10 آلاف خطوة يوميا كفيلة بتقليل خطر الوفاة
كشف أطباء في المملكة المتحدة عن الفوائد الصحية المرتبطة بالمشي، والعدد المطلوب من الخطوات اليومية التي من شأنها أن تحافظ على صحة الفرد.
وتشير أبحاث حديثة إلى أن السير نحو 10 آلاف خطوة يومياً، يمكن أن يقلل بصورة كبيرة من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة الباكرة، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم جالسين.
وكان خبراء الصحة لاحظوا في السابق أن الأفراد الذين يمضون فترات طويلة في وضعية الجلوس، سواء خلف مكاتبهم أو أمام الشاشة، يواجهون خطراً متزايداً لتعرضهم لوفاة باكرة أو إصابتهم بأمراض القلب.
ومع ذلك لا يزال حتى الآن من غير المؤكد ما إذا كان المشي المنتظم يمكن أن يقاوم الآثار الضارة للجلوس لفترات طويلة أو يعوضها.
وفي دراسة حديثة نشرت في “المجلة البريطانية للطب الرياضي” British Journal of Sports Medicine، تبين للباحثين أن كل خطوة إضافية تتجاوز 2200 خطوة يقوم بها الفرد في اليوم، حتى نحو 10 آلاف خطوة، تسهم في تقليل الأخطار المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة، بغض النظر عن المدة التي يمضيها الفرد في وضعية الجلوس.
ووجدت الدراسة أيضاً أن الأشخاص الذين يتفاوت متوسط خطواتهم ما بين 9 آلاف و10500 خطوة في اليوم، أظهروا أنهم أقل عرضة لخطر الوفاة الباكرة.
وفي ما يتعلق بالتخفيف من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، أظهر الأفراد الذين بلغ متوسط خطواتهم اليومية نحو 9700 خطوة، أخطاراً صحية أقل.
الدراسة التي أجراها خبراء من “جامعة سيدني”University of Sydney ، استخدمت بيانات من “البنك الحيوي في المملكة المتحدة” UK Biobank (مجموعة أبحاث علمية في مجال الاستعداد الوراثي والتعرض البيئي، وقد شكلت بياناتها مورداً مهماً لأبحاث السرطان) وشملت 72174 مشاركاً بمتوسط أعمار 61 سنة تقريباً.
وقد وضع كل مشارك فيها جهاز مقياس التسارع على معصمه لمدة سبعة أيام، لقياس مستويات نشاطه البدني والتمارين التي يقوم بها.
وخلال فترة متابعة امتدت إلى ما يقارب سبعة أعوام، سجل الباحثون 1633 حالة وفاة، و6190 حالة إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
وأشارت النتائج إلى أن السير لأكثر من 2200 خطوة في اليوم، ارتبط بانخفاض معدل الوفيات وتراجع خطر الإصابة بأمراض القلب، بغض النظر عن الوقت الذي يقضونه في وضعية الجلوس، وعلاوة على ذلك لوحظ أن الفوائد ترتفع كلما زاد عدد الخطوات التي يمشيها الفرد.
وفي الإجمال أدى الحفاظ على روتين يومي من عدد خطوات ما بين 9 آلاف و10500 خطوة، إلى انخفاض بنسبة 39 في المئة في خطر الوفاة الباكرة، وتراجع بنسبة 21 في المئة في خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
يذكر هنا أن نصف هذه الفوائد حققت من خلال الوصول إلى عدد خطوات يومي يتفاوت ما بين 4 آلاف و4500 خطوة تقريباً.
وأبرزت دراسة منفصلة نشرت في “مجلة علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي” Journal of Neurology, Neurosurgery and Psychiatry، أنه حتى الحد الأدنى من ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وشدد الباحثون الذين ينتمون إلى مؤسسات مثل “مستشفى ’إمبريال كوليدج لندن‘ للرعاية الصحية” Imperial College London Healthcare Trust التابع لـ “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” (ان إتش أس)، على أهمية تشجيع ممارسة الأفراد نشاطاً بدنياً حتى في الحد الأدنى من المستويات.
جولي وارد، وهي ممرضة أولى في صحة القلب تابعة لـ “مؤسسة القلب البريطانية” British Heart Foundation، علقت على نتائج هذه الأبحاث بالقول “نحن ندرك أن النشاط البدني اليومي أمر بالغ الأهمية في ما يتعلق بالحفاظ على نمط حياة صحي، وللتقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وبسكتة دماغية”.
وأضافت، “تظهر هذه الدراسات الجديدة الواعدة أن كل خطوة يقوم بها شخص ما في اتجاه تحقيق هدف 10 آلاف خطوة في اليوم، تساعد في خفض خطر الوفاة والإصابة بأمراض القلب، حتى إن الانخراط في مستويات منخفضة من النشاط يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية”.
وقالت وارد، “نحن نشجع في المقابل جميع الأشخاص على البقاء نشطين وإعطاء الأولوية لصحة القلب والدورة الدموية من خلال ممارستهم تمارين رياضية معتدلة لمدة 150 دقيقة في الأسبوع”.
وأوضحت أن ذلك “يمكن أن يشمل أي نشاط يناسب نمط حياتك، بما فيه أخذ فترات راحة قصيرة للسير على القدمين بعيداً من جهاز الكومبيوتر، أو ارتياد صالة الألعاب الرياضية، أو المشاركة في أحد صفوف التمارين، أو حتى النزول من الحافلة قبل محطة واحدة لإضافة مزيد من الخطوات”.
وقالت وارد، “لمزيد من الإرشادات في شأن بقاء الأفراد نشطين، يُرجى زيارة موقعنا على الإنترنت أو استشارة الطبيب العام لتحديد مستوى التمرين المناسب لكل شخص”.
مات لامبرت مدير المعلومات الصحية والترويج في “الصندوق العالمي لأبحاث السرطان” World Cancer Research Fund (وهو مؤسسة غير ربحية تعنى بأبحاث الوقاية من السرطان والنظام الغذائي والوزن والنشاط البدني)، رأى أن الدراسة تؤكد مدى ارتباط زيادة النشاط البدني بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض السائدة مثل السرطان واضطرابات القلب.
واعتبر لامبرت أخيراً أن “الجانب المشجع بخاصة في هذه الدراسة، هو أنه حتى بالنسبة إلى الأفراد الذين لديهم جداول يومية مزدحمة، والذين قد يجدون هدف الـ 10 آلاف خطوة تحدياً غير قابل للتحقيق، فقد لوحظ أن هناك فوائد صحية كبيرة لدى أولئك الذين يتمكنون من السير يومياً ما بين 4 آلاف و5 آلاف خطوة”.