2024 عامٌ مهمّ لنظم الواقعين الافتراضي والمعزّز
تنتظر الأسواق هذا العام مجموعة من الأجهزة المطورة مع انتظار المشترين لخوذة «أبل» الموعودة. ومع ذلك، لا يزال تبنّي ما يُعرف بتقنيات أجهزة «الواقع الممتد» – الواقع الممتدّ (XR) Extended Reality المصطلح المستخدم لتغطية تقنيات الواقع (المعزز، والافتراضي، والمختلط) – في بدايته، ولكن تجّار هذه الأجهزة يواصلون الدفع باتجاه قبول أوسع لها في أوساط الاستهلاك، وهذا ما انعكس في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي شهد الإعلان عن خوذ واقع مختلط ونظارات ذكية جديدة، بالإضافة إلى معالج كوالكوم جديد يعد بتشغيل جيلٍ كامل من هذه الأجهزة.
وبعد ردود الفعل السلبية التي قوبل بها الميتافيرس والتقنيات المرتبطة به في السنوات الماضية، يبدو أنّ المزاج تبدّل اليوم، بعد كشف النقاب عن خوذة «أبل» «فيجن برو» Vision Pro في الصيف الفائت، التي تدخل إلى المتاجر في فبراير (شباط) الحالي. وأيضاً، حصلت خوذة «كويست 3» Quest 3 من ميتا، ونظارات «راي بان» Ray – Ban الذكية على تقييمات إيجابية جداً، ما أشعل الاهتمام بأجهزة الواقعين الافتراضي والمعزّز من جديد. وتأتي هذه المستجدّات بعد سنة صعبة عاشتها هذه السوق في 2023: فقد شهدت شحنات الأجهزة تراجعاً بنسبة 8.3 في المائة، إلى 8.1 مليون جهاز.
خوذة «فيجن برو»لم تحصل الإعلانات المهمّة المرتبطة بسوق الواقعين الافتراضي والمعزّز في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية نفسه. فقد أعلنت «أبل» موعد إطلاق خوذتها المنتظرة «فيجن برو» في الولايات المتّحدة، إلّا أنّها لم تحدّد موعداً لتوفيرها في دولٍ أخرى، ولو أنّها متوقّعة في بعض الأسواق كالمملكة المتحدة وكندا، في وقتٍ لاحق من هذا العام. ولكنّ سعر «فيجن برو»، الذي يبدأ من 3499 دولاراً، يشير بوضوح إلى أنّها ليست مصممة للمستخدمين العاديين. فقد توقّع محلّلو «آي. دي. سي» أن تبيع الخوذة نحو 200 ألف وحدة هذا العام، وأن يكون جمهورها الأوّل من الشركات والأعمال. ونقلت تقارير إعلامية عن محلّلين آخرين توقعهم بأن تبيع الشركة في الجولة الأولى من 60 إلى 70 ألف وحدة.
من جهته، قال آفي غرينغارت، مدير وكبير المحللين في شركة «تيكسبونينشل»: «سرّع دخول أبل إلى عالم الحوسبة المكانية حركة السوق، لأنّه وضع أمام المنافسين هدفاً يجب أن يحققوه – أو يتجنّبوه».
وأضاف في حديث نقلته مجلة «كومبوتر وورلد»: «لم يعلن أحدٌ بعد عن دخول منتجٍ شبيه بخوذة أبل إلى السوق هذا العام، ولكنّ البعض بدأ بتطوير منتجه الخاص، بينما فضّلت شركات أخرى الذهاب في اتجاه تطويري أو سوق مختلفة لتفادي التصادم المباشر مع أبل».«محتوى تجسيمي» مبتكر من «سوني»حتّى اليوم، ركّزت سوني طموحاتها للواقع الافتراضي في مجال الألعاب الإلكترونية، ولكنّ هذا الأمر سيتغيّر في 2024. فقد أعلنت الشركة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية عن خططٍ لاستهداف المستخدمين في عالم الأعمال بجهاز واقع مختلط لصناعة محتوى ثلاثي الأبعاد وتسهيل التعاون بين المحترفين في مجالات الترفيه والهندسة. وأعلنت سوني أيضاً عن شراكة مع «سيمنز» لتطوير خدمات صناعية مدعومة بالواقعين الافتراضي والمعزز.
يضمّ جهاز سوني المنتظر شاشة عرض «أوليد 4 كيه» وتقنية تسمح بالبقاء على اتصال بالعالم الحقيقي شبيهة بتلك التي اعتمدتها ميتا في خوذتها «كويست 3»، وأبل في «فيجن برو». يعتمد الجهاز أيضاً على أداتي تحكّم للتفاعل مع الأجسام الثلاثية الأبعاد في بيئات افتراضية: عصا وحلقة للتلاعب بالأجسام الثلاثية الأبعاد والبقاء على اتصال بلوحة مفاتيح في العالم الحقيقي.
وكشفت سوني عن أنّها تحضّر لإطلاق جهازها في 2024. وأشار موقع «زي. دي. نت» إلى أنّ جهاز سوني لن يُباع مستقلاً، بل في حزمة مع برنامج «إن. إكس. إمرسيف ديزاينر» Siemens NX Immersive Designer software (أُعلن عنه في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية) من سيمنز.رقائق «كوالكوم» وخوذة «سامسونغ»وتجدر الإشارة إلى أنّ جهاز سوني الجديد يستخدم رقاقة كوالكوم «سنابدراغون XR2 الجيل الثاني» المخصصة لأجهزة الواقعين الافتراضي والمعزز. وكانت شركة كوالكوم قد رفعت الستار قبل أسبوع واحدٍ من معرض الإلكترونيات الاستهلاكية عن معالجها الجديد، متعهدة بأن يدعم الجيل المقبل من الخوذ.
شهد المعالج الجديد تحسينات أساسية، أبرزها دعم العرض العالي الدقّة لما يصل إلى 4.3k بيكسل في العين الواحدة (مقارنة بـ3k بيكسل في رقاقة «XR2 الجيل الثاني)، بالإضافة إلى دعمٍ 12 كاميرا (زيادة كاميرتين أو أكثر على سلفها)، ومعدّل استجابة 12 ملّي ثانية مع رؤية مستمرة للعالم الحقيقي، التي باتت تعد ميزة أساسية في أجهزة الواقع المختلط.
ومن المتوقع أن تشغّل رقاقة كوالكوم الأخيرة خوذة جديدة من سامسونغ، طُوّرت في إطار شراكة مع غوغل لابتكار منصّة واقع مختلط. ويبدو أنّ هذه الخطط التي سبق أن أُعلن عنها في بداية 2023 أُجّلت بعد إعلان أبل عن «فيجن برو».
يوحي الإعلان الصادر عن سامسونغ عن تطويرها لخوذة مجهّزة برقاقة «سنابدراغون XR2 الجيل الثاني» وكأنّنا على موعدٍ مع جهاز قوي لا يزال موعد إطلاقه غامضاً، ولو أنّ معظم التوقعات تشير إلى أنّه سيكون في 2024.
نظارات ذكية متنوعةشهد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية عرض نظارات ذكية عدّة، أبرزها «إير 2 ألترا» Air 2 Ultra من تطوير شركة «إكس ريل»، و«راي نيو إكس 2 لايت» RayNeo X2 Lite من شركة TCL.
صُممت «إير 2 ألترا» (سعر ابتدائي: 699 دولاراً) لخدمة المطوّرين بالدرجة الأولى، ولكنّها ستكون متوفرة لجميع المستهلكين بعد إطلاقها رسمياً في مارس (آذار) المقبل.
تقدّم النظارة، المصنوعة من التيتانيوم (80 غراماً)، بديلاً خفيفاً للخوذ الثقيلة، وتتيح لمستخدمها رؤية الأجسام الرقمية (كشاشة رقمية كبيرة مثلاً) مثبّتة في العالم الحقيقي، ومشاهدة فيديوهات مكانية مصممة على الآيفون. ولكنّ هذا التصميم الصغير ليس خالياً من العيوب؛ إذ على عكس «فيجن برو» و«كويست 3»، تتطلّب هذه النظارة الذكية وصلها بهاتف ذكي أو لابتوب بواسطة سلك USB – C.
ومع ذلك، عدّ أنشيل ساغ، محلّل بارز في شركة «مور إنسايتس أند ستراتيجي»، أنّ «إير 2 ألترا» تمثّل نسقاً من المنتجات الجيّدة لكبار مزوّدي خوذ الواقع المعزز في السوق.