شؤون دولية

زيلينسكي يؤكد من باريس: نبحث عن السلاح وليس وقف إطلاق النار

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى باريس الخميس آتياً من لندن، في إطار جولة مصغرة لدى حلفائه الأوروبيين الرئيسيين لحشد المزيد من الدعم في مواجهة روسيا، مؤكداً أنها لن تشمل البحث في وقف لإطلاق النار مع موسكو.
واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيلينسكي في قصر الاليزيه، حيث تصافحا بحرارة قبل اجتماع ثنائي.
وأكد زيلينسكي أن وقف إطلاق النار مع روسيا ليس مطروحاً على جدول أعمال الجولة الخاطفة التي يقوم بها في أوروبا، معتبراً أن التقارير بشأن ذلك ناتجة عن تضليل إعلامي من موسكو.
وقال إثر لقائه ماكرون إن وقف إطلاق النار في الحرب المتواصلة منذ مطلع عام 2022 «ليس موضوع بحثنا»، وأضاف «الأمر ليس صحيحاً. روسيا تعمل كثيراً مع التضليل الإعلامي لذا هو أمر مفهوم».
وكما في كل دولة يزورها، جدد زيلينسكي الدعوة إلى الإسراع في زيادة المساعدات الغربية لكييف.
وأضاف «قبل الشتاء نحتاج إلى دعمكم».
من جانبه، أكد ماكرون أن مساعدات فرنسا مستمرة «وفقاً لالتزاماتها»، وشدد على «التقدم المحرز في تدريب وحدة وتجهيزها، إنه أيضاً نموذج تعاون فريد للغاية».
وإضافة إلى لندن وباريس، تشمل الجولة الأوروبية أيضاً روما وبرلين، وتأتي بحثاً عن دعم إضافي بينما يواصل الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا.
وتأتي الجولة الأوروبية قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يخشى الأوكرانيون بأن تؤثر نتيجتها على الدعم الأمريكي المحوري في مواجهة روسيا.
وقلل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في لندن من احتمال فوز الجمهوري دونالد ترامب وعودته إلى البيت الأبيض. وقال للصحفيين «كفوا عن القلق بشأن رئاسة لترامب».
وأضاف «أنا مقتنع تماماً بأن الولايات المتحدة ستكون طرفاً لأنها، تدرك أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل يتعلق بها أيضاً».
في لندن صباح الخميس، عرض زيلينسكي تفاصيل «خطة النصر» الأوكرانية على القوات الروسية أمام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وروته بحسب بيان للرئاسة الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني في البيان إن هذه الخطة «تهدف إلى خلق شروط مؤاتية لإنهاء عادل للحرب». وتابع «لا يمكن لأوكرانيا أن تتفاوض إلا من موقع قوة».
ومن المقرر أن يتم الكشف عن هذه الخطة خلال قمة السلام الثانية، المتوقع عقدها في تشرين الثاني/نوفمبر، لكن كييف لم تؤكد موعدها.
صواريخ بعيدة المدى
وجدد زيلينسكي «ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية» بأسلحة بعيدة المدى مقدمة خصوصاً من بريطانيا.
ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر بالحصول على إذن لاستخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية طويلة المدى، لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
لكن روته دعا بعد الاجتماع الثلاثي إلى «عدم التركيز على نظام أسلحة واحد»، وقال عندما سأله الصحفيون عن صواريخ ستورم شادو «ليس نظام أسلحة واحد هو الذي سيحدث الفرق».
وقال كير ستارمر مرحباً بضيفه «من المهم للغاية أن نتمكن من إظهار التزامنا المستمر بدعم أوكرانيا».
بريطانيا هي أحد الداعمين الرئيسيين لكييف منذ أن بدأت الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الأوكراني لندن منذ أن تولى رئيس الوزراء العمالي المنصب في الرابع من يوليو/تموز.
أسلحة مكلفة
وتأتي هذه الجولة الأوروبية في الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.
وأعلن الجيش الروسي الخميس أنه ضرب منصتين لأنظمة باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي، وهي أسلحة باهظة الثمن وقيّمة سلمها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا لمواجهة القصف اليومي.
ويتوجه الرئيس الأوكراني إلى روما ليجري مباحثات مساء مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ومن ثم صباح الجمعة مع البابا فرنسيس في الفاتيكان.
وينتظر وصوله في اليوم نفسه إلى ألمانيا، حيث سيلتقي المستشار أولاف شولتس الذي تنوي حكومته خفض المبلغ المخصص للمساعدات العسكرية الثنائية الموجهة لكييف إلى النصف خلال 2025 ما أثار معارضة أوكرانيا.
وحذر معهد كييل الألماني للأبحاث الخميس من احتمال انهيار المساعدة الغربية لأوكرانيا.
ويحذر المعهد من أن العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض «قد تعيق خطط المساعدة المستقبلية في الكونغرس».
وقال المعهد الذي يرصد المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية الموعودة والمرسلة إلى أوكرانيا «اعتباراً من السنة المقبلة قد تواجه أوكرانيا عجزاً كبيراً في المساعدات».
وتظهر توقعات معهد الأبحاث أن المساعدات العسكرية والمالية ستصل إلى 59 و54 مليار يورو على التوالي في 2025 إذا أبقى المانحون الغربيون على مستوى المساعدة نفسه، وخلافاً لذلك، ستتراجع هذه المساعدات إلى النصف إلى 29 و27 ملياراً تباعاً من دون مساعدات أمريكية جديدة وفي حال حذا المانحون الأوروبيون حذو ألمانيا.
وأسف الرئيس الأوكراني الذي حض باستمرار الدول الغربية على مساعدة بلاده، في الأسابيع الأخيرة لبطء اتخاذ القرارات لدى حلفائه الذين يستمرون في التردد في تسلميه صواريخ طويلة الأمد تمكن جيشه من ضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
وفي الأثناء، تتقدم القوات الروسية تدريجاً في منطقة دونيتسك متجهة نحو بوكروفسك ذات الأهمية اللوجستية للجيش الأوكراني.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى