افتتاحية اليوم: الانتخابات البلدية تُنعش الطائفية.. بري للنواب: جرصتونا

من المرات القليلة التي تشهد فيه القاعة العامة في مجلس النواب ضياعاً وفوضى نيابية، خلال مناقشة أي بند من بنود جدول أعمال اي جلسة عامة، ووصل الأمر بالأمس الى حد مخاطبة رئيس مجلس النواب نبيه بري المعروف عنه “بدوزنة “الجلسات التشريعية في عّز الإنقسامات السياسية النواب بالقول: “الأمور تخنت، وتجرصنا، طوّلت بالي عليكم كثير، ولازم تلتزموا بالنظام الداخلي”.
كاد الرئيس بري ان يخرج عن طوره، بعدما خرج النواب عن دائرة الإنضباط والأصول المتبعة في طلب الكلام، حيث لوحظ ان رئيس المجلس وجه تنبيهات عدة لأكثر من نائب دخلوا على خط المداخلات من دون طلب إذن الكلام، وبأسلوبه الخاص عبّر النائب جميل السيد عن امتعاضه مما يجري فتأبط ملفاته وخاطب الرئيس بري قائلا سأخرج من الجلسة لأن هناك من لا يحترم النظام الداخلي، ولم يُفلح الرئيس بري في ثنيه عن قراره، وهو بدوره لّوح برفع الجلسة في حال بقي الجو داخل القاعة على النحو الذي كان عليه من الفوضى.
وما أثار إستغراب الرئيس بري هو كيف ان النواب في جلسة اللجان المشتركة الاسبوع الفائت وصلوا الليل بالنهار وعلى مدى تسعة ساعات ناقشوا اقتراح تعديل قانون السرية والمصرفية وأقروه ورفعوه الى الهيئة العامة، وعند طرحه على النقاش امس استغرق ذلك ساعة ونصف الساعة وطالب بعض النواب الذين شاركوا في المصادقة عليه في اللجان اسقاط تعديلات عليه وكأنهم يناقشوا الاقتراح لأول مرة.
وبالإضافة الى الفوضى والضياع النيابي وحالة التخبط التي ظهرت بوضوح خلال عملية المناقشات لجدول الاعمال، أعاد بعض النواب الى الأذهان مفردات كانت تقال خلال الحرب الاهلية مثل المنطقة الشرقية والغربية، في ما خص اقتراح القانون الرامي الى تعديل بعض أحكام البلديات والنصوص المتعلقة ببلدية بيروت، وطبعت الحدّية بعض المداخلات، والمذهبية والطائفية مداخلات أخرى، وقد لاحظ “مايسترو” الجلسات ان النقاش بدأ يخرج عن إطاره التشريعي فسارع الى تحويل الاقتراحات المتعلقة بالانتخابات البلدية على لجنة خاصة لمعاودة عقد جلسة في مهلة اقصاها الثامن من ايار. وخاطب النواب قائلا: ما يحصل لا يجوز على الاطلاق، نحن كمجلس نواب علينا إمتصاص كل شيء فالنائب هو نائب عن الأمة كما ينص الدستور مشددا على ان لا تأجيل للإنتخابات البلدية.