
كتب محمد ناصر العطوان في صحيفة الراي.
أميركا تبتكر أسلوباً جديداً في حل الخلافات الدولية، في خطوة تُثري قاموس الدبلوماسية العالمية، قررت الولايات المتحدة أن تُعلّم العالم فنون «الحل السريع» للمشاكل الدولية حيث قامت بطرد سفير دولة لأن الرئيس يظن أنه «يكرهه»!، فبدلاً من الحوار أو التفاوض، اكتشفت إدارة ترامب، أن الحل الأمثل لأي أزمة هو إلقاء السفير من النافذة على أول طائرة متجهة إلى بلاده، خصوصاً إذا كان هذا السفير من دولة «نكشت» إسرائيل!
السفير المطرود، إبراهيم رسول، ليس مجرد دبلوماسي عادي، بل هو «سياسي عنصري» وفقاً لوصف وزير الخارجية الأميركي الذي قرر فجأة أن يصبح خبيراً في علم اجتماع جنوب أفريقيا.
ولكي تكتمل الصورة الكوميدية، دخل إيلون ماسك، الملياردير الذي هرب من جنوب أفريقيا في سن الـ17 ليصبح «المُنقذ الأبيض» لترامب، ليعلن أن البيض هناك «ضحايا»! نعم، البيض في دولة عانى سكانها السود لعقود من الفصل العنصري والمذابح أصبحوا فجأة ضحايا… وكأن ماسك يقول: «لا تلوموني، أنا غني جداً لأفهم تاريخ القارة السمراء، لكن أستطيع أن أؤكد لكم أن البيض مُضطهدون… خصوصاً حين يملكون 72 في المئة من الأراضي، بينما يشكّلون 8 في المئة من السكان»!
أما عن حظر السفر الجديد الذي تدرسه الإدارة الأميركية، فمن الواضح أن ترامب، قرّر أن يُوسّع قائمته الشهيرة «منع دخول كل من يعتقد أن الأرض ليست مسطحة». هذه المرة، سيشمل الحظر 40 دولة، لأن الإحصاءات أثبتت أن المواطن العادي من طاجيكستان أو زيمبابوي يشكل تهديداً وجودياً لأمن أميركا أكثر من الأسلحة النووية لكوريا الشمالية!
العلاقات الأميركية – الجنوب أفريقية تدهورت لأن ترامب «قلّص المساعدات» لكن اللعبة واضحة: انتقد إسرائيل؟ ستخسر نقاطاً. تحدث عن الإصلاح الزراعي في بلدك؟ ستخسر المزيد. تجرؤ على ذكر تفوق البيض؟ سنطرد السفير… وها هو ترامب يطرد سفيرك ويغرد غاضباً: «هذا السفير عنصري… لأننا لسنا عنصريين!»
في النهاية، العالم يشهد انحداراً دبلوماسياً أميركياً يصل إلى مستوى مسرحيات الكباريه مع رؤساء العالم… سفراء يُطردون بسبب «الكره»، ومليارديرات يبكون على «اضطهاد البيض»، وقوائم حظر سفر أطول من قائمة أخطاء ترامب في حق النظام العالمي.
فمرحباً بكم في عصر الدبلوماسية على منصة «x»، حيث الكراهية الشخصية تَحل مكان السياسة، والغباء يلبس عباءة البطولة… والعنصرية تصبح وقحة وهي ترتدي لباس الوطنية. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله…أبتر.
ملحق ساخر:
- تقارير غير مؤكدة تفيد أن ترامب طلب من الأمم المتحدة تغيير علمها إلى صورة له وهو يرفع شعار: «أنا الأجمل… أو نطردكم!»
- إيلون ماسك يعمل على تطوير روبوت يُدافع عن «البيض المظلومين»… شريطة أن يدفعوا اشتراكاً شهرياً على «x المميز».