رأي

ياجماعة نحن في خطر.

كتب أحمد الدواس في صحيفة السياسة.

بدأت تنتشر السيارات التي تعمل بالكهرباء، وكذلك سيارات الـ”هايبرد” التي تجمع بين الوقود والكهرباء.
وثمة إقبال محلي على هذه السيارات مع سهولة شحنها، وأسعارها باتت حاليا تقارب نظيرتها التي تعمل بالبنزين.
وبدأ عدد من المواطنين الذين يشيدون منازلهم في تجهيز الشواحن المطلوبة لشحن بطاريات هذا النوع، حتى لا يضطروا مستقبلاً لتكسير الحوائط لتمديد تلك الشواحن.
الدول الأوروبية وضعت موعداً أقصى لوقف استخدام السيارات التقليدية، وبعض منها حددت عام 2025 اخر موعد، والبعض الآخر حدده في 2030، فالسيارات الكهربائية تحافظ على البيئة، فهي لا تسبب أي تلوث، ولا ينتج عنها ارتفاع درجات الحرارة، ولا تصدر أي أصوات.
ماذا يعني ذلك؟
يعني جوابا واحدا: انهيار سعر النفط، ومستقبلا سيزداد عجز الميزانية، وتتضرر البلاد، فالعالم كله حاليا يركز اهتمامه على بدائل النفط، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بل وطاقة الموج، فمثلا، لما يتدفق الموج يحرك المولدات الكهربائية في البحر لتنتج الكهرباء.
الكويت اعتمدت على مصدر واحد للدخل، وهو النفط، فلم تنشيء صناعات محلية كصناعة الدواء، والمواد الغذائية، ولا اهتمت بقطاع السياحة ليجذب السواح، كمصدر مالي آخر للبلاد.
كانت كوريا الجنوبية بلداً محطماً بعد الحرب العالمية الثانية، عندما انتهى الاحتلال الياباني، وكان سكانها فقراء، ونظراً لحاجة الناس فيها إلى الضروريات في ذلك الوقت، مثل بناء المنازل الصغيرة المتواضعة، والمواد الاستهلاكية، فقد أنشأت الحكومة صناعات حرفية لإشباع هذا الطلب، وركزت حكومتها على تشجيع الصناعات الصغيرة، وأصلحت الأراضي الزراعية، ومشاريع البنية الأساسية، فانخفضت نسبة البطالة، ولما فاض الإنتاج تم التصدير للدول المجاورة، وتدفق عليها المال.
تدريجياً استثمرت كوريا الجنوبية في التعليم، ومع تشجيع الدولة للصناعة تمكنت العمالة الكورية من إنتاج أجهزة إلكترونية باعتها للخارج بثمن زهيد، وبمرور الزمن حققت البلاد نمواً اقتصادياً كبيراً، وأصبح معدل دخل المواطن الكوري الجنوبي من بين أعلى معدلات الدخل في العالم، بل انها كانت تعتزم إدخال” الإنسان الآلي” في كل منزل بحلول سنة 2020.
واليوم هيا يا حكومة، أنفقي أموال البلاد، كمساعدات أو قروض على موزمبيق، وجيبوتي، وطاجيكستان، وتركمنستان، وقرقزستان، وبورما، وأنغولا، وتشاد، والنيجر، وبوركينا فاسو، وعلى من خذل الكويت ولم يقف الى جانبها وقت احتلالها، ثم تتباكين على العجز بالميزانية، بدلا من إنشاء صناعات محلية كصناعة الدواء مثلا، أو انتاج محاصيل زراعية، أو غيرها من الصناعات المختلفة، كما فعلت كوريا الجنوبية، أو استثمارعوائد النفط في الصناعة الأوروبية مثلا؟
في وقت ما قال النائب صالح عاشور: “الحكومة غير موافقة على قانون شراء القروض، وتذهب لتساعد الأردن، وتدعم العراق بمؤتمر المانحين، ان ميزانية العراق ثلاثة أضعاف ميزانية الكويت، بخلاف الودائع المليارية في مصر ولبنان، نحن غير معنيين بحل مشكلات العالم على حسابنا”.
لما كانت الكويت فقيرة، والبيوت مبنية من الطين، لم يساعدنا العرب ولو بشيء من الفاكهة، وكنا صغارا ندفع ضريبة لكفاح الجزائر ونحن ندخل السينما، ولما استقلت صرنا ندفعها لكفاح الفلسطينيين، ولن يساعدنا هؤلاء، ولا العالم عندما ندخل دائرة الفقر.
ان الإهتمام بالأوضاع المحلية، وتحسين معيشة المواطن، أولى من مساعدة الآخرين يا حكومة.
فالحكومة التي لا تملك أولويات فهي تتوق بشكل متهور الى إغداق أموال البلد على دول العالم أجمع الى حد الاستماتة، حتى لو عانى شعبها مشقة الحياة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى