يجدُر ببن سلمان أن يكون ديبلوماسياً مع بايدن في بلاده

كتب سركيس نعوم في “النهار”:
عن سؤال: ماذا عن النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط ويُقال إنه سيضم إسرائيل وإيران وتركيا؟ أجاب المسؤول الأول والمُزمن في مركز أبحاث أميركي مهم جداً لم تغرّه المواقع الرسمية رغم أن الكثيرين من شاغليها تخرّجوا منه، قال: “هذا أمرٌ ممكن لكن لا تنسَ أن هناك “اتفاقات أبراهام”. والبحث فيها مع دول الخليج العربية جارٍ ولا سيما مع المملكة العربية السعودية، وهي في حاجة الى دفاعات ليس فقط ضد الصواريخ الباليستية والطائرات الحربية بل أيضاً ضد الطائرات المسيّرة Drones. إسرائيل بارعة في صناعة هذه الأسلحة على تنوّعها وتستطيع أن تساعد الدول المشار إليها في هذا المجال. هاك كلام متبادل حول هذا الموضوع بين إسرائيل والمملكة”. علّقت: المشكلة أن السعودية هي في نظر مليار و300 أو 400 أو 500 مليون مسلم في العالم خادمة الحرمين الشريفين وهذا موقع ديني إسلامي مهم. أيّ اتفاق رسمي يوقّع مع إسرائيل قد يدفع هؤلاء وغالبيتهم من غير العرب الى الغضب على السعودية والعائلة الحاكمة فيها وربما الى المطالبة بنزع “خدمتها الحرمين” وإيكال هذه المهمة الى دولة مسلمة عربية أخرى أو غير عربية على الأرجح أو الى مجموعة دول. من شأن ذلك في حال حصوله إلحاق ضرر جسيم جداً بالدولة السعودية دوراً وهيبة في العالم الإسلامي كله العربي منه وغير العربي، كما من شأنه تهديد وجود النظام الحاكم فيها. بالمناسبة أنت تذكر على ما أعتقد ماذا فعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل سنوات بعد قمع الأمن السعودي تظاهرات احتجاجية قام بها الحجيج الإيراني في مكة المكرّمة بشدة ووقوع جرحى وقتلى، كما بعد حادث تدافع في مكة نفسها بعد ذلك بسنوات تسبّب بقتل كثيرين منهم السفير الإيراني السابق في بيروت غضنفر ركن أبادي. فإذا استمرت السعودية في التعاطل أو التعامل مع إسرائيل لا بل إذا طوّرت الأمرين بحيث قامت بينهما علاقة ديبلوماسية رسمية واعتراف متبادل وتطبيع وتنسيق أمني وعسكري ومخابراتي واقتصادي وتكنولوجي فإنها تكون تستفز دول العالم الإسلامي وتحديداً القطاعات الشعبية المتشدّدة حتى التكفير والعنف فيها. طبيعي أن يثير ذلك القلق على الاستقرار في المملكة وحتى في العالم الإسلامي كما في العالم. ردّ المسؤول الأول المُزمن نفسه في مركز أبحاث أميركي مهم جداً لم تغرّه المواقع الرسمية رغم أن الكثيرين من شاغليها تخرّجوا منه، قال: “معك حق. قد لا تذهب السعودية الى توقيع “اتفاقات أبراهام” مع إسرائيل مثلما فعلت شقيقتاها الخليجيتان مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. لكن ما يجري الآن هو أن السعوديين يتحدثون مع الإسرائيليين ويتعاونون معهم، كما أن بعضهم وتحديداً من اليهود يزورون المملكة. أخيراً أشير الى أن مؤتمراً بين الديانات التوحيدية وغير التوحيدية في العالم استضافته السعودية، وقد شارك فيه يهود ومسيحيون ومسلمون وبوذيون وكفّار وحتى “مورمون” ومشي الحال”. علّقت: في رأيي أفضل للمملكة العربية السعودية أن لا توقّع “اتفاقات أبراهام” وهذا أفضل لوليّ العهد فيها الأمير #محمد بن سلمان. فهو في الوضع الحالي ينفّذ إصلاحات جريئة في بلاده اقتصادية وثقافية واجتماعية و”دينية” الى حد ما. نجاحه في ذلك على مدى سنوات مقبلة عدّة سيجعل من الصعوبة بمكان إقدام المتشدّدين داخل بلاده من رجال الدين والمدنيين على إزالة كل إصلاحاته. ثم سألت عن المشكلة الفعلية بين الرئيس الأميركي #جو بايدن وولي العهد السعودي ولا سيما بعد إعلان الأول في حملته الانتخابية الرئاسية أنه لن يتعاطى مع الثاني بعد انتخابه وتشديده على وجوب معاقبته لعدم إحترامه حقوق الإنسان في بلاده، ولا سيما لدور له في قتل صحافي بارز من بلاده في اسطنبول قبل نحو سنتين علماً بأن بلاده أي أميركا تحترم حقوق الإنسان فيها ولكن ليس خارجها وتحديداً في دول العالم الثالث وما بعده. ردّ المسؤول الأول والمُزمن نفسه في مركز أبحاث أميركي مهم جداً، قال: “قال بن سلمان إنه لن يتعاطى مع بايدن. ورفض اقتراحه زيادة السعودية ومجموعة أوبك+ زيادة إنتاج النفط وخفض أسعاره بسبب حاجة العالم إليه ومنهم أميركا وأوروبا بعد حرب بوتين على أوكرانيا. وهو لم يردّ على اتصال هاتفي أجراه به بايدن من واشنطن. هل يزور بايدن السعودية قريباً؟ ربما. هل يجتمع ببن سلمان؟ ربما. لكن ربما يجدر ببن سلمان أن يكون ديبلوماسياً ولا سيما يوم يزور الرئيس الأميركي بلاده فلا يصرّ على “شكليات” قد تزيد العلاقة السيّئة سوءاً. علماً بأنها أي الزيارة ستكرّس وإن على نحو غير مباشر الدور الأساسي وربما المستقبلي لوليّ العهد. على كلٍ فإن الأخير معروف بأنه سريع الانفعال والغضب”.
سألت: ماذا عن الإمارات العربية المتحدة؟ أنا قلت دائماً إنها دخلت القرن الواحد والعشرين دون سائر دول العالم الثالث وحتى الخليجية العربية منها. لكن ديموغرافيتها ضعيفة أي مليون مواطن في مقابل 8 الى 10 ملايين وافد يعملون فيها. وهذا عامل لا يسمح لها بالطموح الى القيام بأدوار عسكرية كبرى، علماً بأنها قامت بذلك أو حاولت وربما لا تزال تحاول في ليبيا والقرن الأفريقي والبحر الأحمر واليمن… تريد أن تكون “إسبارطة” الخليج. وهذا لا يمشي. ربما يفيدها كما يفيد المنطقة والعالم ممارسة الدور الذي تمارسه شقيتقها عُمان منفردة أو بالتعاون معها. أجاب: “لقد تدخّلت الإمارات عسكرياً في اليمن ونجحت بقيادة ولي العهد في حينه محمد بن زايد”. علّقت: هذا صحيح. حارب في البداية وكان جيشه أكثر احترافاً من القوات السعودية. لكن إيران هدّدتها فتراجع. علماً بأنه اختلف مع السعودية حليفتها في الموضوع اليمني. وعندما هدّد الحوثيون مأرب جدّياً أرسلت الإمارات “عمالقة الجنوب اليمني” الذين أسّستهم ودرّبتهم فأحبطوا محاولة هؤلاء. لكن إيران هدّدتهم ثانية فأعادوا العمالقة الى الجنوب. أنا أفضّل أن يتفهّم بن سلمان ما يعانيه بايدن حالياً وأن يتصرّف على نحو لا يحرجه في أثناء زيارته المملكة رغم أن الزيارة تكرّسه الزعيم الأول في بلاده عملياً. هل يراهن السعوديون على ترامب مرّة ثانية إذا فشلت زيارة بايدن لبلادهم؟ أجاب: “هذا أمر سابق لأوانه”. ماذا عن الحرب على أوكرانيا؟