تدشين عصر السيادة الرقمية السعودية

كتبت الهنوف بن حسان في صحيفة الرياض.
من الرياض.. الإعلان الرسمي عن انطلاق منصة “بيم – Beem” خطوة تكسر احتكار التطبيقات العالمية، وتدعم السيادة الرقمية، وتدعم مسيرة التحوّل الرقمي السعودي، وإنجاز يُحسب لجهود الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لقيادة المملكة نحو ريادة الاتصالات الرقمية، في مشهد يعكس تسارع النهضة الرقمية في المملكة العربية السعودية ورؤيتها الطموحة لبناء اقتصاد معرفي متقدّم، منصة “بيم Beem” المتكاملة للتراسل الفوري والعمل التشاركي، والتي تأتي كأحدث مشروع وطني يهدف إلى إعادة تعريف بيئات العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة، وتمكينها من أدوات رقمية مرنة، سريعة، وآمنة.
يمثل هذا الإعلان محطة جديدة في مسار التحوّل الرقمي الذي تتبناه المملكة ضمن رؤية 2030، ويؤكد الدور القيادي الذي باتت تلعبه الرياض كمركز عالمي لتقنيات المستقبل ومختبر مفتوح للابتكار وإنجاز وطني يُحسب لجهود الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز.
لا يمكن الحديث عن إطلاق منصة Beem دون التوقف عند الدور الحيوي الذي لعبه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، الذي يُعد اليوم أحد أهم المحركات الوطنية في تطوير قطاع التقنية، وتمكين الكوادر السعودية، وتعزيز السيادة الرقمية.
لقد عمل الاتحاد على مدى سنوات على تأسيس بيئة تقنية متكاملة، قوامها تأهيل آلاف المبرمجين السعوديين وبناء منظومة وطنية للأمن السيبراني وإطلاق حاضنات ومسرّعات تقنية، ولا أنسى دعم الشركات المحلية لبناء منتجات رقمية بمعايير عالمية.
واليوم، تظهر “بيم” كواحدة من ثمار هذه الجهود الوطنية، وكدليل عملي على قدرة الكفاءات السعودية على صناعة منصات تواكب أعلى المعايير الأمنية والتقنية في العالم. حيث تم تصميم “Beem” لتكون منظومة عمل رقمية متكاملة، تقدم حزمة واسعة من الخدمات التي تعيد تشكيل أسلوب العمل داخل المؤسسات، أبرزها:
1 – التراسل الفوري عالي الخصوصية.
2 – الاجتماعات المرئية والصوتية.
3 – مشاركة الملفات بطريقة آمنة ومنظمة.
4 – مساحات عمل تشاركية متقدمة.
5 – تكامل مع الأنظمة المؤسسية.
هذه الخصائص تجعل “بيم” منصة قادرة على منافسة أشهر التطبيقات العالمية، غير أنها تتميز عنها بأنها سعودية الهوية، سيادية البيانات، وآمنة بالكامل وفق معايير الأمن السيبراني الوطني، خطوة تعزز مكانة المملكة كقوة رقمية عالمية تنافس أميركا والصين في آن معاً، ويأتي انطلاق Beem في لحظة تشهد فيها المملكة قفزات نوعية في قطاعات التقنية والذكاء الاصطناعي، من أبرزها: تأسيس شركات وطنية كبرى في الذكاء الاصطناعي مثل شركة “هيومن” وتوسع الاستثمارات في مراكز البيانات، وبناء بنية تحتية رقمية متقدمة، وجذب شركات عالمية كبرى للعمل من داخل المملكة.
في هذا السياق، يشكل إطلاق Beem جزءًا من منظومة وطنية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء التقني، والحد من الاعتماد على حلول خارجية قد لا تناسب خصوصية السوق السعودي أو معاييره الأمنية. كما تمثل المنصة انعكاسًا مباشرًا لرؤية المملكة في أن تكون الرياض عاصمة مستقبل التقنية ومركزًا عالميًا للشركات الناشئة والابتكار.
تتجه المؤسسات حول العالم نحو حلول العمل المرن، والعمل عن بُعد، والنظم التشاركية، وهو ما يجعل “بيم” استجابة مباشرة لهذه الاحتياجات. فالمنصة توفر للمؤسسات أدوات تساعد على رفع كفاءة الاتصال الداخلي وتسريع اتخاذ القرار، كذلك تقليل الوقت المستهلك في التواصل التقليدي، وتحسين إدارة الموارد، ربط الفرق في مدن ودول مختلفة.
ومع اعتماد المزيد من المؤسسات السعودية على هذه المنصة، ستظهر نتائج واضحة على مستويات الإنتاجية، جودة العمل، وسرعة الإنجاز حيث الرياض تُطلق إشارتها الجديدة نحو المستقبل، بإطلاق منصة “بيم- Beem” من الرياض خطوة جديدة في مسيرة التحوّل الرقمي السعودي، ورسالة قوية بأن المملكة لا تكتفي بمواكبة الثورة الرقمية، بل تصنعها وتقودها وتعيد تشكيلها وفق احتياجاتها وأولوياتها.
إنها ليست مجرد منصة تقنية جديدة.. بل إعلان دخول مرحلة جديدة تتقدم فيها السعودية بثقة نحو الصدارة الرقمية العالمية.
وهو إنجاز يستند إلى جهود واعية وصناعة وطنية ناضجة، يتصدرها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركاء التقنية ورجال ونساء المستقبل الذين يصنعون اليوم بيئة عمل رقمية سعودية بمعايير لا تقل عن أي منصة عالمية، تتحدث السعودية بلغة المستقبل، وتبني أدوات عملها بيدها، وتثبت للعالم أن الرياض ليست مركزًا للتقنية فقط.. بل منصة لإطلاق المستقبل بأكمله.




