كتبت صحيفة “اللواء” : اتجه التيار الوطني الحر الى بكركي كملاذ، في ضوء احترام ازمة الثقة مع حزب الله، وتجميد العمل بمفاعيل «تفاهم مار مخايل» على خلفية دعم الحزب لترشيح الوزير السابق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة الأولى.
فبعد تمهيدي صباحي من رئيس التيار النائب جبران باسيل، اكتملت الحلقة بزيارة قام بها الرئيس السابق ميشال عون الى الصرح، ناقلين هواجس مسيحية على خلفية تحميل جلسة مجلس الوزراء الاثنين الماضي ما لا تحمل من تهم شطب الرئيس الماروني، والحكم من دون رئيس جمهورية، والعزف على وتر طائفي وميثاقي، لم يكن في حسابات الوزراء الذين حضروا الجلسة، لتأمين المال اللازم لشراء الادوية او توفير الاموال للمتقاعدين العسكريين والمدنيين والمدرسين المتعاقدين في المدارس الرسمية الابتدائية.
طرح في اللقاءين ثلاثة مواضيع:
1- مطالبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بموقف رافض لعقد جلسات لمجلس الوزراء.
2– دعوة لجمع القيادات المسيحية للاتفاق على مرشح واحد بدعم من الكتل المسيحية، ويضع الثنائي والكتل الاسلامية امام امر واقع..
3 – وضع بكركي في اجواء الصدام مع الثنائي الشيعي، والخلاف الكبير مع حزب الله.
بعد اللقاء قال باسيل: أحمّل الجميع مسلمين ومسيحيين مسؤولية ما حصل في مجلس الوزراء الاثنين وهو امر فظيع عبر حذف توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم وهو ضرب للميثاق وللكيان والجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية..
وردا على سؤال: ما اذا كانت الامور انتهت مع حزب الله عند حدود البيانات، رد باسل: الموضوع عندهم.. انا زلمي مسالم».
اما البطريرك الراعي فقال: لطالما كنا من دعاة الحوار، وانا يلي بدعي لحوار من الـ 2009» ولا حلّ إلا بالحوار بين الأفرقاء إما بحوار ثنائي بيني وبين كلّ فريق وإما بحوار جامع والحوار الجامع تتخلّله صعوبات. واعتبر ان «ما حصل من عقد لجسلة مجلس الوزراء «ما كان لازم يصير» وخصوصاً أنّ عدة أطراف كانت غائبة عن الجلسة».
ولاحظت مصادر سياسية ان الرئيس عون ظهر في بكركي، في اول لقاء له بعد انتهاء ولايته، بعد ان سبقه وريثه السياسي باسيل، في محاولة لتحوير مشكلته المستفحلة مع حزب الله الذي يدعم خصمه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة ،وكأنها مشكلة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وما يمثله، لعقده جلسة لمجلس الوزراء، بدون موافقة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتصوير ما حصل بانه موجه عمدا، للتعدي على حقوق المسيحيين، وصلاحيات رئيس الجمهورية، ومخالف للدستور، والميثاقية، والشراكة والعيش المشترك، بعد ان تهيب من استكمال الاشتباك السياسي مع الحزب بعد اتهامه بنعوت سيئة لم يسبق ان قالها في علاقته المتواصلة معه منذ عقد ونصف واهمها التملص من الوعود والانقلاب على التحالف وغيرها.
واشارت المصادر ان عون وقبله باسيل، بدأ واضحا في نقل الخلاف السياسي على الانتخابات الرئاسية، بعد استبعاد وريثه من السباق للرئاسة، وظهور مؤشرات ووقائع من حليفه الوحيد حزب الله لدعم ترشيح فرنجية، بعد فشل كل المحاولات التي بذلها لاقناع الحزب بتبديل خياراته بهذا الخصوص، وخشيته من تفاعل الخلاف المتصاعد مع حليفه نحو متاهات غير محسوبة، تؤثر سلبا عليه، انتهج عون وباسيل اسلوب التحريض الطائفي، وكأن ما حصل هو مشكل بين المسلمين والمسيحيين لتحييد الحزب.
الا ان المصادر اعتبرت محاولة عون للاستنجاد ببكركي لاعطاء دفع وزيادة لشحن النفوس والتحريض الطائفي، لاظهار الدعم والتأييد المسيحي لنهجه، بعدما ظهر وحيدا في معركته مع الحزب بخصوص الاختلاف حول ترشيح فرنجية، بانها مكشوفة ومنبوذة ولا تلقى تاييدا مسيحيا جامعا، لان الجميع يعرف ان معركة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وبدعم من عون، هي معركة شخصية وليست مسيحية، وهو يحاول الباسها الرداء الطائفي لاعادة لملمة الشارع المسيحي من حول التيار بعد الانكفاء الشعبي من حوله بفعل ممارساته المتماهية مع حليفه حزب الله ومخططاته الاقليمية المضرة للبنان واللبنانيين، والتغطية على مفاسد العهد وفشله الذريع بادارة السلطة وباغراق لبنان بالظلام باكبر كارثة اقتصادية ومعيشية مر بها في تاريخه.
وشددت المصادر انه كان على عون وباسيل، بدل انتهاج اسلوب التحريض الطائفي ووضع المشكل الأساس على الرئاسة بينه وبين حزب الله، الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بدلا من الامعان بالاقتراع بالورقة البيضاء، وباضاعة الوقت سدى، والتلهي بمشاكل واشكالات شخصية، تزيد من تدهور الاوضاع ولاتؤدي إلى حلحلة الازمة.
وتساءلت المصادر اذا كان ما يدعيه عون وباسيل هو الحرص على صلاحيات رئيس الجمهورية ، فلماذا لا يتبنى الاخير، باعتباره رئيس كتلة نيابية مسيحية كبيرة، تسمية مرشح ما للرئاسة كونه لا يستطيع الترشح شخصيا، لانه مكروه ومعزول داخليا ومنبوذ عربيا ودوليا، ومدرج على لائحة الفساد الاميركية، ويخوض الانتخابات الرئاسية على هذا النحو، كما تفعل كتلة القوات اللبنانية والمعارضة بترشيح ميشال معوض، ولكنه يستبدل هذا الخيار الانسب للحفاظ على صلاحيات رئيس الجمهورية، بافتعال المشاكل والازمات برداء طائفي بغيض ومستنكر، لتحقيق طموحه الشخصي، بابعاد خصومه التقليديين عن لانحة السباق للرئاسة الاولى، املا بالترشح الشخصي او المشاركة بايصال مرشح رئاسي يهيمن عليه وعلى سياساته مسبقا.
وختمت المصادر بأن ما يسعى اليه عون وباسيل في بكركي لجمع الزعماء الموارنة للحوار والتوافق حول الانتخابات الرئاسية، ووجه على الفور برفض من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع تحت عنوان «من جرب المجرب، كان عقله مخرب»،لان عون أو باسيل يهرعان الى بكركي عند الحشرة فقط.
الى ذلك، دعا جعجع حكومة تصريف الاعمال للتصرف بسرعة وجدية وفعالية في معرض التعليق على ما طرح في بعض الإعلام بان «حزب الله» يستقدم أسلحة من إيران عن طريق مطار بيروت، موضوع دقيق وخطير وطارئ ويستحق اجتماعاً عاجلاً وضرورياً لحكومة تصريف الأعمال من أجل استجماع كل المعطيات المطلوبة حول هذا الموضوع، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اللبنانيين.