هدوء التوتر في الشرق الأوسط يهبط بسعر الذهب
تراجع سعر الذهب في السوق العالمية مع هدوء التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط، مما أدى إلى تقليص الطلب على المعدن النفيس بوصفه ملاذاً آمناً، في حين يتطلع التجار إلى البيانات الأميركية المرتقب نشرها، نهاية الأسبوع الجاري، والتي ستسلط الضوء على توقعات السياسة النقدية. وتدنى سعر الذهب عن مستوى 2364 دولاراً للأونصة (الأوقية)، أمس الاثنين، منخفضاً بأكثر من 1% عن الجلسة السابقة، وذلك بعد ارتفاعه على مدار خمسة أسابيع متتالية، مسجلاً أطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من عام، كما بلغت الأسعار خلال هذه الفترة مستوى قياسياً.
وتبادلت إسرائيل وإيران الضربات العسكرية، الأسبوع الماضي، مما أثار مخاوف بشأن نشوب حرب شاملة في مختلف أنحاء المنطقة، لكن طهران قللت من تأثير الهجوم الإسرائيلي الأخير وأهميته، فيما استنكرت محاولات التقليل من نجاح هجومها الأخير على إسرائيل. بمنأى عن توتر الشرق الأوسط، يركز المتداولون على البيانات الاقتصادية الأميركية المرتقب صدورها، يوم الجمعة المقبل، إذ يُتوقع ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 2.6% في مارس/آذار الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وذلك بعد صعودها بنسبة 2.5% في فبراير/شباط الماضي.
وهذا من شأنه أن يدعم اتجاه صانعي السياسات النقدية في مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) لتأخير خفض أسعار الفائدة، وتؤثر مثل تلك القرارات بالسلب عادة على سعر الذهب لأنه لا يقدم فائدة للمستثمرين. وصعد سعر الذهب بنسبة 15% تقريباً منذ بداية العام، مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية، والطلب القوي في آسيا خاصة في الصين. كما جاء هذا الارتفاع رغم صعود الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وهي عوامل تشكل عادة رياحاً عكسية لارتفاع سعر المعدن النفيس، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الاثنين. وفي ضوء هذا، عززت البنوك بما فيها “غولدمان ساكس” سعرها المستهدف للذهب.
وقال ريكاردو إيفانجليستا كبير المحللين في شركة الوساطة “أكتيف تريدز” لوكالة رويترز، إن تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة المقرر صدوره يوم الجمعة، قد يؤكد المخاوف السائدة من استمرار التضخم، مما قد يؤدي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة، وهي توقعات سلبية للذهب. في الأثناء انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 3.4% إلى 27.68 دولاراً للأوقية، وخسر البلاتين 0.7% إلى 925.05 دولاراً ونزل البلاديوم 1.7% إلى 1009.65 دولار.
ولم تكن المعادن النفيسة وحدها التي سجلت هبوطاً على ضوء هدوء التوتر في الشرق الأوسط، وإنما تراجعت أيضاً أسعار النفط، أمس، إذ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى نحو 86.6 دولاراً للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مايو/أيار إلى حوالي 82.5 دولاراً للبرميل، ليخسر الخامان ما يقترب من 1% من قيمتهما. وكان خام برنت قد لامس مستوى 92 دولاراً للبرميل قبيل الضربة الإيرانية لإسرائيل رداً على قصف قنصليتها في العاصمة دمشق مطلع الشهر الجاري، لكن وتيرة الصعود خفتت وتحولت الأسعار إلى الهبوط بعدما جاءت الضربة وكذلك الرد الإسرائيلي في نطاق ضيق وفق محلليين.