في أوكرانيا.

ما لم يُغيّر ترامب مساره إلى نهج أكثر دبلوماسية، فإن إنذاره النهائي بمهلة 50 يومًا لموسكو سيلقى مصير تعهده بالحل في 24 ساعة: سيبقى مُعلّقًا بلا تنفيذ.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى