صدى المجتمع

4 فوائد إضافية تجنيها من تخفيف وزنك الزائد.

عشرات الكيلوغرامات الزائدة في وزن جسمك، هي عبء بدني ونفسي كبير عليك. وعندما تنجح في إزالة أكثر من 15 في المائة من وزنك؛ سواء باتباع حمية غذائية جادة، والخضوع لعمليات المعدة لإنقاص الوزن، وبتلقي حُقن إنقاص الوزن، فإنك وجسمك ستجنيان كثيراً من الفوائد الصحية… ومعرفتها ستدفع المرء إلى الصبر لفقد مزيد من الوزن الزائد، وإلى المحافظة على ما حققه من مكافآت صحية لجسمه.

بعيداً عن «الفوائد التقليدية»

ولكن بعيداً عن «الفوائد التقليدية» لإنقاص الوزن التي يكثر ذكرها ويعلمها غالبية منْ لديهم سمنة، مثل انضباط نسبة سكر الدم، وخفض ارتفاع ضغط الدم، وتقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب، وإزالة آلام المفاصل، وخفض معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية، والوقاية من هشاشة العظام، وخفض الإصابات بأنواع كثيرة من السرطان… فإن ثمة فوائد صحية «أخرى» ذات تأثيرات صحية ونفسية عميقة وظاهرة في الوقت نفسه. وإليك هذه الفوائد الأربع منها:

> مزاج نفسي أعلى: أكثر ما نسمع نحن الأطباء من الأشخاص الذين نجحوا في فقدان أعباء الوزن الزائد، هو تحسن مزاجهم النفسي، وارتفاع شعورهم بالثقة بمظهر الذات، وتخفيف الإرهاق الذهني، وانخفاض معدلات التوتر لديهم، وكذلك انخفاض نوبات الغضب.

وأكدت هذا كله دراسات طبية عدة؛ من أمثلتها دراسة باحثين من جامعة سيدني في أستراليا، نُشرت ضمن عدد ديسمبر (كانون الأول) 2017 من «دورية السمنة الإكلينيكية (Clin Obes)»، قالوا فيها: «علاقة ثنائية الاتجاه بين السمنة والاكتئاب. وعلى مدى دراسة استمرت شهراً (بين منْ هم فوق الأربعين عاماً)، ارتبط فقدان الوزن (نقص بمقدار يفوق 5 في المائة من الوزن الأساسي للجسم) بتحسن الحالة المزاجية للأفراد الذين لديهم سمنة وغير المصابين بالاكتئاب، خلال فترة 3 أشهر. واستمرت هذه التحسينات خلال فترة 12 شهراً من المتابعة».

إن فقدان الوزن لا يجعل جسدك يشعر بالراحة فحسب؛ بل يعزز مزاجك وصحتك العقلية. والأشخاص ذوو الحالة المزاجية الأفضل، ينخفض الوزن لديهم بمقدار أكبر. ويقلل الحفاظ على وزن صحي من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق ومشكلات الصحة العقلية الأخرى. والمزاج الجيد والوزن الصحي يجتمعان معاً.

كما تربط الدراسات الطبية بشكل وثيق بين السمنة والمعاناة من مشكلات الذاكرة ومهارات التفكير، وعدد آخر من الوظائف الذهنية الدماغية عموماً. وأظهرت إحدى تلك الدراسات أن أداء النساء كان أفضل في اختبارات الذاكرة بعد فقدان الوزن. كما أصبحت أجزاء معينة من الدماغ لديهن أكثر نشاطاً بعد فقدان الوزن الزائد.

لذة الطعام وعمق النوم

> طعم ألذّ للمأكولات: من الحقائق الطبية أن الوزن الزائد، يُضعف لدى المرء حاسة التذوق، ويزيد من تلف البراعم العصبية للتذوق في اللسان. وأحد أسباب استمرار زيادة الوزن والسمنة لدى كثيرين، هو تدني قدرة الاستمتاع بطعم الأكل، مما يدفع بهم إلى تناول كثير منه للوصول إلى تلبية الشعور بالنكهة والطعم للمأكولات.

وتفيد نتائج دراسات حديثة عدة بأن لدى ذوي الوزن الزائد، يزداد تفضيل الإكثار من تناول الحلويات والدهون. وأحد أسباب ذلك أن زيادة الوزن والسمنة يمكن أن تؤديا إلى تقليل إدراك التذوق وزيادة تفضيل تناول الحلويات والدهون. وفي هذا الجانب؛ يظهر كثير من الدراسات أن وظيفة التذوق تتأثر بشكل سلبي أكبر لدى الرجال مقارنة بالنساء.

وفي المقابل، تشير الدراسات الطبية إلى أن الأشخاص الذين يفقدون كثيراً من الوزن، خصوصاً بعد جراحة المعدة لإنقاص الوزن، لا يعودون يتذوقون الأشياء بالطريقة السابقة نفسها. وتحديداً؛ قد لا يكون آنذاك مذاق الوجبات الحلوة والدسمة جيداً بالنسبة إليهم. لذلك، سيعودون بشكل طبيعي إلى تناول مزيد من الأطعمة الصحية والحصول على سعرات حرارية أقل، وسيشعرون بطعم أكثر غنى لتلك المأكولات الصحية.

وفي دراسة أخرى من «كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية» بجامعة كيوشو في اليابان، نشرت ضمن عدد 6 سبتمبر (أيلول) 2019 من مجلة «حقائق السمنة (Obesity Facts)» أفاد مؤلفوها: «أدى فقدان الوزن الناجم عن التدخل غير الجراحي، إلى تطبيع وتخفيف تفضيل واستساغة السكر لدى النساء المصابات بالسمنة».

> راحة أعمق في النوم: أفادت نتائج دراسة لباحثين من جامعة بيتسبيرغ وجامعة جورجيا بالولايات المتحدة: «يزداد الاعتراف بأن النوم يُسهم في تنظيم وزن الجسم؛ إذ تتنبأ مدة النوم القصيرة بمخاطر أكبر للإصابة بالسمنة. وثبت أيضاً أن ضعف جودة النوم، والتأخر في وقت الذهاب إلى النوم، وانخفاض كفاءة النوم في تحقيق راحة الجسم، وأنماط النوم غير المنتظمة… مرتبطة كلها أيضاً بالسمنة. ويرتبط تحسّن جودة النوم ارتباطاً كبيراً بفقدان الوزن لاحقاً». ونُشرت الدراسة ضمن عدد يوليو (تموز) 2021 من «المجلة الدولية للسمنة (Int J Obes)».

وفي المقابل؛ فان الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو من زيادة الوزن، قد يعانون أيضاً من صعوبة في النوم. وغالباً ما يكون هذا بسبب حالات «انقطاع النفس النومي (Sleep Apnea)»، التي هي أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن. وهي نوبات ليلية متكررة من الشخير وانقطاع وصعوبة التنفس، في أثناء النوم.

ولكن الجيد في الأمر أن فقدان الوزن بإمكانه أن يخفف من مشكلات التنفس هذه. وبعد تحقيق خفض الوزن ولو بنسبة 5 في المائة، قد يجد الشخص أنه من المرجح أن يظل نائماً طوال الليل. ونتيجة لذلك، سيشعر بمزيد من اليقظة الذهنية والبدنية والراحة طوال اليوم، خصوصاً في الأداء الوظيفي أو التحصيل الدراسي.

كما لاحظت دراسة أخرى لباحثين من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز أن المصابين بالسمنة ولديهم حالة مقدمات السكري أو مرض السكري من النوع الثاني، ويعانون من مشكلات النوم؛ مثل توقف التنفس في أثناء النوم والتعب خلال النهار والأرق والنوم المضطرب أو المتقطع، إذا ما فقدوا نحو 7 كيلوغرامات، أو نحو 15 في المائة من شحوم البطن، فسوف تتحسن جودة النوم لديهم.

أداء جنسي أقوى

> أداء عاطفي أفضل: تزيد السمنة من خطر الإصابة بكثير من الأمراض أو الاضطرابات؛ بما في ذلك تدني الرغبة الجنسية وتدني القدرة الجنسية. وقد يكون فقدان الوزن من «أفضل الطرق» لاستعادة الانتصاب الطبيعي لدى الرجال، ورفع مستوى الرغبة الجنسية. وكثيرة هي الدراسات الطبية التي أكدت هذه الحقائق.

وكانت دراسة قديمة لباحثين كنديين نُشرت عام 2005 في «مجلة أطباء الأسرة الكنديين (CFP)»، شملت رجالاً شاركوا في دراسة تأثيرات إنقاص الوزن، وكانت لديهم في الأساس سمنة وكانوا مصابين بمرض السكري ويعانون من ضعف الانتصاب، لاحظت في نتائجها أن أكثر من 30 في المائة من الرجال الذين نجحوا في خفض وزنهم بمقدار نحو 15 كيلوغراماً، استعادوا القدرات الجنسية الطبيعية لديهم.كما أن خفض وزن الجسم، واستعادة التناسق الطبيعي لشكل الجسم، يرفعان من مستوى تقدير الذات وتحسين الصحة النفسية. وكلاهما ذو تأثير مباشر في تحسين الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.

وفي دراسة بعنوان «تأثير وزن الجسم على الوظيفة الجنسية لدى الرجال والنساء»، نشرت ضمن عدد مارس (آذار) 2020 من مجلة «تقرير الصحة الجنسية الحالي (Curr Sex Health Rep)»، قال باحثون من «كلية بايلور للطب» في هيوستن بتكساس: «ترتبط جراحة السمنة بإزالة الخلل الوظيفي الجنسي لدى الرجال. وفي النساء، وجد كثير من الدراسات أن جراحة السمنة أدت إلى انخفاض الضعف الجنسي الأنثوي».

وفي دراسة من جامعة ديوك بالولايات المتحدة بعنوان: «تحسين جودة الحياة الجنسية بعد فقدان الوزن بشكل معتدل»، أفاد الباحثون: «قيّمنا التغيرات في نوعية الحياة الجنسية من حيث صلتها بفقدان الوزن، على مدى عامين، لدى الأفراد الذين يخضعون لعلاج إنقاص الوزن. وجرى قياس 6 أبعاد لنوعية الحياة الجنسية (الشعور بعدم الجاذبية الجنسية، والافتقار إلى الرغبة الجنسية، والإحجام عن الظهور خالعاً الملابس، وصعوبة الأداء الجنسي، وتجنب اللقاءات الجنسية، وقلة الاستمتاع بالنشاط الجنسي). ولاحظنا أن فقدان نحو 13 في المائة من الوزن، كان مرتبطاً بشكل كبير بالتحسينات في جميع أبعاد الجودة الجنسية للحياة. وحدثت أكبر التحسينات بالنسبة إلى النساء خلال فترة 3 أشهر». ونشرت الدراسة ضمن عدد 3 يوليو 2008 من «المجلة الدولية لأبحاث العجز الجنسي (International Journal of Impotence Research)».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى