«صدمة» الموفد الفرنسي: العجز عن الإصلاح..!
كتب صلاح سلام في “اللواء”:
هي «صدمة» أن يكتشف الموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكان عدم جدية الحكومة اللبنانية في تنفيذ الخطط الإصلاحية، وبالتالي عدم قدرة لبنان على تجاوز سلسلة أزماته بسهولة!
كل الزيارات السابقة للديبلوماسي الفرنسي، وعشرات اللقاءات التي عقدها مع مسؤولين وسياسيين لبنانيين، سواء في بيروت أم في باريس، لم تكن كافية ليدرك مستشار الرئيس الفرنسي للملف اللبناني، أن حكام هذا البلد المنكوب بالسقوط في جهنم، وهو في طريقه حالياً إلى العصفورية، كما توقع الرئيس المكلف، ليسوا على مستوى المسؤولية الوطنية المناطة بهم، وأن أولوياتهم تنحصر بمصالحهم الأنانية والفئوية، غير عابئين بمعاناة شعبهم، الذي يتجرع يومياً كؤوس الفقر والجوع والعتمة، دون أن يرف جفن لمسؤولين، وكأنهم يعيشون في بلاد الفرح والسعادة.
يبدو أن الديبلوماسية الفرنسية قد اعتادت على أساليب المماطلة والتسويف المعتمدة من قبل أهل الحكم، والتي أدت إلى إجهاض مبادرتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إثر زيارتيه الشهيرتين إلى بيروت في أعقاب الإنفجار الزلزالي في مرفأ بيروت.
ولم يعد الديبلوماسيون الفرنسيون في عجلة من أمرهم لإنقاذ وطن الأرز من غياهب الإنهيارات المتلاحقة، كما كان عليه الحال عند إندلاع إنتفاضة ١٧ تشرين ٢٠١٩، وما أعقبها من إنفجار المرفأ، وإستقالة حكومة حسان دياب.
وإذا تأكدت المعلومات التي أبلغها دوكان للمسؤولين اللبنانيين حول عدم قدرة فرنسا على وقف الإرتطام الكبير، بعدما شمل التدهور في الأوضاع العامة معظم القطاعات الحيوية، وجاء إضراب موظفي الدولة ليزيد الأمور تفاقماً، ويقضي على البقية الباقية من موارد الخزينة، التي ستسجل عجزاً غير مسبوق في عهود الإستقلال، سيحول دون دفع رواتب الموظفين الشهر المقبل في المواعيد الشهرية المحددة.
أما الحديث الفرنسي عن تمويل المشاريع الملحة، وفي مقدمتها الكهرباء، فيبقى مجرد كلام بكلام، إلى حين تنفيذ الإصلاحات البنيوية المطلوبة.
وبإنتظار حلول الفرج سيبقى الترياق يأتي من العراق عبر شحنات الفيول ومساعدات القمح، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً مع حكام الزمن الأسود.